فراق
هانحن افترقنا
الاشلاء تشبهنا
جدراننا تحولت
إلى قصب صمت
كل مافيها جف
تكسرت شفاه التّنهّد
لم ينتبه السلام
كيف صار كالبخار
قناديل البوح
طارت إلى أعلى
إلى ماوراء النسيان
غرقنا في الضياع
تسكع صداه
يمسح غبار الذكريات
يحط رحاله
عند محطات التجلي
خلف بوابة التاريخ
يلاحق سراب الحقيقة
وما تساقط منها
عند آخر لقاء
افترقنا
واغتربنا في الغياب
نودع شغف الحضور
تحت ضوء الصراخ
مزقتنا اظافر الركض
خلف عشب الوصال
قيدنا مسافات الشوق
وقطعنا جناح الاحلام
وهي تعبر نسائم الياسمين
افترقنا
بذرنا مفردات قدر جديد
يكوّر الليل والنهار
جفت ابتهالات السنين
ارقتها التفاصيل
حتى لون العتاب
تغير
كتبناه بلون الصديد
على سطح الماء
اغرقناه في المدى البعيد
ناشدنا الربيع
ان يعود من منفاه
غير ان الفراق كان مبتغاه
هانحن نراقبه
صار عاريا
ولو مسكناه
لقتلناه رجما
مسعودة القاسمي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق