السبت، 20 فبراير 2021

بَينَ صَّرخَة وَصَّرخَة بقلم الشاعر عزالدين الهمامي

 بَينَ صَّرخَة وَصَّرخَة

*****
تَذَكرْ يَا ابنَ آدَم وَأنْتَ تَنْقُشُ اسمَكَ عَلى صَفَحَاتِ دَفَاتِرِ الأيَّام بِأن تَحْذَرَ الرّيح والعَوَاصِف التِي قَد تَأخُذُكَ إلى قِصّة اسْتِعبَادٍ أو اسْتِسْلامٍ بِطَعمِ الإذْعَان مَعَ مُتعَسّفَاتٍ مِن بَنِي جِنسِك لَا أخْلَاقِية تَدْمَى لهَا القُلُوب، و تَأخُذُكَ فِي دَوَامَة مَعَ كَثِيرٍ مِن الحِيرَة ، فَأحْذَر يَا ابنَ أمِّي أنْ تَسْبَحَ فِي مُسْتَنقَعِ التَسَاؤلات، فَعِندَمَا يَطفَحُ الليْلُ أوْجَاعَه تَحتَ سِترِ الظلام ، وَحِينَ تَهِيم فِي بَحرٍ مِن الألمْ بِلا مِجدَافٍ، أو تُحَلق فِي فَضَاءِ السَّعَادَة بِلا أجْنِحَة، تَذكَر أنَّكَ بَدأتَ حَيَاتَكَ مُنذُ الدَقِيقة الأولَى بِالصُرَاخ، رُبمَا إحسَاسٌ قَبْل الوَعي بِأن الحَيَاة عِبَارَة عَن رِحلةٍ مَنَحَهَا الله لِلإنْسَان بِمَا يَنتَظِرُه مِن مُجَابَهَات قَدْ تَكُونُ عَبَثِيّة لا قِيمَةَ لهَا وَرُبَّمَا مَلِيئة بِمَا يَنفَعُ النَاس وَ قد لَا تَحْمِلُ مَردُودًا يَعُودُ بِالنفْعِ عَلى البَشَرِيّة، وَ لكِنكَ تَدخلُ الحَيَاة بِصَرْخَةٍ قبْلَ أن تُغَادِرَهَا بِصَرخَةِ الأهْلِ و مَا بَينَ الصَّرخَة وَالصَّرخَة سَتَكُونُ أشيَاء كَثِيرَة يُمْكِنُكَ أن تَعْرِفَهَا عَن الحَيَاة، فِي أوْقاتِ المُعَانَاة وعِندَ الشُعُور بِالفَرَاغ الرُوحِي تَظهَر لأعْيُنِنَا صُورَة الإنسَانِيّة، حَيثُ الجَبَرُوت المُتَسَيّد فَتَتَرَاءَ لنَا الحَيَاة و كَأنهَا لابِسَة ثَوبًا قَاتِمًا وَمِن غَير العَقلَانِي أن لا تُحِب الحَيَاة كَمَا هِي، لقَدْ قِيلَ فِي هَذِهِ الحَيَاة كَلامٌ لَا حُدُودَ له يُعَبر عَنْهَا ويُوَضّح كُل شَيءٍ سَوفَ يُوَاجِه الإنسَان ...
*****
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
20/02/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق