الخميس، 25 فبراير 2021

الساقية بقلم الطاهر خشانة

 ** الساقية **

وساقية سقتنا يوم كنا في مآسينا
وما بخلت علينا رغم مافيها وما فينا
بها اختلطت مواجعنا
سنين طويلة كانت تواسينا
وما كنا نسينا أنها كانت لنا وطنا
بديلا عن أراضينا
بها كبرت أمانينا
وما زلنا نحِنُّ إلى أغانينا
ولن ننسى يداََ قوَّت أيادينا
ليوسفَ قد أضافوها
وهم أدرى بماضيها
ومنذ بها نزلنا طاب ملقانا
كأنَّا في منازلنا نقيم وبين أهلينا
دمُ الشهداء في الماضي القريب سقى أراضيها
فكان النبت عرفانا نناجيها
لنا في كل عام محفل يحيي معانيها
ولن ننسى بها جثثا تعانقها وتحميها
على مر السنين شدَتْ قوافينا
لمن في العسر صانونا
فصرنا إخوة والدين يجمعنا
ورب العرش يحمينا
وساقية بأرض الجار تذْكرنا ونذْكرها
ونحن لها إذا اشتدّ الأسى دار
وباب البيت مفتوح لها في كل إعصار
فلن ننسى يداََ مُدّت إلينا يوم كنا في مآسينا
وصرنا اليوم تذكارا
_____________________ الساقية هي ساقية سيدي يوسف مدينة تونسية احتضنت الشعب الجزائري في وقت ثورته فكانت له نعم النصير وقد اختلطت بها دماء الشعبين الشقيقين في قصف بربري للعدو الفرنسي يوم 8 فيفري 1958
____________________________________
الطاهر خشانة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق