إنِّي عَلَى العَهْدِ ..
......................
البَحْرُ هَاجَ وَقَدْ تَاهَتْ بِهِ سُفُنِي
مَازِلْتُ أَبْحَثُ عَنْ أُنْسِي وَعَنْ سَكَنِي
كَيفَ السَّبِيلُ إلَى شَطٍّ أَلُوذُ بِهِ ؟
إنِّي سَئِمْتُ مِنَ التِّرْحَالِ وَالوَهَنِ
سَافَرْتُ سَافَرْتُ لَمْ أَرْتَعْ بِأَشْرِعَتِي
لَمْ تَهْدَأِ الرِّيحُ فِي دَوَّامَةِ المِحَنِ
أُصَارِعُ المَوجَ والأَمْوَاجُ عَاتِيَةٌ
بَحْرٌ يَمُوجُ بِأَلْوَانٍ مِنَ الفِتَنِ
فِي رِحْلَةٍ لَمْ أَجِدْ وَصْفَاً لِقَسْوَتِهَا
عَانَيتُ فِيهَا صُنُوفَ الهَمِّ وَالحَزَنِ
غَابَتْ شُمُوسٌ لَنَا أَزْهَارُنَا ذَبُلَتْ
وَالبَدْرُ فِينَا خَبَا بِوَجْهِهِ الحَسَنِ
أَينَ الأََصَالَةُ والتَّارِيخُ ؟ هَلْ مُحِيَا ؟
مَا عُدْتُ أَلْمَحُ نُورَ الفَجْرِ فِي وَطَنِي
مَنْ عَاشَ مُنْتَظِرَاً وَلَمْ يَجِدْ أَمَلَاً
قَدْ يُعْلِنُ السُّخْطَ والعِصْيَانَ فِي العَلَنِ
كَمْ ذُقْتُ فِي أَلَمٍ طَعْمَ المَرَارِ وَقَدْ
أَجْهَضْتَ لِي أَمَلِي رِدْحَا مِنَ الزَّمَنِ !
فَلْتَنْتَفِضْ مُسْرِعَاً لَمْ يَبْقَ مُتَّسَعٌ
طَهِّرْ رُبُوعَكَ مِنْ جَمَاعَةِ العَفَنِ
لَنْ تَسْتَطِيعَ جُيُوشُ الأَرْضِ إنْ جُمِعَتْ
أَنْ تَكْسِرَ الحُرَّ أَو تَقْضِي عَلَى الفَطِنِ
إنِّي عَلَى العَهْدِ لَا أَرْتَدُّ مَهْمَا جَرَى
حتَّى وإنْ حَضَّرُوا يَا غَالِيَاً كَفَنِي
الشاعر_أحمد_نصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق