الجمعة، 12 فبراير 2021

صليبٌ بلاقضية بقلم سليمان أحمد العوجي.

 (صليبٌ بلاقضية)

------------------------
كئيباً كقصرٍ بلا أعمدةِ سيادةٍ..
تترجلُ عنْ فرحكَ..
تمشي كموتٍ واثقٍ من نفسهِ..
هازئاً بانتباهِ الألغامِ وكيدِ النساءِ..
زهيداً كنصٍ مثقوبِ النعلِ
في شتاءِ المعاني..
تطوفُ بصغارِ أبجديتكَ على مرضعاتٍ يرشحُ الأسى من خوابي صدورهنَّ..
على بُعْدٍ فرسخٍ مِنَ الندمِ
خائباً تعودُ كنردٍ رماهُ ملكُ النَّحسِ على رقعةِ الخساراتِ..
وحيداً..وحيداً..
وكلُّ الشوارعِ المفضيةِ إلى قلقكَ تزدحمُ بأقدامِ اليائسينَ والمتسولينَ والمنادينَ على بضائعَ كاسدةٍ....
عفيفاً..
فمائدةُ الهدوءِ لا تغري جوعَكَ بكثرةِ الأطباقِ الفارغةِ
تزجركَ الدروبُ كآثمٍ فضحتهُ رائحةُ الذنوبِ..
دمعةٌ حيرى أنتَ في عينِ
الوداعِ..
يَرْفونَ عطشكَ بخيوطِ التَّبرير الواهيةِ..
وكلَّما عوى ذئبُ الألمِ رموهُ بعظمةٍ من ذبيحةِ التسويفِ..
تخافُ على ظلكَ إنْ سقطَ جدارُ الشمسِ ونكثَ الضياءُ بالوعدِ...
مِنْ دهرٍ وأنتَ تُحيكُ لخيالكَ سراويلاً تسترُ بها عورةَ الفكرةِ..
ويدكَ على فمِ سؤالٍ مشاكسٍ يراهنُ على إغضابِ اليقينِ..
مِنْ دهرٍ وأنتَ على سريرِ الدِّعةِ مستغرقٌ في تنقيةِ حنطةِ طالعكَ من زيوانِ النوايا..
حتى زَنَتْ الحربُ بأهلكَ وأنتَ معصوبُ العينينِ بقماطِ الغفلةِ..
جدرانُ عُمرِكَ مَعارِضٌ للبؤسِ تُزيِّنُها لوحاتُ الحسراتِ...
يومَ صرختَ بأعلى قلبكَ
( إني أحبه) ..
تاهَ الوطنُ عن القطيعِ فأحسنَ كبيرُ الذئابِ وفادتهُ
تراشقَ العبيدُ بالرأيِّ والرأيِّ الآخرَ ..
فكسروا زجاجَ حريتكَ..
يارجل أما قلتَ لي:
أنَّ كلَّ صليبٍ لايحملُ قضيةً هو أداةُ انتحارٍ
يارجل ألستَ القائلُ:
كلُّ فكرةٍ لاتنتشلُ غريقاً هي محضُ أسنانٍ لبنيةٍ في فكِّ الحقيقةِ....
باكراً تَجِيءُ أسراباً كلُّ الحمائمِ لتحضرَ جنازاتِ الهديلِ..
باكراً سيكسرونَ بابي ويستدعوني للتحقيقِ أنا وكلّ مَنْ وردَ اسمهُ في هذا النص..
ستختفي أسماؤنا
وسيعثرونَ على كنيتي مرميةً على قارعةِ دفترِ العائلةِ..
وسيغرقُ الجميعُ في الظلامِ
فأولادُنا غادروا اللَّوحةَ قبلَ أنْ يُكْمِلوا رسمَ الشَّمسِ..
ستنقلبُ حافلةُ الحريقِ
وتنجو النَّارُ بإعجوبةٍ
وستظلُّ وجوهنا تعتني بتربيةِ أحزانِها..
ونبقى حرشاً سائباً ينصبُ فخاخَ العطشِ للماءِ المخاتلِ يحرسهُ صبَّارٌ مشغولٌ بمناقشةِ قضايا الصبّرِ.
---------
سليمان أحمد العوجي.
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق