الجمعة، 19 فبراير 2021

سجن الافكار(الجزء العشرون) بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

 سجن الافكار(الجزء العشرون)

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي Écrivain Chtioui Slah
تواصل الحوار بيني وبين النائب ومرافقي المعارض حول السعادة فقلت:
السعادة اصدقائي كثيرا ما تعجبني هذه الكلمة وانا ارددها في داخلي، حروفها تشجيني تسعدني تنشيني،
السعادة تشعر بها عندما تذهب الى العمل وتنجز عملك بضمير.
السعادة تشعر بها عندما تسير في الطريق ولا تأذي أحد.
السعادة تشعر بها عندما تحتضن اباك وأمك بكل حب.
السعادة تكتسح كل حواسك عندما يستقبلك ابنائك وأحفادك وزوجك أو زوجتك بكل حب وحنان وعطف.
السعادة عندما تفعل الخير بدون ان تطلب مقابل لذلك.
السعادة تشعر بها عندما تترك اثرا وانجاز في وطنك.
السعادة تشعر بها عندما تصفح عمن ظلمك ولا تحاسب من أخطأ في حقك.
السعادة تشعر بها عندما تتعافى من مرضك.
السعادة تغمرك عندما تنام وانت مرتاح الضمير لم تظلم أحد لم تأكل مال أحد ولم تورط وتدعي على أحد.
السعادة تغمرك عندما تنجح في التغلب على شهواتك وعلى نفسك الامارة بالسوء.
ستتعرض في حياتك الى صعوبات وعراقيل ودسائس ومكائد عليك ان تتغلب عليها بحكمة لا تنتقم وحكم عقلك وستكون النتيجة شعورك بالسعادة، شعورك بالتغلب على السوء يجعلك سعيدا الى أبعد الحدود.
السعادة ليس ضحكات او قهقهت نرسلها هي شعور داخلي جميل، اطمئنان نفسي وسموا الى أعلى.
السعادة تنبع من داخلنا ولا تكتسب نصنعها نحن ونسعى قدر الامكان لتحقيقها مهما كانت الظروف صعبة وعسيرة ومعقدة، يجب ان لا نتأثر بمصاعب الحياة وتعقيداتها.
ترتبط السعادة بالأمل، فالأمل يعطينا الإحساس بالسعادة ويدفعنا نحو التفاؤل والعطاء وانه مازال هناك فرصة ووقت لفعل شيء او تحقق حلم.
ان السعادة تعتبر روح المنح والعدل والمساواة...ان السعادة تجعل في داخلك قلب شريف وحس اخلاقي نظيف ونفس هادئة.
ان مصدر السعادة الرضى بما انت فيه ومتى ارادها الفرد تأتي اليه.
قال صديقي المعارض موجه كلامه الى ا نائب الشعب: كيف لي ان اشعر بالسعادة ونحن شعب قام بثورة من اجل الكرامة.
ينتابني فرح عميق عندما استمع لما صرحت به الدولة الجزائرية من تقاسم التلقيح التي ستتسلمها مع الشعب التونسي.
هو فرح يغمرني وشعور ينتابني وأتأكد يوما بعد يوم بان الجزائر وتونس شعب واحد بدون أي شك، وبان الشعوب لا تقسمها وتفصلها حدود او جيوش، حب الشعب الجزائري للشعب التونسي لا يتزعزع، وكذلك حب الشعب التونسي للجزائري حب راسخ وتكامل مستمر منذ الثورة الجزائرية على المستعمر والى اليوم.
التلقيح بينت شهامة الجزائر دولة وشعب فرحت بالشهامة الجزائرية وليس بالتلقيح فالتلقيح مادة تأتي وتنتهي واما الحب الجزائري لإخوانه وشهامتهم ورجولتهم لا نجدها عند الخونة الذين عطلوا الإنتاج في تونس وأفسدوا فرحة الحياة.
أوقفوا انتاج كل شيء، الغاز والفوسفاط والجبس والاسمنت وأفسدوا الحبوب وسرقوا البنوك وقتلوا الشعب بفسادهم.
الجزائر تمدنا بالغاز ونحن نغلق الغاز باسم الثورة نغلق المناجم باسم الثورة نفتعل الاضرابات باسم الثورة نحطم كل ما هو جميل من اجل مصالح مجموعة فاسدة.
لن ننجح الدولة مدام اتحاد الخراب يتحكم في الشاردة والواردة في الادارة التونسية وخارجها.
نحطم الادارة من اجل مصلحة مجموعة تتحكم في دواليب الادارة ونسيطر عليها بقوانين شغليه متطرفة أضرت بالاقتصاد، الا متى تواصل هذه الزمرة الفاسدة التلاعب بمصالح الدولة والتحكم في مفاصلها
وابتزاز مسيريها فهل ان الاوان لمراجعة القوانين الشغيلة والظرب بقوة على ايدي العابثين.
ألم تفهموا أن مطر وطني لا تشبه كل الأمطار، رائحته لا يمكن ان تشمها في باقي الامصار، انا عاشق لوطني، رائحة الشتاء في وطني مرسال بين الاحباب، سحقا لكل من أحب أمطار غير امطار الوطن.
الجزائر لم تقم بثورة التي يسميها صانعوه ثورة الكرامة، لم تقم شقيقتنا الجزائر بالثورة لكن الحقيقة من يشعر بالكرامة حقا هو الجزائري، من يشعر بالعزة هو الجزائري، وبدون ثورة.
على قدر فرحي وسعادتي بالحب الجزائري والشهامة الجزائرية على قدر حزني على بلدي وما وصلت اليه من مهانة وضعف وفوضى وتخلف في كل الميادين.
نجحنا بعد الثورة في الفشل، الفشل في السياسة، في الاقتصاد، في التعليم، في التشغيل، في الصحة في الثورة في الاستثمار في الانتاج في الديموقراطية، حتى في الكرامة فشلنا.
نجنا في سرقة البنوك وتوريد النفايات ومنح التعويضات نجحنا في تفريخ الارهاب وقتل العباد والتستر على الراشي والمرتشي وتركه بدون عقاب واتهام الشريف.
قطع الكلام النائب عندما لاحظ أنى اكتب وأسجل الحوار وقال لماذا الكتابة؟
قلت أكتب لحل مشاكل المجتمع او وضعه امام حقيقته سواء ان كانت جميلة او قبيحة، اكتب ليعرف الجيل القادم ما حدث، اختيار هذا الطريق يجعلك تعاني كثيرا، ستكتب بقلبك وفكرك وكل دمائك.
سيهرب عنك النوم وتفيق كل ليلة لتقييم أفكارك وتأثيرها على المجتمع، ستقيم أفكارك من جميع الجوانب الأخلاقية والدينية والقيم السامية، ستتعب لأن القيم مبنية على اخلاصك ومجهودك وتضحيتك. هناك متعة في أن تكتب بضمير والالتزام بذلك،هناك متعة في أن تكتب بضمير والالتزام بذلك بطولة حقيقة في هذا الزمن الصعب.
Peut être une image de 1 personne


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق