مزحة على لسان صديق:
.................. (الصَّبْرُ أَحْرَىٰ) .................
تُجَـوِّعُـنِـي الـنَّـؤُومُ بِـلَا شُـعُـورِ
فَـأَخْـرُجُ لِـلَّــدوَامِ بِــلَا فَــطُــورِ
وَ أَعْمَلُ سَاغِبًا حَتَّىٰ انْـصِـرَافِـي
فَوَقْتِي ضَـيِّـقٌ مُـنْـذُ الْـحُـضُـورِ
أَرُوحُ كَمَا خِمَاصُ الطَّيْـرِ تَـغْـدُو
وَ لَمْ أَرْجِعْ بَـطِـيـنًـا كَـالـطُّـيُـورِ
وَ لَـسْـتُ أَقِـيـلُ ثَـانِـيَـةً نَـهَـارِي
وَ تَرْتَاحُ الطُّـيُـورُ مَـعَ الـهَـجِـيـرِ
وَ أُنْثَىٰ الطَّيْرِ تَفْـضُـلُـهُ نَـشَـاطًا
وَ أُنْثَايَ النَّشِيطَةُ فِي الشَّخِـيـرِ
مَـتَـىٰ نَـامَـتْ أَقَـامَـتْ كُـلَّ جَـارٍ
لَيَشْكُوَ مِـنْ شَـخِـيـرٍ أَوْ صَـفِـيـرِ
تَـنَـامُ وَ لَا يَـنَـامُ لَـهَـا ضَـجِـيــجٌ
وَ إِنْ أُنْكِـرْ فـوَيْـلِـي مِـنْ نَـكِـيـرِ
وَ مَـا اسْــتِــيــقَــاظُـهَـا إِلَّا بَـلَاءٌ
فَيَالِي حِينَ تَصْحُو مِـنْ صَـبُـورِ!
تُكَشِّـرُ فِـي الـتَّـثَـاؤُبِ كُـلَّ نَـابٍ
وَ تَـزْفَـرُ زَفْـرَةً مِـثْـلَ الـزَّئِــيــرِ
فَيَنْخَلِعُ الْـفُـؤُادُ كَـقَـلْـبِ ظَـبْـيٍ
تَفَاجَأَ فِي الْحَشَائِشِ بِالْهَـصُـورِ
وَ لَوْ غَـاضَـبْـتُـهَـا وَاجَـهْـتُ دُبًّـا
فَأَرْجِعُ لِلطَّـبِـيـبِ عَـلَـىٰ سـرِيـرِ
وَ مَا الْتَأَمَتْ جِرَاحِي قَطُ مِنْـهَـا
وَ مَا انْجَبَرَتْ بِعَظمِي مِنْ كُسُورِ
كَـأَنِّـي مَـيِّـتٌ وَ الْـبَـيْـتُ قَـبْـرِي
أُعَذَّبُ فِـيـهِ بِـالـذَّنْـبِ الْـكَـبِـيـرِ
تَمَثَّلَ لِي بِهَا ؛ يَا قُـبْـحَ فِـعْـلِـي !
وَ مَا تُجْدِي النَّدَامَةُ فِي الْقُـبُـورِ
تَسَاءَلَ مُشْفِقٌ: فِيمَ اصْطِبَـارِي؟!
أَجَبْتُ: الصَّبْـرُ أَحْـرَىٰ بِـالْأَسِـيـرِ
__________________________________
أسامة أبوالعلا
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق