السبت، 13 فبراير 2021

لله في خلقه شؤون. بقلم الكاتب المحلل السياسي. سعد الزبيدي.

 لله في خلقه شؤون.

عيد الحرب.
صرح مصدر مسؤول أن عيد الحب يصادف يوم غد بينما صرح لنا مصدر آخر أن العيد هو بعد غد وكلاهما تناسوا أن الحب إذا حدد بيوم فقد بريقه فأين نحن من أعياد الحقد والكره والبغضاء التي عصفت بالعراق وجعلته أشلاء ممزقة نجمعها من على أرصفة الشوارع حتى باتت الذئاب من كل حدب وصوب تنهش بلحمنا وتلتهم حتى عظامنا.
كلما عاد الحب استذكرت الشهداء المساكين الذين تساقطوا منذ عقود من الزمن حيث الحروب والإرهاب والطائفية كانت سببا في استشهاد المئات كل يوم على ارض العراق.
حتى بتنا نكره لا شعوريا اللون الأحمر فهو لا يذكرنا إلا بالدم المسفوح.
وهكذا انتقل اللونين الأحمر من الدم المراق واللون الأسود لون الحزن حيث ترتدي أمهاتنا الثكلى وأراملنا وأيتامنا السواد حدادا على من رحل مظلوما من العلم إلى شوارعنا وجد أن شوارعنا حيث يعلق نعي موتانا.
فهل نحن بحاجة إلى اللون الأحمر كي يذكرنا بعيد الحب؟!!!
نحن كعراقيين نحسد شعوب الأرض على مايرفلون به من أمن وأمان وراحة وبال وأجيالنا تتوارث الهموم والخوف جيلا بعد جيل حتى أضحت أبسط مقومات الحياة في بلاد أخرى هي أكبر أماني العراقيين فما إن وقعوا في مطب أو أدخلوا في دهليز فالخروج منه سيكون بشق الأنفس فحرب ثماني سنوات وحصار ١٣ سنة ودمار وفوضى من ١٨ سنة إلى ما شاء الله.
فهل يحق لنا أن نحتفل بعيد الحب وكل شارع وكل زقاق من أزقة بغداد تذكرنا بكارثة وحادثة خطفت أرواح أعزاء على قلوبنا؟!!!
أنا لست ضد الحب لأنه ملح الحياة ولا تحلو الحياة من دونه ولكن لا أعرف كيف يريد أن يحتفل البعض بعيد الحب وينسى بل ويتناسى مصائب العراق ولو وعي العراقيون إلى ما هم فيه وما يحاك ضدهم من دسائس ومؤامرات وما يجري من نهب وسلب وتدمير لكل ما هو عراقي ماديا أو معنويا لقرروا أن يعلنوا أن كل أيامهم أيام حداد على العراق الذي تحكم فيه السراق والأفاقون واللصوص ومازالوا ينفذون أوامر ساداتهم من خارج الحدود ليقطعوا اوصاله ويسرقوا خيراته ويطفئون أي بصيص أمل لكل من يسعى لإنقاذه.
ومازالت ماكنة الموت والتغييب والتهميش تعمل على قدم وساق من أجل أن يظل الوضع على ما هو عليه ومن يريد للفوضى أن تستمر هي القوى التي تضمر حقدا على العراق والعراقيين.
فهل نحن بحاجة إلى الاحتفال بعيد الحب أم نحن بحاجة إلى نحول كل أيامنا كي نتصدي للباطل والظلم والفوضى ونتكاتف حتى نثقف البسطاء وعامة الناس للمخاطر من استمرار السقوط نحو الهاوية والبحث عن حلول واقعية بعيدا عن مؤسسات الدولة والعمل الجاد لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
لست متشائما ولكني محبط ومرعوب من مستقبل مجهول ينتظر الأجيال القادمة التي تعتبرنا قدوتها.
لابد أن نزرع قيم الإنسانية والحب والتسامح وقبول الآخر والولاء للوطن وانتهاج اسلوب الحوار المتمدن مع من نختلف معهم ونثقف الأجيال القادمة كي تثق في نفسها وفيمن حولها لتنطلق للمشاركة في بناء عراق قوي حر آمن متماسك لن تنطلي عليه ألاعيب الطبقة الفاسدة المفسدة التي أوغلت في تجهيله والإساءة إليه.
لا بد أن ننمي روح الألفة والتعاون في نفوس الجميع حتى نمد يد العون لكل المحتاجين من أرامل ويتامى وفقراء ومعدمين وأصفال شوارع. ويجب أن نحارب كل الظواهر السلبية وبكل السبل
كي نرتقي بالمجتمع ونخلصه من الأدران التي علقت به. ومن الغريب حقا أن نكون مصابين بمرض تقليد الغرب.
فهل مجتمعنا مجتمع لا ديني مثلا؟!!!
وبدل من أن تشتري دببا حمراء تذكر أن اخوانك من النازحين والمهجرين والمحتاجين أولى أن تتبرع لهم بأي مبلغ لأنهم جياع بلا مأكل أو ملبس والكثير منهم يستحق ذلك
وأنت تشتري هدية عيد الحب
تذكر أن يتامى العراق وأرامله والمعوقين هم الأولى أن تدخل على قلوبهم الفرحة والبهجة والسرور.
قد يراني البعض ثقيل الدم وأنا أصرح بكلماتي تلك ولكن هذا ما أشعر به فعلا استغرب لما وصلت إليه الشخصية العربية من ضياع حتى باتت لا تعرف الفرق بين أن تمسح دمعة طفل يتيم أو تنافق وتقلد عادات مجتمعات أخرى.
و... لله في خلقه شؤون.
الكاتب المحلل السياسي.
سعد الزبيدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق