الأربعاء، 17 فبراير 2021

همزةُ الوصْل في ابتِداء الكَلام بقلم الأستاذة عزيزة بشير

 همزةُ الوصْل في ابتِداء الكَلام———————————-

(حَرِّكْ لِهمزَةِ إن بدَأْتَ بِساكِنٍ وَإذا وَصَلْتَ ، فَلاحَراكَ لِهَمزَةِ)
همزةُ الوَصْلِ ألِفٌ زائدةٌ، تُلفَظُ همزةً مُتحرِّكة يُؤتى بها ؛ للتّخلُّص مِنَ الابتداء
بِساكِن ،تثبُتْ عِندَ ابتداء الكلام وتَسقُطُ في دَرْجهِ أوْ وَصْلِه حسَبَ القاعدةِ عند العرب :"لا ابْتِداءَ بِساكِن".
أيْ تُلفَظُ همزَةً مُتَحرِّكةً في ابتداء الكلام وتُكتَبُ ألِفاً مُجرّدةً مِنَ الهمزة ولا تُنطَق أوْ تُحَرّكُ في وَصْلِه ؛ تسهيلاً للنّطق وتمشِّياً مع القاعدة مثل :
ألقارِعةُ ما ا لقارِعة؟
ألحاقّةُ ما ا لحاقّة؟
-حصَلتْ إشكاليّاتٌ حوْلَ همزة الوصلِ في ابتداءِ الكلام.
- مِنَ الأخطاء الشّائعة:
عدَمُ تحريكِ همزةِ الوَصلِ في ابتِداء الكلام أيْ لا تُنْطقُ ولا تُكتَبُ مُحرّكةً مثل :
الحمدُلله ، السّيرة / ادرُسْ ، احفَظْ
وهذا لا يتناسبُ مع قاعِدة العرَبِ وَيكونُ فيهِ صعوبةٌ في النّطقِ وحبسٌ للأنفاس وشذوذٌ عن قاعدة العرب:" لاابتِداءَ بِساكن". وصرْفٌ لأبنائنا عن لُغتِهم إلى غيْرها ؛لاسْتِصْعابِها .
فأيّهما أسهل؟
أُدْرُس أم / ادْرُس ؟
أُكْتُبْ أمِ / اكتُبْ ؟
إسْتَغفِرْ أم/ اسْتَغفِرْ ؟
ألْحمدُ لله أمِ /الْحَمدُلِلّه؟
بتحريكِ همزة الوصل قوّةٌ في الأداء وراحةٌ في التّنفُّس وسهولةٌ في النّطق وتناسبٌ مع قاعِدة العرب :
" لا ابتداءَ بِساكن" .
-فإذا ابتُدِئَ بالكلماتِ التي همزتُهاوصل فَحُكمُِ الهمزةِ (أن يُنطَقَ بِها وتُحَرّكَ ):
1- إن كانت مكسورةً،فبِكَسْرةٍ تحت همزة الوصل أو بهمزةٍ مكسورةٍ على رأي الدّكتور مصطفى الغلاييني في موسوعته (جامع الدّروسِ العربية).
وتأتي مكسورةً :
1- في أمر وماضي ومصدرِ الخُماسي فما فوْق بِكسرةٍ أو همزةٍ مكسورة مثل:
اِستغفِرْ أو إِستغفِرْ
اِستغفَرَ أو إِستغفَرَ
اِستِغفار أو إِستغفار
2-وكذلك تأتي مكسورةً في أمر الثّلاثي :
اِسمَعْ أو إِسمَع ،
اِعملْ أو إِعملْ
وكُسِرتْ ؛ لِتَتَميّزَ عن همزة القطع في:
أَعرِب ْ ، أَمسِكْ ، أَغْرِ .
2- وتأتي مفتوحةً في :
(ألّ التّعريف ، أيْم) ،إذا وقعتا في ابتداء الكلام بِفتحةٍ فوْق همزةِ الوصل أو بهمزةٍ مفتوحةٍ فوقها مثل :
اَلسّيرةُ أو أَلسّيرةُ أَلسّيرةُالذّاتيّةُ لمُثقّفينامُشرِّفةٌ
اَلحمدُللّهِ أو أَلحمدُلله
اَيْمُ اللّهِ أو أَيْمُ اللهِ لَنَنتَصِرَنّ ! أي أيمانُ الله.
3 - وتأتي مضمومةً بِضَمّةٍ فوقَ الألف أو بهمزةٍ مضمومةٍ فوْقَها في :
1-أمرِ الثّلاثي الذي ضُمّ قبلَ آخره.
اُكْتُبْ أو أُكْتُبْ ، اُدْرُسْ أو أُدرُسْ
2- في ماضي الخُماسي والسُّداسي المبني للمجهول تبَعاً للحرفِ الثالث:
- اُحتُمِلَ أو أُ حْتُمِلَ
اُستُغفِرَ أو أُستُغْفِرَ
اُزدُهِرَ أو أُزدُهِرَ
——————-
(حَرِّكْ لِهمزَةِ إن بدَأتَ بِساكنٍ
وإذا وَصَلْتَ فَلا حراكَ لِهمزَة)
فَسَهَّلَ اللهُ على مَنْ سَهَّل عليْناويُسهِّل والثّوابُ لِلجميع بإذنِ الله!
فَلُغتُنا جميلةٌ وتوخّيناالسّهولةَ فيهَا أجمَلُ وأجمَل! فلا أحدَ يتهيّبُ بعدَ الآن فنحنُ نسيرُ وفقَ قاعِدةِ وضعها العربُ قديماً" لا ابتداءَ بِساكِن"!
فلَكَمْ حبَسوا أنفاسَنا منذُ الصِّغَرِ وحتّى كبُرنا ونحنُ نكتُمُها استِعداداً للبدءِ بِهمزة الوصلِ ساكنةً في ابتداء الكلام ؛حتّى استصعبَ الصِّغارُ والكِبارُ لُغَتَنا؛فهجروها إلى الأجنبيّة!
- أنا عزيزة بشير أستاذةٌ ِللُّغةِ العربيّةمنذُ أربعين عاماً حمَلْتُ لِواءَ الدّفاع عن اللغةِ العربيّة ؛ فقلتُ فيهاالشّعرَ وألّفتُ الكتُبَ ؛ دِفاعاً عنها، وآخرُها كتاب( تذليلُ عقَباتٍ مُثيرةٍ في لُغَةِ قرآنناالأثيرة) وكانت (همزةُ الوصلِ في ابتِداءالكلام ) ضِمْن هذا التّذليل والتّسهيل،فاحْمِلوا اللّواءَ معي وسهِّلوا على الأجيال ؛ لِنُحافظَ على لُغَتَنا الجميلة !
قال صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم:" يَسِّروا ولا تُعسِّروا وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا"!
أللهمَّ هَلْ بلّغت ؟أللهمَّ فاشهَدْ!
————————————-
1-موْسوعةجامع الدُّروس العربيّة /ألجزء الأوّل ص 212
2- مُلخّص قواعد اللغةِ العربيّة / ألجزء الثاني ص87
3-ألْإملاءُ العربي لأحمد قبِّشْ ص26
4-تذليلُ عَقَباتٍ مُثيرةِ في لُغةِ قرآننا الأثيرة ص83-85
ألأستاذة عزيزة بشير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق