صرخة قلم
قلمي ملكي!
يخط حروفي كما يريد
وتصرخ كلماتي كما أريد
فما عاد الصمت يفيد
ولا التجاهل يفيد.
سينفجر غضبي سيولا وأنهارا.
وفي أفقي تلوح الرياح إعصارا
سأثور
.سأتمرد
.سأحرق الأوراق
وأكسر كل المرايا
من قال أني هادئة الطباع؟
أو رقيقة الحنايا؟
أنا إعصار، عندما يهبّ
لن تعرف أرضي من سمايا.
سأثور وأقرر إقرارا
أن كل شيء حولنا
يجب أن ينهارا ..
وأن بحرنا سيلقي حتما بأمواجه على الشطآن
غضبا واستنكارا !
وعلى قمم الجبال سينفجر البركان حمما وأحجارا .
ما عاد الصمت يفيد.
ما عاد التجاهل يفيد
لن نصمت بعد الآن ..
لن نرهب كائنا من كان
لابد أن يكون لذاك الدخان فينا برهان
نار تأتي على كل فاسد
متعفن ...مدان
لا تسكتني يا أنا... يا أنت
لم أعد أنا الآن كما كنت
ولا أنت !
لقد ودّعنا الكبت
وخلعنا جلباب الخوف
...وأبجدية الصمت
أما أنا فقد تحررت !
لن تخيفني النظرات تلك
ولا الصرخات
ولا التهديدات
فقد تحررت
.ثم ماذا؟ .
ماذا بعد؟
لاشيء
الآن انتهيت !
سأعيد ترتيب أوراقي وأقلامي
وأعيد أشيائي إلى أماكنها
أعود لأعتني بأزهاري في حديقتي ...
أعيد العصفور إلى قفصه ..
وأحكم عليه الغلق
أضع شالي على كتفيّ...
أجلس إلى نافذتي ...
أنتظر ...
أنتظر الليل ...
وأنتظر انبلاج الفجر ...
أرقب الصحو والمطر ...
ثم أعود إلى ما كنا عليه
منذ عقود
أعود إلى صمتي...
لقد صرخت ...عبّرت ...تنفست
والآن
أعود إلى الصمت.
فوزية البوبكري...( الأم فوزية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق