الخميس، 11 فبراير 2021

ملامح ذات بهجة | ١٨ | بقلم يحيى محمد سمونة

 ملامح ذات بهجة | ١٨ |

في لقاء خاص مع صديقي الطبيب الذي يحضر لرسالة ماجستير حول /برمجة الأنسجة الحيوية، و المحاولات الجادة لصنع خلية قادرة على القيام بكافة أنشطة الخلايا الحية/
كان صديقي الطبيب قد أطلق في ذاك اللقاء قنبلة موقوتة متعلقة بواحدة من المسائل الخطيرة على الصعيد الفكري - هي مسألة علاقة العلم بالدين - قال: " أنا أؤمن بأن العلم و الدين لا يلتقيان"
قلت: تلك دعوى تكتنفها مغالطات كثيرة - أقصد الدعوى بأن العلم و الدين لا يلتقيان - و إنها دعوى تفصح عن حالة الفوضى التي تعم الشارع الثقافي عند فهمه للدين و العلم.
أيها السادة و السيدات:
موضوع الدين في حياة البشر يختلف عن موضوع العلم و كذلك الدور الذي أنيط بكل واحد منهما يختلف عن الآخر، بل لكل شيء في الوجود موضوعه و دوره الذي أنيط به من غير تداخل بين الموضوعات و الأدوار المناطة باﻷشياء.
أيها السادة و السيدات:
قال الله تعالى في محكم التنزيل: (يمحق الله الربا و يربي الصدقات)[البقرة275]
فهذه الآية الكريمة تكشف - على سبيل المثال - عن معلومة يجب أن تودع في ذاكرتنا، مفادها: أن أموال الربا تصير إلى محق.
لكننا إذا شرعنا نبحث عن معنى الربا، و عن ماهية المال الربوي، و الكيفية التي يستبرئ بها المرء لنفسه و ماله من الربا. فهذا البحث يعد من المعرفة - بمعنى أننا "علمنا" أن مال الربا باطل؛ ثم "عرفنا" كيف نستبرئ لأنفسنا من الربا
هنا نكون قد صرنا وجها لوجه أمام معنى"الدين" فبعد أن "علمنا" و "عرفنا" أصبحنا على واحد من اثنين: فإما أن نعمل بما قد علمنا و عرفنا، و إما أن ندع علمنا و معرفتنا جانبا و نمضي في حياتنا كما نشاء! و بذلك ندان بفعلنا و سلوكنا إن خيرا ف خير، و إن شرا ف شر، فذاك هو الدين العدل.
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
للتنويه
في المنشور اللاحق بعون الله تعالى أبين لكم موضوع كل من العلم و المعرفة و الدين و ما إذا كان ثمة ربط بينهما أم لا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق