السبت، 13 فبراير 2021

أحبك سلسة حلقات الحلقة الثانية ح2 بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون --- ستراسبورغ فرنسا

 أحبك سلسة حلقات الحلقة الثانية ح2

كلمة سهلة النطق, صعبة التطبيق, مستحيلة الوفاء.
من سباق مقالاتنا المحينة بجديد الحدث.
الحب بحر عميق لا يعلم خباياه و أسراره إلا الرب الخالق الخبير العليم بعباده وبأحوالهم.
2-وإنتهاء بفلاسفة العصر الحديث شغلت النفس كل هؤلاء بسرّ جودها وماهيته، وحقيقة تقسيمها وغايته.
فقد قرأ أفلاطون النفس قراءة مستفيضة عميقة، وأستخرج من قراءته أنها جوهر مستقل عن البدن، ومفارق له، وتحرك البدن وتصرفه، وتسعى في الوقت ذاته إلى الخلاص منه، ويرى أيضاً في تقسيمها أنها تنقسم إلى ثلاثة أنفس:
1-نفس ناطقة إلهية،
2-ونفس غضبية حيوانية،
3-ونفس نباتية نامية شهوانية.
ونأخذ هاته النظرية من جانب فلاسفة المسلمين ,
وهي النظرية التي طرحها الدكتور محمد البستاني وهي أن النشاط الأولي ينطلق من مبدأ البحث عن اللذة وإجتناب الألم.
وطرفا التجاذب هما الشهوة والعقل، أو الذات والموضوع.
وتمثل الشهوة الإشباع المطلق و الأخر الإشباع المقيد بالضوابط المقررة. ويوازن هذا الأصل النفسي أصل عقلي قائم على قدرة التمييز بين نمطي الإشباع المذكورين، وهما الهام الفجور والتقوى، وهو مجسد بثنائية طاقة متوازنة، لا هيمنة لأحدهما على الأخر إلا من خلال الطريقة التي يختارها الكائن، ألا وهي طريقة بحثه عن الإشباع.
وقد أنطلق الدكتور البستاني، في نظريته، من مصدرين إسلاميين: أولهما قول الإمام علي(ع): (إن الله ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كليهما. فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم).
فهذه الكلمة تعكس التكوين الفطري للطبيعة البشرية. و المصدر الأخر هو قوله تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)، أي إن الهام الفجور والتقوى يعنيان الإدراك لمبادئ الشهوة و العقل. وبذلك تجتمع ثنائية التركيبة النفسية البشرية، وتتمثل في عنصري الإدراك والوجدان، في صياغة اللذة والألم.
ويمكن أن نسجل على هذه النظرية آلم آخذ الآتية:
1. إن قول الإمام علي(رضي الله عنه) المذكور هو في تحليل التركيبة النفسية من الشهوة و العقل، فالشهوة تمثل الحاجة الحيوانية من شهوة البطن والفرج، والعقل يمثل قمة الاتزان التكاملي للنفس، وبخاصة بقرينة المقابلة الملاحظة في الرواية، بين البهائم، وهي الإشباع من دون مراعاة للوسيلة، والملائكة، وهي عدم وجود الحاجة المادية أصلا، ولكن هناك القوة العقلية التي تسعى إلى الموازنة بوصفها حالة أولى، والى الكمال التكويني عبر طاعة الله وعبادته بوصفها حالة ثانية.
فالإنسان، بما يملك من هاتين القوتين: الشهوة والعقل، يتحرك إلى إشباع حاجاته الحيوانية، وتمثل الشهوة المحرك لذلك. أما العقل فهو العامل الموازن بين تلك الحاجات وبين المعوقات الموجودة أمامها ومقدار قدرة الكبح، فبسلطة العقل تتبلور شخصية الإنسان وتظهر نمط سلوك في شخصيته. وهذان الأمران لا علاقة لهما مباشرة باللذة والألم حتى يمكننا تصيد النظرية الإسلامية منها.
فالشهوة، بما تمثله من حب لإشباع البطن والفرج، تحتاج إلى محرك، فقد يكون المحرك هو الجوع، وقد يكون العادة،فالمعتاد على الغذاء في وقت محدد، فانه يأكل حتى لو لم يكن محتاجا إلى الأكل .
هذا ما تحدث عنه اهل العلم و الفكر و الفلسلفة و غيرهم وكثير منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الإمام محمد البوصيري رحمة الله عليه و طيب تراه و نور قبره القائل في النفس /
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع، وإن تفطمه ينفطم
- فاصرف هواها وحاذر أن توليه ... إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وخالف النفس والشيطان واعصهما ... وإن هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصما ولا حكما ... فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
وبهذا انقسمت الآراء بين مؤيد و معارض و تصنفت الأفكار إلى عدة فئات لكل منها فهمها ومفهومها , تفسيرها و تحليلها إلا أنها رغم ذلك لم تخرج لا بتوصيات و لا بتوجيهات تفيد الدارس و الباحث المتعمق لأجل معرفة ما سلف ذكره أعلاه....تبع ح3
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون --- ستراسبورغ فرنسا
Aucune description de photo disponible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق