السبت، 1 يوليو 2023

جرح..بأصل الرّوح… بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جرح..بأصل الرّوح…

الإهداء: إلى إبني غسان..ذاك الذي أضرم فيَّ أحزانَه..وغمرني بغيم رحيله..ورذاذ فراقه السري
.. غسان
كنت أجمل الفتيان في تاريخ بلادي
كنت أطول الباسقات في أرض أجدادي
كنت إذا تمشي..
ترافقك السنابل وزهرة اللوز
وكل الفصول..
وتتبعك غزلان و أيائل ..
* * *
غسان..
يا مهجة الروح..يا وجعي ..
ويا وجع القصيدة..
حين تلمسها الأنامل
ترى؟
هل ترى..ما أرى..؟
نجم هوى..
فبكته الحقول
وأدمعت كل السنابل..
* * *
بيديّ سلّمت -غسان-للترابْ
ونثرت بعض الدمع بين مشيّعيه
كي أبرّر للحياة خيانتي
بيديّ أطعمت الترابَ-كبدي–
باكيا.
نادبا..
لكني متمسكا بديانتي.
يا هول ماحدث..
انتهيت من التعازي
والتهاني بالنجاة من الغيابْ
وتركته في حبسه الطينيّ مفردا ومطفئا
كأنّي لست والده الرحيم وزنده
أربعة وعشرون عاما وهو يشدو لي
ويخفيني عن الأحزان تحت جناحه
وأنا أجاهد منذ كانت خصومه الأيام اللئيمة..
والغربة والإغتراب..
والحظّ الغرابْ
معذرة-غسان-إن واريتك قسر الإرادة..
طينا رحيما..
وركاما من التراب..
* * *
لم يملأ الطين عيونك الجميلة-يا غسان–
من عشقها ملأته
بك تكتحل الأرض
ينبت زيتونهـــــــا
لن يضغط الطين
إلا كما رحم الأمّ
طين رحيم..
كربّ رحيم
لا صرفا كوجهك
كل الحدائق المزهرة..
وكل حنان القمر
من أين هذي الرشاقة للقدر الضخم
أم أنتَ مما صَبَرتَ
نحتّ القدر
ثب من سباتك
كأنّك تذلّل ظهر الزمان
بعيونك الجميلة الأرض عشقا
تدور بها مشرقا في غياهب الكون
ولا صبر لوالدك أكثر مما صبر..
* * *
مكسرة كجفون أبيك..هي الكلمات..
ومقصوصة،كجناح أبيك..هي المفردات
فكيف يغني المغني؟
وقد ملأ الدمع كل الدواه..
وماذا سأكتب يا بني؟
وموتك ألغى جميع اللغات..
أحملك،يا ولدي،فوق ظهري
كمئذنة كسرت قطعتين..
وشعرك حقل من القمح تحت المطر..
ورأسك في راحتي وردة تونسية ..
وبقايا قمر
* * *
أواجه موتك وحدي..
وأجمع كل ثيابك وحدي
وألثم قمصانك العاطرات..
ورسمك فوق جواز السفر
وأصرخ مثل المجانين وحدي
وكل الوجوه أمامي نحاس
وكل العيون أمامي حجر
فكيف أقاوم سيف الزمان؟
وسيفي انكسر..
أ* * *
أيا غسان..
لو كان للموت طفل..
لأدرك ما هو موت البنين
ولو كان للموت عقل..
سألناه كيف يفسر موت البلابل
والياسمين
ولو كان للموت قلب ..
تردد في قتل أولادنا الطيبين.
فيا قرة العين ..
كيف وجدت الحياة
فهل ستفكر فينا قليلا؟
وترجع في آخر الصيف حتى نراك..؟
* * *
إنّها الريح إذن ..
ولا لوم علي حين أبكي إبني..
أو أحنّ إلى مهجة الليل فيه
أنا أُبكي بصمت في هدأة الليل..
حين يهدهدني الشوق إليه..
أنا أبكي بصمت عينين عسليتين
يغمرهما التراب
ولا عتاب..
ولا عقاب لمن يبكي مثلي
في مثل ليل كهذا
لكم تكرهني الحياة ولم أفعل لها شيئا
سوى ما يفعل بمن تاه
في غياهب الصحراء
السراب
وأحيانا أنا أبكي على أمي التي أنجبتني..
ذات شتاء
يصهل في ليله الخراب
أو أبحث في جيبي عن الدنيا..
التي عذبتني..
أصرخ في هدأة الصمت : أماه..أستغيث..
ولا جواب
ولا أبرز كفّي للدنيا
كي لا تراني..
أجن
خائن مثلي تماما..
من لم يجنّْ
* * *
سيّدي
"هل بوسعي الجلوس إليك قليلا
سأنثر حولك بعض النصوص على عجل
وأعود إلى معهدي
ابتسمتُ لها وبكى جسدي
قدمتْ من أقاصي الخرافةِ،من شهوتي
من مخابر آلهة الفنّ
واقتحمت وحدتي
وأنا لست حبلا
تعلّق فيّ البلاد مفاتنها في النهار
وتتركني ذاهلا في المساءْ
وأنا لست ربّا غبيّا
لكي أطرد امرأة من غيومي
ولستُ مدرّس شعر ولستُ طبيب نساءْ
إنّما هذه الطفلة المتلعثمة الخائفةْ
هذه الوردة النازفةْ
هذه العاصفةْ
لا تعي ما أصاب المغنّي
وكرّاسها المدرسيّ
على ركبتيها يصلّي
ويدفعني للصلاةْ
لكنها..
بكَت..
ثم بكيت..
حين قلت لها :
غسان مات
محمد المحسن
*هذه الشذرات صيغت بحبر الرّوح..ودم القصيدة
محمد المحسن

الموْتُ إذ يقْهَرُنَا بقلم الشاعر محمود بشير

 الموْتُ إذ يقْهَرُنَا


ألا ندْرِي بأنَّ الموتَ قهرٌ
وأنَّ صدَاهُ أحزانٌ تُذاقُ

فمَنْ يمضِي يَفيِهِ القلْبُ حُزْناً
ويتبَعُهُ حنينٌ واشتياقُ

فكأسُ الموتِ نشربُهُ تِباعاً
كأنَّ الموتَ يفرضُهُ سباقُ

فمهما زادَنَا الخلّاقُ عُمْراً
سيفْنَىٰ عمرُنَا وغداً نُساقُ

محمود بشير
2023/7/1



مرايا ــــــــــــ ريم الكافي


 مرايا ....الكرى

حنين
طوي بعض دروبي
وازهرت الخطى
صباح ونجوم وربي
أوراق توت
ضمتها دفاتري
حلل
من ابتسامات الصبايا
من عناقيد حب
حطها الرهام
بين اتلام طفولتي
فنمت السماء
قادم يناديني
....... حتما....
لا اعترف
.......بالصدى
رتبت نبضي
حملت حقائب
الامنيات
وركبت الخطى
كيف لي أن أدرك
معنى الدروب..؟
فالالوان تبعثر
بصرها....
.لتتكيء.....
على همس البقاء
هناك مرايا الأمس
اكيد هناك
بين الحكايا
......انا
ذبلت الخطى
سافرت وريقات التوت
وودعني اللقاء
عد إلى غفوتك
يا حرفا
ملأ جراب صمتي
فلم يكن ...حلمي
الا ....صدى...
ريم الكافي /تونس

الاِمْتِحَــانُ ــــــــــــ حمدان حمّودة الوصيّف


 الاِمْتِحَــانُ..

(من وحي صعوبة الاِختبار المقدّم للمترشّحين للإعداديّات النّموذجيّة)
نَصُّ الحِسَابِ أَتَى بِشَكْلِ عِقَابِ
وتَـهَالَـكَتْ مِنْ أَجْـلِـهِ أَسْبَـابِـي
فَقَدَ الـجَمِيعُ صَوَابَـهُمْ، فَتَـرَاهُـمُ
حَيْرَى عَلَى جُهْدٍ مَضَى كَيَبَابِ
وابْتَلَّتِ الأَحْدَاقُ مِنْـهُمْ والجُفُو..
نُ كَأَنَّـهَا قَدْ عُرِّضَتْ لِسَحَابِ.
مَـا حِـيـلَةُ الـتِّـلْمِــيـذِ لَـمَّا كَـادَهُ
مَنْ أَغْلَـقُـوا مِصْـرَاعَـةَ الأَبْوَابِ
إلاَّ بِــأَنْ يَـبْـقَـى حَـزِيـنًا كَاسِفًـا
أَوْ لاعِنًا جَـهْـرًا لكُلِّ حِسَابِ...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

أغوص فيك ــــــــــــ الشاعر سامي حسن عامر


 أغوص في أعماقك أفتش عني

أجدني في آخر ردهات الحنين 

حيث يسكن الحب مداد السنين 

حد أنني آخر أحلام العاشقين 

يحملني النبض 

وتبحث عني الرؤى 

يا عطرا من زهور الياسمين 

يا آخر طعم الفرح 

وروحا تفوح 

ترسمني على وجوه الصباحات 

نقشا يحيا ولا يضيع 

اتنفس طيفك يزورني 

يعبر بي طيوف المستحيل 

يا حبي كيف أحيا بدونك 

وأنت القلب ومرافيء السفر 

وحبك خارطة عمري 

وعشقك أحلى قدر 

أهواك صوت مناجاتي يبدو 

في قسمات وجهي 

وأحلامي الذائبه فيك 

ضمني وعانق بي كل المسافات 

وأخبرني كيف الحب ينتهي 

يصبح ذكرى من رفات 

أغوص فيك. الشاعر سامي حسن عامر

عرفناهم ــــــــــــ عبدالمنعم عدلى

 


عرفناهم

عبدالمنعم عدلى...مصر

عرفناهم وعشنا

على هواهم

وتحملنا قسوة القهر

والحب يمحوا الظلمات

وبعد مافات العمر

سنه وراء سنه

وإحنا متعلقين بيهم

ومشينا وراهم

وكنا ظلهم وماتركناهم

ودارت الأيام

وعرفناهم بعد

ماطالت الغفوه

وصحينا وصحيت ليالينا

ونسينا كل قسوة

شفناها معاهم

ولفى وجيبى ياليالى

حبنا كان أيه وياهم

يخسارة على السنين

وعلى القلب الحزين

ال مات جواهم

ولفى وجيبى ياليالى

ظلم الناس 

ال عاشوا جوانا

وإتربعوا على

عرش هوانا

وراحت الأيام ونسيناهم

وهم معانا 

بس العين أظلمت

وماعادت تهاواهم

بقلمى عبدالمنعم عدلى

.جاء العيد ــــــــ إنتصار محمود


 ...جاء العيد...

ومازال حبيبى بَعيد
كنت أُتمني...
أن يكون مَعي..
فى هذا العيد...
السَعيد..
وسط الأصحاب..
والأقارب والأحباب..
ونتَشارك معاً الفرحة
ويدُق على قَلبي الباب
فأين أأأأنت ...؟
يا أعز الأحبااااب..
يا من أسكنتُك قلبي
ولامست إحساسي..
فأأأأنت عِيدي..!!
وعِشقي وجُنوني....
وأنت عُودي...!!
الذى عَزفت على أوتاره
أجمل وأدفأ الألحان 🎶
فياليتكَ تأتي حبيبي !!!!!
لتُقبلني...
وأقول لكَ في هذا العيد.......
( كل عامٍ وأنت سعيد)
بقلمي✍️
شاعرة الحب
إنتصار محمود
مصر 🇪🇬

أيا فراشةً ـــــــــ نجوى عزالدين تونس


 أيا فراشةً...

طاردتّها عُمْرًا...
وبرشفةِ عشقٍ ما جادَتْ..
حُطّي على زهرة قلبي...
امتصّي رحيقَ حُبّي...
وانثري الألوانَ في أفقي...
ارقصي على إيقاع نبضي..
تمايلي كغصن الياسمين..
املئي كوني عبقا...
رَفْرِفي بجناحَيْكِ..
دَعِي نبضكِ يهزُّ نبضي..
بعنفوان...
ارقصي ما بين الشّغف واللّهفة..
اخترقي بضجيج الوَلَهِ...
رُكامَ صمتي...
فجّري ينابيعَ الهمْس...
كوني قيدا يأسرني...
كوني نسائمَ حريّة..
تهبُّ في تجاويفِ رُوحي...
ارْقُصِي على إيقاعِ نبضي..
وكوني ماءً يُطْفِئُ ضَمَئِي...
بردا وسلاما في أَتُونِ فؤادي..
نورا يضيءُ قناديلي...
أَيَا فراشةً..
طاردتها عُمْرًا...
وما خضعتِ لقوانيني...
اسكُني رياضَ البَوْحِ..
أزْهِري بين ضلوعي...
اهزمي دُجى ليلي الحزين...
كوني عشقي المجنون...
ولا تتركيني..
في صحرائي وحيدا..
يقتات الفراغ من وجدي...
وبلظى الأشواق أحترقُ..
بقلمي✍️نجوى عزالدين تونس

فراق ـــــــــ هاشم شويش


 فراق

ضمدّتُ جرحي واختزلت أنيني
ولجمتُ بالصبر الجميل حنيني
ما عدت أشكو من سياط جحودها
كلّ الذي تعنيه لا يعنيني
ونسيت عقلي والتقى وتيقني
عند التقاء جنونها بجنوني
عِفتُ لها قلبي يهاجس بالهوى
حدَ الغواية، قلتُ: لا تغويني
وهربتُ ممن كان فيه تسهدي
فتركتُ كأساً بالظمأ يسقيني
ما كانت الأشعار ترجعُ راحلاً
كيف القصيد بلحنهِ يحيني!
من ديواني (معزوفة الصمت)
بقلم هاشم شويش / العراق

جميل الروح ــــــــــ الشاعر حامد الشاعر


 جميل الروح و المحيا أراك

قصيدة عمودية موزونة على البحر الطويل
و كثمانه لا يستطيع هواك ____فتالله لم يعشق فؤادي سواك
لم النور يسبيها بأجمل صورة ____و أحلى مقام عين قلبي تراك
و أرسلت شعرا من شفاهي و قبلة ____و ما أرسلت إلا سلاما يداك
هواي أرى فيه هداي بمقلتي ____أراك و لم يبصر سواي بهاك
و حلو المحيا و السجايا أراك كم ____بحسن إلهي يا جميل حباك
*****
أراك جميل الروح يفتن حسنه ____محياك ما فيه سباني سباك
فقلبي له عين تهيم و إنني _____ أراك بعين لا تنام ملاك
تعال إليها قال في لغة الهوى ____و للجنة الخضراء مثلي دعاك
رأيت عجابا مدهشا في فعاله _____يقول فماذا في هواك دهاك
غناك يضاهيه سناك و أرضك ____الجميلة لم تسقط عليها سماك
أراك تغني للحياة و يزدهي _____ ربيع التباهي مرتين اتاك
*****
و كم تشبه البدر المنير و يبلغ ____الضحى و عنانا في السماء علاك
تصيد عيوني بالجمال و سره _____و تلقي ببحر لا يميد الشراك
تعز بسحر الحسن من ذل قلبه _____أراك بلا سيف تصون حماك
هواك سقاني من رضاب و مثله _____و كالرائح الغادي هواي سقاك
سأبقى وفيا للهوى لن أخونه _____يلبي نداء من هواك فتاك
*****
تبوح عيوني بالغرام و جهرة _____ فكثمانه لا أستطيع هواك
مناي قريبا أن أراك بموطني _____ المفدى و في دنياي طاب ثراك
لكل جميل في هواه عدوه _____ لك الحب فاعلم أن مناي مناك
لقد ضل كالشيطان يرمي حباله _____مرارا لنا يرجو العذول الهلاك
أحبك حبا لا مثيل لسحره _____ فسبحان من في القلب حلوا رماك
*****
بقلم الشاعر حامد الشاعر

ريحانة الشدو ـــــــــ محمد محجوبي


 ريحانة الشدو

. ...
الى حيث تزهر أطياب القلب
الى هناك .. في ضحكة الأفق المشموم
وإلى تخوم الضوء المعجون بأنات السهد
حيث المرايا تعكس فصولها زعفران وهج
ونسمات البحر
توطن متاهة النعاس الأخضر
كما الأمواج
منسابة زغاريدها تهيج عصافير المواويل
فتسري صبابة منتعشة الضلوع
يولول لها قمر أصيل
وريحانة الشدو
ههنا بين فراشات الشعر
تمطر في عشب الإحتواء
طقطوقة هزيجنا والإنبعاث
من مقل القمح الحارس
تتجاذب عناقيد المحيا
عنب السكر والإنتشاء
محمد محجوبي / الجزائر

رفيقة عمري ـــــــــــ عبير الراوي


 رفيقة عمري

في المساء رتبت حديقة العيد
أنتظر قدوم حبيبي من بعيد
وغزلت من تهاليل ودعوات المآذن
أطواق فرح وأساور من حنين
تعويذةلتهديكِ لدفء قلبي العليل
أحبكِ.....أتنفس عشقك
أحتاج وصالك...أبحث عنك في كل مكان
دعيني أرتوي من زمزم قلبكِ
عذب الحب واشفيني.....
أشتاق إليك كثيراً وأحن لرؤيتك
أرسل إلى أصدقائي الحجيج دعواتي
لتحرير سجن شوقي وحنيني
فأنتِ روحي وعيدي وبهجة كل الأيام
تعالي لنصنع من جرح حنيننا
عيد فردوسي له تاريخ فريد
عبير الراوي دمشق

عيناك ـــــــــــ ع جمال الجزائري


 عيناك:

عيناك قصائد غزل بدوية
وبيت القصيد سواد توسط واعتدل.
الشعر فيها موزون بدقة
لبحر من بحور الشعر قد اكتمل.
تقرئ السلام بلا رسول
توجز القول بالإشارة وتختزل.
لحاظها طلسم جلب عجيب
يغري فؤاد كل عارف وجاهل.
خادمة عفاريت تنفذ حروفه
بتعاويذ صبابة، فأسيرا ومعتقل.
أتى شيخنا ليفك رموزه
سقط مغشيا عليه وما احتمل.
وقال اخل سبيلي حين استفاق
و غادر مذعورا سبح و هلل.
فعلمت أن الرقى فيه لا تنفع
وقد جلبت أحسن الشيوخ وأفضل.
دريني وعيناك على هوى
فلا ضرر منها ولا علل.
وانزلي فؤادي بهما أهلا
وقد هاجر إليهما إستقر ونزل.
ثم عاهد عيناك على صون
والعهد حرام نقضه والبدل.
غزل فيك من عفاف نسجته
فارحمي قلبا هواك إليه تسلل.
بحرف نثرته كعقد اللؤلؤ
من ذا قبلي كان مثلي تغزل!؟.
بقلم ع جمال الجزائري.
المسمى حقيقة فرحي بوعلام نورالدين.
الموطن الجزائر.
ولاية سعيدة.
يوم 01/07/2023.

الموجُ الغاضب ـــــــــــ محمد علي الشعار


 الموجُ الغاضب

تعوَّدَ شربَ الدمِّ طيبَ عصائرِ 

وتاريخُهُ الماضي سَوادُ مجازرِ

يُربُّونَ خنزيراً وريثاً لجَدِّهِ 

كما قتلوا بالأمسِ مليونْ جزائري 

لنا عندَكم فاتورةٌ من دمٍ جرى

ستُدفعُ رغماً فوقَ أنفِ المُكابرِ 

أيُقتلُ طفلٌ للفراشةِ ينتمي

ويُكسَرُ في ودِّ البراءةِ خاطري 

سأفتحُ للشِريانِ ألفَ شهادةٍ

وأغلقُ دونَ الموتِ كلَّ معابري

سأنزعُ شوكَ الضيمِ تحتَ وٍسادتي

لتغفوَ في جَفنِ الحريرِ نواظري

وأحملُ جرحي فوقَ رأسي كرامةً

وأغسلُ بالدمِّ الخضيبِ ضفائري 

_

محمد علي الشعار 

1/7/2023

ميّت حي ـــــــــ شفيق بن البشير غربال


 " ميّت حي " أو حكاية صفاقسية

قلت له : لم أدر كيف أدخل للكتابة عن الرواية . فأرشدني بتلقائية ضاحكة : ادخل من باب الحكاية الصفاقسية .. وكانت المشورة الصائبة .. إذن رواية " ميّت حيْ " للكاتب محمد معلّى هي حكاية صفاقسية مَتْنًا وحوارا و أسلوب عيش . شخوصها من الواقع المعيش : حفار قبور ابن حفار قبور مكافح ، و زوجةٌ أسرت قلبه حبيبة ٌمؤازرة ، و أب / حمٌ راعى الله في كنّة منكوبة في أبيها أنزلها منزلة تفوق منزلة بناته ، و صديق محامٍ هو الوحيد الذي كان يزوره بمسكنه بالمقبرة بصفته حارسا لها ، و حلاّق ثرثار بطبعه يتحول دكانه الى مجلس للتحاور إلى حدّ الجدل في شؤون كرة القدم و السياسة و أخبار المجتمع ، و مقاول هو عرف المِختار حفّار القبور وهو شخص رأسماليّ استغلاليّ قاطع أرزاق ، و أخوة مختار ناكرو الجميل ناكثو وصية ِ أبيهم بترك المنزل بعد وفاته لأخيهم الأكبر الذي انقطع عن الدراسة ليساعد أباه في إعاشتهم والإنفاق عليهم في دراستهم و تزويجهم ، والأم التي كانت تُؤْثر كنَّتها على بناتها وتخشى عليها من مكرهنّ .
من هو الميّت الحي ؟ ولماذا هذا التوصيف؟
ارتكز السرد في هذه الرواية ذات المائة وتسع ٍوثلاثين صفحة على شخصية محورية " مختار" تلك الشخصية الواقعية من بيئة صفاقسية في فكرها و لهجتها وصلابتها و عزة نفسها حينما تُمسّ الكرامة و يُزلزَل الوجود ويصاب في مقتل كما يقال . ( ... وها أنا في هذه المقبرة ميّت حيّ فلا أنا ميّت كالأموات ولا أنا حيّ كالأحياء...ص 100) . و تفسِّر حيثيات حياة مختار داخل المقبرة توصيفه بالميّت حيّ ، إذ مثلت المقبرة مقرّ عمله و تمضية يومه بين القبور حافرا و بانيا وملحّدا و داهنا لها بمقابل تجود به أيادي المترحمين في زياراتهم ، كما آوته المقبرة في ركن منها في مسكن وظيفيّ مخصص للحراسة ليلا ونهارا ، وكلّفه ذلك مقاطعة أهله و أحبابه إلاّ صديقه عادل المحامي وزوجته سعاد ..
هل هي سيرة ذاتية لحفار القبور ؟
هي كذلك بوجه عام ّ ، وهي سيرة في ثوب روائيّ تتفرّد بخصوصيات رُسِمت ملامحها مما عايشه مختار تشاركه خديجة حبا وكرامة وتعاضده شخصيات أخرى مبثوثة في الرواية . النصّ نموذج لسيرة عامل مكافح ذي نزعة ثورية فطرية تطورت تجربته و تشكّل وعيه بحقوقه العمالية حتّى أدرك أنّ القطع مع المستغلين لعرق العمال ضرورة وجودية يتحقق به كيانه كفرد في مجتمع مختلّ التوازنات .
اللهجة العامية ؟
قال عنها الدكتور محمد الخبو في تقديمه للرواية :". ... واستعمال هذه اللغة العامية سمحت للمؤلف بجعل الشخصية تتكلم بحسب مستواها الثقافي والفكري ولا يتسلط عليها فيجعلها تتكلم بلغة طه حسين أو العقاد كما يفعل عديد الكتّاب في تونس . ونحن نعتبر هذا باخسا لحق ّ الشخصية الروائية في الظهور النّصّيّ الحقيقيّ في الرّواية "
اجتهد الكاتب في استعمال لهجة صفاقسية محلية على ألسنة شخوص الرواية فيها القول العادي ، وفيها الأمثال ، وفيها الطرفة التي إن كتبت بالفصحى ضاعت نكهتها ..و قد ذكرتني هذه الرواية بتوظيفها للهجة الدارجة بكتابات البشير خريف و خاصة في روايته ( برڨ الليل) حيث اجتهد في استعمال لهجة تعود الى القرن السادس عشر في فترة الصراع العثماني / الأسباني أو ما يعرف بدخول السبنيول الى تونس (الحاضرة) و العبث بأهلها .
و تظلّ بصمة محمد معلّى في استعماله للهجة الصفاقسية مميّزة بتلقائيتها ، بعيدة عن الاستعمال الفولكلوري السمج قصد الإضحاك والتّندّر ، وهذا يحسب للكاتب لأنه كتب باحترافية واعية دون ثرثرة ممجوجة .
خديجة ؟
هي الشخصية المحورية الثانية التي جمعت بين المرأة الأنثى ، الحبيبة والخليلة ومستودع أمن وسلام المختار ، وبين المرأة ذلك الكائن الاجتماعي المتقنة لأدوارها في العائلة رعاية ًوخدماتٍ و مشورةً ومساندة ًفعلية في الأزمات . خديجة كانت صِنْو المختار و وقوده و مستراحه عند اشتعاله هما وغما من ظلم البشر له وقولها " ما تخضعش الموت أهون مالخدمة عندو "( ص 138) و قولها :" أنا معاك وين تمشي أنا معاك . وين تحط ساقيك نكنْ راسي " ( ص139) لخصا موقفها المبني ّعلى عزة النفس وكرامتها . إنها والمختار زوج من الكناري متآلفان وإن حصل بينهما خلاف أحيانا هو كالملح في الطعام .
رومانسيةلا يندر ُ أن نراها في صفوف الكادحين لأنها ليست حكرا على الأغنياء كما تصورها سينما الأبيض و الأسود .
قضايا عجّ بها النص الروائي :
ضمّن الكاتب في روايته جملة من القضايا من صميم الواقع لو توسع فيها لاتسعت رقعة النص الروائي ولازداد حجمه كما أراه أنا ، و للكاتب وجهة نظر أخرى ولا شك في ذلك . و من تلك القضايا : الصفاقسي والموبيلات الزرقة / اعتراض على التطور الطبي وانعكاسه سلبا على عمل حفار القبور / موقف مختار الرافض للتصريح بالحب لمحبوبته / عادات رمضانية / مظاهر العرس و ما يسبقه من حمام وتنقية / علاقة أخوات الراجل بزوجة الأخ / نقد الواقع الاقتصادي / العلاقة الشغلية / أزمة السكن / أجواء دكان الحلاق / أجواء المآتم / نظرية المؤامرة بين الدول / مواقف ايديولوجية من السياسة والحكام العرب / حركات التحرر والولاء للأجنبيّ / الرياضة والإجراءات الأمنية / مسألة عذاب القبر / الختان / الإرث والقطيعة بين أفراد العائلة / المعارضة السياسية / تأثير السياسة في العلاقاة الزوجية / علاقة المشغل بالأجير / موقف من اليسار السياسي / الغرب وانتهاك حقوق الإنسان / الاسترزاق في المقابر ( طلاء القبور وتلاوة القرآن ) / فلسفة الحياة والموت / العربدة والمجون في المقابر / مشهد الختان / التذمر من الوضع الاقتصادي إبان الثورة في تونس/ الحوت المالح وعيد الفطر / رؤية هلال العيد .
النهاية ؟
قفلة جعلت من آخر النص أفقا مفتوحا : ترك الجبانة والعمل والسكن فيها ومغادرتها على الموبيلات الزرقة التي أبى أن يستبدلها بأخرى وفاء لعشرته معها وتحملها أعباءه شابا وكهلا .
ماذا بعد ؟
للقارئ أن يتخيل نهاية ً ما عساه يحدث بعد ترك المقبرة ، ولا أظنّ أن ذلك مما يدخل في شغل الكاتب الذي أنهى مهمّته و قفل نصه بفعل دالّ على الحركة ( انطلقا ) وأظن ذلك كافيا للدلالة على الأمل و إرادة البناء من جديد .
هذه قراءتي لرواية ( ميّت حي ّ) للروائي محمد معلى الصفاقسي روحا وفكرا و تجذرا في الواقع الصفاقسي . ولا يعدّ التركيز على المحلية تقوقعا ، ولكنه يعكس تمكن الكاتب من تخريج نصّ في بيئته الحقيقية ، وأراه نجح وأقنع . ولي وقفة مع كتابه الثاني ( مقامات آخر الزمان ) إن شاء الله .
حرر بصفاقس في 30 جوان 2023
بقلم : شفيق بن البشير غربال

بِحَجْمِ الْكَفِّ ــــــــــ محمد الناصر شيخاوي


 بِحَجْمِ الْكَفِّ

من قال أنني حزين
أنا مرتبك فقط
سلالات لغة هجينة تستوطن رأسي فأبدو مثل قعر بئر مهجورة
هواجس - لا ملمح لها - تُدْمِنُ لَعْقَ أصابعي حَدَّ الثمالة
وتبقي وَجْهِيَ شاحبا وهزيلا
لكنني لست أبدا حزينا
أعني أنني لست حزينا - بما يكفي -
لأُقيمَ قُدَّاسًا يليق بالوافدين من أقاليم العتمة
من قال أنني حزين؟!
أضحك كثيرا حين لا أجد في هذا العالم
ما يُضْحِكُ
أنحني قليلا لِأُوثِقَ لساني بِذُؤَّابَةِ وَجَعٍ رضيع
وَأُكْمِلُ السَّيْرَ دون ذاكرة تذكر
وَاهِمٌ من قال إن الحزن - قليل -
الحزن - الذي لا يَتَعَدَّى حجم الْكَفِّ -
مُهِينٌ ومرير
كَصَرِيرِ صَفْعَة !
محمد الناصر شيخاوي
تونس