الخميس، 24 مارس 2022

شموخ..فوق زخّات الألم* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 شموخ..فوق زخّات الألم*

"إذا أردتَ ألا تخشى الموت،فإنّ عليك ألاّ تكفّ عن التفكير فيه" (snénèque)
..المطر يغسل الفضاء، وحبّاته تسقط على الأرض فتتناثر أشبه بخيالات تولد وتندثر، وعلى المدى تنطرح الأضواء فوق المستشفى الأكثر بياضا من العدم، تذكّر أنّ ثمّة بشرا يعيشون أيضا..
لقد اكتشف الطبيب الصّارم-المرضَ الخبيث-الذي توغّل في رئة أبي وبدأ ينخرها بشراهة فجّة، مما جعله يحدّد موته برتابة إدارية مرعبة!..هذا الإكتشاف المفجع أجبرني على العودة به إلى البيت حيث سيكون الوداع
أنا الآن، مثقل الذهن من رؤياه، مكدود المشاعر، إلا أنّ تألّمه لم يكن يثير من الألم بي، أكثر مما يثير سخريتي من الحياة، فإنتهاء الإنسان إلى مثل هذا المصير لا سيما بعد أكثر من نصف قرن قضاه يعطي الحياةَ حيويّته ونضارة صباه، هو ضرب من العبثيّة التي لم أستسغ كنهها بما فيه الكفاية..لقد غدا أبي في عداد الميت، وانخرط في عدّ أيّامه بصبر الأنبياء..هكذا بعد أكثر من نصف قرن أعطى فيه الحياة أضعاف ما أخذه، يحيله المرض إلى كتلة من عذاب..
فجر يوم الإربعاء.. على الساعة الخامسة ألما :
إنّه ليس معقولا أن يموت أبي، كما أنّه ليس معقولا أيضا أن يعيشَ على تخوم الألم،ومع ذلك فلا شموخه فوق زخّات العذاب عجّل برحيله، ولا أنا قبلت بأن يموت،رفضان في تناقض محتدم، إلا أنّهما محتدمان بصورة قدرية..وذلك هو جوهر أحزاني..
قبيل إنبلاج الصّبح بقليل سرحت فيما يبدو أكثر مما ينبغي فأغفيت"..رغبت في البكاء، بكيت دون دموع..تراءى لي والدي بوجهه المهيب، ورجولته الفيّاضة، خيّل إليَّ أنّه عاتب عليَّ"أنت نسيتني-قال لي-ومن حقّك أن تنساني..فمَن غاب عن العين ينساه القلب..!"
صرخت بملء العقل والقلب والدّم:" لا يا أبتي لن أنساك..لن يطويك الزّمن..لن يباعد بيننا..الزّمن لن يطوي أمثالك ممن خبروا شعاب الجبال، وقفْر البراري..ستعود كما كنت جوّاب آفاق يصبر على المكاره..ليس من السّهل أن تتوارى خلف التخوم، ولا أن تضيع ولا أن تموت..ولا أن.." استفقت على أبي يئنّ بصمت حزين..لقحته فوق ذراعيَّ ومشيت به، فشعرت كأنني أحمل كيسا من العظام..أدخلته"دورة المياه" وأمسكت بيديه حتى إنتهى، ثم حملته من جديد..كان حزنا صعب المراس يلتحف بأضلاعي..
صباح يوم الخميس.. على الساعة السادسة حزنا :
دخلت الغرفة فرأيت أبي مسجى، وقد تميّع مرضا، وتحلّقت حوله أخواتي، انقبض قلبي بسرعة وأسرعت إلى جانبه، كانت شفتاه تتحركان وعيناه مغمضتين بعنت وألم، وهيكله هامدا ساكن النبض..
اقتربت منّي أمّي وهمست في أذني بصوت مكتوم:" لا تحزن يا ابني..الحزن ماء غريب لا يغسل ما يجب غسله إلا في لحظات هاربة".." لا يا أمّي..إنني حزين..الحزن حالة من الهمود كالقهوة التي تفور وتفور، ثم تتراجع وتستقر في قاع الركوة.أنا قهوة فارت وهمدت..جسد يتلوّى في فيض الألم..أنا كتلة من ألم..ترى يا أمي، هل سيطوي الموت جناحيه الأسودين على أبي..؟ إلتفت صوبه ثانية،فرأيته يعضّ شفته السفلى بعنف وقد تيبّست يده تحت جنبه الأيمن..وتهادت الأوجاع على صفحة وجهه غائمة كأطياف مراكب الصّيد عند الغسق..
عند المساء :
حين الظلمة تبرك على الإمتداد على حيّ نابت في مكان ما من الجنوب..تتحرّك كائنات بشرية وسط الفراغ، وتتململ بعض الأصوات التي تحملها الأحزان وتطوّح بها بين أركان البيت..في تلك اللحظات المنفلتة من عقال الزمن..يتوجّع السكون ويصاب الصّمت النبيل بجراح يفقد على إثرها اللّيل سرّه..ثم يتعالى الأنين ويتعاظم الألم فترتجف قلوب أعتى الرجال..وتبكي عجوز بصمت جليل:
-رفيق دربي يموت..
-لا لم يمت..
-استدع الطبيب يا "محمد"
-لا..لم يعد يفيد..
وسط البيت ينفلت فراغ ممل، صمت غير محدود، وفي هذا الفراغ الجائع المحموم تصنع الرّيح ارتعاشاتها في المدى صوتا يحاكي نحيب الأرامل..اتجهت صوب أبي، ذاهل اللب والخطى ينهشني في داخلي خراب كاسح، ويتناهى إلى سمعي أنين قاهر ما فتئ يتضاءل كالرّجع البعيد..اقتربت منه فألفيته مسجّى وقد اعتصره الضمور واعترى جفونه ذبول وحاقت بعينيه أورام وغشيت وجهه سحابة من عذاب كافر..أمعنت النظر فيه فوجدته يتلوى كنبات زاحف والكلمات تندغم في حلقه..وشيئا فشيئا ارتخى جفناه كستارة تسدَل وتشابكت يداه وهما تضغطان على الألم في صدره، ثم بدأ يتكوّم ويرتخي وبين التكوّم والإرتخاء تضيء عيناه وهما تبحثان عن وجهي لينظر تلك النظرة التي ستورثني الحزن الأبدي..
استيقظ من نوبته الأخيرة، فاقتربنا منه حتى لامست أنفاسنا جسده الواهن، ولقد راح بعد ذلك يتمتم بخفوت، كلمات لم نكن نسمعها بوضوح، إلا أنّها تذكّرنا برفاق دربه الذين مضَوا وتواروا خلف الدروب، ومن ثمّ أدركنا جميعا أنّ هذه الكلمات لا تعدو كونها صوتا مختنقا لزمن يسقط في الأفول..فهمنا من أبي، ببضع إشارات وغمغمات متعبة، أنّه يريدنا أن نقترب منه، ففعلنا، ومدّ يده فمددنا أيدينا ووضعناها عليه، سحب يده الثانية ووضعها فوق الأيدي كلّها، وفي تلك اللحظات كانت أمّي تبكي بدموع سخية، أما أختي الكبرى فقد كانت الكلمات تخرج من شفتيها باردة، بطيئة لا معنى لها مصحوبة بنظرة شاردة لم تستقرّ على وجهي أبدا..وفيما عدا ذلك فقد استمرّت تقرأ الآيات التي حفظتها من القرآن منذ أربعين عاما..
الجمعة.. قبيل الرحيل الأخير :
لم يعد بوسع أبي أن يحرّك أطرافه، كما لم يعد بوسع إخوته الأفذاذ أن يرفعوا رؤوسهم عنه، وفي تلك الساعة العصيبة كاد الزمن أن يتوقّف أو هكذا خيّل إليَّ..وفي تلك الساعة أيضا شعرت بالدّمع يطفر من عينيَّ، وبألم هائل يجتاحني ويعتصرني..والتفت فجأة نحوه فرأيت عينيه تتثبتان على وجهي، ورأيت جفنيه ينحسران إلى أقصى محجريهما كأنهما تريدان أن تتركا لعينيه أوسع رؤية ممكنة في آخر لحظة بالحياة، وراح بريق عينيه يذبل كذبالة سراج منطفئ، أو كحجر مرو أملس مبلّل يوضع تحت شمس حامية تبخّر الشمس رطوبته شيئا فشيئا..صرخت أمّي صرخة مزقّت وشاح الصّمت:
-استدع الطبيب يا"محمد"
-لا..لم يعد يفيد..
الآن بدأ خدر البرودة يحكم قبضته على جسده..وببطء شديد راح يغطّ في موت عميق..
عندما تبهت الأيّام، وتنطفئ في عين النّهار إبتسامة حاولت كثيرا أن أغذيها بدمي، يتعالى صراخ من هنا، أو نحيب من هناك، وتتوالد حول الأحداق أحزان كثيرة وعابثة الشعور، تذكّر أنّ الإنتهاء قد اقترن بكل شيء.
عند المساء مات أبي، بكل حتمية..مات وهو يوصينا ألا نختلف..ويلفت رعايتي لأمّي بإعتباري سندها الوحيد.
لقد تجرّأ الموت وسأل أبي لماذا يعيش..؟! ولا بدّ أن يكون المرء سخيفا ليسأل الموت عن علاقته بنا.غير أنّي صرت سخيفا لحظة من زمن..وفي تلك اللحظة عندما نظرت إليه يستلقي في استقرارة أبدية بلا عيون سألت لماذا يموت أبي؟!
وأدركت أنّ السؤال قدريّ..وأدركت كذلك أنّ الوزر الذي خلّفه لي سيثقل كاهلي..وقد أنوء بحمله أثناء عبور الدّرب الأخير..
محمد المحسن
*صيغت هذه اللوحة القصصية بحبر الروح..ودم القصيدة عقب وفاة والدي رحمه الله سنة 2003
Peut être une image de 1 personne

تجليات الإبداع في شعر الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تجليات الإبداع في شعر الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري الذي قال :"القصيدة كأس تذكّر باستحالة الارتواء،وتحرّض على عناد المستحيل."

لعل من أبرز الخصائص المميزة للعمل الفني عموما والملفوظ الشعري خصوصا انه عمل يستفز المتلقي ويحمله على التفكير والتامل في كل حرف وكل كلمة بل يجعله يبحث عما خلف السطور وخلف الكلمات. ومن هنا يمكننا القول أن الجمالية في الشعر جماليتان : هما جمالية الكتابة وجمالية التلقي .
فالطاقة الشعرية تتسع كلما اتسعت دائرة القرّاء لان كل واحد سيتناول النص من منظوره الخاص ويرى فيه ما لا يرى غيره .
ولا يفوتنا الإشارة الى أنه من شروط جمالية النص الشعري أن تكون المعاني والصور متمنعة مستفزة لا تسلم نفسها للمتلقي بيسر بل تحمله على أعمال فكره وقراءة القصيدة بترو،وبذلك يمكننا الإقرار بكثير من الإطمئنان أن النص الشعري نصان: نص مكتوب على ضوء رؤية صاحبه،ونص مقروء حسب رؤية المتلقي .
وهنا نستحضر قول تودوروف ”ان النظرة إلى الحدث الواحد من زاويتين مختلفتين يجعله حدثين منفصلين
وقد لا أجانب الصواب إذا قلت للشعرية أساليبها البليغة،ومؤثراتها المهمة في تفعيل الرؤية الشعرية في القصائد الحداثية المعاصرة،لاسيما حين تمتلك قوة الدلالة المكتسبة من شعرية الأساليب وتنوعها وغناها الجمالي بالتقنيات الفنية المعاصرة، فالشعرية -بالتأكيد- تثيرها الأساليب الشعرية المتطورة،ومحفزاتها الإبداعية الفاعلة في تكثيف الرؤية الشعرية، وتعميق منتوجها الإيحائي المؤثر.
في هذا السياق بالتحديد،تتجلى الرؤيا الإبداعية الخلاقة التي ترتقي بالنسق الشعري،وترقى بمستويات مؤشراته الجمالية للشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري،الذي أوحت لي قصائدة التي بين يدي (مدني مؤخرا بمختارات شعرية مدهشة،ملتمسا مني-بلطف شديد الإحتفاظ بها-والتعريف بها إن حصل له مكروه لا قدّر الله بإعتباره يعاني منذ زمن من مرض عضال حتما سينتصر شاعرنا الكبير عليه ونحتفي جميعا بهذا الإنتصار البهيج القادم سريعا)
وهنا أقول للقارئات الفضليات والقراء الأفاضل:لا ترتقي الرؤيا الجمالية إلا بمنتوج جمالي، وشكل جمالي جذاب؛وهذا التفاعل والتضافر بين الإحساس الجمالي والشكل الجمالي هو الذي يرقى بالحدث الشعري،ومثيراته الجمالية..
وهذا ما تجلى بوضوح لا تخطئ العين نوره وإشعاعه في جل قصائد محمد الهادي الجزيري:
وهذه واحدة من قصائده المدهشة.. فأضبطوا أنفاسكم قليلا
زفرات..الملك المخلوع
كنت طفلا
يرافقني الله والأصدقاء إلى المدرسةْ
ويلاطفني المارّة الغرباءُ
وتعشق " آنستي " لكنتي
وتقبّلني حين يخرج كلّ التلاميذ
من شفتي وتمصّ لساني
وتتركني كلّ ضيفات أمّي
أفتّش عن كجّتي بين أفخاذهنّ
ويغمرنني بالحنانِ
ويملأن جيبيَ حلوى
ليلمسنني من هنا
بينما كنت طفلا ملكْ
نفخ الوقت في جسدي
فتضخّم
وانبثقت لحية ونما شاربانِ
فأهملني الله والأصدقاءُ
وضنّت بأفخاذهنّ النساءُ
(محمد الهادي الجزيري)
*أترك للسادة القراء حرية التفاعل مع هذه اللوحة الإبداعية التي نحتتها بمهارة واقتدار أنامل الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري
تقديم محمد المحسن


هِيَ ذي الأحقُّ بِعيدِها مِنْ غَيْرِها بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 هِيَ ذي الأحقُّ بِعيدِها مِنْ غَيْرِها

لِهَدِيّةٍ تَرْقى بِهَا للجَنّةِ
دَعْواكُمو فَضلٌ لَهَا وَرَكيزَةٌ
تَصبو لَهَا مِنْ إبْنَةٍ وَأحِبّةِ
وَتِلاوَةً تَتْلونَ ، تُعْلي شأنَها
عِنْدَ الإلهِ ، تُريحُها في مِيتةَ !
صَدَقاتُكُمْ بِرٌّ لَها وَغَنيمَةٌ
فاليَوْمُ عيدُها، عَيِّديهَا حبيبتي!
هِيَ زَهْرةٌ ذَبُلَتْ فكوني غَيْثَها
لِتَعودَ روْضاً في الجِنانِ (حبيبتي)!
عزيزة بشير
Aucune description de photo disponible.

الاثنين، 21 مارس 2022

(فَلِكُلِّ أمٍّ روْضةٌ بِزُهورِها…بقلم الشاعرة عزيزة جلال…،،،،،

(فَلِكُلِّ أمٍّ روْضةٌ بِزُهورِها………،،،،،،،،،

     وَلِأُمِِّي فاتِحَةُ الْكِتَابِ بِنورِها)  !


   —ألرّوْضُ  زَهّرَ  ..بالوُرودِ يَميدُ

      والغُصْنُ مالَ ……..وَبالثِّمارِ يَجودُ !


وَرَوائحٌ مُلِئَ الفَضاءُ بِعِطْرِها

     وَرْدٌ  وفُلٌّ  ……… مِن بِلادي وَعودُ !


هِيَ ذي الأُمومَةُ جنَةٌ وَرَوائحٌ 

       شجَرٌ ثِمارُهُ:  ……….حورُنا  وَأُسودُ !


فَسَلِمْتِ أمّاً للوُجودِ حَبيبةً

       حِضْناً يَجودُ …. …..بِعَطْفِهِ  وَيَزيدُ !


يُمناكِ هزّتْ  بالحَنانِ سَريرَنا

     وهَزَزْتِ عالَمَ ……. بالشّمالِ  وَلودُ!


عيدٌ مُباركُ والحياةُ سعيدةٌ

   كورونَا يغرُبُ  … …والسّلامُ يَسودُ!


في كُلِّ رُكْنٍ ، أنّى كنتِ نشيطةً

وَسَطَ المَلاجئِ.. ... في الإسارِ تذودُ!


جَمَلَ المَحاملِ،فيكِ قد عَرَفَ الورى

   طَعْمَ الحياةِ كبيرُهم ……….ووَليدُ!


لولاكِ ما عَرَفَ الوُجودُ سعادةً

         وَلَما بَدا في ………..العالَمينَ وُجودُ !


رَبّاهْ أسْعِدْ أُمّتي…. . وَأُمومَتي

   وَدَعِ  الأمانَ  مَعَ الهناءِ… ………يعودُ !


             عزيزة بشير







خالتي بقرابتي ورفيقتي في غُربتي بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 خالتي بقرابتي ورفيقتي في غُربتي

 وفي الإسلامِ ….أخيّتي  

ولاقي قُرْبةً …….،لاقي

وَمَنْ حُبّي لها … راقي

وهذَا  فيهِ ألفُ دليلْ!


وماذا بعْدُ ……يربِطُنا؟

فكلٌّ باتَ ……….يعرِفُنا

كشخص ٍ واحدٍ… باقي!


كما الزّيتونةِ…. الخضْرا

كما المعشوقةِ… السّمرا

عرَفْهّا النّاسُ منذُ سِنينْ!


فكنتِ النّورَ …والسّلوى

وكنتِ  البسمةَ…الحُلوى

وماضٍ …لا يزالُ جميلْ  !


( مُنوّرُ) ……خالتِي الكُبرى

مَعاكُمْ  غُربَتي….. صُغرى

حَنانُ …. …..الأمِّ والخالَة

وعَيْشٌ في….، النًّوى طالَ

تعلّمنا …وعلّمْنا وكافحْنا

 وذلّلْنَا النّوى…….. تذليلُ!


وكلٌّ  معْنَا باتَ  ..رَمادْ!

أعزُّ الناسِ ……يا خالَهْ

لِمَنْ كانوا….. لنا عُوّادْ!


لِيَحَفْظْكِ الإلهُ ………،لَنا

 وللأولادِ ….،،،،،والأحفادْ

بِعامٍ خيِّرٍ..،………..هاني

وعيْشٍ أسْعدٍ …..، حاني

وعُمرٍ يا إلهي..،.، طويلْ!


إبنةُ أختك/ عزيزة بشير






برحيله فقدت الثقافة العربية باحثًا ولغويًا وأكاديميًا ومثقفًا نقديًا (الناقد المغربي محمد مفتاح في ذمة الله ) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 برحيله فقدت الثقافة العربية باحثًا ولغويًا وأكاديميًا ومثقفًا نقديًا

(الناقد المغربي محمد مفتاح في ذمة الله )


غادرنا الأكاديمي والباحث المغربي وأحد أهرامات النقد العربي محمد مفتاح، تاركًا وراءه العديد من المنجزات البحثية، التي توزعت بين النقد الأدبي والتحقيق، وشكلت مرجعًا هامًا للباحثين والأكاديميين في المغرب والوطن العربي.

يعد الراحل محمد مفتاح واحدًا من أعلام الثقافة العربية، الذي آثر العزلة والابتعاد عن الأضواء، رغم مكانته ومنزلته العلمية الرصينة وذيوع صيته. وإلى جانب ما تمتع به من خصال ومزايا حميدة وشيم مجيدة وحياء عظيم وعطاء جزيل، اتصف مساره بالثقافة الواسعة العميقة، وفصاحة اللسان، وبعد النظر، وروائع الإبداع والكتابات والمؤلفات.

شكل مفتاح ظاهرة ثقافية،إن لم نقل مدرسة في الحقل الثقافي المعرفي، فكان مثال المثقف العضوي النقدي العصامي، الذي طور مؤهلاته المعرفية واللغوية، وتفاعل إيجابيًا مع المستحدثات المعرفية والمنهجية، وحمل مشروعًا نقديًا ومعرفيًا مفتوحًا على آفاق متعددة، وهو من السباقين الذين انخرطوا في الثورة الهادئة لتقويض النزعة البنيوية واستلهموا أدوات وتصورات جديدة تراهن على إقامة التفاعل بين النص والوضع البشري من جهة، وبين إرغامات الكتابة والقراء من جهة ثانية، وتبني مقاربات سيمائيات موسعة ومركبة في معالجة النص بشموليته ونسقيته، وفتح آفاق جديدة للحوار والتفاهم والتقارب حرصًا على استرجاع الإنسانية إنسانيتها المفقودة.

محمد مفتاح من مواليد الدار البيضاء في المغرب سنة 1942، حاصل على إجازة في الادب العربي ودبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب في فاس ودكتوراة في الآداب، أمضى حياته في التدريس معلمًا في الثانوية ثم أستاذًا جامعيًا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الرباط حتى تقاعده، واستاذًا زائرًا في جامعة وينستون الامريكية، وأشرف على الكثير من الرسائل والاطروحات الجامعية.

جمع مفتاح وحقق ديوان لسان الدين بن الخطيب الأندلسي، وصدر له عدد مهم من المؤلفات والمصنفات والدراسات المنهجية المهمة والمضيئة، منها: “الخطاب الصوفي مقاربة وظيفية، في سيمياء الشعر القديم، تحليل الخطاب الشعري استراتيجية التناص، دينامية النص، مجهول البيان، التلقي والتأويل، ومفاهيم موسّعة لنظرية شعرية” وسواها.

ويشهد لمفتاح حضوره العلمي الكبير الوازن والوارف في الساحة الفكرية والنقدية والأدبية داخل المغرب وخارجه،حيث شكلت محاضراته وأبحاثه ودراساته مراجع أساسية للباحثين والنقاد المغاربة والعرب، وهو ما جعل مؤلفاته ومنجزاته في تعدادها وتنوع مجالات بحثها، تنال الجوائز الكبرى العديدة.

برحيل محمد مفتاح تفقد الثقافة العربية باحثًا ولغويًا وأكاديميًا ومثقفًا نقديًا أفنى حياته وعمره بين الجامعة والتأليف، وفي خدمة اللغة والثقافة والفكر العربي والحضارة الإنسانية، ويمثل رحيله خسارة جسيمة وكبرى للأدب والفكر والبحث العلمي.


متابعة محمد المحسن










 


رفقا بهم. رفقا بي رفقا بأمك التي أرضعتك لبنا طازجا وعدت إلى الأرض طينا..كما أنجبتك السماء بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 وجع..خلف شغاف القلب


يقولون أنك متّ-يا غسان*- مُتّ..!!

متى وُلدت.. !

متى عشت.. !

متى رويتنا من غدير عينيك.. !

متى رحلت.. !

يا قرة عين محمد..

يا فاجعة سعاد..

يا زهرةً ما استدلّت النحلات لرحيقك..

متى حبَوت.. !

متى مشيت.. !

متى كبرت.. !

متى.. !

لا أذكر تاريخ مولدك.. يا مهجة الروح..

بالأمس كان..؟ أم قبل ميلاد تاريخ وفاتك..

ذاك الذي دوّنته قبل ساعات..

حين أبلغوني أنك قد رحلت.

أبكيت أمك..

أبكيت والدك..

تدري من هو والدك..

رجلٌ تمرّس على المآسي.. تهزّه الأرض هزًا..

أبكيت محمدًا يا ابن محمد..

أبكيت سيّدة النساء..

أبكيت أنجال الرجال..

أبكيت من أبكاهُم الفراق..

يا ويلها الأم في ليل الدجى..

يا ويلها صاحبة العزاء..

بالأمس وضعتك وليدها..

واليوم تُلبسها ثوب الحداد..

يا فاجعة بلدي..

يا زمنا كان بالأمس سعيدا ..

يا صبرًا سندعوه لقلبها..

يا قوةً سندعوها له..

يا غافرًا..

رُحماك له..

يا رحيمًا..

رفقًا بهم.

رفقا بي

رفقا بأمك التي أرضعتك لبنا طازجا

وعدت إلى الأرض طينا..كما أنجبتك السماء


محمد المحسن


*غسان:نجل الكاتب الصحفي محمد المحسن مات غريقا بإحدى البحيرات الألمانية ذات صيف دامع من سنة 2017 وأصيب والده-بجلطة على مستوى اليد اليمنى-نتيجة صدمة ما بعد الموت فضلا عن توترات عصبية حادة مازال يعاني مضاعفاتها الدراماتيكية المؤلمة إلى اليوم..




قصيدة الومضة..بين الإستسهال..والقدرة على الاختزال والتكثيف والإيجاز (دراسة) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قصيدة الومضة..بين الإستسهال..والقدرة على الاختزال والتكثيف والإيجاز (دراسة)

"جاء في «لسان العرب» أن الومضة لغةً من وَمَضَ البرقَ وهي قصيدة البيت الواحد، لها تعريفات كثيرة تلتقي كلها في الإيجاز والتكثيف. جرّب كتابتها شعراء وشاعرات نجح بعضهم في كتابتها بتمكن،واعتبرها آخرون مجرد تجربة في كتابة نوع جديد بالنسبة له على الاقل. وبين إتقان اللعبة واستسهالها تبقى قصيدة الومضة عصية على من لم يصل إلى حدود الإبداع الشعري.

وأنا أقول : إن الاختزال والتكثيف والإيجاز هي العناصر الاساسية،إذا ما سلمنا بأنها هي المرتكز الذي تستند إليه قصيدة الومضة، أو الدفقة الواحدة للوصول إلى مغامرة المعنى. الفكرة أساسا التي يبدع الشاعر في هندستها ارتجالا أو صنعة، هي جوهر الجملة الشعرية، فتثير السؤال وتبعث على التأمل والتأويل ومن هنا يمكن القول إن قصيدة الومضة كشكل بنائي حديث الظهور نسبيا في الأدب العربي والعالمي، القديم قدم الإنسان منذ عصر الإيماءة والمثل والأحجية مع اختلاف المتن، هذا الشكل يغيب عنه القياس، ولا نجد بنية تركيبية واضحة يمكن أن توضع في إطارها لتحديد قوتها أو ضعفها،وبالتالي أتاحت للعديد التعاطي معها بدون أدوات، أو حتى جهد إبداعي يذكر، فالنص المباشر الخالي من الإدهاش، الذي يفتقر للشحنة الدافقة التي تصنع طاقة الخلق والإبداع، يدفع بصاحبه الى المجاهرة بسهولة طرح المعنى وتقديمه خاليا من أي جماليات،بالاعتماد على المفردة المستهلكة والتوظيف المباشر، وكأنه ينقل صورة سلبية عن محيط يضج بالحيوات والكائنات. أما الشاعر فيختزل الموقف والمفردة والشعور، فتأتي القصيدة دفقة شعور واحــــدة تختصر ملاحم ومعلقات، وتعطي المعنى بعدا مغايرا، وتمنح الصورة روحا وتهب المتلقي تنهيدة الخلاص.

في ذات السياق تقول الشاعرة التونسية السامقة سميرة بنصر مستدلة عن هذا اللون من الشعر بومضة شعرية موغلة في الإبداع : "يمكن أن نسميها قصيدة التكثيف،أو المركب الصعب،هي أسهل ما تكون كتابة وأصعب ما تكون ملامسة لجوهر التكثيف الشعري.يعدها البعض سهلة بسيطة،ويراها آخرون صعبة،بل لتكاد تكون معجزة. الكثيرون يكتبونها،ولكن القليلين من يلامسون جوهرها النقي،الذي يصح أن نقول عنه إنه ومضة شعرية، لأن مصادر الجمال الفني في هذا النوع الأدبي ينبع بالدرجة الأولى من جدة الموضوع والقدرة الإيحائية والصدمة المتولدة عبر تشكيل الثورة الفنية المصاحبة،وكل ذلك منسكب بأسلوب لا يلامس المباشر،ولا يماشي المعتاد، لذا لم نشهد أديبا متمايزا في هذا النوع الأدبي،فقصيدة الومضة فخ بالدرجة الأولى لمن يقف شعره وكتاباته عليها،ومع ذلك ما زال الشك قائما إن كان هذا النوع من الكتابة يمثل الشعر،أم انه يدور في فلك آخر."

"نزلت من السماء آية

قال الشاعر: قصيدة

أيها العشاق..

لم يبق من النبوءات الا القصيدة."

.....

سميرة بنصر

ويقول الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي  :" تضيق سبل التعبير عند الشعراء أحياناً، ومع المتغير الحياتي بفعل التحولات الكبرى التي يعيشها الإنسان تتغير الأساليب، ومع تعدد أنماط الكتابة الإبداعية تتعدد سبل القراءة والتلقي أيضاً، والشعر كفنٍّ قديم، جدير بتقبل التغييرات هذه، لذا يبحث الشاعر عن حريته وآلية جديدة في إيصاله لمادته، عبر أكثر من شكل إبداعي ونتعقب بوضوح ما طرأ من تحول على شكل القصيدة العربية منذ امرئ القيس والعصر الجاهلي إلى بدر شاكر السياب وأدونيس وسعدي يوسف،حتى آخر شاعر شاب يكتب الشعر اليوم. بدأت محاولات التغيير في شكل القصيدة العربية الحديثة قبل أكثر من ستين عاماً،في لبنان خاصة،ويمكننا اتخاذ جماعة أبولو أو مجلة «شعر» مرجعاً واضحاً في ذلك،وبفعل ترجمة الشعر من ثقافات أوروبية وغيرها إلى العربية صرنا نعثر على تجارب كتابية جديدة،ولعل (الهايكو)، المنقول عن اليابانية، من أوضح ما يمكن اعتماده في ما نعرفه عن قصيدة الومضة اليوم. شخصياً لا أعتمد الفكرة القائلة بوجود مرجعيات شعرية عربية لها، إذ أن الشعر العربي يعتمد القصيدة أولاً،ولا يعتمد البيت أو المقطع،بل يعيب على الشاعر إذا جاء ببيت واحد، وإن كان فريداً في فكرته،لذا أرجح أن قصيدة الومضة هي نتاج اتصال الشاعر العربي بما قرأه مترجماً من أشعار مكتوبة بلغات غير عربية.قد تكون الذائقة القرائية عند البعض اليوم ميّالة الى هذا النمط من الشعر،وهي بكل تأكيد تنسجم مع معطيات العصر،السريعة في كل شيء بفعل اتصالنا السريع بما يحيطنا،وهي استجابة لا تنفك عراها مع استجابات أخرى كثيرة في الرواية والموسيقى والأغنية،وربما وجدت من يجيد كتابتها من الشعراء،وباتت من نسيج تجربة البعض منهم،لكنني،ولكني أجد أن القارئ العربي ما زال راغباً في قراءة النمط التقليدي الشائع اليوم، معنى أن القصيدة الطويلة نسبياً هي الأقرب لروحه،والقادرة على إمتاعه وتلبية حاجاته.نعم،أحبُّ قراءة ما يكتبه البعض،مما يترجم من قصائد الومضة، لكنني،وبحدود ما أعرف لم أجد شاعراً عربياً تمكن من تأشير تجربته فيها، كواحد من الشعراء الكبار القادرين على جذب القارئ العربي لمنطقته هذه."

وفي الأخير تضيف الشاعرة التونسية الفذة  جميلة بلطي عطوي قائلة :.. ومازال السؤال مستمرا رغم اختلاف الرؤى الشعرية بين الشعراء، إلا أن اللحظة الشعرية تجمعهم بهاجسها المشترك، هذه اللحظة المفتوحة والمشرعة على العالم، تضيف أحياناً الجديد للمشهد الشعري، وترسم أبجدية إبداعية تزيح الاحتباس الإبداعي وتنتشله من تحت ركام الارتهان والتقييد، ليكون الشعر لكل الناس في ومضة تشكل (هواءهم وماءهم وعصير همومهم اليومي). شعر يتنفسه الجميع وأعتقد لن يكون هناك تعريف واضح وجلي لمفهوم الشعر ليستمر معنا السؤال بين الحداثة والتقليد، إن المعاني اللفظية وحدها لا تحدد قيمة النص الشعري بل تقاسمها في ذلك الصورة الشعرية، باعتبار أن المعنى اللفظي يحمل فكرة موضوع النص الشعري، أما الصورة فتأتي مرئية ممزوجة وقسيمة للمحتوى، والمفاضلة بينهما ليست فنية، لذلك تتأكد قيمة الصورة الشعرية في قصيدة الومضة كنوع من الاختزال الرائع.هذا التوافق أكد بوضوح عمق التجربة الشعرية التي يتمتع بها بعضهم وقدرتهم في الجمع بين كثافة اللغة والصورة والتقاط المشاهد اليومية بفلاش أو ومضة بعمق الدلالة ومنتهى التوافق .

أما أنا فأختم بالقول :

يعني الحديث عن الومضة، أو التوقيعة حديثاً عن النزعة البلاغية الشعرية، وعن تقنية الانزياح، والإيحاء، والتكثيف اللوني، واستنطاق رموز الطبيعة وصورها.

وقد جنح الشعر العربي الحديث نحو القصيدة القصيرة، ونحو التكثيف والتركيز. فقد غدت القصيدة تعبيراً عن لحظة انفعالية محددة، وأضحت هذه القصيدة شديدة الشبه بفن التوقيع؛ لتكثيفها، وإيجازها.

ولعل أهم أسباب الانتقال إلى القصيدة الومضة أو التوقيعة انتقال الشعر من المباشرة والخطابية إلى الإيحاء،أو الانتقال من الشعر الذي يُلقى أمام متلقين في مهرجانات شعرية لغاية التوعية، والتنوير، إلى الدعوة إلى قصيدة تقرأ في جو خاص. وقد شهد عصرنا تواتراً في الأحداث الساخنة التي لم تعد تسمح بنظم القصائد الطوال، الأمر الذي أدى إلى وجود سمة الانفعالية والتعبير المقتضب والموحي. فظهرت قصيدة الومضة وهي ذات مجموعة من التوقيعات النفسية المؤتلفة في صورة كلية واحدة، وهو أمر يعني أن للصورة أهمية استثنائية في قصيدة التوقيعة.

ويتطلب هذا اللون من الشعر المأزوم ذي اللحظة الانفعالية المحددة فطنةً، وذكاءً من الشاعر، ونباهة من المتلقي؛ لأن قصيدة التوقيعة تُبنى بناء توقيعياً، أي بناء صورة كلية للقصيدة من خلال صورة واحدة تقدم فكرة، وانطباعاً بتكثيف شديد.

وقد أطلق النقاد مصطلح "التوقيعة" على القصيدة التي تبدو كالوميض، أو البرق الخاطف، وعلى الصورة الشعرية ذات الإشعاع القوي حين تتولد منها إثارة مفاجئة في اللاشعور. إنها تُلتقط في لحظة انبهار ضوئي يكشف جزئيات، وحساسيات ذهنية في غاية الحدة قد تكون ناقدة، أو ساخرة تهكمية."1"

ويرى بعض النقاد أن الشاعر عز الدين المناصرة واضعُ مصطلح التوقيعة في منتصف الستينيات في قصيدته " توقيعات". لكن المتتبع حركةَ الشعر العربي يرى أن د. طه حسين قد كتب في هذا النوع في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، ونقله إلى العربية نثراً في مقدمة كتابه "جنة الشوك"، ودعا إلى الاهتمام بهذا النوع الأدبي، والإضافة إليه؛ كونه يحتاج إلى قدر كبير من المعاناة، والتكثيف البلاغي، والمفارقة التي تعدّ روح التوقيعة أو الأبيجراما – على حد تعبير كولردج -.

أخيراً: قصيدةُ الومضة وميضُ برق خاطف في فضاء النص الشعري؛ لأنها تُلتقط في لحظة انبهار ضوئي يكشف جزئيات وحساسيات ذهنية في غاية الحدة. إنها لقطات سريعة مفاجئة يلتقطها خيال المبدع من مشاهدات الواقع بعد أن يشكلها فنياً وفق رؤيته ورؤياه، فتأتي حافلة بالغرابة، والدهشة،والإمتاع،والطرافة،والمفارقة.


محمد المحسن-تونس/أكتوبر 2021 (قبيل استفحال مرضي بقليل)







الأحد، 20 مارس 2022

التأمت اليوم السبت 19 مارس بخيمة اللقاءات الأدبية بشارع الحبيب بورقيبة تونس العاصمة، أمسية أدبية مشتركة بين المكتبة الجهوية بتونس والوجدان الثقافية

أمسية أدبية مشتركة

السبت 19 مارس 2022

 

تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية ، تنظم المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس بالاشتراك مع المكتبة الجهوية بتونس وإتحاد الناشرين التونسيين ومركز تونس للكتاب،

 تظاهرة "تونس مدن الآداب والكتاب”

 بشارع الحبيب بورقيبة من 11 إلى 31 مارس 2022. بمساهمة المكتبات العمومية بولاية تونس

التأمت اليوم السبت 19 مارس بخيمة اللقاءات الأدبية بشارع الحبيب بورقيبة تونس العاصمة، أمسية أدبية مشتركة بين المكتبة الجهوية بتونس والوجدان الثقافية
انطلقت الأمسية على الساعة 14:30 بكلمة الافتتاح التي كان محورها
الترحيب بالضيوف والمشاركين من طرف الشاعر طاهر مشي
والأستاذة عفوى الأنقليز
والأستاذة جميلة بلطي عطوي التي قدمت لنا خلال الفقرة الأولى مداخلة حول الإحتفاء بالمرأة التونسية والعربية عامة مررت على اثرها الكلمة للدكتور حمد الحاجي الذي قدم كلمة شافية كافية تخص مكانة المرأة العربية وهي فقرة خصصناها للتعريف بدور المرأة في بناء المجتمع و اعترافا لها بالجميل وما وصلت إليه من مكانة مرموقة في المجتمعات والإنجازات المشرفة.
وقبل بداية الفقرة الثانية المخصصة للقراءات الشعرية، أطربنا الأستاذ عازف الناي رشيد بن جوهرة بمقطوعة بديعة أمتعت الحضور ليواصل مرافقتنا طيلة الفقرة الثانية وحناجر الشعراء الذين شرفونا اليوم بحضورهم وقد استمتع الجميع بما جادت به القرائح من إبداع،
قراءات شعرية لثلة من الشعراء.
الأديبة جميلة بلطي عطوي
الشاعرة سميرة بنصر
الأديبة فائزة بن مسعود
الشاعرة بسمة درويش
الشاعرة منجية حاجي
الشاعرة سوسن العوني
الشاعرة هدى ولهازي
الشاعرة رتيبة سليم
الشاعرة روضة بوسليمي
الشاعرة محجوبة بن حميدة
الشاعر حمدان حمودة لوصيف
الشاعر محمد علولو
الشاعر معمر ماجري
الشاعر توفيق الحجلاوي
الشاعر عبد الرزاق بن وصيف
الشاعر طاهر مشي
الشاعرة نعيمة مناعي
الشاعرة هالة العويني
الشاعر حبيب بن مبارك

وبهذه المناسية اقدم شكري الوفير للأستاذة عفوى الأنقليز مديرة المكتبة الجهوية بتونس على رعاية الوجدان والشعراء والكتاب،
أقدم شكري لكل الطاقم العامل معها الذي ساهم في إنجاح هذه الأمسية
كما أتقدم بالشكر للأديبة جميلة بلطي عطوي المستشار الأدبي للوجدان الثقافية على عنايتها ورعايتها الدائمة لأقلام الوجدان والمساهمة الفعالة في إنجاح هذه التظاهرة
أقدم شكري للشاعرة المتميزة سميرة بنصر رئيس جمعية زهرة الشمال، التي شاركتنا تنشيط الأمسية وساهمت في انجاحها
أقدم شكري أيضا للشاعرة المتميزة هدى ولهازي على التغطية الاعلامية والتصوير والمساهمة الفعالة في إنجاح هذه الأمسية الرائعة.
كما أقدم شكري الوفير لكل من تكبد عناء السفر من الكاف والقيروان وتاجروين والمنستير ومن كل تراب الجمهورية
وشكرا لكل العائلات الذين آنسونا بحضورهم .

وشكرا لكل من حضر وكل من لم يحضر
تحياتي وتقديري للجميع
طاهر مشيي