الخميس، 29 أبريل 2021

مِلكُ عَينيه ! بقلم أحمد يمان قباني

 مِلكُ عَينيه !

يطيبُ العمر ُ بالقرب ِ
فما قلبي …. مجافيه
و كلي ملك …… عينيه
و حب روحي … أبديه
أقوتُ الصبرَ لو يرضى
و أرجو أن … ألاقيه
رضيتُ أنني …. عبدٌ
و أمي من … جواريه
و يأمرنا. …. فلا نعصي
نعادي من … . يعاديه
حبيبي كله …. دنفٌ
فأين من … يدانيه ؟؟
جميلٌ قده ، …. طيف
تحار في …. أساميه
تراه في …. مواكبه
كأن الشمسَ في فِيْهِ
و ما أحلاه من أدب ٍ
اذا نطقتْ …. معانيه
أضم ُالعطرَ … إن مرَّ
أيا عطر …. معاليه
كأني أضمُ … ضلعيه
فهل تكفي تشابيهي ؟
و ما أنداه من حلم ٍ
أيا حلماً … أقاسيه
أُمِيتُ القلبَ من حب ٍ
و حبي ليس …يُرضيه
أبِيتُ الليلَ … في سهدٍ
و سهدي ليس …يكفيه
و يزرعُ خنجراً … فِيّ
كأني من … يقاضيه
حبيبي حرفه … هجرٌ
كذا كل … أغانيه
حبيبي هات ِ…. أغنية ً
و حرفاً لستُ …. أبكيه
أحومُ حول …. كعبته
أسبحُ خالقي …. فيه
وصالُ العينِ …أمنيتي
دعائي أني … باغيه
دعوتُ الله … ينجدني
فهذا الوجدُ في … تيه
بقلمي أحمد يمان قباني


ورَحَلْتِ بقلم أوميد كوبرولو

 ورَحَلْتِ

أوميد كوبرولو
" أحبّكِ " ما قلتهُ
ورحلتِ
قبلَ أن تحسمي حبي المحطم
وتسمعي صرخة الأعماق
رحلتِ
وما كفكفت دموعي
ولا أسكتّ أهاتي
رحلتِ بلا موعد لقاء
ولا عوده
فأمست أزاهيركِ
ذابلات
لا رواء ولا شذا.
أوميد كوبرولو
فنلندا....../////
Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎إلى ملكي امي الغالية رحلتِ بلا موعد لقاء ولا عوده فأمست أزاهيركِ ذابلات لا رواء ولا شذا‎’‎‎


تَرَكْنا الجَهْلَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ بقلم محمد الفاطمي الدبلي

 تَرَكْنا الجَهْلَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ

رَمَوْنا في القُمامَةِ كَالزّبالَهْ***فَصِرْنا في الوُجـــــودِ منَ الحُــثالَهْ
خَشينا فاستَبَدَّ بِنا ضِباعٌ***مِنَ الحُــــكَّامِ في وَطـــــــني سُـــلالَه
أَرادوا أَنْ نَكونَ لَهُمْ عبيداً***إذا أَمَــــروا أَطَعْـــــــناهُم جهـــالهْ
وَإنْ نَحْنُ انْتفَضْنا أَوْ عَصينا***رَمَوْنا في السُّــــجونِ بِلا عَدالهْ
فَقُلْ للْحاكِمينَ كفى احْتِقاراً***وَظُــــــــلْماً للرِّقابِ وَلِلأَصـــــالهْ
////
تَرَكْنا الجَهْلَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ***وَفَوْقَ رُؤوسِنا سَــــــقَطَ البِــــــناءُ
هُبوطٌ لَوْ كَشَفْتَ الغَيْبَ عَنْهُ***سَتُدْرِكُ أنَّ مَصْـــــــدرَهُ الغَــــباءُ
أَحَطَّ عُقولَنا شَرْقاً وَغَرْباً***فَما سَــــــــلِمَ الرّجالُ ولا النِّــــــساءُ
وَهذا الحالُ أَرْضعنا المآسي***ومِنْ نَكساتِهِ انْتَشَــرَ الوَبـــــــاءُ
وَمَنْ لَمْ يَجْتَهِدْ بالعِلْمِ كَسْباً***تَحَكَّمَ في تَفَـــــــــــكُّرِهِ الـــــــهُراءُ
////
مَتى بالعِلْمِ تَرتَفِعُ الرُّؤوسُ***وَتَشْفى منْ وَساوِسِها النُّـــــفوسُ؟
مَتى التّعليمُ يَمْنَحُنا طُموحاً***فَتَرْقى في مَدارِسِــــــنا الدُّروسُ؟
ألَيْسَ العَيْبُ أَنْ نَبْقى شُعوباً***تُسَيِّرُها الوَساوِسُ والنُّــــحوسُ؟
سَقَطْنا في الحَضيضِ وَكانَ عاراً***تَدَنَّتْ منْ مساوِئهِ الرُّؤوسُ
وفي حاناتِنا كَثُرَ السُّكارى***وَزادَتْ منْ تَدَفُّقِها الكُـــــــــؤوسُ
////
أَبَعْدَ المَجْدِ نُصْبِحُ كاليَتامى؟***أَمِ الحُكّامُ قَدْ زادوا انتِــــــقاما؟
نُساسُ كما يُريدُ لنا الأَعادي***وفينا النّاسُ قَدْ فقَدوا الكَــــلاما
تَأمَّلْ ما تَراهُ وَكيفَ يَجْري***سَتُبْصِرُ حينها الدُّّنْيا ظَـــــــلاما
شُعوبٌ تَرْتَقي ليْلاً نهارا***وَأُخْرى فاقَ ساسَــــــــــتُها اللِّئاما
لَمْ تَرَ بالجَزائِرِ ما رأَيْنا؟***وَما سَنراهُ وَيْلاً مُسْــــــــــــــتَداما
////
علينا أنْ نَعودَ إلى الكِتابِ***على أُسَسٍ تَقودُ إلى الصَّـــوابِ
وَبالتّعْليمِ نَبْني جَيْلَ عِلْمٍ***فَنَنْهضُ بالطّفولةِ والشَّــــــــــبابِ
وَإنْ نَحْنُ اسْتَبَدَّ بِنا التَّدنّي***سَنَُصْبِحُ في التَّمَــــلُّقِ كَالكِلابِ
وما الإِهْمالُ للتَّعْليمِ إلاّ***هروبٌ بِالشُّعوبِ إلى الخَـــــرابِ
فقُمْ بالمُستطاعِ لعَلّ جَيْلاً***سَيأْتي بالفلاحِ من الكِـــــــــتابِ
محمد الفاطمي الدبلي

متسع من الإحباط بقلم فرح بن عزوز

 متسع من الإحباط:

عاجز أنا بيراعي عن رسم خارطة أحاسيسي المعيشة في هاته الحقبة الهامة من مراحل حياتي..
حتى وأنا أمثل طبقة المثقف الحصيف والأديب السامق لم يتسنى لي أن أصف ما أحس به وأشعر، وكأن بي داخل مغارة مظلمة دام احتلالها لمساحة حريتي ما يجاوز نصف القرن..
فأنا في حلكة دائمة لا أرى فيها شمسا ولا زمهريرا؛ إنه الجحيم بعينه، فلا لذة ولا أمل في غد أفضل...
هذا اليأس وليد فكرة تصورتها عن موت بطيئة تسري بأوصالي وتتراكم بشراييني، لدرجة الشعور بأنني منوم النصيب الأوفر من الوقت؛ وليس ذاك بمثل تألم الآخر وحنقهم...
فرح بن عزوز
الجزائر

الطائر المهاجر ، سيعود قصة قصيرة للكاتبة تركية لوصيف /الجزائر

 الطائر المهاجر ، سيعود

قصة قصيرة للكاتبة تركية لوصيف /الجزائر
كان الأنين ينبعث من الغرفة المقابلة،كان لوالدته التى انعزلت بمفردها عن الناس ولم تعد ترغب فى رؤية أحد ، كلما حل الظلام تخرج لحديقتها وتغرس نباتات جديدة يجلبها لها ابنها الوحيد من حرصه على تحسن مزاجها ، كانت تطلق الأسماء على النباتات ثم تلتفت للأقفاص وتطلق سراح العصافير وتودعها على أمل عودتها ، ثم تعود أدراجها لغرفتها وكان الوقت يقترب من الفجر، تسلل على
للغرفة حتى يتبين مايجرى
كانت الغرفة مضاءة بالشموع التى تتراقص شعلاتها ترسم ألوانا على ملامح المرأة التى لاتزال تحتفظ بسمات الجمال والصوت الهادىء فتفشى أسرارا من مقلتيها ومما يبوح به لسانها ، لم يكن أحد يؤنسها إلا الذكرى الحزينة فتعيدها على المرآة الفضية ..
تسمر مؤنسها "على " الذى لا تشعر به وتسلل الحزن لقلبه ، كان يخشى عليها الخرف وكان لا يزال يستجمع شتاته حتى يقابل "عزوز"كان يراها محتفظة بمشاعر حقيقية كلما تذكرت طائرها القناص ، كان يشبه الجوارح وصعب الإنقياد ، عاشق الجبال والأرقيلة ..
تلك الليلة ، كانت ناقمة على ماخطه عزوز على بياض صفحاتها وكان "على " يخشى عليها ، وجودها بحياته والرفاهية التى يحياها تغنيه عن النبش فى ماضيها .
بدت له كما لو أنها تستحضر روحا ميتة
كانت تعاتبها وتذكرها بالعهد القديم الذى قطعاه
سويا
(كنت تدفع الشباب لملاحقتى وتظهر بعدها يامخلصى ،كنت تدفع للفقراء وحولتهم لقطاع طرق ،يعتدون على الفتيات حتى تطمس معالم الشرف فى البلدة )
(كيف لم أنتبه لحمرة عينيك وقرنيك ووساختك)
..الشاب يتصبب عرقا ..
..ثم تبكى بحرقة ..
آه ،أعاتب نفسى التى غررت بى وكنت أجمل الفتيات
تسمعنى من منبت الشهد كلاما يطيب الخاطر وتحمر له الوجنتان واطرق رأسى استحياء..
ثم ترفس برجلك مادب بأحشائى من حياة ،لقد سميته "على" على أول حرف من إسمك ياعزوز..
يدق بابها ويناديها :لم أنت مستيقظة ؟
آوى لفراشك يا بنى
ولكنه بقى مشدود البال ،
عماتعرفه المرآة ،من كانت تستحضر فى مخيلتها ولم بتاريخ 27فبراير؟..
كل الأوراق تفحصها ليجد نتيجة كشف الحمل بذاك التاريخ ثم لا يوجد شيخ يدعى عزوز إلا عزوز الماركة وهذه كنيته ،لأنه كان يتتبع مجال الموضة وجديدها وهو صاحب مصنع ..
اقتنى عبوة شراب حتى يأخذ منها معلومات يحتاجها المستهلك واتصل بالمصنع وسأل إن هو لعزوز الماركة ..
الشبه واضح بين الأب والإبن ودخوله كان عن ثقة وأنه صاحب الحق ..وسيأخذه..
اللقاء تم سريعا والشبه والثقة الزائدة حسما النتيجة لصالح" على" ،بادره قائلا؛كيف هى دليلة ؟
لقد اشتد عودك وصرت شابا..
البيت جميل ،كانت والدتك من غرست الأشجار والأزهار وكانت تفوح عبقا عبق روحها..
هل هى من أرسلتك؟
لقد جنت وحالتها ساءت كلما تذكرت تاريخ 27فبراير..
كان ينتظر الرد ولكن" عزوز" غادر المكتب وكانت فرصة ليأخذ على صورة حائطية ..
ووضعها إلى جانب مجسم منحوت لإمرأة ،أطالت النظر بهما ولم يكن صدفة أبدا ،فالرجل الثانى كان نحاتا فقيرا هكذا عرفته أمه وهذا التمثال من صنعه
ومن المرأة يا أمى ؟
لا أدرى ..أنا لم اطلب يوما مجسما ولكن وضع بالبيت تماما مثلما أنت تضع الصورة ..
تقصدين أنها مكيدة ؟
مكيدة أكيدة ..
الفخارجى كان من أفضل أصدقاء عزوز ،وكان مدمنا على تدخين الأرقيلة تماما مثل أبيك ،وكان يبيت الليل ينحت مفاتن النساء بالطين ..
ولكن هذه الرجل لإمرأة عرجاء
كما لو أنها استفاقت من غيبوبتها
العرجاء ،كانت العرجاء فتحية ،من فشت بسرى وماتت فى حادث سير مدبر. .
كانت سببا فى انفصالنا ولكن "عزوز" أبقى على الود واشترى لنا بيتا وخصنا بمعاش يكفينا ثم هجر البلدة
كان شبيه الطير المهاجر ،يحلق كلما تلبدت السماء ولكن الطير المهاجر سيعود ..
Peut être une image de 1 personne

رغبات جامحة بقلم الكاتب جلال باباي(تونس)

  رغبات جامحة


جلال باباي(تونس)
لا حاجة لي بالمرآة
بتٌ أراك باناملي
لا حاجة لي بالقلم
بتٌ أكتبك بحبر القلب
لا حاجة لي بالنساء
صرت أحصي قصائدي
فتنهمر الحوريات
لا حاجة لي بالعنب
أصبحت نديم الدالية
وجليس الساقي
لا حاجة لي بالنوم
فيقظا أخلد للقيامة
سأموت واقفا
مثل النخيل.
Peut être une image de Jalel Babay, fleur, arbre et plein air

دمع حائر ...... بقلم الأديب رمزي حسن الناصر

 البحر الطويل .......

دمع حائر ......
ألا في فقيد الدرب ماأنا ناثر
فكم هلّ دمعي قد نعته المقابر
أإنّي وقد ناديت كل لحيظة
صعقت وقلبي في الحداد منابر
أقلّ حديثي أنني بك حالم
وأعظم وجدي أنني فيك هاجر
لقد جاءت الأشواق تسدل ريحها
ليذرف صبري إذ بكته المشاعر
تهبّ جروحي في رؤاك عصيّة
وما لي بكا إلا القذى والمعاذر
كأنّي وإنْ عدّت خصال بوصفه
حزنت وللأيام بوحي ساهر
أيا ذكركم إذ يقتفي الموت صادق
وياغوثنا كم كذّب الموت ناكر
تزيد أنيني رغم ما أناشاكر
ويحمل عقلي فوق ماأناداخر
لقد زاد همّي بالعويل فهدّني
يراعي فوافتني البلايا الهوادر
فيا نبض قف إنّ الحبيب محمّد
وياعين نوحي إنّ ليله حائر
رمزي الناصر

الأربعاء، 28 أبريل 2021

*إشراق القلب* بقلم الأديب المختار المختاري 'الزاراتي'

 *إشراق القلب*

من نافذة تطلّ على قلب عصفور
طار من لسانه كلّ الذي تبق
من أمل في عناق وسادة العرق
وكان الليل
أغرق إشراقه الروح من أفق بعيد
أرساه النفق في عمري تقيّد بالحبّ مذ انطلق...
يا سيدة تئن في ظلمة الغرفة
أفيقي كأسي من غفلته
تجدين تحت النبيذ أشعارا
تنطق حنق الزمان
وحبق يورق في غسق
يشقّ نشوة القمر بما في أغاني القلق
من حزن يرقص حزنه في كل مواسم الشنق
لي فكرة.. ترسم على السماء أحرف الشوق
ولي في الصدى البحريّ
بقايا عشق لمطر تغسل الروح
من شبق الذكريات
لموت يتفق مع ما لا يتفق عليه القبر والكفن
فكيف سنتفق...
مع الذي فينا استنشق رائحة الغرق
في حطب كنّاه
ومازلنا نعيش تفاصيلنا في انتظار الحرق
يا سيدة أهلكت عشاقها
وأكملت هدم البيت بمعول الصمت...
أما حان وقت التحليق في المطلق
والانسياق خلف المشرق منّا في دفتر العشق
هات لي صوتي أرده لغمده
فأنا اكتفيت من الموت مع القطيع
وها أنا راحل إلى ذات أخرى
غير التي اعتاد الوقت تلقينها لعبة الذوق
ها أنا أقطف عمري من عمري
وأغمس نواره في قلبي الخارق
وأمضي الى مصير أحدد أسطره
وانتهي من مسرحيا الغرب والشرق
واعتق رقبة عصفور
من نافذة تطلّ على قلبه
ليطير من لسانه كلّ الذي تبق
من أمل في عناق وسادة العرق
و الليل الذي هنا
أغرق إشراقه الروح من أفق بعيد
أرساه النفق في عمري تقيّد بالحبّ مذ انطلق...
29/04/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'


قصة قصيرة ( الأستاذة المتقاعدة) بقلم وهيبة بتشيم (الجزائر )

 قصة قصيرة ( الأستاذة المتقاعدة)

دخلت هبة الرحمان إلى قسمها المعتاد و الضوضاء تلف أوله و آخره ، بلسان من حكمة عم الصمت و أخذ كل تلميذ مكانه ...سجل أحد التلاميذ على السبورة نشاط النصوص الأدبية ، و الموضوع شعر الطبيعة في العصر الجاهلي. في قراءة واعية للنص قرأت الأستاذة بتمعن و طلبت من سلمى أن تقرأ ..قرأت سلمى بصوت مرتفع و معبر قالت لها : أحسنت بدأت الأسئلة حول فهم النص و كانت البنات كما تعودن الأكثر إسهاما في شرح النص و فرض حيوية و حياة على القسم .دق الجرس
فرح التلاميذ بانتهاء الحصة و هذا ما بدا على لمعان الفرحة من عيونهم . ذهبت هبة إلى قاعة الأساتذة لتتناول جرعة راحة تمكنها من إكمال ما تبقى من الحصص .فجأة دخلت عليهن الأستاذة هدى التي تقاعدت مؤخرا و قد امتلأت سرورا و راحة و رفاهية بعد إتمام مدة الخدمة ...استبشرت هبة لما رأتها و قالت : أهلا و سهلا بك ، كيف خطرنا على بالك اليوم وزرتنا قالت: اشتقت لكن و للأيام التي جمعتنا .كانت لدي أشغال قريبة من ثانويتنا أتممتها و قلت ماذا لو ملأت لحاظي منكن و ووقفنا على ذكرياتنا .من خبر إلى آخر حتى بادرتني بالسؤال : هبة هل أكملت إجراءات تقاعدك،قلت: نعم و الملف دفعته و الحمد لله،ردت:جيد، صبرا أختي ماهي إلا شهور و تنعمي بالراحة، خاصة أن هذا العام يبدو أن المرض تمكن منك و الوهن نسج زواياه على محياك .نعم أدعو من الله أن يعينني حتى أكمل عامي هذا . دق الجرس عدت لإكمال بقية الحصص.
بقيت هبة تعطي و لا تبخل تيسر ما هو عسير تقف و لا تجلس حتى تطمئن على ما تقدمه لأبنائها .و كان أفضل شيء بالنسبة لها أن تلتقي بتلاميذها على قارعة الطريق و يسلمون عليها و تسألهم عن مسار دراستهم .
غادرت هبة التعليم يوم أن قبل ملف تقاعدها ، و قابلت حياة جديدة لم تكن تعلم شيئا عن ما تخفيه ...فعلا حياة الفراغ بعد الفراغ من أعمال منزلية شاقة ، فراغ من حياة مليئة بحياة عطاء ، فراغ من برنامج لم يعد في الوجود ، فراغ من أصدقاء عمل تعودتهم و تعودوها
نعم مرت الأيام ثقيلة جدا و الأمر في ذلك التقت مع كورونا و الحجر الصحي و نتائجه النفسية الوخيمة ..
كم من مرة قلت في قرارة نفسي:أين الحكومة من هذا ؟لماذا لا تستثمر في مثل هذه الشريحة لبناء زهور المستقبل ؟....كم ركنت إلى العزلة ، و الصمت المطبق ، رأيت أن أكتب و اجعل قلمي يجري من نفسي مجرى الدم ، أو أصاحب الكتاب فأنهل منه ، و أشرح صدري بقراءة القرآن الكريم و فهم معانيه ...و أدعو الله ليتمكن حفظ القرآن من نفسي ...كانت المحاولات على قدم و ساق حتى يقبر الفراغ بملء إرادته و على يد هبة الرحمان .
كانت التجربة قاسية و نتائجها النفسية بحر لا خضم له ،لكن في الأفق الرحيل فسحة أمل لأن هبة ستقدم لإكمال دراستها الجامعية .
وهيبة بتشيم (الجزائر )

السقوط بقلم الكاتبة لطيفة البابوري

 السقوط

كيف لا تصدقها وهي إبنة قلبها، لقد أصبحت هي وأخوها كل حياتها مذ فقدت زوجها، لم تنس كيف قاطعها والدها واخوتها حين رفضت الزواج ثانية وقررت إكمال رسالة زوجها، حبيبها والوصول بابنائها إلى بر الأمان، و حين يئسوا من أمرها طالبوها بترك العمل حتى لا تلوكها السنة الناس، فهي صغيرة وعلى قدر من الجمال، لكنها تعنتت وتمسكت بإدارة حياتها كما رسمت لها لا ينقصها إلا غياب الزوج الذي راح ضحية تهور سائق مجنون....
لم تنس كم تعبت من أجل أبنائها، حتى حين كانت نفسها تراودها أنها صغيرة وتحتاج حضن رجل، تحتاج من يلقي عليها الثناء إذا تعبت، من يسهر عليها إذا مرضت، كانت تطرد هذه الهواجس من فكرها، كما نبهت على زميلاتها ان يكففن عن لعب دور الخاطبة كل يوم يقترحن عليها عريس، لقد حسمت أمرها، حياتها ملك لأولادها
كبرت البنت التي كانت منذ صغرها صعبة المراس، كثيرة الطلبات، على خلاف الإبن الذي كان يشفق على والدته، ويساعدها في كل شأن يتعلق بالبيت، كما أن طلباته كانت قليلة إن لم تكن نادرة....
تخرجت البنت من الجامعة، وبقيت تنتظر التعيين الذي طال، وهي لم تتعود على المكوث في البيت، لذلك فاتحت والدتها بأمر ذهابها إلى أحد المدن الساحلية لتعمل في احد النزل في مجال اختصاصها المحاسبات، رفضت الام وبشدة لكنها اخيرا رضخت للأمر بعد أن وعدتها البنت بالعودة اخر الأسبوع، والمحافظة على نفسها، وكان الأمر كذلك قرابة ستة أشهر، ثم ابتدأت أخبارها تنقطع، قلت،اتصالاتها، ما عادت تعود إلى البيت كل أسبوع، الاسبوع أصبح شهرا، والشهر أصبح أشهرا وكانت تتحجج بضغط العمل والموسم السياحي، حتى يئست الأم من انتظارها....اإلى أن أخبرها إبنها يوما وكان في قمة الغضب أن هناك فيديو إباحي يتداوله الشباب وان الفتاة تشبه اخته إلى حد كبير،، أسقط في يدها، اغمي عليها، ولولت مستحيل ابنتي لا تفعل ذلك حتى انها لزمت الفراش أياما، والابن يأكله الغيظ من ناحية ومن ناحية أخرى يشفق على والدته، التي قررت الذهاب والبحث عن ابنتها
قصدت النزل الفخم، تسأل عن ابنة ضالة، تحمل صورتها وتذرف دمع الخذلان، علمت انها اشتغلت في ذلك النزل قرابة ثلاثة أشهر ثم غادرت وانقطعت أخبارها.. خرجت تجر خيبتها، تقرع أذنيها كلمات والدها تحتاجين رجل يجابه معك الحياة، وشتائم اخوتها ستندمين يوم لا ينفع الندم.... لكن لا أبدا ابنتها لن تخذلها، لن تنس انها حرمت نفسها النوم والأكل لتوفر لها لباس المدرسة وثياب العيد، لتمسح دمعة ذرفتها يوما حين قالت انها اقل من صديقاتها، لا لا لن تخذلها ابنة قلبها..
لحق بها عامل بذلك النزل، رق لحالها وطلب منها ان تبحث عنها في ذلك الحي، أعطاها العنوان... يا الله لا بد انها تحلم، أخبرها أن ابنتها غرر بها احد العائدين من الخارج واغراها بالمال حتى تساعده في ترويج المخدرات على الشباب المقيمين في النزل، لكن اكتشف أمرها وطردها صاحب النزل لتلتحق بصديقها الذي أقنعها بضرورة كسب المال، المال الكثير، وسيتكفل هو بجلب الزبائن خاصة منهم الأجانب وسيقوم بحمايتها، رفضت في البداية لكن سرعان ما قبلت فهي خسرت كل شيء، ما عاد هناك ما تخشى فقده
ذهلت الأم لا لا، أكيد هو يخلط بينها وبين فتاة أخرى، صغيرتها لن تفرط في شرفها،لقد علمتها الصلاة مذ كانت في العاشرة، صحيح هي مقصرة، وربما تصلي رياء لكنها ربتها على الأخلاق
صدمت الأم من الفتاة التي فتحت لها الباب، أجل لا يمكن أن تكون ابنتها، ابنتها كانت بريئة وهذه التي تقف أمامها تشبه مومسات الخانات الرخيصة... هدتها الصدمة أمام صمت ابنتها وانكسارها، عادت إلى بيتها، لم تغادر غرفتها ولم تنطق بكلمة شخص الطبيب حالتها بأنها صدمة عصبية... كانت تهرب للنوم، كانت تهرب من الحياة حتى انها لم تنتبه إلى ابنها وهو يغادر في جوف الليل حاملا سكينا، اكيد لن يفجعها في ابنة قلبها سيجهز على ذلك القواد الذي سرق منهم الحياة.....
بقلمي
لطيفة البابوري
Peut être une illustration de intérieur