الأربعاء، 1 مايو 2024

زهرات..من حدائق الإيمان بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (زهرات..من حدائق الإيمان )


حول فوائد الزكاة : الاستظلالُ بظلِّ عرش الله..يوم لا ظلَّ إلا ظله..


الاستظلالُ بظلِّ عرش الله يوم لا ظلَّ إلا ظله؛ ففي الصحيحينِ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعةٌ يُظلُّهم اللهُ تعالى في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبُه معلَّق في المساجد، ورجلانِ تحابَّا في الله، اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعَتْه امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه». [26]-

الاستظلال بظل الصدقة يوم القيامة؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده [17333] قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبدالله بن مبارك، قال: أخبرنا حرملة بن عمران: أنه سمع يزيد بن أبي حبيب، يحدث أن أبا الخير حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلُّ امرئٍ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس - أو قال: يُحكم بين الناس»، قال يزيد: وكان أبو الخير لا يخطئه يومٌ إلا تصدَّق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا!

وإذن؟

صاحب الزكاة إذا،والإنفاق موعودٌ أيضًا بالزيادة في الدنيا على ما أنفَق؛ كما وعد الله في قوله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39]، وروى (مسلم في صحيحه [2588]) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقةٌ مِن مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله»؛ فالصدقة مِن أعجب الأشياء؛ فالله هو الذي رزَق المال ويسَّره، ثم أمر بالصدقة منه، ووعَد بالخلَف، والصدقة لا تنقص المال، بل يُخلِف الله لِمَن تصدَّق مِثلَ ما أنفق وأزيدَ، وهذا أمر معروف عند المتصدقين، فما أعجب أمر الصدقة! وصدق الله إذ يقول: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38].

وإذن؟

إن الإسلام إذا،دين يطابق العقل والفطرة،ويتمشى معهما إلى الغاية النبيلة التي هدى العقلاء إليها، ولذلك لا يمكن أن تجد في الإسلام ما يناقض العقل الصريح، أو الفطرة المستقيمة. ولما كانت النفوس مجبولة على حب المال . كما قال تعالى: {وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } وقال: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } وكان لابد لهذه المحبة والشفقة على المال من قوانين تضبط النفس، وتقيد الشح، رتب الشارع تحصيل المال وتصريفه، وإنفاقه على الوجه الأكمل المعتدل بين الإفراط والتبذير وبين التفريط والتقتير، {وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }.

على سبيل الخاتمة:

يكون المسلم عن طريق أدائه للزكاة،قد أدى الركن الثالث من أركان الإسلام التي لا يصح إسلامه إلا بها.فهي تقرب بين العبد وربه وتزيد من إيمانه. لإداء الزكاة أجر عظيم عند الله تبارك وتعالى لقوله تعالى” يمحق الله الربى ويربي الصدقات. وهي (الزكاة) صدقة يمحو بها الله تعالى الذنوب والمعاصي والخطايا لقوله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفىء الخطيئة، كما يطفىء الماء النار”.

ختاما،الزكاة تنمي في نفس المسلم الكرم والسخاء والسماحة، كما تزرع في نفس المسلم الرحمة والعطف على غيره من المسلمين. تطهر نفس الإنسان من الأخلاق الدنيئة كا لبخل والشح .

وأخيرا،الزكاة سبب لدخول الجنة .

والله عليم بكل ما النفوس..


محمد المحسن


*,تنويه :

نزولا عند رغبة العديد من الإصدقاء ممن يحترمون حبر قلمنا،سنخصص جزءا من مقالاتنا في المساهمة في نشر دين الرحمة المستمد من الكتاب والسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم،وعلى خطى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين..

ونرجو من الله التوفيق..

أسال الله العظيم أن يختصكم ووالديكم وأهلكم وذريتكم ومن تحبون برحمته،وأن يجعل لكم من كل هم فرجا،ومن كل ضيق مخرجا،ومن كل بلاء عافيه،وأن يرزقكم من حيث لا تحتسبون.

اللهم آمين يارب العالمين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق