الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

و حصل أن .. بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 و حصل أن ..


في اليوم الثاني من مشروعنا التكتيكي في تل أصفر - تلك المنطقة الصحراوية من بادية الشام - كان رئيس المحطة اللاسلكية قد استلم برقية - قريبا من منتصف الليل - و طلب مني تسليمها إلى النقيب سهيل، على جناح السرعة


و كان من المفترض بالنقيب سهيل أن يكون في خيمته التي أعدت خصيصا له يقود من خلالها العقدة اللاسلكية المنتشرة في المكان، لكنه - أي النقيب - كان قد اصطحب معه سيارة مبيت مغلقة تحتوي على كافة مستلزمات الحياة من طعام و شراب و خروج و نوم، أي أنه لن يترك سيارة المبيت تلك و يجلس في خيمة تعصف بها الريح الباردة من كل مكان


استلمت البرقية من يد رئيس المحطة و انطلقت مسرعا جهة قائد السرية لتسليمه إياها... و لكن !!!


المكان مظلم، و ليس ثمة ما أستنير و أسترشد به طريقي نحو قائد السرية [ مسكين ابن المدينة لا يعرف السير في البراري و القفار ]  


و من خلال كبل القيادة عن بعد الممتد بين محطتنا و الخيمة التي من المفترض للنقيب أن يتواجد فيها، وصلت إلى حيث مكان الخيمة، و تلفت يمنة و يسرة بحثا عن عربة مبيت النقيب و لم أجد مشقة في رؤيتها إذ أن بصيص ضوء ينبعث منها


توجهت نحو تلك العربة و طرقت بابها بلطف شديد


بسبب لحيتي لم يكن النقيب سهيل يطمئن إلى وجودي في سريته و لم أكن أطمئن إليه، فهو على حذر شديد مني بقدر ما كنت أنا على حذر شديد منه


نحن الآن في الأسبوع الأول من شهر نيسان عام تسع و سبعون و تسعمائة و ألف، و الأوضاع في سورية لا تبشر بمستقبل مريح على الإطلاق، فالصراع على أشده بين أصحاب التوجه الديني من الشعب السوري و حاكمهم الأسد المستبد آنذاك 


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 95


الحبَّ قصيدةٌ ولدتْ قديمًا،/ سرد تعبيري بقلم الكاتبة سامية خليفة/ لبنان

 الحبَّ قصيدةٌ ولدتْ قديمًا،/ سرد تعبيري 


ٌأنبثقُ برعمًا، أتعلَّقُ بالأغصانِ كطفلةٍ، يتملّكني شعور

 غريبٌ، .أشدُّ غرابةً من انبعاثِ النّورِ منَ اللّاشيءِ في العتمة. المصدرُ المجهولُ هو حقيقةٌ آتيةٌ من وراءِ الحجب 

 تقتحمُ عليَّ الظلمةَ. تنثالُ من الكونِ أسئلةٌ رماديّة، أقفُ في منتصفِ اللّونِ، أزيلُ منهُ اتّشاحاتِ السّوادِ، الابيضُ سؤدُده سنا، أعثر على ذلك النقاء ولا يرتوي بصري! سأدنو لعلها  تشتعل انبعاثاتُ الضوء من ثنايا المجهول، حينها سأختبئُ في كفِّه مداراةً من أنْ تلتهمَني ظلمةُ الأسئلةِ المبهمة، سألتجئُ إلى ذلك الضوء موئلًا! كم أتساءلُ كيف أتشكّلُ من ذلك الشّعاعِ لأصيرَ عنصرا يجاريه؟ هو العظيمُ كما البحارُ وأنا شبه البحيرةٍ، كيف أجاريهِ وهو كما القصيدةُ المعلقة قرطاسُها من ذهب، حروفُها من ماس، وأنا لست أكثرَ من كلمةٍ تائهةٍ لم تنضجْ حروفُها بعدُ؟ بِكَ يا قبسًا من شعاعٍ أكونُ الأسطورة، ومعك أمسي الشّمسَ، إن كنتَ الومضةَ البرقَ والسطوعَ

 ،ستبقى السحر الذي يثيرُ بيَ ابتساماتٍ أنثى

 َّجسدُها ذلك الإطارُ الشّائكُ الذي كسرَتهُ لتكتشفَ أن . 

َّالحبَّ قصيدةٌ ولدتْ قديمًا، مع أولّ فجرٍ منيرٍ، أنّ الحب انجذابٌ يتجذُّرُ فيه عناقٌ أصولُهُ تراكماتٌ لشذراتِ عشق بريقُها لا ينطفئُ، خلّدتْه أولُ إشراقةِ حبٍّ بينَ آدمَ وحواء، واستمرّتْ في تخليدِهِ قصائدُ قيسٍ لليلى، وستستمرّ إلى أبد الآبدين، فإنَّ الحبَّ هو الزمنُ كلُّه منْ عمرِ الزَّمنِ.


سامية خليفة/ لبنان



أن القلوب للقلوب تحن بقلم فلاح مرعي

 أن القلوب للقلوب تحن

بالحب والحنين والشوق تئن

شوق حبيب لحبيب 

 بالود يسكنها وله تطمئن 

قلوب العاشقين رسائل 

العشق ترسلها سهام من عيونهن

صمت والصمت ابلغ من الكلام 

 رسائل من عيونهن كالسهام تنطلق

قلوب العاشقين المثقلة بعشق

فحاذر  أن تعيق لهن طريق

قلوب العاشقين النابضة بصدق

فلاح مرعي 

فلسطين


** ((الرواية السورية والثورة: بين الجرح والمعنى)). بقلم الكاتب (مصطفى الحاج حسين).

 ** ((الرواية السورية والثورة: بين الجرح والمعنى)).

(مصطفى الحاج حسين). 


في خضم واحدة من أعنف المآسي الإنسانية في العصر الحديث، وُلدت موجة من الروايات السورية تحاول أن توثّق، تفسّر، أو تتجاوز الجرح السوري المفتوح. لكن هذه الروايات لم تكن متساوية في القيمة ولا في الصدق. بعضها اكتفى بلعب دور الناقل الصحفي

، وبعضها انجرف نحو الابتذال أو الدعاية، في حين حاولت قلة نادرة أن تخلق أدباً حقيقياً ينتمي إلى الفن والناس معاً.


انشغلت معظم الروايات بإعادة إنتاج صور الموت، الاعتقال، النزوح، التشريد، الغرق، والسجون، لكنها لم تتجاوز في الغالب  الدور التوثيقي الفوتوغرافي. لم تكن الرواية تُكتب لطرح الأسئلة أو تفكيك البُنى القمعية أو تأمل الجرح الإنساني، بل كأنها تقارير ميدانية تصلح للنشرات الإخبارية أو بيانات المنظمات الحقوقية.


صُوّرت المرأة السورية في عدد من الروايات إما كضحية باغية أو كبغيّة ضحية، دون تعقيد إنساني حقيقي، ودون مساءلة للبيئة أو للخيارات، وكأن الجسد الأنثوي صار رمزاً للعهر السياسي أو بوابة للتكفير عن "العار الوطني"، مما حوّل الروايات إلى مساحات لإثارة الشذاذ والمراهقين لا لمساحات تفكير حقيقي.


بعض الكتّاب مارسوا نفاقاً معلناً، فتذاكوا على السلطة، وغازلوا الثورة، وتحدثوا بلغة رمادية غامضة بدعوى "الحياد الأدبي"، بينما كانت نصوصهم تنبض بالتواطؤ. هكذا خسروا أخلاق الفن ووضوح الموقف معاً.


رغم المأساة الشخصية، لم تنجُ بعض روايات المعتقلين من الإنشائية، السطحية، واللغة الركيكة. ومع ذلك، لاقت هذه الأعمال احتفاءً نقدياً ومؤسساتياً كبيراً، لا بسبب الجودة الأدبية، بل تحت ضغط التعاطف الإنساني، الذي تحوّل إلى بديل عن الذائقة.


الرواية السورية في زمن الثورة انقسمت إلى ثلاث تيارات:

1- توثيقي، صحفي.. يصور الألم دون اختراقه.  

2 - دعائي، فج.. يخدم أيديولوجيات أو رغبات مبتذلة.  

3 - فني، مقاوم.. نادر، عميق، إنساني، يطمح لتجسيد المعنى لا استهلاك الجرح.


في النهاية، ما نحتاجه ليس بكاءً أدبياً على الجرح، بل أدباً يخلخل الوعي، ويفضح بنية القمع، ويمنح الضحايا حقَّهم في الكرامة، لا في التشويه ولا في التسويق.. وهذا ما أضعف من المستوى الفني والجمالي والأدبي، للرواية السورية في وقتنا الحاضر.. ودعاها للبحث عن فرسان، يواكبون عصر

تطور السرد والتوسع في آفاقه.*


  مصطفى الحاج حسين.

           إسطنبول



القط والفأر بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 القط والفأر

=======

وقال القط للفأر

ألا تأتي لكي نلعب؟ 

هنا نجري هنا نجري

ومن فاز هنا يكسب

فقال الفأر يا هذا

وماذا يا ترى نلعب.؟ 

فقال القط فلتغمص

عيونا منك ولتعصب

وتبحث أين تلقاني

بأي جهاتها فاطلب

فقال الفأر يا هذا

لماذا معكم نلعب؟ 

لنا قانون يحكمنا

وينهانا فلا تتعب

ولا ترجو من الشمس

بأن تأتيك من مغرب

ومن يأمنك يا هذا

كمن يرجو رضا الثعلب

قرأت تاريخ أجدادي

فكان القط كالعقرب

فكيف لعيشي الهاني

أودعه لذي المخلب

ألا فاتركني في حالي

وأنت لحالكم فاذهب

لكم يا سيدي طبع

وما من طبعكم مهرب

أنا فأر وهل يرجى

لغير القتل من مطلب؟ 


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


" همس الحنين" بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش _ سوريا

 " همس الحنين"

            بقلم فاطمة حرفوش _ سوريا 


عندما يضجّ الصدر بالحنينْ ،

وتتّقد الأشواق بنار الوجدْ، 

وتخفق الرؤى بحنوٍ ترنو للأفق البعيدْ،

فتغتال المسافاتُ البعيدة أنفاسَ القربْ،


أتوسّد بهدوء زند الليل،

وأطرق باب الأحلام بلهفة عاشقٍ

توشّح بقميص البعدْ


أصلي صلاةَ الغائب، وأبتهل لإله الحب

لعلّ طيفًا يَهدهِدُ وحشةَ المساء،

ويزيح ستائرَ الغياب

عن نوافذ القلبْ.


وحين يطلّ نورك البهيّ،

يداعب حلمي بحضوره الشهيّ،

ويمسح غبشَ الغياب عن مرآة الروح،

تسكن الروح في محراب الحب

وتنتشي بحلاوة القربْ



الــدنـيـا مــشـيٰ / بقلم مـحمود خـلـف بيـومى أحـمد

 ٠    /   الــدنـيـا مــشـيٰ  /


بـيـك مـن غـيرك الدنيا مــشي 

أيام وسـنين مـكتوب نـعـشـها 

ومـــكــنـش عـــلـيـك مـــبـيـن

فــــــكـرك طــــيـب حـــــنـيـن 

وا الــنـار يــــــحـــس بــــيــهـا 

إلـلــــي بِــــئْــديٓـهْ كَـــــبــشْــهَا

٠.  ٠.  ٠.  ٠.  ٠.  ٠.  ٠.  ٠.  ٠.  ٠

بــــــــكــره تــــــدبـــل ورودك 

ويـمـوت في الــقـلب شــوقـك

و ه‍ يـــفــضـل بـــس شــوكـك  

وســـــنـيـن عــذاب تـــعــيـشها 

٠  ٠. ٠. ٠. ٠. ٠. ٠. ٠. ٠. ٠. ٠. ٠

 قـــدر مــــــكـتــوب عـــــلـيـنا 

وَلَاٰ  صَـــــنْــعــتْ  إيـــــــديـنـا 

إلـلـــي وهـــــبــتـه حـــــيـاتـــي

غــــاب عـــنـي راح ومـــجــاش 

وِمَــاْ زّٓالْ الـــــدنـيـا مـــــــشْــيَٰ

بـــــغْــيـَابــه  مَـــــحَــســِْنـَاش

٠     /    كــلـمـات.   /

مـحمود خـلـف بيـومى أحـمد


الاثنين، 1 ديسمبر 2025

غريب بقلم الكاتبة يسرى هاني الزاير

 غريب

 غريب أمرك

 يا ذا الحزن

 أنت حزن

 غير الحزن

 أنت حزن 

جاي من صلب الظلم

 والظلم ما هو قدر

 الظلم جور

 من طبع البشر

 أنت حزن

 مثل سيل

 تجرف كل شي جميل

 تدفن بطمي

 ضيا الشمس

 من تحت ركام

 يجيء الأنين

 ونين

 يستنجد من الطين

 بطنين

 أنت حزن 

ساعة يأس

 تمسي ونيس

 أنت حزن

 بلحظة حلم

 تحل خليل

 تسامر وحشة المحزون

 بجوف الظالم

 تصير مرسال

تحمل

 مراسيل الدفين

 تعبر حندس البعد

 وتحط بعتم الفراق

 بين جفون الحيارى

 قبلة شوق

 وقطعة من روح الحزين

 عل من الحزن

 يسكن ويطيب.


يسرى هاني الزاير

حتى لا ننسى شاعرا اكتوى بلهيب البؤس..وحمل جمر الوطن..بين أحضانه. : الشاعر السوري القومي العربي محمد الماغوط * بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى لا ننسى شاعرا اكتوى بلهيب البؤس..وحمل جمر الوطن..بين أحضانه. :

الشاعر السوري القومي العربي محمد الماغوط *


"يد واحدة لا تصفق..إلى الجحيم،ألم تشبعوا تصفيقاً بعد؟" - محمد الماغوط


"أسوأ ديمقراطية في الدنيا..أفضل من أعدل دكتاتور.." محمد الماغوط


محمد الماغوط هو أحد أبرز الأصوات الأدبية في القرن العشرين،شاعرٌ وأديبٌ سوريٌ اشتهر بأسلوبه الساخر والجاد في آنٍ واحد،استطاع من خلاله أن يختزل مأساة الإنسان العربي وظروفه القاسية بكلماتٍ قليلةٍ لكنها عميقة الدلالة.يعد الماغوط رائداً لقصيدة النثر في الوطن العربي،كما برع في الكتابة المسرحية والسيناريو التلفزيوني والسينمائي،تاركاً إرثاً أدبياً وفكرياً لا يزال حياً حتى اليوم.


عمل رئيساً لتحرير مجلة "الشرطة" السورية وكتب فيها مقالات ساخرة في صفحة "الورقة الأخيرة".ساهم في تأسيس جريدة "تشرين" عام 1975 وتناوب مع الكاتب زكريا تامر على كتابة زاوية يومية فيها.كما عمل في جريدة "الخليج" بالشارقة وأسس قسمها الثقافي.


 في الشعر: يعد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي،وقد نشر مجموعات شعرية عدة أبرزها:


-حزن في ضوء القمر (1959) -أولى مجموعاته الشعرية،غرفة بملايين الجدران (1960)،الفرح ليس مهنتي (1970)


أما  في المسرح،فقد كتب الماغوط العديد من المسرحيات التي تعتبر من أهم الأعمال المسرحية في الوطن العربي،وقد تعاون فيها مع الفنان دريد لحام، ومن أبرزها:ضيعة تشرين (1973-1974)،


غربة (1976)،كاسك يا وطن (1979)،خارج السرب (1999)


تميز أسلوب الماغوط بالبساطة والواقعية والميل إلى الحزن والسخرية المريرة.لقد نجح في نقل القصيدة العربية من الذهني والميتافيزيقي إلى اليومي والمعيش.عبر في أعماله عن هموم الإنسان العادي ومآسيه،منتقداً الفساد والاستبداد والوضع العربي المأزوم..هذا،ولم يوجه الماغوط نقده فقط إلى السلطة،بل إلى المجتمع العربي بكافة شرائحه، بما في ذلك المثقفين الذين وصفهم بالقول: "ما أذربَ ألسنتنا في إطلاق الشعارات،وما أرشق أيدينا في التصفيق لها،وما أعظم جلَدنا في انتظار ثمارها". كما عُرف بمقولته الشهيرة: "أسوأ ديمقراطية في الدنيا أفضل من أعدل دكتاتور".


التحق الماغوط بالحزب السوري القومي الاجتماعي في مطلع خمسينيات القرن الماضي، لكن هذا الانتماء قاده إلى السجن مرتين: الأولى عام 1955 لمدة تسعة أشهر،والثانية عام 1961 لمدة ثلاثة أشهر.في سجن "المزة"تعرف على الشاعر أدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة،وبدأت هناك رحلته الأدبية الحقيقية حيث كان يدون قصائده على ورق السجائر.


يمثل محمد الماغوط نموذجاً فذاً للمثقف العضوي** الذي لم ينفصل عن هموم مجتمعه وآلامه.عبر أدبه بكل أشكاله عن جرح إنساني عميق،محولاً معاناته الشخصية ومعاناة أبناء وطنه إلى فن عظيم. 


ويعتبر هذا الشاعر السوري القومي العربي محمد الماغوط رائد قصيدة النثر العربية والتي كانت محط انتقادات كثيرة وواسعة وخاصة من لدن شعراء القصيدة التقليدية ونظرائهم في الشعر الحر الذين قللوا من قيمتها الإبداعية وحكموا عليها بالنقصان والتيهان والضعف والموت وقللوا أيضا من شأن شعرائها وكتابها وجعلوهم من الذين يجرون وراء وهم اسمه الشعر الحديث .


لم يتأثر الشاعر السوري محمد الماغوط بكل تلك الانتقادات التي كانت تحكم على قصيدة النثر وكتابها دون دراسة وتحليل عميقين قادرين على وضع سكة النقد في طريقه السليم.ورغم أن شعر الماغوط كان فيه الكثير من سمات الشعر الحر،بل كان قادرا على كتابته والتفوق فيه ولكنه آثر أن يبدع على طريقته وأسلوبه الخاص ووفق رؤية أدبية وشعرية يتقنها ويقتنع بها،خاصة وأنه لم يلجأ إلى أي نظرية شعرية أو نقدية ترسم له منهجه الشعري الذي ارتأى التفوق فيه.


تفوق الشاعر محمد الماغوط في تجربته الشعرية وأصبح بعد مدة ليست بالطويلة رائدا في قصيدة النثر وشاعرا لا يشق له غبار فيها وفي صنعتها.بل أصبح أستاذا للعديد من الشعراء الشباب الذين قلدوه وأعجبوا بتجربته الشعرية وأسلوبه الشعري الرائع في كتابة قصيدة النثر.وبذلك خرجت قصيدة النثر عند الماغوط من النظام المعتمد في الشعر الحر،وأصبحت تبتديء من الشاعر نفسه،بما يعرضه ويقدمه لقرائه،وهذا ما أدخل قصيدة الماغوط في التنوع والتخالف والقدرة على تحديد الغاية والأهداف السياسية من كتابتها دون التقيد بشكليات وقواعد أصبحت متجاوزة في قصيدة النثر وفي تجربته.


نجد في شعر الماغوط رفض الاستبداد والإيمان بالقومية والوحدة والتكافل والصمود والدعوة إلى احترام المقومات الحضارية للأمة،يقول في قصيدة "حصار":


دموعي زرقاء


من كثرةِ ما نظرتُ إلى السماءِ


وبكيتُ


دموعي صفراءُ


من طولِ ما حلمتُ بالسنابلِ الذهبيةِ


وبكيتُ


فليذهبْ القادةُ إلى الحروبِ


والعشاقُ إلى الغاباتِ


والعلماءُ إلى المختبراتِ


أما أنا سأبحثُ عن مسبحةٍ


وكرسيٍ عتيقٍ


لأعودَ كما كنتُ


حاجباً قديماً على بابِ الحزنْ.


وإذا ما تتبعنا مسار الكتابة في كل قصيدة من قصائد الشاعر فإننا نجده مسارا مبنيا على سرد تفاصيل مختلفة قادرة على إيصال فكرة معينة قد اقتنع بجدوى الكتابة عنها وحولها، فيكتب عن الدموع وعن الحزن والألم والاستبداد والحقد والحسد والكره... عناوين واقعنا العربي ثقافيا وسياسيا واجتماعيا. ولذلك فهذه جرأة كبيرة عند الشاعر ليفضح عوراتنا ويعري وقعنا المهتريء، ولن يكون هذا ممكنا إلا إذا اعتمد نوعا شعريا قادرا على إيصال كل هذه الأمور بحرية في الكتابة والإبداع ألا وهي قصيدة النثر القادرة على ترك تأثير قوي لدى القاريء.


إذن نجد أن قصيدة محمد الماغوط تبتدأ منه هو نفسه،أي أن شاعرنا كان يعرف قصيدته أنها قادرة على البوح بمكنوناته وهو ما كان يوضح بجلاء أن صوره وهيئاته المادية توجد بقصيدته وتنكتب فيها. وبالتالي كانت القصيدة عند الماغوط بمثابة "وحي صادق" حسب قول الشاعر المغربي محمد القري،وكانت تسعى إلى عقد علاقات مع خارجها الاجتماعي ومحيطها المتنوع .


تبقى تجربة محمد الماغوط الشعرية في قصيدة النثر تجربة رائدة في هذا النوع الشعري الذي أوجد لنفسه قدرة كبيرة على الانتشار والتوسع، بل أصبحت الملجأ الوحيد للعديد من الشعراء الشباب والمبتدئين للتعبير والكتابة والبوح وإيجاد مساحة للمساهمة في تطوير الثقافة والإبداع والأدب العربي .


ويبقى محمد الماغوط بكل ما تحمله الكلمة من معنى،صوتاً لا يخفت،وشاهداً على عصر بأكمله، وملهماً لكل من يبحث عن الحرية والكرامة في عالمنا العربي.


متابعة محمد المحسن


*محمد أحمد عيسى الماغوط (12 كانون الأول/ديسمبر 1934- 3 نيسان/ أفريل2006) شاعر وأديب سوري،من أبرز شعراء قصيدة النثر أو القصيدة الحرة في الوطن العربي.


ألّف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي،كما كتب الرواية والشعر وامتاز  في القصيدة النثرية التي يعتبر واحدًا من روادها،وله دواوين عديدة.وتوفي في دمشق.


**يؤمن الفيلسوف الماركسي أنطونيو غرامشي بأن جميع الناس مفكرون، ولكن وظيفة المثقف أو المفكر في المجتمع لا يقوم بها كل الناس. ويرى أن كل طبقة تفرز مثقفيها، الذين يعبرون مباشرة عن مصالح الطبقة التي ينتمون إليها.



الحب قدر. بقلم د.صلاح احمد شعلان

 ........................................  الحب قدر. .........................

                                   د.صلاح احمد شعلان 

اللقا ولو بالكفوف 

يخلق الحب قدر 


يخلق النور نعم 

أجمل نغمات الوتر


يجعل العيش هنا

ولو الجحيم المستقر


كف واصابع الحبيب

إنها للزهر.مطر


كيف لو كانت قلوب

تلتقي كل يوم سمر


أه ما اجمل لقاك

والفراق ما أمر 


طيفك لو زارني 

يكون بالظلمه بدر


اجعليني نعيمك

وغيري عندك هو سقر



رسالة_الأجيال بقلم الكاتب مبروك علوه

 رسالة_الأجيال

علّموا أبناءكم أن حبّ الوطن من الإيمان، وأن من لا يعتزُّ بأرضه لا يملك جذورًا تمتدّ في التاريخ…

علّموهم أن الوطن ليس كلمة تُقال، بل عهدٌ يُصان، وكرامةٌ تُحمى، وعلمٌ يُرفع عاليًا لا ينحني أبدًا…


وعلّموهم أن الوطن غالٍ لا يُقدَّر بثمن، وأن رسول الله ﷺ بكى عند فراقه لوطنه، وكانت كلماته تعكس شدة محبته ومودته لأرضه وأهله… فليكن في ذلك أعظم درس يغرس في قلوبهم معنى الانتماء الحقيقي.


أيقظوا في قلوبهم حبّ الأرض التي احتضنتهم، واغرسوا في نفوسهم أن الدفاع عن الوطن شرفٌ لا يضاهيه شرف، وأن العمل من أجله عبادة وواجب مقدس يرفع شأن الأمة.


قولوا لهم: الوطن أمانةٌ في أعناقكم، فكونوا له حُماةً أوفياء، وسواعد تبني، وقلوبًا لا تعرف الانكسار…

فبالوطن نحيا، وبالإيمان نحميه، وبالعلم نرفع رايته خفّاقة في سماء المجد والعزة.


حبّ الوطن من الإيمان… وحمايته واجب، والحفاظ على قيمه شرف.

✍️ مبروك علوه



أُمَّـاهُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 أُمَّـاهُ... (من وحي ضرورة مرافقة الأمّهات لبَنَاتِهنّ المراهقات)

أُمَّـاهُ، قُــولِــي، أَخْــبِـرِي ، بِاللّهِ

هَـلْ مِنْ دَوَاعِـي الحُبِّ مَـا أَلْقَـاهُ

مَا أَنْ رَأَيْـتُـهُ صُـدْفَةً حَتَّى هَوَتْ

أَسْبَـابُ قَـلْـبِي، اُصْـدُقِـي، أُمَّـاهُ

لَـمْ أَدْرِ مَـا بِي، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَعُدْ

مُـرْتَـاحَـةً، وَالـعَـيْـنُ لَا تَـنْــسَـاهُ

كَـلِمَـاتُهُ، مِنْ دَاخِلِي، أَهْـفُـو لَـهَا

وَخَـيَــالُــهُ فِــي الــعَـالَــمِــيـنَ أَرَاهُ.

فِي عَيْـنِهِ، كَـمْ قَـدْ قَـرَأْتُ قَـصِـيدَةً

عَـصْـمَاءَ، ذُبْـتُ بِـسِـحْـرِهَا، وَيْـلَاهُ

هَـلْ مَا قَـرَأْتُ بِـهَا هُيَامٌ؟ أَمْ تُرَى

سَـبَـبُ اضْـطِـرَابِي كُـلُّ مَا ألْـقَــاهُ.


عِنْـدَ اللِّـقَاءِ، إِذَا لَمسْتُ يَـدَيْهِ تَسْـ

ـرِي رِعْشَةٌ فِي الـجِسْـمِ مِنْ يُـمْـنَـاهُ

مَـا لِي إذَا وَدَّعْـتُـهُ أَشْـكُـو الـجَـوَى؟

مَــا لِـي إذَا لَاقَــيْـــتُـــهُ أَنْـــسَــاهُ؟

مَـا لِـي إذَا حَـدَّثْــتُـهُ لَا أَشْتَــكِـي

مَــا أَشْـتَـكِـيـهِ ولَا أُحِـسُّ سِـوَاهُ؟


أُمَّاهُ، قَلْبِي، فِي اللِّقَاءِ، يَطِيرُ بِي

فِـي عَـالَــمٍ رَحْــبٍ، فَــلَا أَلْـقَــــاهُ

والعَيْنُ تَمْسَـحُ كُلَّ جُزْءٍ مِنْ مُحَـيَّا

... هُ وتَـحْــفَـــظُ كُــلَّ تَــسْـعَـــاهُ

والعَقْلُ يَمْـهُو، لَا يُفَكِّـرُ لَحْظـَةً

فَـتَـوَقُّفُ التَّـفْـكِيـرِ، مَا مَعْنَــــاهُ؟

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.



قسمَ الحب بقلم عادل العبيدي

 قسمَ الحب 

———————-

ضعي يدَكِ بيدي لنقسِمَ سويًّا

قسمَ الحبّ

ردِّدي بعدي، لا تضطربي،

فأنتِ هالةُ القلبِ وسيّدةُ العرش

قولي “أحبّك” حتى تثملَ أوردتي

تكلمي بصوتِ الوجد وأنشودةِ المطر

قولي “أحبّك” لآخرِ المدى… ولآخرِ النَّفَس

واغمري ليلَ روحي بضياءِ عينيكِ


إني أقفُ على شفا حُلمٍ لا يكتمل إلا بشفتيك 

فرددي قسمَ العشق كي ينهضَ الوجد، وتسكنَ موانئُ الدرب


قولي بعدي:

أُقسِمُ أن أحفظَ نبضَكِ في فؤادي 

وأصونَ ودَّكِ ما دام فيَّ عمر يهادي

أُقسِمُ أن أبقى لكِ

حُبًّا لا يبهت، وضياءً يرافق أيامي

وأُقسِمُ أن أكونَ لروحكِ ملجأً لا يزول

ولقلبكِ عهدًا ما دام للعشق وجود.


ضعي كفَّكِ على قلبي، ليعلو اسمي مع نغمة ألحاني 

قولي “أحبّك”… كي يهدأَ هذا الليل المرهق في صدري. وأعانق أحلآمي 

اقتربي…

فالمسافة بيننا تعلّم الريحَ كيف النوى ولوعة الجرح

قولي “أحبّك” مرّةً أخرى

فربما تنهضُ في داخلي حياة الأزل

وتعودُ روحي من النزوح

فالحبّ — إن صدق —

لا يُطفئه غيابٌ، ولا يعصفُ به الأعصار

بل يظلُّ وعدًا معلّقًا على شفتيكِ:

أن نلتقي…

حين يكتمل فينا قسمُ العشق من جديد

——————————————-

ب ✍🏻 عادل العبيدي



**((أَفْعَى الحَنِين)).. أَحاسيس: مُصْطَفَى الحاجُّ حُسَيْن.

 **((أَفْعَى الحَنِين))..

أَحاسيس: مُصْطَفَى الحاجُّ حُسَيْن. 


أَحْتَمِي بِالمَوْتِ  

مِن غِيَابِكَ الشَّرِسِ  

يُقَلِّبُنِي الوَجَعُ  

يَذْرُونِي الحَنِينُ  

وَتَعُضُّ حَنْجَرَتِي الأَسْئِلَةُ  

يَتَسَلَّقُنِي التَّهَدُّمُ  

وَيَجْرُفُنِي السَّرَابُ  

إِلَى بِئْرِ المَرَارَةِ  

الأُفُقُ مِن قَصْدِيرٍ  

وَالنَّدَى قَطِرَانُ الجَحِيمِ  

لا شَيْءَ يُشْبِهُ قَسْوَةَ النَّسْمَةِ  

لا شَيْءَ يُضَاهِي بَسْمَةَ العَدَمِ  

مِن غِيَابِكَ تَشَكَّلَتِ الفَوَاجِعُ  

مِن صَمْتِكَ نُشِدَتِ الجِبَالُ  

مِن قَسْوَةِ قَلْبِكَ  

انْفَطَرَ الظَّلَامُ  

تَأْتِينَ مَعَ السَّيَّافِ  

تُحِيطُكِ هَالَةٌ مِنَ الجَحِيمِ  

لا تُشْفِقِينَ عَلَى بَرَاعِمِ نَبْضِي  

لا تُرْفِقِينَ بِنَحِيبِ قَبْرِي  

وَأَنَا بِكَامِلِ غَبَائِي أُحِبُّكِ  

بِكُلِّ عُنْفُوَانِ أَحْرُفِي  

أَزْدَرِدُ تَجَاهُلَكِ  

أَرْوِي تَعَالِيكِ بِدُمُوعِ أَحْلَامِي  

وَأَتَلَوَّى عَلَى صَحْرَاءِ  

صَمْتِكِ  

أَنْتِ مَوْتِي الأَبَدِيُّ  

ذِئْبَةُ هَوَاجِسِي  

أَفْعَى حَنِينِي  

كَفَنُ قَصَائِدِي  

سَمَاءُ سُقُوطِي  

وَمَثْوَى أَنْفَاسِي  

أُحِبُّكِ  

وَالحُبُّ انْتِحَارٌ  

أُحِبُّكِ  

أُضْحُوكَةُ الدُّنيَا.*


  مُصْطَفَى الحَاجُّ حُسَيْن.  

         إسْطَنْبُول



ودائمًا نرافقُ أحوالَ أمّتِنا.. بقلم الكاتب عبد الله سكرية

 ودائمًا نرافقُ أحوالَ أمّتِنا.. 

صباحكم صبرٌ وأمل.. 

متى يا ربّي ينقشعُ الظّلامُ 

فـلا عـتـمٌ ، ولا لـيلٌ قُـتامُ


ويحرُسُنا كما الأنعامُ طفلٌ

ورهطُ العربِ في اللُقيا نيامُ 


متى للصّيفُ يغمُرُنا بنورٍ

وفي الأرجاءِ يَنتشرُ السّلامُ ؟ 


أراهـا كـالأمـاني الـغافياتِ

وهلْ وعيٌ وفي الدّارِ انقسامُ؟


سلوا الأعرابَ عن صفقاتِ قرنٍ

ويُعطى الجاني من عربٍ وسامُ 


فـصهـيونٌ  ،أيَـا عَـرَبًا عدُوٌ

ونحْوَ بلادِنا  تُرمى السِّهامُ . 


فلا قطرٌ بمنأى عن خرابٍ

فـكـلُّ بـلادِنا لـهـمُ الـمَـرامُ


وتُرقصُهمْ بلادٌ لا تُسَاوى

ليحدوهمْ إلى خيرٍ زَحامُ


وها قدْ صرْنا للأعداءِ طُعمًا

كـمـا الأيـتامِ يـنهشُهم لئامُ 


فـلـو بـعـناهُ مسجدَنا بقُدْسٍ

فـلـنْ يـبـقى لنا إلّا العـظامُ....

عبد الله سكرية


ماذا أقول بقلم الشاعر فهمى محمود حجازى

 ماذا أقول

ماذا أقول حين ألقاه

 ماذ اقول إن رايت 

البسمة في ثناياه

وقد غاب عني وقلبي 

كاد يموت شوقا لرؤياه

وقد  تركني مابين الشوق

 والأه 

وكيف تستطيع عيناي

 أن تلقاه

وكنت أعيش الحياه 

وأسرح بحلمي في دنياه

وقد هجرني وتركني

 وباع  ذكرايا  وذكراه

فكيف أصدق بعد الهجر

 نجواه

غدا  إذا جاء  سأقول له

 أني  قد  نسيت هواه

وأنه قد أمات الحب 

بطول جفاه

وكيف لي أن  آمن

 من ذبح  قلبا كان  بالحب 

يرعاه

بقلم الشاعر فهمى محمود حجازى



يَا بهجةَ الأَنْظار بقلم الشّاعر التونسي الحبيب المبروك الزيطاري

 يَا بهجةَ الأَنْظارِ حسبُكِ أَنَّنِي

أدمنتُ أَشْعارَ الهَوى بِتَفنُّنِ


نَمَت القَصائد مِن هواكِ  فأصبحَت

تهوي التَّغَزُّلِ فِي زُهُورِ السُّوسَنِ


أطلقت شعري فِي هَوَاكِ مُحلِّقا

فرأيتُه يطوي حُدُود المُمكِنِ


مَا جِئْتُ أَطْرُقُ بَابَ حُبِّكَ قَاصِدًا

لَكِنْ عُيُونُكَ بِالْغَرَامِ قَصَدْننِي


مُذْ قَابَلْتُ عَيْنَيَّ عَيْنَيْكِ الَّتِي

فِي لَحْظَةٍ بجمالهنّ سَحَرَننِي


مَا كُنْتُ بِالسِّحْرِ الْمُحَرَّمِ مُؤْمِنًا

فَانْصَاعَ إِيمَانِي لِسِحْرِ الأَعْيُنِ


فَتَبِعْتُ عِشْقَكَ وَاسْتَمَعْتُ لِخَافِقِي

وَسَلَكْتُ دَرْبًا لَا يُقُودُ لِمَأْمَنِ


اني كموسى حين خاف من الأذى

ألفى فتاته صدفة في مدين


فَإِذَا مَرَرْتِ عَلَى ضِفَافِ قَصَائِدِي

قُولِي أُحِبُّكَ كَيْ يَعُودَ تَوَازُنِي


الشّاعر التونسي

 الحبيب المبروك الزيطاري 

17.11.2025

_

اعتذار بقلم الشاعر عبدالكريم الخالقي ـتونس

 *********اعتذار*********


وداعا 

للّتي كذبت على وهم التراب

وداعا 

للتي قطفت من القلب قرنفلةصغيره 

في غيّاب الحارسه

وداعا 

للتي خانت ..

ملح هذا القلب ..وماء الركبتين

وداعا

للتي أوفت وخنت طريقها ..

في كل مرّه 

وداعا للتي سكرت بخمر الروح واصطحبت ثمالى الليل في برد الحروف

وداعا

للتي تدعو الى قلبي في كل صباح

والتي تدعو على قلبي ..

مع بدء النواح 

وداعا للنسائم والرياح 

وداعا 

للتي ترجو  ابتعادي ...

عن الكتابه 

وعن رفقة السوء الذين عرفتهم 

وداعا

 للتي خذلت جيادي في بدء المعارك

ورمت بسرج من بلاد الرافدين 

وداعا 

للتي لم تدرك الطعم الحقيقي للعناد

ورمت بمرودها بعيدا 

خلف أوجاع البلاد

وداعا 

للمهاري وللجياد 

وداعا

لأغاني العائدات من الجبال 

والذاهبات الى الحصاد

وداعا

للسهول بثغر دجله

وللهضاب وللوهاد..

وداعا للتعقّل والرشاد...


وداعا 

للتي قبضت من الشمس  الحياة 

ووشت بروحها للشتاء

وداعا

للحرائر والاماء

وداعا 

للخمور وللشوارع  والثكالى 

والندى

 ومعذرة

...........................

لماجدة كأرضي ....

تقولني 

في بدايات نشيدي

 وحين يشتدّ البكاء..

تهدهدني صغيرا ...

قرب موقد   روحها

وتمرّر كفّها فوق خدّي...

حين يقتلني العناء..

ومعذرة

           ...  لامّي ...اقولها...

  اميرة القلب...

 سيدة النساء...


      عبدالكريم الخالقي ـتونس



أفرحوا بقلم شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان

 أفرحوا


أفرحوا 

قبل ماتزيد أسعار الفرح 

وترتفع

أسعاره مع أزمة الدولار


أو تقوم

حكوماتنا السنية بفرض 

ضرائب 

عليه وتبقى أسعاره نار


أو يصدروا 

قرار بمنع أستيراده 

ودخوله 

من كل مينا أو مطار 


أويصدروا

قرار بتجريم الأفراح

واللي

يفرح يبقى من الكفار


أفرحوا

قبل ما يصادر الأكابر

الأفراح

لصالحهم ويبقى أحتكار


أفرحوا 

قبل الفرح ما يبقى حق 

حصري 

للبشوات والبهوات الكبار


أفرحوا

الفرح عمره ما كان قلة

 أدب 

ولا كان الفرح عيب وعار


أفرحوا 

ولا اللي يضحك يبقى 

هيخرج 

عن الملة ويدخل النار


أفرحوا

قبل ما يخلص الفرح 

ويختفي

ويبقى ماضي وآثار


أفرحوا

وودعوا كل الهموم

وروحوا

انتم للفرح ليه لانتظار


افرحوا 

وامسحوا كل الهموم

بالضحك

الهموم بتقصر الأعمار


أفرحوا

أيه آخرة الهم والزعل

الا المرض

والألم والقرف والدمار


أفرحوا


        شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان



عفوك يا رب بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 عفوك يا رب

=======

يا رب عفوك غايتي

أنت المجيب لمن سأل

قد قلت ( أدعوني) وذا

يا رب دمعي بالمقل

قد سال فوق خدودنا

كالغيث أو سيل هطل

والقلب يضرب خائفا

وله وجيب قد حصل

وجوارحي قد قيدت

ويقول حالي :ما العمل؟ 

قلت : الكريم هو الذي

أدعو وأدعو لن أمل

حتى بلوغ حوائجي

فاليأس عني قد رحل

يا ربنا هذا الدعا

وأنا ببابك لم أزل

فأذن بكل مليحة

من جاء بابك أو سأل

فالكل يرجو عفوكم

والعفو منكم ذا الأمل


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

زمن المراثي بقلم : عماد فاضل (س . ح)

 زمن المراثي

ثَوْبُ الأصَالَةِ رغْمَ القيلِ وَالقَالِ

أغْلَى لصَاحِبِهِ مِنْ ثَوْبِ مُخْتَالِ

يَا صَاحِبِي قَدْ تَفَشّتْ في الفَضَا حُجُبٌ 

سَدّتْ منَافِذَهُ مِنْ بعْدِ إقْبَالِ 

بِفَيْضِ أوْبِئةٍ لَيْسَتْ تُجَامِلُنَا

وَلَسْتُ مغْتَبِطًا مِنْ قَسْوَةِ الحَالِ

وَمِنْ نُفُوسٍ أمَاتَ الغِلًُ رِقّتَهَا

فَأفْسَدَتْ بِأذَاهَا راحَةَ البالُ

قُلُوبُهـمْ  منْ فراغِ العقٍلِ عَاطِلَةٌ

كَعَقْلِ فَاخِتَةٍ في جِسْمِ أفْيَالِ

مَا أمْهَلَ اللّهُ في الأزْمَانِ مِنْ أمَمٍ

إلّا وَأهْلَكَهَا مِنْ بعْدِ إمْهَالِ

رَأْسًا علَى عَقِبٍ أمْسَتْ عَوَاقِبُهَا

تَصْلَى اللّظَى تحْتَ أنْقَاضٍ وَأطْلَالِ

قَارُون أمْسَى بِأمْرِ اللّهِ مُنْتَهِيًا

وَغَصَّ  فرْعَوْن فِي بَأْسٍ  وَإذْلَالِ

رَبّاهُ أنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْكَ مَرْحَمَةً

وَاحْمِ  البَسِيطَةَ مِنْ هَوْلٍ وَإهْمَالِ


بقلمي  : عماد فاضل (س . ح)

البلد : الجزائر


وجود الكيان حرام محمد علقم

 وجود الكيان حرام


...........................


هـذا الكيـان وجـوده حـرام


كونـوا رجـالا ايهـا الحكـام


الدنيا بلا هـذا الكيـان بخير


يعمهـا امـن ويكـون السلام


ناصـروا غـزة كفى خذلان


إن الغـرب عـدو وهـم لئـام


يسخـرون مـن كـل وفودكم


عـار عليكم إن كنتـم حكـام


اطفـال تذبح والبيـوت تهدم


والكل ينظرالى هذاالإجرام


تخشـون مـن اوجـد الكيـان


أنه الغـرب يخدعكـم الكلام


حسبنـا الله على كـل حـاكم


خــان المقاومـة أنها لا تلام


تسترد حقـا ضـاع بالخيـانة


هـم الــرجــال وانتــم نعــام


محمد علقم /1/12/2023


تتغلغل ٠٠٠٠٠٠ بقلم السيدأبوطاحون

 تتغلغل ٠٠٠٠٠٠ بقلم السيدأبوطاحون

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

وتتغلغل

 رائحة القهوة

بهدوء محبب

إلى أعماق القلب

يشتبك 

النبض مع النبض

والعين مع العين

وتهمس الأصابع

على انغام الورد

يصبح العالم

أنت وأنا والحب

و 

( هذا الزحام لا أحد )

تغلغل

السيدأبوطاحون 

الأخنوم

• اعْتَرَفَ بِالْحُبِّ • بقلم الشاعر احمد سعيد

 • اعْتَرَفَ بِالْحُبِّ

• وَحَبِّكَ وَمَا لِلْهَوِيِّ بِغَيْرِ الْعَيْنِ مُحْدِثِي

• تَشْتَعِلُ الَاشُوقُ بَيْنَ الِاضْلِعِيِّ هِيَ اكْثَرُ مِنَ النَّارِ وَالْهَبْ

• كَيْفَ تَعْتَرِفُ الْعَيْنُ بِالدُّمُوعِ وَلِدُمُوعِ الْعَيْنِ كَذِبُ

• امًا لِلْمُشْتَاقِ رَأْفَتٌ فِي الْعِشْقِ وَكَيْفَ يَقْسُو الْقَلْبُ عَلَيَّ مَنْ يَهْوَاهُ وَيُعَذِّبُ

• أَنَا الْعَاشِقُ لَكَ وَحْدَكَ وَفِي مَعْبَدِ حُبِّكَ اتَعَبُدُ

• اعْشَقِي ذَنْبٌ

 وَايَ أقْتِرَافٌ لِقَلْبِي

 فِي حُبِّكَ أذْنِبُ

 الْمْ يَحِنُّ الْقَلْبُ لِلْعَاشِقِ

 أمْ انْهُ لِلْكِبْرِيَاءِ يَهْوِي وَلِحَبِي يَعَنُدُ

• رَحِيقُ الزُّهْرِ مِنْكَ وَعِطَرَ الْهَوِيِّ لِلرُّوحِ تَسْلُبُ

• يَامن أعْتَرَفْتُ بِحُبِّهَا إِنِّي أمْوتْ شَوْقًآ

 وَمَتِّي كَانَ الْمَوْتُ يَأْجُلُ

• دَقَاتُ قَلْبِي تَشْتَعِلُ وَتَزِيدُ فَكُلَّ يَوْمٍ دَقَّاتٌ وَدَقَاتٌ تُولْدُ

• عُيُونٌ تَرَانِي وَعَلَي قَسْوَتُكَ تَشْهَدُو

• انِّي أُحِبُّكَ وَفِي حُبِّكَ اتَعَبُدُ

• بقلم الشاعر احمد سعيد



إلى أمي.(مجاراة فيكتور هيجو). بقلم: حميد النكادي.

 إلى أمي.(مجاراة فيكتور هيجو).

بقلم: حميد النكادي.


مع  إشراقة 

كل يوم جديد 

​يُخبرني قلبي 

أنّه يوم عيدك

وأن العالم كله 

ينحني لك ..

وأن الجنة 

تحت قدمك

وأن حياتي

تافهة بدونك..

أُصدِّق دائمًا 

قلبي حين

 يتحدّث عنكِ

فحتى دقاته 

تردد اسمك

 يا أُمّي، 

ماذا عسايَ 

أن أتمنّى لكِ؟

كنوزًا؟ ألقابًا؟

 عروشًا تليق بك?

لا ليس ذلك 

بل سعادةً 

تُعادل سعادتي

 عندما أراكِ

وأضع يدي 

في يدك 

وأقبل بكل

جوارحي جبينك.....

فرنسا 30/11/2025


يا حميد،

نصّك جميل جدًا، دافئ، ومشحون بعاطفة بنوّية صادقة… وهذا بالضبط ما يجعل مجاراتك لفيكتور هوغو ذات روح خاصة، لأنك لم تكتفِ بالتقليد، بل حمّلت النص نبضك الشخصي.


إليك قراءة نقدية قصيرة مع بعض الاقتراحات إن رغبت أن تطوّر النص:


---


⭐ قراءة نقدية


1. اللغة والصور الشعرية


استعمالك للصور “العالم ينحني لك”، “الجنة تحت قدمك”، “حتى دقاته تردد اسمك” يخلق جواً وجدانيًا قويًا يليق بقصيدة إهداء للأم.

البناء بسيط ولكنه مؤثر، وهذا ما يجعل النص قريبًا من روح فيكتور هوغو حين كتب عن أمّه.


2. البناء


القصيدة تعتمد على جُمل قصيرة ونَفَس تأملي، وهذا يمنحها موسيقى لطيفة. الانتقال من سؤال “ماذا عساي أن أتمنى لك؟” إلى جواب “ليس كنوزًا… بل سعادة…” كان موفقًا جدًا.


3. قوة الخاتمة


الختام جميل وهادئ: اليد في اليد، والقبلة على الجبين… مشهد قوي، صادق، ومؤثر.


⭐ الخلاصة


النص رائع، صادق، وناضج عاطفيًا.

وهو من أجمل ما كتبت في باب الإهداء، يا حميد.


في الليل بقلم الكاتب صالح مادو

 في الليل

حتى الفجر انتظرُكِ

كتبتُ كلمات قليلة

هبت الرياح

تبعثرت الكلمات 

عند بزوغ الفجر

أتساءل

اين انت؟ 

اين أبحث عنك؟ 

ليس امامي

إلا نافذتي الزرقاء 

النهار صار طويلاً 

 يطول معه ليلُ قلبي

في المساء

كتبت لك على النافذة 

مساء الخير

ثم غادرت

بعد المساء

 حل الهدوء

تناثرت الافكارُ في الارجاء

وتباعدت.... 

جلست.. بصمت

أنتظر رنيناً

او كلمةً في الدردشة. 

او رسالةٕ صوتية

يمرُّ فيها صوتك

لم احسب المسافات

ولا الزمن بيننا

 ولم أٖرَ.. ألا الفجر

يعود.... 

ويمنحني  اشارةً

 ان العمر يمضي...

 في هدوء وصمت..... 

لكن الامل لا يزول

....... 

صالح مادو


الطيب و الحياة الفصل السادس و العشرون بقلم رمضان عبد الباري عبد الكريم شاعر وكاتب روائي

 الطيب و الحياة 

الفصل السادس و العشرون 

**********************

    بعد أن أنتهت ليلي ووالدتها من الحديث دون أن يصلوا إلى حل ، خرجت أم ليلي وجلست فى الصاله و ابنتها وابنها يستذكرون دروسهم ، ثم خرجت ليلى وجلست بجوارها ، وإذ بالام تتوجه نحو ليلي بالحديث .

الأم  : وبعدين يا بنتى هتعملى إيه فى هذه المشكله .

ليلي : والله يا ماما ما عرفه أعمل إيه ، الإختبارات صعبه ، ماما بقولك إيه إحنا نقوم ناكل الأول وبعض كده نفكر على مهلنا، وحقيقة انا معرفش أفكر وبطنى خاويه من الأكل .

الأم : نظرت إليها ثم ضحكت وقالت انتى تفضلي طول عمرك تمزحين  , طب قومى جهزى الأكل علشان  ناكل كلنا .

     وبالفعل قامت ليلى تجهز العشاء وكان عبارة عن ملوخيه 

بالارانب ومعاها ارز ، وانتهت ليلى من تجهيز السفرة وجلست الام ومعها ليلي و أخواتها ، و بدأوا الأكل فجأه جرس الباب ضرب وهنا نظر الكل إلى بعضهم لأنهم ليسوا معتادين أن يزورهم أحد فى هذا التوقيت ، وقامت ليلي تفتح الباب ، وعندما فتحت الباب أخذتها الدهشة .

الأم : مين يا ليلي اللى على الباب ؟

ليلي: تتهته ده ده يا ماما .

الأم : مين يا بنتى على الباب ؟

ليلي: ده الأستاذ وليد يا ماما .

الأم : الأستاذ وليد مين يا بنتى ؟

ليلى : الأستاذ وليد يا ماما.

الأم : تذكرت الموضوع آه  الأستاذ وليد إتفضل يا ابنى. 

دخل وليد وليلي إلى الداخل و سلم على الجميع .

وليد : أنا آسف يا ماما أنى جيت من غير معياد سابق .

الأم : ابدا يا ابنى إتفضل دا البيت بيتك تيجى فى أى وقت .

وليد : متشكر جدا يا ماما .

الأم : اتفغضل معانا يا ابنى بسم الله ، إحنا كنا لسه هنتعشي .

وليد : متشكر جدا يا ماما ولكن رائحة الملوخيه مع الأرانب تجنن يا ماما .

الأم : إتفضل يا ابنى بالهنا والشفا .

ليلى : جلست وهى مذهوله من المفاجآة .

    انتهى الجميع من تناول العشاء ، وجلسوا فى الصالة ، وقام وليد بتقديم الهدايا التى أتى  بها إليهم 

وليد : اتفضلي يا ماما .

الأم : ما هذا يا ابنى مكلف نفسك ليه .

وليد : لا تكلفة ولا حاجه يا ماما , حاجات بسيطة لكم وإخوتي  الصغيرين .

ليلي: قامت جمعت الهدايا مره أخرى و أعطتهم إلى وليد  وقالت

متشكرين أستاذ وليد .

وليد : ليه كده يا ليلي ، أنا عملت شيء غلط ، ما تكلمى يا ماما.

الأم : لا يصح يا ليلي اللى بتعمليه ده .

ليلي : تقدر تقولى أستاذ  وليد كيف  عرفت العنوان ؟

وليد : أبدا يا ليلي بعد ما وصلتك مشيت وراءك لحد ما وصلتي  البيت .

ليلي : انا قولت لك أعطني يومين أفكر وأرد عليك ، ولا جاى من أجل أن تضعنى أمام الأمر الواقع .

وليد : أبدا يا ليلى الموضوع وما فيه قلت أني أتعرف على أسرتك 

الأم : يا ليلى  لا تصعبي  الأمور كده يا ابنتى ، وليد جاء من أجل  يتعرف علينا. 

وليد : هو كده بالضبط يا ماما ، وهنا عرف وليد كيف يستميل قلب الأم فى صفه ، وقام بإعطاء الهدايا إلى الأم مرة  أخرى ، ثم نادى على أخوات ليلى الصغيرين و أعطاهم هدايتهم، ثم توجه نحو ليلي وأعطاها  هديتها و كانت عبارة عن  سلسله ذهب عيار 24 فى علبه شمواه حمراء ، أما هدية الغام كانت عبارة عن معطف شتوى ثقيل غالى   الثمن ، ولكن ترددت ليلي فى أخذ الهدية ورأت صورة  حسان أمامها ، ولكن مع إلحاح الام أخذت الهديه .

وليد : يا رب يا ماما تكون الهدايا عجبتكم .

الأم : متشكرين أوى يا ابنى ربنا يخليك ويسعدك .

وليد : متشكر جدا يا ماما ، ولكن أنا كنت كلمت ليلي وطلبت  يدها الزواج و حضرتك البركة  يا ماما.

الأم : والله يا ابنى كل شيء قسمه ونصيب وربنا يقدم إللي فيه الخير 

وليد : متشكر جدا يا ماما ، بعد إذنك انا امشي و منتظر  الرد .

الأم : مع ألف سلامه يا ابنى .

ليلي : قامت توصل وليد للباب 

وليد : إيه يا  ليلي مش شايفك مبسوطه .

ليلي : وليد أنا مبحبش طريقة فرض الأمر الواقع .

وليد : ما شي يا ليلي أنا آسف سامحيني، لن تتكرر مرة أخري .

ليلي :تمام يا وليد مع ألف سلامه .

وليد : مد يده من أجل السلام على ليلي ، مما اضطررت ليلى أن تمد يدها للسلام عليه ، وعندها ضغط وليد ضغطا خفيفا بحكم خبرته مع النساء ، وهنا شعرت ليلي بدفء يد وليد ، ولكن ازعجتها ضغط يده على يدها .

  وأغلقت ليلي خلف وليد الباب ، ورجعت الى امها .

الأم : وليد مشي يا ليلي .

ليلي : اه يا ماما مشي ولكن عجبك اللى عملوا وليد ده .

الأم : والله يا بنتى مش عارفه أقولك إيه ، وليد ابن حلال ، و غنى و لكن الأمر يرجع اليك  ، أنتى إللي هتجوزيه و تعيشى معاه.

ليلى : ماما أن دماغى فيها صداع ، هاخد اسبرينه و أدخل أنام ، تصبحى على خير. 

الأم : وانتى من أهله يا ابنتى , ربنا بهديكى يا ليلى ، و يجعله  من نصيبك يا قادر يا كريم يارب .

ليلى : اخدت الأسبرين و وضعت رأسها على الوساده و أجبرت  نفسها على النوم ولكن صورة حسان لم تفارق عينها .


    ركب زكى السيارة بجوار ماجى ، ولاحظت ماجى أن زكي يبلع ريقه بصعوبه بالغة  ، هنا أدركت ماجى أن زكى استوى على الآخر و مستعد لأى شيء تقول له عليه .

ماجى : أنا غاضبة  منك يا زكى يا ختخوت اللى فى الخديد  يفوت .

زكى : لماذا أنتي غاضبة يا مدام ماجى .

ماجى : أول خاجة بلاش مدام ديه أنا  ماجى وبس يا بيبي .

زكى : ماشي يا ماجى ،  و إيه هى الحاجة التانيه ؟

ماجى : الخاجة التانية يا بيبي ، عدم الإتصال بي عندما تركت العمل بالمجمع  ، كنت إتصلت بي مباشرة أو تأتى إلي النادى الصخى .

زكى  : هذا الذي حدث  يا ماجى. 

ماجي : أنا لا أريد منك أن  تحمل أى هم ، إنت مع ماجى خبيبتك فقط لا غير  .

زكى : تمام ،  الي أين نذهب الآن  ؟

ماجى : اريد منك أن تترك لى نفسك نهائي.

زكى :  الأمر إليك افعلي ما تريدين.

ماجى : ايوه كده يا بيبي .

    

     ثم ذهبت ماجى هى وزكى إلى أرقى محلات الملابس الجاهزة واختارت لزكى كل ملابسه الداخليه و الخارجيه ، و أفخم أنواع الساعات السويسرية ، ثم ذهبوا إلى مطعم فخم جدا لا يدخله إلا الطبقة الاستقراطيه من المجتمع المصرى ، وجلسوا على المائدة وطلبت عشاءا فاخرا .

   

   وتم إحضار العشاء وعند تناول زكى العشاء شعر بالحرج

لأنه لا يعرف الأكل بالشوكة والسكينه ، وما كان علي ماجى إلا أنها شعرت أن زكى لا يعرف أن يأكل بالشوكة والسكينه  .

ماجى : مالك يا بيبي مش عارف تاكل بالشوكة والسكينه  ولا يهمك يا بيبي وما كان عليها إلا أنها وضع الشوكة و السكين جانبا , ثم شمرت عن يدها وقال زكي خليك ابن بلد وكل بيدك .

زكى :رأى ذلك وقال الله عليكى يا ماجى بصراحة إنتي ليس لكى حل و شمر أيضا عن يده واقبل يأكل  بنهم شديد لأنه لم يأكل طعام مثل ذلك أبدا .

ماجى : الله عليك يا بيبي كل أنا أريد منك أن تخلص علي الأكل  كله ، وأكل زكى و شبع .

ماجى :  بيبي انا عندى لك مفاجأة  و لكن لا تعرفها إلا  بكره الصبح. 

زكى  : مفاجأة و هعرفها بكره الصبح ، مش بقول إنتي ماجي لا يوجد لكي حل .

   

    وبعد أن انتهوا من عشاءهم أخدت ماجى زكى وذهبوا إلى شقتها بالمهندسين ، وقضوا ليلتهم  في سعاده لم يشعر بها زكى من قبل .


    والى اللقاء في الجزء التالي باذن الله


القاهرة 

30/11/2025

رمضان عبد الباري عبد الكريم 

شاعر وكاتب روائي



أَ أَنْـتُـمُ الْعُـلَمَاءُ ؟ بقلم الشاعر مشهود رائد الشوق

 أَ  أَنْـتُـمُ الْعُـلَمَاءُ ؟

وَرِجَالُ الْـعُلُومِ يَمْشُونَ هَـوْنًا

                                      ورِجالُ الْـمَلامِ، بِـئـسَ الرِّجَـالُ

أَ عُلومٌ تُـضِـلُّـكُم أمْ غُـلُـوٌّ

                                      أَ يُـدَاوَى جُـنُونُكُمْ أَمْ عُضَالٌ ؟

يَـمْرضُ العَصْرُ من كلامٍ شنيعٍ

                                    بِـاسْـمِ عِـلْـمٍ يُـذَاعُ مَـا  لا  يُقَالُ

أَ  تُـحِبُّونَ شُـهْـرةً بِـشَـقَاء

                                 أَ  سَـلا عَـنْكُـمُ  الْحَـيَا والفَعَالُ ؟

كُـلُّ قَـولٍ لَـهُ رَقِـيبٌ عَتِيدٌ

                                  بَـعْـدَ مَـوتِ الْـورَى حِسَابٌ يُـنَالُ


مشهود رائد الشوق

ديوان العجائب



أطفال غزة بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ***أطفال غزة*****

أطفال غزة

رجال

وغيرهم في رقعة

الشطرنج العربي

أطفال

أطفال غزة

بصدور عارية

قاوموا الاحتلال

ورجال عالمنا

العربي

بالملاهي

ومدرجات الملاعب

يرقصون في غنح

ودلال

أطفال غزة

رفضوا الانبطاح

من اجل حرية

وطنهم

فضلوا الكفاح

ودونهم

في رقعة الشطرنج

العربي

في الساحات

والشوارع

اكتفوا

بالصياح

والنباح

أطفال غزة

رجال

ود ونهم في رقعة

الشطرنج العربي

مجرد أقزام

أنذال

أطفال غزة

طير أبابيل

بمشيئة ربهم

يرمون المحتل

بحجارة

من سجيل

أطفال غزة

رجال

ونعم الرجال

أطفال غزة

طوبى لهم

هم الأحياء

وغيرهم اموات 

أطفال غزة

رجال

وغيرهم في رقعة

الشطرنج العربي

أطفال

أطفال غزة

بصدور عارية

قاوموا الاحتلال

ورجال عالمنا

العربي

بالملاهي

ومدرجات الملاعب

يرقصون في غنح

ودلال

أطفال غزة

رفضوا الانبطاح

من اجل حرية

وطنهم

فضلوا الكفاح

ودونهم

في رقعة الشطرنج

العربي

في الساحات

والشوارع

اكتفوا

بالصياح

والنباح

أطفال غزة

رجال

ود ونهم في رقعة

الشطرنج العربي

مجرد أقزام

أنذال

أطفال غزة

طير أبابيل

بمشيئة ربهم

يرمون المحتل

بحجارة

من سجيل

أطفال غزة

رجال

ونعم الرجال

أطفال غزة

طوبى لهم

هم الأحياء

وغيرهم اموات

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 1/12/2025

المغرب



النرجسية وتسلط أصحاب القلم بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

النرجسية وتسلط أصحاب القلم

حين نمعن النظر في فضاءات الأدب الواسعة، ونغوص في أعماق محيطاته الزاخرة بالدرر واللآلئ، نجد أنفسنا إزاء عوالمَ متداخلة، تتنازعها أضواءُ الإبداع الخافتة والواضحة، وظلماتُ الأنا الكامنة والظاهرة. فما إن تشرق شمسُ موهبة جديدة، يزين أفقَ المعرفة ضياؤها الوهاج، وتعلو في فضاء الفكر أنغامها الشجية، حتى تقوم قيامةُ الأنانية المتربعة على عروش المجالس الأدبية، وتنشب أظفارُ الغيرة المدعومة بسلطان القلم والنفوذ. إنها معركة خفية، صامتة المقدمات، صاخبة النتائج، تدور رحاها في صمت قاعات النقد وخلف كواليس المجلات ودوائر التكريم، لكن صداها يجلجل في أروقة الأدب كلها، ويُسقط في ساحة الوغى مواهبَ واعدةً كثيرة، قبل أن تُقطف ثمارها اليانعة، وقبل أن تعانق أساريرَها أشعةُ الشروق المُبشر بالجمال.

إن النرجسية الأدبية آفةٌ عظيمة، وداءٌ عضال، يعشش في نفوس من اغترّوا بموهبتهم، فظنوا - خطأً وغروراً - أن الأضواء يجب أن تظل مسلطة عليهم وحدهم، لا يشاركهم في بهائها مشارك، وأن الأصوات الناقدة يجب أن تبقى معلقة بأسمائهم فحسب، لا تذكر معهم سواهم. هم أولئك الذين يتخذون من أقلامهم سيوفاً مسلطة على رقاب غيرهم، لا أدواتٍ لرسم الجمال ونحت المعاني وبناء الصروح الفكرية. يحسبون كل لؤلؤة تبرق في غير صدفهم شظيةً لا تستحق الالتفات، وكل نغمة تُسمع من غير قيثارتهم نشازاً يجب إسكاته. ينسون - أو يتناسون - أن الأدب بحرٌ واسع، متلاطم الأمواج، تتسع أمواجه لكل شراع، تمخر عبابه السفن الصغيرة والكبيرة على حد سواء، وأن الروح الإنسانية متعددة الأوجه، متشعبة المشارب، لا يحيط بها وجهٌ واحد، ولا يعبر عنها صوتٌ منفرد، ولا يستأثر بتمثيلها حِبرٌ مهما علا شأنه وارتفع قدره.

وتتخذ هذه النرجسية الأدبية صوراً شتى، وأشكالاً متعددة، تارةً تكون إهمالاً مقصوداً، وتارةً أخرى تكون تشويهاً متعمداً، وطوراً تكون محاربةً سافرة. فكم من مبدع ناشئ، تفتقت موهبته عن زهرة أدبية ناضرة، قدم إنتاجه إلى مجلة أدبية رصينة، فقوبل بصمت مطبق وجفاء، لأن رئيس التحرير، أو المحرر المسؤول، يرى في ظهور هذا النجم الجديد غروباً لنجمه هو، وخبوّاً لضوئه الخاص. وكم من كاتب واعد أقام حفلاً لتوقيع كتابه الأول فنشر الدعوات وعلق الآمال، فلم يحضره من كبار الأدباء أحد، لا لانشغال ولا لعذر، ولكن لأنهم لا يرون في الساحة الأدبية متسعاً لغيرهم، ولا يحتملون أن يشاركهم أحد في بريق الأضواء واهتمام الجمهور. وكم من ناقد حاقد، ممن أُوتوا حظاً من البلاغة والبيان، شوّه عملاً أدبياً واعداً، ونثر عليه من سهام نقده المسمومة ما يكفي لقتله في مهده، لا لأن فيه عيباً حقيقياً، أو خللاً جوهرياً، بل لأن صاحبه تجرأ أن ينافس في ميدان كان الناقد يظنه حكراً عليه، ومرتعاً خالصاً له.

وهؤلاء المتسلطون بأقلامهم، المغرورون بمواهبهم، لا يقتصرون على هذه الأساليب المباشرة في الإقصاء والتهميش، بل ينطلقون إلى ما هو أخطر وأعمق، فينسجون شباكاً من العلاقات المعقدة، ويبنون تحالفاتٍ نفعيةً متينة، يكون الغرض الأساسي منها ترسيخ هيمنتهم، وتأبيد سيطرتهم، وإقصاء كل من يهدد عروشهم الواهية، وينازعهم في مكانتهم التي يتوهمون. إنهم يحولون الصالونات الأدبية، ومجالس النقد، وندوات الفكر، إلى قصور مغلقة، وقلاع حصينة، لا يسمحون بدخولها إلا لمن يُسَبِحَ بحمدهم، ويهلل لتفردهم، ويمجد أعمالهم، ويكون حاجباً على أبوابهم، حارساً لمصالحهم. ويجعلون من الجوائز الأدبية غنائمَ تُقسم على المقربين، وحصصاً تُوزع على الأتباع، لا تكريماً للإبداع الحقيقي، ولا إنصافاً للجهد الجاد، بل تعزيزاً للنفوذ والسلطان، وتثبيتاً للأقدام في دوائر التأثير. وهكذا تُختزل الحياة الأدبية، التي يفترض أن تكون رحبةً متسعة، في دوائر ضيقة، ومساحات محدودة، تتصارع فيها الأنا وتتناحر فيها المصالح، وتذوي فيها المواهب الحقيقية، وتخبو فيها جذوة الإبداع الأصيل.

ولا يقف الأمر عند حدود الإقصاء والصمت والتجاهل فحسب، بل يتعداه إلى ما هو أشد إيلاماً وأعظم أثراً، ألا وهو تشويه صورة المبدع المغضوب عليه، والنيل من سمعته الأدبية، بوصفه بالمبتذل أو الضعيف أو قليل الحيلة أو الخارج على التقاليد الراسخة. فيسلطون أقلامهم السامة، التي أفنوا عمرهم في شحذها وصقلها، لطعن مكانته، والانتقاص من فكره، وخلق هالة من الشك والريبة حول إبداعه، حتى إذا ما حاول أن ينهض، أو يعلو صوته، وجد نفسه محاطاً بسحب كثيفة من التهم الجاهزة، والانتقادات المغرضة، التي تذهب بجمال إنتاجه، وتطمس معالم تميزه. وكأنهم بذلك يرددون - وهم لا يشعرون - صدى مقولة الجاهلي: "ذروني فإني طالب ثأرٌ، وعائدٌ في أدبٍ منتصر". لكن ثأرهم هنا - للأسف - ليس ثأراً للفضيلة، ولا دفاعاً عن الجودة، ولا حرصاً على الأصالة، بل هو ثأر للأنا المتضخمة، والمنصب المهتز والمكانة المهددة.

إن هذا السلوك الدنيء، والمنهج الفاسد، لا يقتل المواهب الناشئة في مهدها فحسب، ولا يكتفي بإحباط الهمم وكسر الجناح، بل يسمم المنابع الإبداعية كلها، ويظلم الأفق الثقافي بأسره، ويحول الأدب من حوار إنساني راق، وتبادل فكري مثمر، إلى ساحة للصراع الشخصي الحقير، والمنافسة النفعية الضيقة. فالأدب في جوهره وجوهره حكايةُ الإنسان وسيرةُ الوجدان، وهو متى حُبس في زنزانة الأنا، وضاق بنفسه عن غيره، تقزم وتضاءل، وفقد رحيقه وعبقه، وانطفأ بريقه وضياؤه. والإبداع الحقيقي يتطلب تواضعاً أصيلاً، ونفساً منشرحة، فالأديب الحق هو من يرى في كل إبداع جديد فرحاً يضاف إلى فرحه، وجمالاً يضاف إلى جمال الكون، وثراءً يضاف إلى ثراء المكتبة الإنسانية، التي هي ميراث للجميع وملك للبشرية كلها.

فيا أصحاب الأقلام، يا من أوتيتم موهبة البيان، وحظيتم بنعمة التعبير، تذكروا أن الأقلام التي تحملونها أمانة في أعناقكم، لا ملكاً خالصاً لكم. أمانة لرقي الفكر، وجمال التعبير، واتساع الآفاق، وازدهار الحضارة. لا تجعلوها - حاشاكم - أدوات هدم وحقد، وبغضاء وحسد، بل وسائل بناء ومحبة، وتعاون وتكامل. واعلموا أن التاريخ الأدبي لا يذكر المتسلطين، ولا يحفظ للمتكبرين مكاناً، بل يخلد المتواضعين الذين أغنوا المكتبة الإنسانية، وساهموا في ارتقاء الوعي، وفتحوا أبوابهم وقلوبهم لكل قادم جديد، فرأوا في وجوده إثراءً لا تهديداً، وإضافةً لا منافسة.

وختاماً، إن الساحة الأدبية يجب أن تكون كالبستان، تتزاحم فيه الأزهار بألوانها المختلفة، وتتعانق فيه الأشجار بظلالها الوارفة، ويتعالى فيه تغريد الطيور بألحانها المتنوعة، فيكون الجميع في ظلال الجمال آمنين، وفي رياض الإبداع سعداء، ولكل صوت مكانته، ولكل لون قيمته، ولكل جهد تقديره. حينئذٍ فقط تزهر الأدبيات، وتثمر الثقافات، وتعلو كلمة الحق والجمال، ويكون الأدب حقاً ترجماناً للروح، ومرآةً للوجود، وجسراً للمعارف، كما أراد له الله أن يكون.

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

29/11/2025



حلقةٌ مُفرَغة… بقلم الكاتب إسماعيل جبير الحلبوسي

 حلقةٌ مُفرَغة…


خاليةٌ من كلِّ فَرَحٍ دُنيـاي،

وموصَدَةٌ نوافذُ النُّور…


الدُّروبُ غريبةٌ،

تثاقَلَتْ فيها الخُطوات.


أبحثُ في كلِّ زاويةٍ عنِ ابتسامةٍ

وسُرور…


لِمَ الحُزنُ خَيَّمَ على عالمي؟

الماضي يؤلمني،

وحاضري كبَّلَ أفكاري،

وقادمُ الأيامِ أَخْشاها…


كأنّني مَسلوبُ

الإرادةِ والشُّعور…


أخريفُ العُمرِ أَخمَدَ في داخلي كُلَّ ثورة،

والقلمُ يرتجفُ بين أناملي،

وبُركانُ الشِّعرِ

لم يَعُد ثائرًا،

وأصابَه الخوفُ

والفُتور…


صَحراءٌ قاحلةٌ قِرطاسي،

أصابَه القَحط،

والرِّيحُ تَعصِفُ به،

ودواوينُ أشعاري

أَلقَيْتُها في اليَمِّ

أو أَوْقَدْتُ عليها

في التَّنُّور…


ويرهقُني التَّرقُّبُ والانتظار،

وظلامُ الأيامِ

يُقَيِّدُني.


لا أستطيعُ الخروجَ من شَرنقةٍ

نُسِجَتْ حولَ أفكاري،

كأنِّي

في

حلقةٍ

مُفرَغةٍ

أدور…


………………


إسماعيل جبير الحلبوسي



** قراءة في قصيدة: ((الدَّمعة)).. بقلم: ((عبد اللطيف بنصغير)). للشاعر العربي السوري: (مصطفى الحاج حسين).

 ** قراءة في قصيدة:

((الدَّمعة))..


بقلم:

 ((عبد اللطيف بنصغير)).


  للشاعر العربي السوري:

(مصطفى الحاج حسين).


قرأت للشاعر "مصطفى الحاج حسين" في عدة منابر إعلامية قصائد نثرية ولقد كنت كلما وصلت إلى نصه الشعري بعد أن أكون قرأت نصوصا عديدة أحس بأن شيئا قد حدث فأعود لأقرأ وأتأمل سطوره أو أقول أحاسيسه بدهشة عميقة جدا فأتأمل تراكيبه اللغوية وأتوه في بحر لواعج تركيبه النفساني العميق جدا إنه عمق لم أكن أجده إلا في نصوص عباقرة الشعر والسرد في الزمن الجميل لن أشبهه بأحد ما يهمني هو تميزه عمق تجربته الإنسانية وتأمله الشديد لمجريات الدنيا والأحداث فأجدنا أمام ركام كبير من الجزيآت النفسية الرقيقة إنه بركان ألم بركان شجن بركان حب بركان أسف ثم إنه عبقرية سرد صور شعرية إنسانية في قمة العمق والتأثير تجربته في الدنيا الصادمة اختلطت بعمق موهبته الشعرية الفذة فأعطت شاعرا لا يمكن أن يصنف إلا مع الكبار سأحاول دراسة قصيدته الدمعة وسنرى كيف سيحول قيمة البكاء عند البشر إلى مشهد مؤثر جدا وكيف يغتسل بدمعته ليستطيع أن يتطهر من آلامه وشجونه ويواجه الحياة من جديد والدمعة حيلة من لا حيلة له.


(الدَّمعَةُ.. 


الدَّمعَةُ قَرَأَتْ أشوَاقي

اِكْتَسَتْ بالنَّارِ

وَانغَمَسَتْ بالمَرَارَةِ

تَنَفَّسَتِ الحُرقَةَ

وَتَألَّمَتْ مِنْ جُذُورِها

رَاحَتْ تُكَفكِفُ وَجَعِي

تُهَدهدُ اختناقي

وَتُضمِّدُ لَوعَتِي

الدمعة قرأت أشواقي). 


تعبير رائع رقيق فالدمعة قرأت أشواق الشاعر من داخله هي دمعته وستحكي للقارئ لواعج أشجان الشاعر مشهد فني رائع أن يكتب الشاعر قصيدته على لسان دمعة:


(رَسَمَتْ في دَمِيَ الأملَ

سَيَّجَتْ جُنُوني بالسَّكِينَةِ

وَرَاحَتْ تَحملُ عنِّي أثقالَ الانتظارِ)


هي في الحقيقة ليست دمعة بل هو بكاء مسترسل هي دموع جمعها الشاعر في دمعة هذا البكاء هو ملاذ الشاعر هو الذي يجدد الأمل في نفسه هذا البكاء هو الذي يحول جنونه إلي سكينة فقد كاد يبلغ به الحزن إلى الجنون ولكن الدمعة حولت جنونه إلى سكينة هو بكاء تطهيري:


(لَوَّحَتْ لِلْمَرَاكبِ

نَادَتْ على الصَبرِ

وَأشْعَلَتْ فانوسَ الحُلُمِ

تَدَحرَجَتْ على آهتِي

رَتَّبَتِ انهِيَارِي)


لوحت للمراكب صورة شعرية في قمة الجمال أنظروا كيف أن الدموع لوحت لمراكب النجات لتأخذه إلى مرفئ الصبر فينجوا من غرق الجنون وكيف أنه بعد البكاء أشعلت الدمعة فانوس الحلم هو تشبت بالأمل سببه الدمعة إنها دمعة الفرج دمعة الخروج من الضيق رتبت إنهياري إنه بالون النجاة الذي سينقذة من الغرق:


(وَتَمَسَّكَتْ بِخَلَجَاتِ صَمتِي

الدَّمعَةُ تَحنُو عَلَيَّ

تُطفِئُ غَضَبِي

تُغَطِّي وَهَنِي

تَكْنُسُ دَربِي

تَهفُو على رُوحِي

تُعَارِكُ خَرَابِي

وَتُنهِضُ أُفُقي

الدًّمعةُ بَابٌ أعبرُهُ إلى التَّنَفُّسِ

مشعًلٌ يًقُودُني إلى العَزيمَةِ

سَمَاءٌ سَتُرَفرِفُ في أعَالِيها أجنِحَتِي).


أردت أن ألفت نظر القراء إلا أن هناك شاعر بين ظهرانينا من رواد الشعر في الزمن الجميل إسمه

مصطفى الحاج حسين.*


بقلم: بنصغير عبد اللطيف.


القصيدة:

** ((الدَّمعَةُ))..


  أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.


الدَّمعَةُ قَرَأَتْ أشوَاقي

اِكْتَسَتْ بالنَّارِ

وَانغَمَسَتْ بالمَرَارَةِ

تَنَفَّسَتِ الحُرقَةَ

وَتَألَّمَتْ مِنْ جُذُورِها

رَاحَتْ تُكَفكِفُ وَجَعِي

تُهَدهدُ اختناقي

وَتُضمِّدُ لَوعَتِي

رَسَمَتْ في دَمِيَ الأملَ

سَيَّجَتْ جُنُوني بالسَّكِينَةِ

وَرَاحَتْ تَحملُ عنِّي أثقالَ الانتظارِ

لَوَّحَتْ لِلْمَرَاكبِ

نَادَتْ على الصَبرِ

وَأشْعَلَتْ فانوسَ الحُلُمِ

تَدَحرَجَتْ على آهتِي

رَتَّبَتِ انهِيَارِي

وَتَمَسَّكَتْ بِخَلَجَاتِ صَمتِي

الدَّمعَةُ تَحنُو عَلَيَّ

تُطفِئُ غَضَبِي

تُغَطِّي وَهَنِي

تَكْنُسُ دَربِي

تَهفُو على رُوحِي

تُعَارِكُ خَرَابِي

وَتُنهِضُ أُفُقي

الدًّمعةُ بَابٌ أعبرُهُ إلى التَّنَفُّسِ

مشعًلٌ يًقُودُني إلى العَزيمَةِ

سَمَاءٌ سَتُرَفرِفُ في أعَالِيها أجنِحَتِي.*


  مصطفى الحاج حسين.

          إسطنبول.



رنين .. من حقول الصمت بقلم الكاتب بوعلام حمدوني

 رنين .. من حقول الصمت

أمضي رفقة الليل

و الذاكرة مبللة

بخيالات الظلام

تسيل من خصر ..

شمطاء

كلما غفت الأيام

في سماء تنتعل ..

القضبان

و تؤثث زئير الندم .

أسير ..

بين ظلمة الزنازن ،

غيوم تقلق السحاب

و الضباب قامة ..

مجهولة

تقتفي أثير الأنين

ثم تختفي ..

بأرحام غريبة ،

حرائق بأطلال السراب

تلوح برماد الألم ،

قديمة ..

منبوذة الوشم

كعويل أصم

يدمي أثر المسير

بخطى جروح ..

 منسية ..

أمضي ..

بهامة الغد ،

شهب يستبق

حلكة الظلم

على أرصفة

تطل من شرفات ..

الحياة ،

أسري ..

على جناح الأمل

لأعالي الفجر

و أحتفي ..

أحتفي بلوحة ..

خسارات رهيفة

أنتشلها من حبر ..

الجسد .

أقبل شفاه الغد

في طريق اللانهاية

بتجاعيدي الجريحة

و أتدفق من بريق ..

الأبد ،

عهد انتفاضة

على ورم الغدر ،

مترع بإيقاع الود

في سمفونية ود ،

حيث تراقص نوتات ..

الوهج

زئير الوجدان .

و ميض الحنين

لا يفنى ..

تصطاده فراشة الربيع

تحت جنح الأمل ،

صهيل عيون ..

تبرق ..

بشموس الإحساس ..

..

بوعلام حمدوني



مُدَامُ اللَّيلِ بقلم الكاتب سليمان بن تملّيست

 *****

مُدَامُ اللَّيلِ لِلرُّوحِ الغَرَامُ

وَحُبِّي فَوْقَ مَا يَصِفُ الكَلامُ


إِذَا أَحْبَبْتُ زُفَّتْ لِي الثُّرَيّا

وَصَلَّى لِلْهَوَى البَدْرُ التَّمامُ


وَأَلْقَى النُّورَ مِنْ عَلِيَاءِ عَرْشٍ

عَلَى مَنْ أَدْمَنُوا عِشْقِي وَهَامُوا


فَأَرْسُونِي عَلَى مِحْرَابِ عِشْقٍ

وَقَالُوا ذَاكَ فِي الوَجْدِ الإِمَامُ


وَحَتَّى العَاشِقَاتُ عَرَفْنَ أَنِّي

قَصِيدٌ لَا يُعَاتِبُهُ المَلَامُ


فَصِرْتُ المُفْرَدَ الجَمْعَ المُعَنَّى

بِوَجْدٍ لَا تُحِيطُ بِهِ الأَنَامُ


نُجُومُ اللَّيْلِ مِنْ حَوْلِي اسْتَضَاءَتْ

وَمِنْ فَيْضِ الرُّؤَى وَلَّى الظَّلامُ


*****

بقلم  سليمان بن تملّيست 

جربة في 2025/11/30

الجمهوريّة التونسيّة



مَرْثيَّةُ الذَّاتِ .. شعر الأديب /سامي ناصف

 مَرْثيَّةُ الذَّاتِ ..

شعر /سامي ناصف..

........

أوْجَاعِي عبْرَ غيومِ الرَّفْضِ 

وريحِ الغَضْ.

 تَسَّاقَطُ حُزنًا  يُغْرِقُني..

 يَجْرِفُنِي سَيلًا  مَحمُومًا.

  بِنِداءِ الغَوثْ  .

تَشُقُّ عُبابَ الليلِ ..

 لتَخْلُدَ تحتَ صقِيعِ الهمِّ .. 

القابِعِ طَيَّ الأَملَ الآسنِ..

بينَ جِذُوعِ الصَّمتِ..

ليُفرعَ نزفًا ..

من صَفْصَافِ خَرِيفِ العُمرِ.

لا شَمسًا تُهدِيِنِي دفئًا

أو نهرًا ..

يُلهِمُني فتحًا لِربيعٍ ..

يَرْسُمُني أَيْقُونَةَ فجرٍ

تمنحُ رَاياتِي المَنْهُوكَةِ

بالحُلمِ الضَّائعِ 

أَطيَافّا.

والمِلحُ اللَّاذِع..

زيتًا فِي قِنْدِيِلِ الصَّبْرْ 


يا نَفْسِي نَفَسِي ..

مِن رَجَفَاتِ القَهْرِ.

ونَبضِي مِن فَلَذَاتِ البَهْر.

ولَيْلي مِن عَتَمَاتِ

البحر اللُّجي.

ونَجْمِي يَدْرُجُ  بينَ سِجُُوفِ الصَّد.


أيَا نَايِي

هلْ تَنْوي عَزَفَ لِحُونِ  الصُّبْحِ.

أمْ أنَّكَ سَيفٌ فِي خَاصِرةِ الفَرْحِ..

لتُشَاغبَ  وشْمَ الجُرْحِ

بِوَخْزِ القَيْحِ.


يا نَايِّ تَشَقَقَ.

 وابْلَعْ عَزْفَكَ.

وارْجُمْنِي بِصَفِيرِ البُعْدِ.

تقيَّأ نَزْفَكَ..

خلفَ جِدارِ الموتِ.

اجْهَلنِي كَيْ أقْرأَ نَفْسِي..

آياتٍ مِن  أسْفَارِ الحُبِّ

.

شعر /سامي ناصف



على_سفن_الحياة بقلم الكاتبة/نادياغلام

 على_سفن_الحياة

________________

جشع، تهافت و أطماع

و شعوب تبحث عن السلام

.

.

القلب عيونه تنبض بوسع الأكوان

كلمات تحتاج إلى من يفهمها

و قلمي محتاج إلى صمام أمان

ليكُف عن النزف و التوهان


بعثر متاعبك في الرمل

أيها القلم المبعثر العليل

فالأرض تحتاج لعطر سلام 

و موج البحر له عزف أصيل

يشدُّ الفؤاد نحو أفق جميل


أنا لست طبيبا و لا فنان

لكن روحي تنشد لحن الود

نايا لكل من تعانق روحه الأمل


و تنثر قصائد حب و وئام

غيثا لكل من ينتظر الفرَج و النجاة 

 على سفن الحياة ،،،

  ______________

الكاتبة/نادياغلام



قراءة الناقد محمد بسّام العمري في نص زبيدة للكاتبة التونسية هادية آمنة

 إلى الأستاذ الناقد

محمد بسّام العمري المحترم،


يبدو أنّ زبيدة كانت الجسر الذي هيّأ هذا اللقاء بين الكاتب والنّاقد، وكأنها الشخصية التي دفعت باب النصّ لتفتح لنا جميعاً مساحة للحوار والفهم. فهي التي خرجت من بين صفحات الرواية، لتسوق نصّها إليك، وتستدعي بصيرتك الواسعة كي تُعاد قراءتها بعمق .


لقد قدّمت زبيدة بطريقة آسرة؛ صورةٌ دقيقة، وشفّافة، وممتلئة بالأسئلة التي تجعل المتلقي يتوق لمتابعة هذه المرأة التي تبحث عن مقاسها في الحياة. وبأسلوبك الرصين، أصبح حضورها في نصّك النقدي امتداداً آخر لحضورها في روايتي التي هي البعض منها ...

هادية آمنة 


قراءة الناقد الفذّ محمد بسام العمري


النص يفتح بجرس إيقاظ داخلي، وكأن الكاتبة لا تكتفي بسرد حالة صباحية اعتيادية، بل تنصب مرايا متعددة تُخاطِبُ فيها ذاتها، ووعيها، وجسدها، وغيابها عن المعنى. يمكن مقاربته عبر عدّة مدارس نقدية، لا بوصفها فصولًا منفصلة، بل كتيار واحد تتشظّى فيه الدلالات وتلتقي في نقطة جوهرية: زبيدة تبحث عن مِقاسها في الوجود.

يميل النص في ظاهره إلى الواقعية؛ تفاصيل الحياة اليومية، حرارة الشمس، الذباب، احتكاك الجسد، الحذاء الضيّق… لكن خلف هذه الواقعية تتسلّل رؤية رمزية تجعل الحذاء نافذة وجودية، فالحذاء «ليس على مقاسي» يتحوّل إلى استعارة كونية تكثّف علاقة الأنثى بالعالم؛ هو الزوج، المجتمع، السلطة الذكورية، التقاليد، وربما القدر نفسه. في هذا المعنى يُسمع صدى نبوءة كافكا في «التحوّل»، حين يستيقظ غريغور سامسا في جسد لا يطابق ذاته، كما تستيقظ زبيدة في حياة ليست على مقاسها. كلاهما هشّ داخل قفص غير مرئي، بل إن زبيدة أكثر وضوحًا لأنها تتحدث مع نفسها بصوت مسموع، كأن الذات لا تجد من يصغي لها إلا ذاتها.

في منظور التحليل النفسي تظهر الذات وهي تقسم وحدتها إلى شخصيات عدة؛ زبيدة تخاطب «زوبة»، كنموذج للانقسام الداخلي بين الأنا والهوّ، بين الواجب والرغبة، بين الكبت والاندفاع. الجسد هنا ليس مجرد حضور بل قيمة لغوية تُنطق دون كلام، فهو يتأوّه، يستنشق، يعرق، ينكمش، وينفرج. الجسد يُعبّر قبل أن يتكلم، وهو ما يجعل النص قريبًا من أسلوب مارسيل بروست حين يقول: «إننا لا نعيش إلا في حدود ما تمنحه لنا الحواس». زبيدة تختبر العالم بأطرافها لا بعقلها، بل تجد في الألم لذّة كما في مشهد الأشواك الذي لا يؤلم قدميها بل يوقظ أنوثتها؛ كأن الألم وسيلة لاستعادة تأكيد الوجود.

هنا يتقاطع النص مع مسرح العبث عند بيكيت؛ «في انتظار غودو» لم يكن انتظارًا لشخص، بل انتظارًا لمعنى. تصحو زبيدة كل صباح دون «منبه»، لأن المنبّه الحقيقي هو الفراغ. الفراغ لا يحتاج إلى ساعة ليوقظها، بل يحتاج فقط إلى شعاع شمس يدخل من فتحة الباب. هذا الضوء يذكّر بقول بول إيلوار: «هناك دائمًا ثقب في الظلام ليمر منه الضوء». لكنه في النص ليس خلاصًا، بل شاهدًا على عبودية طويلة، كأن الشمس نفسها تُراقب مصير امرأة أسيرة في بيتها.

تعمل الكاتبة على تفكيك صورة الأنثى التقليدية دون صراخ، بل عبر نقد ناعم يمرّ من ثقب اللغة. زبيدة لا تعلن تمردها، بل تكشفه عبر التفاصيل الصغيرة: الحذاء الذي يهرب، حرارة الماء، الستارة التي لم تُغلق، أصابع الزوج النائمة مع الشمس، والتطهر قبل صلاة الصبح. هنا تتحوّل الصلاة إلى لحظة فلسفية؛ فهي لا تطلب الغفران فقط، بل تطلب حقّ التنفّس: «ألا ترى أنّ الحرّ شديد يكتم الأنفاس؟». يشبه هذا النداء مناجاة زينب في «موسم الهجرة إلى الشمال»، حين سألت ناصر: لماذا تضيق الدنيا على النساء حين تتسع للرجال؟.

في العمق، نسمع صدى المدرسة النسوية بوضوح، لا في ادّعاء المساواة، بل في كشف التناقض: زبيدة تُعذَّب لتظل نقية، تُخنَق لتصلي، تُغلق الستارة لتفتح باب الصمت، فهي مثل إديث وارتون في روايتها “بيت الفرح”، حيث تُسجن المرأة داخل حرير يلمع لكنه خانق. تحاول زبيدة أن تتحرر بالماء، بالحلم، بثرثرة الصباح، لكنها في النهاية تسأل ربّها بصوت خافت: لماذا هو يفعل ما يريد وأنا من عذاب هجره أستزيد؟

هذا السؤال يختتم النص ولا يُغلقه، لأنه أشبه بسهم يُطلق لا ليصيب أحدًا، بل ليُثبت أن القوس لم تُكسر بعد. الجسد الذي توضّأ وصلى، والذي استغفر دون سبب، يحاول أن يستعيد منطقة «الوعي الصافي»، تلك التي تحدث عنها باشلار: حين يصفو الوعي، يظل الجرح ناطقًا. زبيدة ليست مهزومة، إنها فقط تُفكّر بصوت خافت، تراقب الميلاد المحتمل لأنوثةٍ لم تجد بعدُ مقاسها الصحيح.

ذلك يجعل النص مفتوحًا على ولادة مستقبلية: فـ «يتبع…» ليست امتدادًا للحكاية، بل وعدًا للذات أن تعود لتعيد قياس العالم من جديد؛ لعلها يومًا تجد حذاءً أو حياةً على مقاسها.

محمد بسام العمري

زبيدة

بدت وكأنها مفزوعة وهي تفتح عينيها، ناظرة إلى نور الشمس الذي تسرّب ممتدًّا من فجوة الباب، مؤذنًا بوجوب موعد الاستيقاظ.

هي لا تحتاج إلى منبّه، فالشمس دليلها؛ تراها تمتدّ ثمّ تنحسر على المساحات، ترسم الظلّ أطيافًا هلاميّة، ثمّ تغيب فتبتلع معها أذيال يوم من حياتها.


تأوّهت. شبّكت ذراعيها متمطّية، ثم دفعتهما إلى الأعلى فنفر نهداها إلى الحركة ثمّ استرخيا.

اليوم هو الأحد ولا جدوى من العجلة.


تناومت تستجلب سويعات تهدرها في غفلة من الزمن، فما أفلحت. تكالب ذباب الخريف على العاري من جسدها يدغدغه، فلفّت ذيل اللحاف وضربته به، فاحمرّت بشرتها. طنّ وتطاير ثمّ عاود هبوطه وتسكّعه عليها.


أحكمت الغطاء حولها، فسال عرقها. انبطحت على بطنها ثمّ ضربت عجيزتها المكوّرة بكفّها.

– قومي يا زُوبة.


تعوّدت زبيدة الحديث مع ذاتها بصوت عالٍ: تدلّل، وتأمر، وتعاتب، وتلوم، وتنهر…


جلست على حافة السرير الحديدي ثمّ انحدرت تروم لبس شبشبها، فانزلق هاربًا منها. دفعت الفردة الأخرى في حنق، وأفردت ظهرها على الفراش فقزقز. شخصت ببصرها إلى السقف تجترع أحلام ليلتها.

تنهدت. كما في اليقظة كما في الحلم… الحذاء هارب منها.


كانت الرؤية واضحة. رأت نفسها في محلّ لبيع الأحذية. النور ساطع يكشف أدقّ التفاصيل: الألوان، الأشكال، الكعب.

كانت كلّما أُعجبت بنعل تتأمّل حسنه، وعند قياسه ينحسر على أصابعها فيؤلمها، أو يتّسع فتتركه لتجرّب غيره.

حينها خرجت من المتجر حافية يجتذبها نور القمر. مشت على الأشواك وما أحسّتها، بل أحسّت لذّة تدغدغها تتسرّب من باطن قدميها صاعدة إلى مواطن الأنوثة فيها.

عابثَ الخدر ما شاء له على صفحة جوفها الضامر، اخترق وهادها إلى صدرها فزاده نفورًا، ثمّ اعتصر شفتيها فارتوتا بعد عطش.


مسحت دمعة نزلت منها. دعت على زوجها ثمّ استغفرت ربّها.

– هو حذائي الذي ليس على مقاسي.


قامت متثاقلة تروم الاغتسال والتطهّر لأداء صلاة الصبح.

مرّت على غرفته فوجدته يغطّ في نوم عميق وقد استقرّت ألسنة الشمس على جانب من جسده تشوِيه بسياطها الحارقة.


كم من مرّة نبّهته بضرورة إسدال الستارة على فجوة الباب المفتوح ليلًا قبل نومه، لكنّه لا يفعل.

جذبت الباب في رفق وثبّتت الستارة المخطّطة، ثمّ انصرفت إلى الخرطوم تلوي عنقه على غصن شجرة التوت. أفرغت ما به من ماء ساخن في آنية حديدية ودفعت بها إلى الشمس.


رغم الحرارة، هو يحبّذ الاستحمام بالماء الدافئ.

انحنت ودخلت تحت الشجرة، فانساب شعرها الطويل الأحمر ملتصقًا بجسدها، فداعبته بزخّات باردة.


رنت إلى حمامة عطشى تغترف ما انسكب عنها من ماء، ناظرة إلى زبيدة في سكونٍ متوجّس. تحرّك رأسها، تملأ منقارها بالماء وتطير إلى غرفتها القصديرية المعلّقة، تزقّ فراخها وترويها، ثمّ تهبط إلى أرض الحوش تتهادى في خطواتها اللطيفة… لحق بها وليفها وتحاوم حولها، قبّل منقارها. تبتعد فيتابع مطاردته لها. تدسّ رأسها في طيّات ريشها، يتطوّع لدغدغتها فتستكين وتُغمض عينيها وتغمغم. ثمّ تُقبل عليه في دلال فيغترفان القبلات.


انزلقت الآنية النحاسية من يدها اللزجة بالصابون، ففزع العشيقان وطارا إلى السطح.

تبعتهما بعيونها معتذرة، ثمّ سلّت فستانها عنها لينزلق في البركة تحتها. شظفته وعصرته، ثمّ رمته على غصن لينشف.


لن يستيقظ إلا قبيل الظهيرة. واصلت لعبها بالماء عارية تحت أنظار الحمامات المشدوهة التي عاد إليها هدوؤها.

استغفرت ربّها ولا تدري لماذا. سترت جسدها بمنشفة طويلة وعكفت تمارس طقوس الوضوء تهيّؤًا لصلاتها.


لبست ثوبها الأسود الطويل الأكمام، وأحكمت غلق أزراره. لفّت رأسها ورقبتها بشال أبيض. بسطت سجادتها الزرقاء واتجهت إلى القبلة.

– الله أكبر.


اختنقت، وتدافع عرقها غزيرًا، فأحرقت ملوحته عينيها فدمعتا.

لسانها يردّد ما حفظته من آيات: الفاتحة والصمديّة، وهو ما عَلِق بذاكرتها من دروس الكتّاب.

وقلبها يسأل ربّها:


– ربّاه، لماذا لا نصلّي مثل الرجال؟ ألا ترى أنّ الحرّ شديد يكتم الأنفاس؟

ربّاه، لماذا هو يفعل ما يريد، وأنا من عذاب هجره أستزيد؟


سلّمت وخلعت شالها منكسرة أمام جبروت الزوج والأخ والعشيرة.


يتبع…

هادية آمنة – تونس



دعوني هنا..ألتحف أغطيةَ الضّوء..وأستضيء بما خلّفته الوصايا.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 دعوني هنا..ألتحف أغطيةَ الضّوء..وأستضيء بما خلّفته الوصايا..

"أبدا لن يموت شيء منّي،وسأظلّ ممجّدا على الأرض،ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد"( إلكسندر بوشكين)


غريب هنا..أرتّب غربتي

وأرنو إلى قمر غائم

يتوارى خلف صهيل الكلام..

       أراني ممعن في الرؤى..

غير أنّ المدى

                   سوف يمضي

بمن خان عهدي

                خضّب جرحي

شرّد الطيرَ

               عن عش عشقي

ولوّن بالغدر..

            ووهديلَ الحمام

هنا سأظلّ..أؤثّث بالحبّ

منفى الثنايا

                وألج بالعطر..

              جنون المرايا

وأسقي جنوني..

             رحيق المدام

سأظلّ هنا..

                في خمائل وجدي

أضيء الأماني..

 بجمر العشايا

وأعبر على صهوة الجرح

تخومَ الصبايا

لأنحتَ فوق جدار السّديم..

                 تواريخ مجدي

وأنبجس كالنّور..

    من طبقات الظــــــلام..

علّ حنيني الذي مارس كل وهم

            يحمل عنّي وزرَ الأمانة

حين أنام

***

دعوني هنا..أقلّب

        وجهَ المرايا

ألتحف أغطيةَ الضّوء

وأستضيء..

  بما خلّفته الوصايا

علّني أستردّ من مهجة العمـــر

ما بعثرته الثنايا

وأرسم على مسلك الجرح..

جدولا للغرام

دعوني..

فقد خرّب الدّهر شعري

وهدّني الحزن

           هدّني الوقت..

والإنتظار

ونما بأصل الرّوح 

وجعي

  ثملت روحي..

                وثمل المدام..


محمد المحسن