_ أسرار النبض بوجداني _
السبت، 16 نوفمبر 2024
رسمي على سطوح الروح..جرح يفيض بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن
رسمي على سطوح الروح..جرح يفيض
الإهداء: إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..
الكلمات قناديل رفعتها المشاكي
كيف لي أن أستضيء بها..
ودمي احتراق
ورسمي على سطوح الروح
جرح يفيض
وفيض من الخطى
العاثرة..
وليس لي من مفردات القصيد
سوى..
بعض الملامح في الرؤى
وصوت يغني بأقصى الصمت..
يراود نرجسة..
في الغياب
وهذي الكلمات تسكب ضوءها
وتغيب
تقتفي أثرَ الرّيح..فينأى عنّي
عطر المساء..
كيف لي بإمرأة توقظ الظلّ بالظلّ
تريق على جثتي عطرها..
وتمنحني من مهجة الرّوح..
ألق
يعيد إلى الذاكرة:
بهاء التسامي
وما بعثرته الدياجي
ورغبتي الجامحة
في الإنتماء..
أرى أن أنزفَ لكل المواعيد..
قصائدَ
وأرتق لعشّاق-ليلى-ما يليق..بعرسهم
وأرسم من رعشة الألوان
ومن دمع المحبين
مشهد الأحزان
لما تناثر..من نجوم البكاء
علّ-هند-تمنحني
من صهيل العشق
لحظة عابرة
يا إمرأة لها إشراقة الضوء:
روحي..
أوغلت في التشظي
ولا نجم يطل لأجلي..
وفي الدروب سرت مع غير أهلي..
أقفو الخطى..
وليس من أحد..ههنا
كي يرى..مهجة القلب
تستحيل إلى شفق
وسحاب..
يا أميرة العاشقين..
امنحي العمرَ
بهجته الأولى
علني أستعيد ضيائي..
وأحتفي بعطر..ذاك اللقاء..
محمد المحسن
جنى تحلّق القصيدة في فضاء الحرية بأجنحتها وجمالياتها الخاصة..كظاهرة فنية أصيلة بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن
جنى تحلّق القصيدة في فضاء الحرية بأجنحتها وجمالياتها الخاصة..كظاهرة فنية أصيلة..
تصدير :
تحية للنص المدهش الذي يعكس وجه الحياة المتجدّد،تحية للقصيدة المتشبثة بهويتها كقصيدة،فمكانها ومكانتها بقامة أبجديتها،وليس بمهارتها في استرضاء السلطة وتملقها،وإن كانت سلطة شعبية..
الفعل الثوري العربي الذي تحقق في السنوات الأخيرة إبان إشراقات ما يسمى ب”الربيع العربي” لم يكن معزولا عن خطاب الشعر،مثلما لم يكن معزولا عن الخطاب الذي تنتجه وسائل الإعلام.لقد كانت القصيدة كامنة في وجدانات هؤلاء الشباب فعلى سبيل المثال كان الشباب يرددون أثناء الثورة قصائد محمود درويش وأحمد فؤاد نجم وغيرهم،كما استعادت الثورة التونسية وبعدها الثورات العربية الأخرى قصائد شاعر عظيم بقيمة أبي القاسم الشابي،حيث صدحت الحناجر في ساحات وشوارع وميادين مدن عربية عدة “إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب للقدر”.
فما هو دور الشعر في ثورات "الربيع العربي"؟
وهل ساهم في تأجيج مشاعر الثوار،أم أن الثورات قد شكلت مصدر إلهام للشعراء ولو على حساب القيمة الشعرية؟
وبسؤال مغاير أقول: لماذا يجب على الشعراء (وأزعم أني واحد منهم) أن يكتبوا شعرا أو نثرا،عن الثورة؟ !
هو سؤال أبله كما ترون،ولكنه،ككل أبله،يلح في طلب إجابة شافية،وككل أبله لن ترضيه الإجابات المخاتلة،أو تلك المبنية على الركون إلى البدهيات والأعراف.
والوجوب المفترض عن الشعراء-أو المفروض عليهم !-هو إما نابع من ضمير الشاعر نفسه،من ضيقه بما احتشد في وجدانه من مشاعر وانفعالات صاخبة،لن تهدأ حتى يخرجها كلمات على الورق،أو أنه نابع من إحساس الشاعر بواجبه في التعبير عن مشاعر وانفعالات الآخرين ممن حرموا القدرة على الكتابة،وفي كلتا الحالتين يراد منه أن يكون اسهاما في الفعل الذي جرى على الأرض-الثورة.
وكأني بالشاعر ما يزال يعتبر نفسه،ويعتبره الأخرون،صوت أمته،وضميرها الحي،الحامل لهمومها وأفراحها وآلامها،المعدّد لمناقبها،الممجّد لإنتصاراتها،الرائي لقتلاها،الشاتم لأعدائها…وربما هو كذلك،أو كان كذلك،في جاهلية انقضت (أو هكذا حسبناها !)،قبل أن تخرج الأمور عن مجرد نزاعات قبلية بالسيف والرمح عن مرعى وكلأ،وقبل أن تتعقّد العلوم
والإختصاصات،فيتولى آخرون فيما بينهم تلك المهام التي كانت منوطة بلسان الشاعر وفصاحته،وأعني بهم علماء الإجتماع وعلماء السياسة وعلماء الإقتصاد وعلماء التاريخ وعلماء الحرب وعلماء النفس وعلماء الإعلام..حتى علماء الكلام !.
حضور الشعر في" الثورات العربية" :
يقول الشاعر المصري جرجس شكري عن حضور الشعر في الثورات العربية:”الشعر بصورته المباشرة كشعر وكقصائد،ربما لم يكن حاضرا بشكل مباشر.الأقوى من وجهة نظري هو حضور الشعرية في التجمع أو في ممارسات الثوار. الأفعال التي كان يمارسها هؤلاء،هي الشعر من وجهة نظري”. غير أن الشاعرة اليمنية ابتسام متوكل،رصدت حضورا شعريا قويا خلال الثورة اليمنية سواء أكان الشعر فصيحا أو عاميا أو شعر تفعيلة أو شعرا عموديا.
في هذا السياق تقول الشاعرة اليمنية:” المجتمع اليمني مازال مجتمعا سماعيا ولهذا السبب،الإيقاع والعبارات الحماسية تحرك فيه الكثير،لذلك كانت الثورة اليمنية حافلة بالإنتاجات الشعرية، على مستوى الأغاني والقصائد والإصدارات أيضا”.
وتضيف:” في تاريخ الثورات العربية كان الشعراء دائما في طليعة من قادوا الفعل الثوري التوعوي،ومازال هذا الفعل حاضرا في اليمن إلى اليوم ومنذ ثورتي 1962 و 1963″.
على سبيل الخاتمة:
أثارت الثورات العربية وخاصة السورية الكثير من الأسئلة حول دور الشعر والشاعر، وكيف يمكن لشاعر أن يصطف مع قاتل أو يتغاضى عن صرخات الضحايا ويغوص في كتابته إلى عالم الأحلام بعيدا عن الواقع؟ كما يثار سؤال آخر عن وسائل الإعلام التي صدّرت إلى الواجهة شعراء بعينهم لمجرد الموقف بعيدا عن السوية الشعرية..!
ويشكك البعض في مستوى كثير من القصائد التي كتبت في لحظة الانفعال،ويبدي موقفه إزاء ضحالتها الفكرية وافتقادها للشاعرية،ويذكر أن القصيدة المنددة بالقتل لا توجب السباب أو الشعاراتية المباشرة.
وفي السياق ذاته،هل يمكن للشعر أن ينهض بأي دور في زمن الثورة،وفي أزمنة الغمة؟
أي دور ذاك الذي يتأمّله المرء من الشعر في زمن الرغبة عن القراءة وتهميش الثقافة؟
هل للشعراء أي تأثير يذكر في العالم العربي؟
وهل ما زال الشاعر يمثل ضمير قومه ولسان حال شعبه،أم أن هناك مستجدات تفترض آليّات التعامل معها؟
تحية للنص المدهش الذي يعكس وجه الحياة المتجدّد،تحية للقصيدة المتشبثة بهويتها كقصيدة،فمكانها ومكانتها بقامة أبجديتها،وليس بمهارتها في استرضاء السلطة وتملقها،وإن كانت سلطة شعبية..
إن التطلعات كلها مشروعة أمام”ثورة الشعر” لتحلّق القصيدة في فضاء الحرية بأجنحتها وأسلحتها وجمالياتها الخاصة كظاهرة فنية أصيلة..
ختاما،لا ينبغي أن نظلم الشعر،إذ من المؤكّد أن الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة،فاستجاب القدر،وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف،وإجبار طاغية على الفرار خوفاً من الشعب،لكننا سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد حطب للثورة..
إن الشعر رحيق الروح..ويستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً..!
محمد المحسن
الشعر والسيف للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
الشعر والسيف
للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
(هـل غـادر الشعراء) شيئاً ينظم؟ ... فـعلام تـنفخ فـي الـهواء وتـزخم؟
و تــرى بـأن الـشعر صـرت مـليكه ... هــوّن عـلـيك فــإن مـثـلك يـفـهم
مـا عـاد مـن شرف لنا في شعرنا ... إن قــــام فـيـنـا الـبـحـتري يُعَلِّم
و الـحـق أيــن الـشعر بـين قـنابل ... تـرمي عـلى بـعد الـمسافة ترجم
كـــن واقـعـيـا يـــا شـويـعر نـاظـرا ... فــي واقــع الـحـال الــذي يـتـكوم
مــــا قـــلّ دلّ و ذا زمـــان تــطـور ... فـاصـرف جـهـودك بـانـيا لا يـظـلم
بـحماسة الـشعراء , بل وغرورهم ... والـعـنـتـريـات الـــتــي لا تــخــدم
مــا صـادفـت عـيني مـمات ذبـابة ... أبــــدا ولا قــتـلـت لــفـأر يـقـضـم
وكــذا يـقـول (نــزار) فـي أشـعاره ... والـصـدق فــي قــول لــه يـتعظم
الـنـاس تـبني مـجدها مـن حـولنا ... ولـنـا الـقـوافي تـسـتثير و تـشتم
هــل نـال مـن قـوم مـكان صـدارة ... إلا بـــــدأب واجــتـهـاد يَــعْـظُـم ؟
مـــاذا يـفـيـد الـشـعر إن أغـدقـته ... تــبـكـي لــتـاريـخ لــنـا يـتـصـرّم ؟
مــاذا يـفـيد الـشعر يـنعي دارسـا ... مـــــن عــــزة وكــرامــة تــتـهـدم
إن كـنت تحسب أن شعرا ساخناً ... يُـغني عـن الـسيف الذي لا يرحم
أو أن يــعــبـئ لانــتــصـار قــــادم ... عـشت الـحياة بـكل صـدق تـحلم
جــهـز لـسـيفك أولا واسـلـل لــه ... مــــن غــمـده مـتـبـخترا تـتـقـدم
فـلـربـمـا عــــادت لــنــا بـغـدادنـا ... أو عــاد مـسـجدنا يـضـرّجه الــدم
ثـم انـشد الأشـعار مـا طابت لكم ... حـتى يـخاف لـما نـظمت الـضيغم
أمـا الـضعيف فكيف يُخشى بأسه ... بــل أيـن بـأس لـلضعيف تـترجم ؟
لــو كـانـت الأشـعـار تــردع غـازيـا ... مــا كـانت الـعرب الـفصيحة تـكْلَم
كـم مـن مـعان دبـجوها شـعرهم ... والــريــح تــذروهـا فـــلا تـتـلـملم
إن شـئـت تـرسـم صــورة مـرئـية ... لــوجــدت آلاف الـمـنـاظـر تَــقْـدُم
إيــوانَ كـسرى مـاثلا فـي نـاظري ... والــروضـة الأُنُـــف الـتـي أتـوسـم
أمــا الـيـتيمة فـهي مـلأى بـالذي ... تـــدري ولا تــدري مـثـالا يـحـسم
إفـكـا بــأن الـشـعر ظــل بـحـاجة ... لـلـمـحدثين ومـــن غــدا يـتـهجم
أسفي على فكر ضوى من ضعفه ... ويــظــن بـالأشـعـار مـــا يـتـوهـم
فـبـشـعـرنـا صــــور تـمـيّـزعـرضها ... وبــشـعـرنـا درر بــهــا لا تــســأم
ويــكــاد يـخـنـقني الـغـبـاربشعره ... أعـمى تـهاوى الـليلَ فـيه الأنـجم
الـنـفس تـصغر عـند شِـعب بـوانه ... مــن روعــة وصـفت عـجيبا يـرْهم
مـن ظـن أن يـأتي جـديدا بـعدهم ... ضــل الـطريق وخـاب وهْـمٌ مـفعم
أفـنـيتُ عـمـرا مــن زمــان ضـائـع ... صـلـفـا وزهـــوا إذ يــجـور ويـهـدم
كــانـت مـشـاعرنا وكــان لـسـاننا ... بـالـسـم يـقـطـر غـيـرنا لا يـرحـم
ولـسـان حـالـي لا يـطيق مـغامرا ... يــأتــي بـمـنـكر قــولـه أو يــذمـم
وعجبت أن يلقى قريضي قدح من ... فـي شـعره الهذيان أحمقَ يُرسم
أنـا شـاعر الـفصحى وأرفـع ركـنها ... ولـغـيرنا الأشـعـار لا تُـتَـيَمم
وأغــض عــن طــرف لـنا مـتجاهلا ... كـيـدَ الــذي لا يـسـتفيق ويُـجـرم
( و إذا أتـتـك مـذمتي مـن جـاهل ... فـهي الـشهادة لي بأني ) الأقوم
لـكـنـنـي وبــرغــم ذلــــك كــلــه ... أغـلـى مـن الـشعراء أرفـع عـنهم
سرقوا الجميل من القديم فأنجبوا ... ثــكـلـى مــعـوقـة وريــحـا تــزكـم
إنــي لـمـن قـوم يـطول مـديحهم ... ووفـاؤهـم بـيـن الـخـلائق أعـظـم
مــا لان مــن عـود لـهم أو داهـنوا ... أو عــاش فــي خـتـل أبـي مـنهم
لــي فــي مـديـح (مـحمد) دالـية ... تـشفي غـليل الـعاشقين وتُـلهم
أُعْـلِي بـها شـأني وتـرفع هامتي ... ولـعـلـها يـــوم الـشـفاعة بـلـسم
هـــذا زمــان الأدعـيـاء أمــا تــرى ... أنــي انـزويـت إلــى قـصي يُـبهم
فـالـشعر أنـفـاس وعـبـق أريـجـها ... يـحـلـو لـسـامعها فـيـحمدها فــم
والـشعر لـيس بـما نـظمت مُـقفيّا ... كــجـدار بــيـت بـالـحـجارة يــركـم
والـشعر إحـساس وصـدق مـقالة ... وجـمـيـل مـعـنـى بـالـذي تـتـكلم
والـشـعـر يــلـزم أن يـهـز لـعـطفه ... مـــن كــان ذا حــس لــه يـتـفهّم
والـشـعر فــن كــم يـحرِّك سـاكنا ... رقـصت بـه الأعـطاف تـطرب تـنعم
مــا زلـت أومـن بـالحطيئة شـاعرا ... وضـع الـنقاط عـلى الـحروف تحجم
فـالشعر إن ما مسَّ وجدان الفتى ... مـا كـان شـعرا يـستساغ ويـهضم
والـشـعـر كـــلا لــم يـكـن إلـيـاذة ... جـمـعـت دوارس نــافـرات تُـقـحم
والـشـعـر تـجـديـد وفــيـه نــبـوءة ... نَــفَـسٌ وإلــهـام وجـــرْس يـزحـم
فــلـعـل بــيـتـا أن يــكـون بــلاغـة ... أغـنـت عــن الآلاف مـمـا يَـسْـقُم
وتـواضـعـي لا يُـنْـقـصنَّ مـكـانـتي ... إن كــان فـيـهم مــن يُـلم ويـفهم
وقــرأت مــن كـتـب كـثـيرات بـهـا ... تــاهـت مـراكـبـنا أضـــل وأُلــجـم
حـتـى وصـلت إلـى طـريق واضـح ... حــــواء تــرضــع غـيـرنـا أوتُـفـطـم
فـكر الـفتى شـيءٌ وفيض شعوره ... لــلـنـاس تــلـفـظ قــولـه أوتــكـرم
لا أدعــــي عـلـمـا ولــكـن ربــمـا ... قـبـضا مــن الـريـح الـتي لا تـخدم
مــاذا أكــون ومــا تـكـون بـلاغتي ... إن كــنـت تــسـأل أي شـعـرأنظم
أراك هنا وأراك هناك بقلم : محمــد سليمــان أبوسند
أراك هنا وأراك هناك
بقلم : محمــد سليمــان أبوسند
مازلت أراك هنا وأراك هناك
أهيم بك عشقأ متفردا بمفرادات أشعاري
وضافتي وشط أحلامي
ندرو سويا داخل سردابان متصلان
فيتجدد لقاؤنا من بعد هجران
نجوم الليل تحرسنا ومعها بعض أقماري
تذكرنا بلقاء كان لنا يوما فيه خشية النسيان
وندى الفجر يبلل وجنتيك
وضحكة صافية على ضافتيك
ترتسم على شفتيك فتفتح طريقا
ممتداََ للوصول إليك
وتنهيدة عشق تجعلني صريعاََ
بين يديك
وملاذي ومسكني أنت
وقت أن ضاعت ملامحي وهويتي
ولا يكون لجوئي وقت شدتي إلا إليك
وطن يسكنني وقت أن ضاعت الأوطان
وشاخت الأغصان
وملاذ أمني فيضمني
وواحة ظل أستظل بها وقت عثرتي
فتكونين سلوتي وملاذي وسكينتي
بقلم : محمــد سليمــان أبوسند
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)