الجمعة، 6 أكتوبر 2023

أضحى التنائي ****** شعر / إبن زيدون

 أضحى التنائي

******
شعر / إبن زيدون
******
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا
مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا
فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا
وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا
يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم
هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا
لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا
ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا
كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا
بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا
إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا
وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً
قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا
لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما
كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا
لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا
أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا
وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا
يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا
وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا
إِلفاً تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا
وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا
مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا
فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً
مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا
رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَأَهُ
مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا
أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا
إِذا تَأَوَّدَ آدَتهُ رَفاهِيَةً
تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا
كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه
بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينا
كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ
زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا
ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفاً
وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا
يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا
وَرداً جَلاهُ الصِبا غَضّاً وَنَسرينا
وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها
مُنىً ضُروباً وَلَذّاتٍ أَفانينا
وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ
في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا
لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا
إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا
يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسلينا
كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا
إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا
سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا
لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا
إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَراً
مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينا
أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ
شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا
لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ
سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا
وَلا اِختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ
لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا
نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً
فينا الشَمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا
لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا
سِيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا
دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً
فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دينا
فَما اِستَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحبِسُنا
وَلا اِستَفَدنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا
وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا
أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً
فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا
وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ
بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا
عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا
Peut être une illustration de ‎texte qui dit ’‎موقع طائرة موقع شبكة مواقع حبرستان الأدبية موقع حبرستان موقع روائع القصص كلام من ذهب أضحى التنائي موقع كلام موقع الادب موقع أسماء منذهب شعر إبن زیدون الأدبية الساخرة موقع لوحة وقصيدة موقع ظلال الجمال للأعمال الفنية موقع ظلال إعداد موقع حبرستان للفنون موقع حبرستان للدر اسات الأدبية يعقوب أحمد يعقوب موقع سنابل الذهب‎’‎

Toutes les réactions :

مُسَهدُ القلب ***** شعر / إبن حزم الأندلسي *****

 مُسَهدُ القلب

*****
شعر / إبن حزم الأندلسي
*****
مسهد القلب في خديه أدمعه
قد طالما شرقت بالوجد أضلعه
داني الهموم بعيد الدار نازحها
رجع الأنين سكيب الدمع مفزعه
يأوي إلى زفرات لو يباشرها
قاسي الحديد فواقاً ذات أجمعه
إذا تخلل في أرجائها فرحا
ظللت قواصفها باليأس تقرعه
وإن ونت لوعة عن كنه صولتها
هبت له لوعة رقشاء تلسعه
تاهت به في بحار الحزن فكرته
حتى رمته سحيقاً ضل مرجعه
كم فكرة داهمته في مسارحها
تسقيه سماً نقيعاً بات يجرعه
ذكرى أفيراخه في كل ناحية
توحي إلى القلب أسراراً تقطعه
كم قد تحمل من أعباء نأيهم
نضوا نبا بلذيذ النوم مضجعه
قد عاند الحزن حتى عاد يرحمه
وساور الدمع حتى جف مدمعه
وصار يرحمه من كان يعذله
لما اصطفاه من الأعواز أشنعه
تجول حلته في ذاته فترى
آثار ما الدهر بالأحرار يصنعه
جسم تخونت الأيام جثته
فعاد كالشن مرآه ومسمعه
تناهبت نوب الدنيا محاسنه
فالضيم ملبسه والسجن موضعه
يشكو إلى القيد ما يلقاه من ألم
فبالأنين لدى شكواه يرجعه
يا هاجعا والرزايا لا تؤرقه
قل كيف نهجع من في الكبل مهجعه
أم كيف حاله حي ساكن حدثا
يرنو بعين أسير عز مطمعه
قد طال في هاويات السجن محبسه
وانشت من شغله ما كان يجمعه
فكم زنر بقد الصخر أيسره
وكم أنين بنار الوجد يشفعه
ما رجعت سجعها حينا مطوقة
إلا ومن فضل شحوي ما ترجعه
ولا تجزع كاس الوجد من أحد
إلا ومن فضل وجدي ما تجرعه
يا راحلا عند حي عنده رمقي
أقر السلام على من لم أودعه
وسله بالله عن عهدي الحفظه
فعهده بمكان لا اضيعه
وكيف عني وعن أنسي تصبره
أم كيف بعد بعادي عنه أربعه
تجهمت نوب الدنيا لعامرها
فلا يد عن يد الضرار تمنعه
واطول شوقاه ما جد البعاد بهم
اليهم مذ سعوا للبين أفظعه
لئن تباعد جثماني فلم أرهم
فعندها وأبيك القلب أجمعه
أقول والدهر قد غالت غوائله
وحظ مني مكاناً كان يرفعه
عسى لطائف من لا شيء يعجزه
تحنو على شملنا يوماً فتجمعه
بمبتني المجد مذ خلت تمائمه
بحيث لا نوب الدنيا تضعضعه
بحيث يشتجر الخطي في صفد
ويفطم السيف ذا باس ويرضعه
بالحاجب المرتجى السامي أرومنه
إلى هلال الذي بالمعد مطلعه
سما إلى غاية في المجد ساميه
قتال غاية ما قد كان يرميه
فأصبحت قلل السامين خاضعة
لعزه وسماء المجد موضعه
وارتاح للعرف والحاجات يسألها
فغص بالوفد والآمال مصنعه
نعم الشفيع لمن ضاقت مذاهبه
لدى الخليفة أسمى من يشفعه
وكل زارع خير عند مضطهد
فسوف يحصد ما قد كان يزرعه
فعش عزيزاً على الأيام محتكماً
ما هز ذيل الصبا غصناً يزعزعه
Peut être un dessin de ‎texte qui dit ’‎موقع طائرة شبكة مواقع حبرستان الأدبية موقع جقرا موقع حبرستان موقع روائع القصص كلام من ذهب موقع كلام مُسَهدُ القلب المُرج موقع أسماء دهب حبرستان الأدبية الساخرة شعر إبن حزم الأندلُسي موقع لوحة وقصيدة موقع ظلال الجمال للأعمال الفنية موقع ظلال إعداد موقع حبرستان للفنون موقع حبرستان للدر للدراسات اسات الأدبية يعقوب أحمد يعقوب موقع سنابل الذهب‎’‎