الأحد، 9 يوليو 2023

جنينُ ومخيّمُها بعد دحرِ العدُوِّ بقلم الشاعر محمود بشير

 جنينُ ومخيّمُها

بعد دحرِ العدُوِّ

قُومِي(جنينُ) وشَمِّرِي الذُّرْعانَا
فلقدْ صمدْتِ وقد أغظْتِ عِدانَا

مُدِّي يديْكِ إلى(المخيمِ) واحْضُنِي
أمَّ الشهيدِ وهدّئِي الأحزانَا

واستَشْرِفي عَبْرَ المنازلِ هالةً
وجْهَ الشّهيدِ وثغْرَهُ الرّيَّانَا

وتَنَسَّمِي عِطْرَ الشَّهادةِ وانْثُرِي
ورْداً يُكَلِّلُ مَنْ حَمَىٰ وأعانَا

فاليومُ يومُكُمَا وما مِنْ غادِرٍ
يبقَىٰ ليهدِمَ ، إن طغَىٰ ، البُنْيانَا

يأبَىٰ (المخيمُ) أن ينامَ وحولَهُ
من جاءَ يقلِقُ نومَهُ مَن كانَا

و(جنينُ) قلعتُنَا زهَتْ بِ(مخَيَّمٍ)
فيهِ الحرائِرُ أنبتَتْ شُجعانَا

فالويْلُ كُلُّ الويْلِ إن جَرُؤَ العِدَا
سيذوقُ مِنّا ذِلَّةً وهَوَانَا

محمود بشير
2023/7/9



ذاكرة للنسيان (الجزء الأول) بقلم الكاتبة بلقيس قاسمي

 ذاكرة للنسيان (الجزء الأول)

صورة مذهلة لاشبيه لها، هي لاتعرف من صاحبها لكنها متيفنة أن الذي رسمها فنان عبقري ذو ذوق رفيع يتسم بالخيال و الشاعرية :جبال و براري و لحظة خلود في الطبيعة، خطوط تتشكل في إنسيابية و ألوان تكاد تنطق و المطر في الخارج يضفي إيقاعا جميلا ليمتزج سحره مع سحر الفن، هي لاتعرف كم من الوقت قد مضى و تلك الأفكار تسكنها، أهو سحر الفن؟ لكنها صحفية تؤمن بالواقعية و الموضوعية و أن الصحفي الناجح هو الذي ينزل أرض الواقع و يعيش الأحداث بعيدا عن الأحلام و نزق الشاعرية، لحظة هل من الممكن أن يكون له تأثير عليها بعد مرّ السنين؟
هذا محال إنه من الذكريات من الماضي السحيق
هل من الممكن أن تصدق أن الإنسان في لحظة ما يكتشف أن الماضي و الأشخاص الذين يسكنون ذكرياتنا لهم تأثير على أذواقنا و نظرتنا للحياة؟
فتح الباب و ظهر منه رجل أربعيني تدل هيئته أنه من الذين أفنوا حياتهم للوصول إلى أعلى المراتب و المناصب، نظر إليها من خلف عويناته متفحصا يدقق النظر كأنه يقلب سلعة يمكن أن تكون مجدية، لكن ذلك لم يدم طويلا فبعد تمحيص بغيض دفع لها الملف الذي قد أسلمته للكاتبة فور وصولها.
_آسف يا آنسة، أنت تعرفين أن عروض الشغل وفيرة هذه الأيام، و نحن لا نستطيع تلبية كل الطلبات و تسويتها، زد على ذلك أن هذه المجلة فنية بالأساس نهتم فيها بأخبار المشاهير و الفنانين و أنت كما ذكرت في سيرتك الذاتية أنك متخصصة في الشؤون الاجتماعية و الإنسانية و هذا....
قاطعته بعد أن افتكت منه الملف خيفة تلويثه أو تدنيسه :
_لا داعي لذلك سيدي أنا مقدرة لموقفك،لكن كلمة واحدة قبل مغادرتي
الصحافة الحقيقية ليست شريطة دانتيل على ثوب مغنية أو حفلة ماجنة على يخت نجم مشهور بل ببساطة هي أوجاع اليتامى، هي أنين المنكوبين، هي دمع أليم على خد الفقراء...
خرجت محتضنة لملفها و البكاء يخنق أنفاسها دون أن تسكب دمعة واحدة هي تعرف تماما أن المشكلة تكمن في عالم المثل الذي أحاطت به نفسها كهالة منذ نعومة أظافرها.
كان السيل غزيرا بالخارج، اندفعت لينا حداد بين خيوط المطر حتى احتجبت عن الرؤية كما تحتجب الشمس بين السحب، استحضرت لينا مقولة للكاتب الجزائري واسيني الأعرج "المطر يوقظ الحنين المتخفي في الأعماق و شيئا من التفاصيل التي سهونا عنها في رحلة الحياة"
كم تعشق كتابات هذا الأديب، ربما لأنه يحمل نزق أفكارها أو بالأصح تتماهى معه في أسلوب التفكير
الكاتبة بلقيس قاسمي 

لمسة وفاء لشاعر فذ..قاوم المواجع والإنكسارات بصبر الأنبياء..ولم ينهزم.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لمسة وفاء لشاعر فذ..قاوم المواجع والإنكسارات بصبر الأنبياء..ولم ينهزم..

هل يحتاج القاموس الشعري للشاعر التونسي القدير جلال باباي..إلى كد ذهني..وبحث في تقاعير اللغة..؟!
لا شك أن الشعر هو رأس الفنون الأدبية عند العرب وهو ديوانهم العريق،وقد جعل أرسطو من الفن محاكاة لانفعالات الذات البشرية وأفعالها التي بلورت توجهه الفلسفي والفكري وامتزجت مع هذه القيم الفنية التي سارت في نفق واحد مع الفن الذي أضحى جوهرًا محوريًّا يرسم حياة الإنسان كوجودٍ ثابت انغمس في المحاكاة، على أن هذه المحاكاة موضوعية في سياقها،وبالتالي ذات طابع كلي،تجعل الشعر صورة للحقيقة وتضفي عليه نور الحق.
وإذن..؟
الفن إذا،فلسفة لا تقتصر على تصوير الأحوال الباطنة أو الفضيلة أو الرذائل،بل تمتد إلى محاكاة الأفعال نفسها،وبمعاونة بعض الوسائل الخارجية المظهرية،وأعنى وسائل الإخراج والتمثيل والمنتاج (1)؛
ولكن هذا ما يراه أرسطو بالنسبة للفن في ذاته،أما فن الشعر في غير حاجة إلى معونة خارجية لتحقيق المحاكاة.
وقد نظر أرسطو إلى التناسق والانسجام والوضوح على أنهم من أهم خصائص الشيء الجميل (2)؛ فالجمال إذن موجود على نحو موضوعي ونسبي في الأشياء والموجودات،وهكذا فإن هناك جمالًا حقيقيًّا في هذا العالم،ولكن عليك أنت أنْ تكون جميلًا كي ترى جمال الوجود من حولك فكلٌّ يرى بعين طبعه،والذي عيناه بغير جمال لا يرى في الكون شيئًا جميلًا.
لكن الشاعر التونسي الفذ جلال باباي يرى الجمال بعين مفعمة بالبهاء والتجلي..فهو شاعر مدرك،بارع في صياغة الواقع بشكل مجازي غير معتم أو غير ملغز،إذ يرى يرى أنَّ التجربة الإبداعية يجب أنْ تختزل تلك العبقرية الواعية التي تجعل من الشعر فنًا جماليًّا مؤسسا لتلك الأحداث والانفعالات التي تجاوزت المظهر إلى الجوهر لكونه النواة الرئيسة في جمال كل فن.
وهنا تتجلى الإبداعات الشعرية لشاعرنا السامق جلال باباي.
اللغة الشعرية :
نعني باللغة الشعرية ما تعارف عليه النقاد من استخدام الشاعر لمكونات القصيدة اللفظية ذات التداعيات والدلالات الإيحائية،وهو ما اتفقوا عليه بالمدلولات الانفعالية للكلمة،ولا يعنينا في هذا المقام ما قال به بعض النقاد من مفهوم للغة الشعرية بأنها الإطار العام الشعري للقصيدة،والتي يقصد بها مكونات العمل الشعري من ألفاظ وصور وخيال وعاطفة وموسيقى ومواقف بشرية .
وعليه،فقد تميزت لغة شاعرنا التونسي الفذ جلال باباي بالشفافية والوضوح،فهي بعيدة عن لغة التعتيم والتهويم في سرف الوهم واللاوعي،تلك اللغة التي تلفها الضبابية القائمة والرمزية المبهمة،فلغته ناصعة واضحة لا غموض فيها،وتعبر عن مضامينه بأسلوب أقرب فيه إلى التصريح المليح منه إلى التلميح..
وهذا يعني أن الشاعر-جلال باباي ذو منهج تعبيري سلس،وقاموسه الشعري لا يحتاج إلى كد ذهني وبحث في تقاعير اللغة..
وأنا إذ أصرح بهذا،إنما أغبط شاعرنا على الرؤى الواضحة والألفاظ المعبرة بذاتها..كقوله :
الجميلة
شفيفُة مثل الشمس هذه الجميلة
تستعير من قفص مظلتها عطر وردة ذابلة
ذا خَفيفُ المزاج يجادل ماضيه
به رغبةٍ في الرحيل
كان الوقتَ يومها ساخنا وخجولا
أمٌا الجميلة فتوزع على نهديها ماء ورملا
تتزيٌن تحت شمسيتها غير آبهة باللصوص
يسترقون النظرات من فوق أسرٌة الشاطئ
سوف تجيء الطيور المهاجرة مع حلول الخريف
تنتفض الجميلة من مكانها بعد ظهيرة أغسطس
يبقى العشاق فرادى يلفهم الغبار .
جلال باباي (ذات إشراقة صبح بمدينة أكودة الساحلية)
هو ذا الشاعر التونسي الفذ جلال باباي الذي يصور الحبيبة على كل شيء جميل ومع كل التعابير مرهفة الأثر.
هو الذي يتفنن بتقديم الحبّ،يُشكِّله على صور شتى،ويتفاعل معه بطرق متنوعة،لم ينفصل عن الحبّ في عدد من قصائده،هذا الإتصال مع الحبّ هو اتصال مع مصدر غني بالجمال،وبكل ما يغني الذوق ويسمو بالإنسان نحو الوعي الراقي والإدراك المميز لجماليات الحياة والوجود.
وسنظل نهوّم مع شاعرنا-جلال-يحدونا بأغنياته،فيبهج قلوبنا،وترقص معه أفئدتنا طربا لما في هذه القصائد من ومضات مشرقة تأسر القلوب في أفكارها وصورها ولغتها،وثورة لأنه يفجر في دواخلنا كوامن الجراح التي ما تلبث أن تلتئم حتى تتفتق من جديد..
ودائماً سيبقى من يحفظ للشعر حقّهُ.وبما أنّ الشّعر كائن حيّ،فهو يحتاجُ لمزيدٍ من الاهتمام، ومزيدٍ من الإنفتاح به على الجهات،وكسر للقوالب التي تخنقه،ليفرد جناحيه محلقاً متنفّساً ما يشتهي..هكذا نضمن لهُ حقّهُ في الحرية.
على سبيل الخاتمة :
تعد الشعرية قيمة جمالية متغيرة بإيحاءاتها وتشكيلاتها النصية،والقارئ الجمالي هو الذي يباغت المتلقي بأسلوبه الشعري،من خلال التشكيلات النصية المراوغة،وحراك الدلالات الشعرية التي تباغت المتلقي بأسلوبها التشكيلي الانزياحي الخلاق بمؤثرات الدلالة ومثيراتها النصية،وهذا يعني إن أي ارتقاء جمالي في قصيدة من القصائد يظهر من خلال بناها النصية المفتوحة ورؤاها العميقة.
وبتقديرنا : إن الوعي الجمالي في اختيار النسق الشعري المؤثر والكلمة المؤثرة في بنية القصيدة هي التي تحدد الإمكانية الجمالية التي يمتلكها المبدع في خلق الجمالية النصية،وما من شاعر موهوب إلا ويملك الخصوصية الإبداعية،تبعاً لمحفزاته الشعرية،وطريقة الاختيار، وبراعته في اختيار النسق المناسب جمالياً،ومن هنا تختلف شعرية المحفزات النصية من قصيدة لقصيدة،ومن سياق شعري إلى آخر،تبعاً لحساسية المبدع الجمالية ودرجة شعرية النسق..
ولهذا نلحظ اختلاف درجة شعرية المحفزات في قصائد جلال باباي تبعاً لحساسية الشاعر وبراعته في الانتقال من نسق تصويري إلى آخر،ومدى الوعي في الاختيار النسق الجمالي المؤثر في إيقاعه الشعري،ومن هنا يختلف الشاعر المبدع عما سواه وفقاً لحساسيته الرؤيوية،وبراعته النسقية في التشكيل والخبرة المعرفية في الانتقال من نسق شعري إلى آخر،وهذا دليل الحنكة الجمالية في التشكيل والوعي الجمالي في تفعيل المحفزات الجمالية تبعاً لحساسية الرؤية وفنية اللغة في التعبير عن الفكرة الشعرية.
ختاما أقول : إن الشعرية عند-جلال باباي-شعرية فواعل لغوية نصية تحقق قيمتها الجمالية من بلاغة المؤثرات الشعرية النصية التي تجعل النص كتلة متفاعلة شعورياً من أول كلمة في تشكيل القصيدة إلى آخر كلمة في تكوينها،وهذا يدلنا على أن الشعرية كتلة فواعل نصية استثارية تباغت القارئ في تلقي النص جمالياً وفق متغيرات جمالية غاية في الفاعلية والتأثير.
إن النص الشعري عند -جلال-يشكل مجموعة قيم جمالية استثارية تحقق قيمتها الجمالية في حراكها النصي التي تباغت القارئ،وتحقق أقصى درجات فاعليتها،أي إن اللغة العاطفية مشحونة بالدلالات الشعرية لتحقق أقصى درجات الفاعلية في تلقيها الشاعري المؤثر.
وهنا أختم : إن احتفاء الشاعر بالصور هو احتفاء في تأسيس اللغة الشعرية على مثيرات درامية مفتوحة في تشكيل القصيدة،وهذا ما يجعل الرؤيا الشعرية متغيرة في تجلياتها الإبداعية تبعاً لفاعلية الصورة الشعرية عند جلال باباي وغناها بالمؤثرات التشكيلية التي تحقق إيقاعها الجمالي بأقصر الألفاظ وأرقى الصور الشعرية في الإحاطة بالموقف والحدث الشعري في آن معاً.
ومن هذا المنطلق تغتني الشعرية في جل قصائده بدلالات شتى لأنها نابعة من روح شاعرية مفعمة بالرؤى،الجمال والدلالات الشعرية الجديدة.
دمت يا جلال سامقا..لامع الحرف وذائقا لمعانيه العميقة..
محمد المحسن
هوامش :
1- راجع: أرسطو طاليس : فن الشعر،ترجمة: عبد الرحمن بدوي: مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة،ص 15 .
2-راجع: مصطفى عبده : المدخل إلى فلسفة الجمال-محاور نقدية تحليلية وتأصيلية-، د.ط، مكتبة مديولي القاهرة ،ط2 ،1999،ص 55.

عاشت على وقعه دار الثقافة المهدية قراءة في الدورة الثاتية من المعرض السنوي" أكوان متوازية" طرح جاد من الفنانين للأسئلة الحارقة في علاقة الإنسان بالكون / مراسل الوجدان الثقافية الكاتب جلال باباي

 عاشت على وقعه دار الثقافة المهدية


قراءة في الدورة الثاتية من المعرض السنوي" أكوان متوازية"
طرح جاد من الفنانين للأسئلة الحارقة في علاقة الإنسان بالكون
الوجدان الثقافية:
أقيمت مؤخرا برواق الفنون بدار الثقافة المهدية الدورة الثانية من المعرض السنوي:" أكوان متوازية " والذي تديره وتنسق اشغاله باقتدار الاستاذة: سناء جمالي لعماري و انجزت بنجاح معلقة النسخة الثانية من هذه الملتقى الفنانة: صابرة بن فرج، أما عدد الرسامين المشاركون هذه السنة فبلغ إحدى عشرة فنانا وفنانة في مختلف التقنيات والمدارس نذكر من بينهم: سناء جمالي اعماري، ايمان بالحاج، الأسعد بن علية؛ صابرة فرج ، محمد علي خواجة، غادة لاغة دالي، خديجة بن فرج ،نجلاء زوالي كمون، إيمان حامد ثمٌ حمادي الوحيشي و وفاء بوغزالة الزياتي...
هذا ومن خلال ملامستنا لاغلب اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية لاحظنا تعلٌقا متينا للمشاركين في المعرض بالأسئلة الوجودية للذات الإنسانية محاولين شرف الطرح الواعي لها عبر ما طرٌزته اناملهم من تنصيبات تشكيلية غاية في الدقة تثري الجانب المعرفي للمتلقٌين وتقتنص من تاملاتهم وانجذابهم لما حوته المحامل الفنية من إبداع وفي هذا الصدد نقرا ما تيسٌر في شأن هذه الاعمال بشتى المواد ، حيث شدٌتنا إليها صور ومنحوتات كلٌ من :
الفنانة والباحثة : نجلاء الزوالي كمون : عبر " يوميات إمرأة"
يتمثل جليا عمل الفنانة التشكيلية نجلاء الزوالي في صورة فوتوغرافية متركبة من جزئين حملت عنوانا لها : "من يوميات إمرأة "حيث برهن انجازها الفني على اهتمام الفنانة بتفاصيل اليومي عبر ارتباط هوسها بالطرح الدائم للمواضيع المتصلة بالراهن والمعيش بالتطرق الى المرأة في علاقتها بطفلها و جنينها لتتشكل اللوحة في جزئيها متضمنة تكامل وتماسك يد الأم بيد رضيعها يعاضدهما رابط عاطفي قوي يلف الطرفين متمثلا في حبل حريري مفهوم جلي للتواصل بين الام و طفلها مفعم بالحياة بالحب والعاطفة الجياشة .
هكذا وبحنكة المتمرسة بطقوس اللعبة التشكيلية نجحت كابهى ما يكون نجلاء الزوالي كمون في التقاط صورة تلخص يوميات امراة من رحمها تولد الحياة.
أما بالنسبة لإطلالتنا الثانية فتتعلق بتجربة الفنانة: ايمان حامد بواسطة اعمال خزفية مستوحاة من تجربة الفنان: بابلو بيكاسو بعنوان: "غرنيكا" وقد سعت الفنانة: إيمان حامد التعبير عليها تشكيليا وفنيا عبر تقنية الأشكال التكعيبية في عملين مدهشين الاول بعنوان: " ارض للنجاة" لوٌحت عبرها الرسامة لبداية جديدة ذات بقاء ابدي في تكوين طيني يطور الحدث بين النحت والجدارية نحو بناء جمالية ارقى لعوالم اخرى ،أما اللوحة الخزفية الثانية فعنونتها صاحبة الانجاز: شخص بوجهين" لتضع يدها على غليان الذات الآدمية بين نقيضيها وصراع الثنائيا.
وجوه مزدحمة بالذاكرة والموروث للفنان محمد علي خواجة
كما استوقفتنا وجوه مزدحمة بالذاكرة و التلقائية نجح الفنان محمد علي خواجة بتدبٌر فني راق في اقتناص اللحظة الأولى من الحراك داخلها ويؤهٌل لها موقعها داخل القماشة لتصطفٌ صامدة واقفة وتفتكٌ مكانها في الزحام وتروي خرافة الذاكرة الجماعية بإعجاب.
في حين ان نقوش الفنانة : صابرة بن فرج الفسيفسائبة فقد استقته من بريق العتيق باشتغال على فن الفسيفساء الحقيقي فأبحرت بالاشكال والتيمات فيها من الدهشة والسحر النصيب الوافر.
نمرٌ للاعمال الخزفية لدى الفنانة: وفاء بوغزالة ، التي لاعبت الطين وطوٌعته حسب إرادتها فاعترضنا تنصيبة " من جسد إلى آخر" هي ذات بُعد فلسفي وتأمٌل في الجسد كوحدة حراك وتفكير يتكامل بواسطته البعدان المادي الجسماني والوعي الوجداني ليستقيم الجسد مشغلا للرسامة وفاء بوغزالة.
تجربة الرسامة: خديجة بن فرج
تعلٌق جارف بالأمكنة:
منذ النظر الى اللوحة الاولى "سيدي الدهار " اعلنت الفنانة اقتباسها الشخصي لصورة فوتوغرافية كان قد ارسلها احد الأصدقاء لتجسدها في لوحة لانها تمثل جزءا من طفولتها أما الثانية للا البحرية زيتية بتقنية ال couteau.وهي كسابقتها تجسيد شخصي لصورة فوتوغرافية، لطالما كانت منجذبة للبعد الجمالي و الخرافي الذي يلتصق بذلك المكان وفي كلمة اعمالها هي عبارة عن هويتها لاصيلة المهدية و بنت برج الرأس.
الخرافي الأسطوري في الحكي الشعبي لدى الرسام لسعد بن علية
اعتمد المنهاج الممارساتي الخاص بمرجعية عجائبية وخرافية يستند على المنقول الشفوي والقصصي الخاص بالمخيال الشعبي المحلي فيما يخص حكايات الغول والغولة.
لينشأ ممكنات تعبيرية متنوعة استطاع لسعد بن علية من خلالها أن يوفر قسطا محترما من الجمالية المخصوصة جعلتها على تواصلية مع العالم الواقعي المألوف .
الرماد المتطاير وزبد البحر/ للرسامة: إيمان بالحاج
هكذا ارادت أسطورة أفروديت : آلهة الحب والجمال ان تُخلق من زبد البحر (l’écume)، هذه الرغوة التي تختفي وتفنى حالما تظهر وتتجدّد مع كلّ موجة.وتستمر الملحمة مع طائر الفينيق الذي يحترق ويغنى في عشّه ويخلق ويتجدّد من رماده ليمارس كينونته من جديد. إذن من خلال هذه المناخات تنجذب الفنانة إلى أسرار الأساطير الإغريقية وتعمٌق البحث والتجريب رصدا لبصمتعا المخصوصة.
الأفواه الطينية للفنانة: سناء الجمٌالي اعماري" لمسات طينية عالية الجمال"
أدهشتنا الرسامة بها عبر الأفواه المفتوحة على مصراعيها المترامية على جنبات الاطار ، لتمثل بفضل اقتدار اللمسة الفنية لسناء الجمالي حجم الاختلافات المقترنة بالمشاعر الانسانية الجامحة فحلٌقت بنا خارج السرب بحثا لها عن خلاص لأرقها وجراحاتها لترتفع أنامل الفنانة سناء الجمّالي مثل الحلم بعد أن عكفت بمرسمها على كل تفاصيل الحالات النفسية .
صنع معرض " عوالم متوازية " هذا العام نقلة نوعية في المشهد التشكيلي بعاصمة الفاطميين مم خلال اشتغال الرسامين المشاركين على أمهات القضايا ذات العلاقة بالإنسانية واسئلة الراهن ومحاولة المبدعين الإجابة عن أغلبها بواسطة ما استطاعوا من رباطة الجأش ممثلة في لوحات، خزفيات وصور تعكس اجابتها عن طرح وجودي لماهية الإنسان في الكون العاصف بالتقلبات
مراسل الوجدان الثقافية الكاتب: جلال باباي