الاثنين، 12 يونيو 2023

مقاربة حول النّص النقدي العربي الحديث بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 مقاربة حول النّص النقدي العربي الحديث

ليس هناك نقد لأنه ليس هناك أدب ” هكذا يقال ..الصحافة خطفت خيرة النقاد وحولتهم إلى صحفيين ” قيل أيضا، لكن أليست علاقة الأدب بالنقد، علاقة الندية والتكافؤ والأسرة الواحدة!؟ ثم ألا يجوز القول بأن ” حضور ” أحدهما مرهون بحضور أو غياب الآخر، وإن كان غياب “الأدب” يكاد يكون أمرا مستحيلا!؟ ثم أولا وأخيرا : ألم يحن الوقت بعد، لصياغة عطاء نوعي ومستقل في حقل النقد الأدبي ينأى عن ” العفوية ” التي تفرض الإنطباعات الجزئية دون استخلاص المعيار!؟
قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا ما قيل أن ” التقصير ” في النقد العربي الحديث ذو دلالة سوسيولوجية تتجاوز أسوار المصطلح الجمالي للنقد إلى أبعاد اكثر شمولا يمكن ايجازها في الإشارة التالية:
تتجلى أبرز ملامح التقصير في مجمل الحركة النقدية العربية الحديثة في غياب ” المناهج ” التي تضبط ايقاع هذه الحركة مما يعني التقصير في إكتشاف قوانين التطور الأدبي العام في بلادنا، أي اكتشاف المسار العام للحركة الأدبية العربية الحديثة من ناحية، والقوانين المضمرة في التجربة الأدبية النوعية كالرواية والمسرح والقصيدة والقصة القصيرة من ناحية أخرى . وقد يظل هذا التقصير قائما ما لم يرافق هذا الأكتشاف المزدوج ” نقد النقد ” وهذه مسألة أخرى تدعونا بإلحاح إلى وضع “إستراتيجية” نقدية تضع في الإعتبار خصوصية الظاهرة الأدبية مع الإفادة من مكتسبات التراث النقدي الذي مازال في حاجة إلى الدرس والإضاءة (1) ” لا سيما أن هذا النقد (نقد النقد) هو نقد للذات كما أنه نقد للأخر، وذلك بقدر ما يتيح طُرق بعض القضايا المحورية، وبلورة المنهجيات المناسبة للمقاربات التي تفترضها.
ومن هنا فالنقد مدعوّ الى ” الأخذ بمنهجية محددة في البحث وإعتماد طريقة موضوعية في معالجة المادة الأدبية، وإجتراح المصطلاحات والمفاهيم الملائمة لها والسعي إلى غايات مستقلة بها(2) ” مما يعني أن النقاد -مدعوون- إلى الإستفادة من كافة مناهج النقد الغربية، ولكن دون نقلها نقلا أعمى لا يراعي خصوصيات النص الإبداعي العربي، ناهيك وأن التطبيقات البنيوية والتفكيكية وغيرها موغلة في الغموض والتعقيد مما حدا ببعض المبدعين للقول بأنهم لم يستفيدوا مطلقا من النقد ولم يسهم في تطويرهم كما أعلن ذلك مرارا الراحل نزار قباني.
ضمن هذا السياق علينا الإعتماد على خبرنتنا الخاصة وتجربتنا النوعية التي تستفيد من المنهج الحديث بالإضافة إليه والحذف منه والتعديل فيه بما من شأنه أن يرمّم الجسور بين العمل الأدبي المعاصر والنقد من ناحية، ويردم الهوة بين القارئ والناقد من ناحية أخرى..
كذلك يغيب عن نقدنا الحديث تقليد البحث عن المواهب الجديدة والإحتفال بها فقط عندما تتحول إلى مؤسسات، أي بعد أن تكتمل ولا تعود هي أو القراء إلى النقد، هذا في الوقت الذي بتناسى فيه النقاد .إني أتكلم هنا عن ” النقاد الأكادميين ” بالمعني المدرسي للإصطلاح، لا عن أشباه-النقاد- ممن يعملون مديري دعاية للأدباء والفنانيين- أن الموهبة الحقيقية الجديدة تعني بالأساس أن ثمة نبضا متميزا جديدا في الثقافة والمجتمع .و الإحتفال بها ليس تطوعا أو منّة ولا حتى ” واجبا ” بالمعنى الأخلاقي وإنما هو اكتشافا لظاهرة ثقافية – اجتماعية لمن يريد أن يبني رؤيا صحيحة للثقافة والمجتمع الذي يعيش فيه.اي لمن يريد أن يكون ناقدا ذا نهج. أقول هذا لأن ساحتنا النقدية بخاصة غدت مرتعا لJ(تكتلات) غير بريئة، ما فتئت تصنع من بعض الأسماء المشهورة (….) في الشعر والقصة والرواية أصناما تعبد وتمجّد .وكأن الإنجاز الإبداعي العربي في هذه الفنون توقّف عندهم (!).
وهذا يعني عدم الإهتمام بالأسماء والمواهب الجديدة في الفنون كافة ولسوف تظل معظم الكتابات النقدية -هنا وهناك-كتابات فوقية على هامش النص الإبداعي مالم تتجاوز هذه السلبيات نحو أفق حركة نقدية واعية وواعدة..
ما أريد أن أقول؟
أردت الإشارة إلى أن التعالي على أية ظاهرة أدبية-اجتماعية كالتجاهل المقصود لهذا الكاتب او ذاك لمجرد أننا نختلف معه فكريا، أو لأن أدبه لم يحقق مستوى جماليا راقيا هو في الحقيقة إحتقار لعديد القراء، أكثر مما هو إحتقار للكاتب نفسه،في حين نولي وجهنا عنه بدعوى أنه تحت مستوى النقد (…).
ليست هناك ظاهرة أدبية تحت أو فوق مستوى النقد، طالما أنها “ظاهرة” وطالما اننا ندعي الإهتمام بالمتلقي. وطالما ندّعي أننا أصلا نقاد أدب مهمتهم استكمال دورة الكتابة والقراء بالنقد. وأخيرا طالما أننا “نقاد نبحث عن مناهج تسترشد بالمدلول العام لحركتنا الأدبية في خط متواز لتطورنا الإجتماعي-الثقافي وفي خط متقاطع مع القوانين النوعية لفنوننا الأدبية”(3)
استتباعات :
إن ما يفضي إليه الرصد المقتضب للخطاب النقدي الحديث استتباعا لما تقدّم هو أن النص النقدي يتموقع في خانة التقصير-التي يعسر الخروج منها بغير السعي الحثيث إلى أن يكون همزة وصل بين نهضتنا والحضارة الحديثة في العالم، وهذا يقتضي منه “النضال” بقدر ما يستطيع في سبيل المشاركة الفعلية في نبض العالم بالإنتاج والعطاء، لا بالإستهلاك أو النقل لاسيما وأن الثقافة لم تنته بعد بانتهاء الحضارة الغربية أو انقطاع العطاء الغربي للحضارة بتعبير أدق .
على أية حال،بقليل من التفاؤل وبمنآى كذلك عن التعسفية أو الإسقاطية الذاتية أقول: إن النقد العربي الحديث قد حقّق بعض النجاحات سوى بتحويل مجموع اجتهاداته إلى “حركة من تيارات” لا مجرد التماعات فردية، أو بإقترابه الجسور من جوهر التجربة الأدبية المحلية،أو بإلتصاقه الحميم بالطبيعة الخاصة للأدب. ومع ذلك فليست النيات-على طيبتها-هي المقياس أو الحكم في مثل هذه المسألة، بل الفعالية الإجرائية العملية في مقاربة النصوص الأدبية، وهي تتجلى في مدى اتساق المنهج البحثي وملاءمته للعمل الأدبي المتناول، ومدى إقناعه بتماسك طرحه وخصوبة نتائجه ..
وتظل المفارقة في حالة توالد مع الأصوات النقدية الجديدة التي تنحت دربها في الصخر بالأظافر، حتى أنها ” تؤسس لتحويل نقدنا العربي الحديث الى حركة قومية من ناحية وتخصصات نوعية من ناحية أخرى.. الأمر الذي يشير ببطء شديد إلى إحتمالات نظرية أكثر شمولا في المدى المنظور (4).
على سبيل الخاتمة:
إن العمل الفني الجدير بصفة الإبداع هو ذاك الذي يصوغ جدلية العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل في حوار مجلجل ومساءلة عميقة . كما أن النقد المنهجي الجدير بصفة الإبداع هو أيضا ذاك الذي يعتقد في جدلية التطور التاريخي وينآى عن التضخم النرجسي والأحكام المسقطة ليستشرف المستقبل بعمق وثبات..
وأخيرا،فإن التقصير في النقد العربي الحديث ليس خاصا بالنقاد كأفراد، بل كحركة نقدية عربية معاصرة شهدت إشراقات خلاقة على درب الإبداع، منذ فجر النهضة إلى مغيبها. وكل ما أقصده هنا، أننا غدونا نعيش في ظل متغيرات كونية كاسحة تعبق برائحة التحديات،إذ أننا على هذه الأرض في مفرق الطرق بين الإنسحاق خارج التاريخ أو الولادة الجديد في ” ثورة ثقافية ” تصحح التاريخ باشراكنا من جديد في العطاء الحضاري للعالم .وما على النقد الأدبي –كفكر وفن وعلم-الإ أن يكون في مستوى التحدي وفي طليعة هذه – الثورة الثقافية الشاملة – كي يسجّل بحضوره الفعال علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..
محمد المحسن
الهوامش :
1– زهرة الجلاصي: أنظر مقالها المنشور بمجلة الآداب – البيروتية- العدد 12/11 – ص 100
2– سامي سويدان – المرجع السابق – ص 54 – بتصرف طفيف
3- الدكتور الراحل – غالي شكري- عن كتابه: سوسيولوجيا النقد العربي الحديث – ص257.
4- د. غالي شكري – ذُكر سابقا – ص223-بتصرف-
Peut être une image de 1 personne et sourire

رسالة الى حواء بقلم حامد الهلالي

 (رسالة الى حواء)

(بقلم حامد الهلالي)
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تعالي أكون لك وطن
وأنت لي ........ سماء
تعالي ...... أعطر أيام
عمرك .... بعبير الوفاء
تعالي لشمل الروحين
في عش ...... العذراء
تعالي .. نرتقي معراج
الهوى في وحي البهاء
العمر مضت .. لحظاتة
وشارف ....... الأنتهاء
تعالي .. نكحل العيون
بسكون ......... المساء
تعالي ... نتذوق طعم
الحياة بشذرات اللقاء
تعالي نعيش اللحظات
بنية ............ الصفاء
تعالي أكون . لك وأنت
لي ...... روحين بقلب
واحد ..... طاهر النقاء
تعالي ..... نقتسم خبز
البقاء ... ونحيا سعداء
تعالي أكون . لك سقف
ولي أنت ......... غطاء
تعالي . نستقرأ التاريخ
في جنة ... آدم وحواء
ودعي ..... عنك الغرور
فكلانا من . طينة سواء
٠••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
(بقلم حامد الهلالي)
حقوق النشر والتوثيق محفوظة
Peut être une image de oiseau de mer

تألقت كملكة اعتلت عرش الحب بقلم الكاتبة عبيربشير عقاد

 تألقت كملكة اعتلت عرش الحب

أضاء لها قصور الغرام عشقا
حسدتها أعين الغدر
طرحت أرضا تلاشت ...... أصبحت رمادا من مقتطفاتي
عبيربشير عقاد
Peut être une image de 1 personne

أحلام اليقظة بقلم د. انعام احمد رشيد

 أحلام اليقظة

ياليتني فوق الغصون عصفورة
لأزقزق طول الليل والنهار
علني أجد من يسمعني
وأبثــه أسراري
ياليتني كنت نسمة عليلة
لأبشر بالربيع في شهر أيار
أو أكون سائحة في البلاد
لأعرف مكان حبيبي المتواري
ياليتني بين الزهــــور نحلة
لأرتشف الرحيق من الأزهار
وأردد النغمات سكرى من
لهيب الشوق في عقر داري
ياحبيبي أحلام العشق رائعة
أعطف لأنها قصيرة الأعمار
حبيبي إليــك أشكوك مـــنك
ولا أكشف لغيرك أسراري
يا وجعي أنا
د. انعام احمد رشيد
Peut être une image de texte

قدسية أنتِ بقلم محمد الطحيني

 قدسية أنتِ

لأجلكِ تشرقُ الشمس
ودونكِ في أفول
تزرعين الحب سنابل
دون أن تسألي عن يوم الحصاد
تقاتلين بشراسة الثوار لتردي القتلة عن حدائق الأطفال
وأنتِ الطفلة المتوحدة
تنثرينَ الزهور ألوناً
لتنتظري زهرة لن تأتي على شباككِ المهجور
تعلمتُ منكِ ألا أساوم حينَ أعطي
قديسة أنتِ
تداوين القلوبَ وقلبكِ المكسور
وبأطراف أصابكِ تعزفين لحن النقاء
منذ عصور
انتِ في العلا
وتحت اقدامكِ جنات عدن
أنجبتِ دون أن تلدي
عيسى وأحمد ويعقوب وإبراهيم
وحدتِ كل السماوات بدين واحد
هو دين الحب
وكيف لا .... قديسة أنتِ
محمد الطحيني

أبكي .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 أبكي ..

أبكي وقد سحّ دمعُ العينِ فاطّرد
مسهّدٌ وخليّ القلْبِ قَدْ رَقَدَا
النَفسُ تشقى وسحبٌ عتّمتْ أفُقي
ومَلّني النَومُ عنْ عينيّ قَدْ شَرَدَا
أبْكِي بدمعٍ لهُ من حسرتي مددٌ
عجبتُ كيفَ جفوني لم تذبْ كمدَا
يقتادني وجعٌ والرّوح تائهة
وبالمآسي رماني الدَهرُ مااقتَصَدَا
وللزّمان سهام ليس تخطئُنَا
إنْ فاتك اليوم سهمٌ لم يفتك غَدَا
ما بال قلبك بالأصحابِ منخدعًا
إحذَرْ صديقًا إذا عَاداكَ أوْ حسَدَا
يا لهْفَ نفسي عَلَى الأوطانِ مزّقَهَا
غدرٌ تمادى يسوقُ الهمّ والنّكَدَا
غدر الزّمان بقومي كم يروّعني
منه أكابدُ همّا يقرحُ الكبدا
شمس العروبة غابت خلّفتْ سدفًا
وموكب المجد شدّ الرّحل وابتعدا
يطغى العدوّ .. رياح الغدر تنثرنا
صرنا شتاتاً .. عرفنا القهر والكمدا
يا بؤسَ نفسي ربوع القدسِ داميةٌ
فيها العدوّ تجنّى والرّدى اجتهدَا
أيّ العصور .. موازين قد انقلبتْ
صار العبيدُ على أسيادهم أسُدَا
وفي العراقِ صراعات تشتّتهم
وما بناهُ نُسُورُ الأمس قَدْ فُقِدَا
تلك المواجع في صدري تتَعْتِعُنِي
أبكي على يمنٍ قد دمّروا البلدَا
وليتَ قومي صراخ الشّام يوقظهمْ
شعبٌ تأذّى يعيش الحرب مضطهدا
على روابيهِ أشباح الرَدى رقصتْ
يبكي اليتيمُ أبا والوالدُ الولدَا
أبكي على بَلَدي فالكلّ ينهبهُ
همّ تلبّدَ في آفاقهُ جَمُدَا
إنّا بُلينا بمن يطغى ويظلمُنَا
شعبٌ يعاني المآسي يفقدُ الجلدَا
قلْ للّذي نال سلطانًا فسادَ بهِ
مستيقنٌ أنَهُ يبقى لهُ أبدَا
لا تفرحنّ بما أعطيتَ من نعمٌ
كم يسلب الدّهرُ ما أعطى وما وعدا
إنّ المنايا لنا دومًا مخاتلةٌ
لا تعلمُ اليومَ ما يقضي عليكَ غدا
أبكي وبي وجَعٌ لوْ أنّ أهونَهُ
يغشى الجبَالَ ترى مجمُوعَهَا بِدَدَا
رفا الأشعل
Peut être une image de 1 personne et texte

الدنيا دى كدبة بقلم عبدالمنعم عدلى

 كدبة

عبدالمنعم عدلى...مصر
الدنيا دى كدبة
وناسها كمان كدابين
بس فيها كدبة حلوة
بتعيش عليها سنين
والعمر بيدوم ويا الأنين
كدبة حب طول العمر الحزين
فعلتها لنفسى مش لغيرى
وراض عنها وعرفت حبيبى فين
ولفيت بلاد وسهرت ليالى
ومضيت مع الكدبة فى.كبد
وركبت قطار العمر الطويل
ومرت شهور وسنين
وأصبحت الكدبة ذكرى
والرأس شاب بها الشعر
والظهر إنحنى وعجز القدم
وإتكئت على عصى موسى
كى أعيد العمر من جديد
وراح العمر وراحت السنين
وأنا عايش فى
كدبة العمر الحزين
بقلمى عبدالمنعم عدلى