الجمعة، 12 مايو 2023

قالت أتحبُّني ــــــــــــ محمد حميدي


 قالت أتحبُّني

-----------------
قالت أتحبُّني
قلتُ هلِ الهوى يُكتمُ
قالت ما دليلُك على ماتدَّعي
وأنتَ عاقدُ الحاجبين لا أراكَ تَتَبسَّمُ
تَمُرُّ بي لستَ تدري ما أكابدُهُ
وبسمتُكَ لقلبي المُعنَّى بلسمُ
وأسألكَ تحبُّني؟ تُلمِّحُ لي وتدَّعي
أين جوابُكَ بالغرامُ المفعَمُ
لكلِّ مُدَّعٍ دليلُه فطَمِّن قلبي بهِ
فأْتِ به أيُّها الفَهِمُ
أجبتُها والبسمةُ تُزيِّن شفتي
لا دليلَ غيرَ قلبٍ خافقٍ هو بغرامِك أعلمُ
فاسمعي دقَّاتِه وأيقني ما يقولُهُ
وإنْ عجَزتِ فأنا لكِ أُترجِمُ
أنا ما عقَدتُ حاجبَيَّ إلا لأرى لُؤلُؤاً
مِن ثغركِ الجميلِ حين يعاتبُ ويبسُمُ
وأَسمعُ همسَكِ اللطيفَ فيُشجيني شدْوُهُ
فأتمايلُ طرِباً بِما شدا ثغرُكِ وأترنَّمُ
إني أحبِّكِ بلا دليلٍ
لكنَّ قلبي على هذا يُقسمُ
فطمِّني قلبَكِ وتبسَّمي
أنا بكِ مُغرَمٌ مُغرَمُ
محمد حميدي

خاطرة ـــــــــــ مسعودة القاسمي


 خاطرة

أنا لا أكتب هواك
توددا
أنا أكتبك لي كيفما
أشاء تفردا
دفتر قصيدتي رآك
في الكلمات
مددا
كتبت كتبت وانشدت
ولم احصيك
عددا
فبسطت أنفاس أحلامي
للروح
مرفئا وسندا
مسعودة القاسمي
تونس

بِلَا هَدَفٍ ــــــــ للشاعر: فارس العرسوم


 (بلا هدف)*

بِلَا هَدَفٍ حَيَاتِيْ أوْ مَعَانِيْ
وَمِنْ تَفَهِ التَّفَاهَةِ كَمْ أُعَانِي
أعِيْبُ الحَظَ تَارَةً وأُخْرَى
أعِيْبُ بِهَا الرَّدَاءَةَ فِي زَمَانِيْ
أضَعْتُ الدَّرْبَ مِنْ زَمَنٍ تَوَلَّى
وَخَطْوُ التِّيْه ضَاعَ بِهِ أمَانِيْ
وَاخْتَرْتُ الرَّحِيْلَ بِلَا رَحِيْلٍ
فَأوْصَلَنِيْ الرَّحِيْلُ ألَّا مَكَانِ
هَتَفْتُ بِأُمْنِيَاتٍ بَإ سَاتٍ
فَأضْحَىْ اليَّأسُ يَعْتَصِرُ الأمَانِي
أفِرُّ مَنْ الظَّلَامِ إلَىْ ظَلَامٍ
وَظِلُ الليَّل يَسْرِيْ فِي كَيَانِيْ
أُغَنِّيْ للصَّبَاحِ نَشِيْدَ شَوْقٍ
وَمَا يُجْدِي نَشِيْدٌ أوْ أ غَانِيْ
رَمَانِيْ بالنـَّوَىْ الصُّبْحُ المُرجَّىْ
كَمَا تَرْمِي مُتَيَّمَهَا الغَوَا نِيْ
*من ديوان سرآب الأوهام
للشاعر: فارس العرسوم

مدرسة الحب ــــــــــــ حامد الهلالي


 (مدرسة الحب)

(بقلم حامد الهلالي)
٠•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
لملم أحلامك وأمسح ،،،،،،،
دمعة الأحداق ،،،
وأرسم معنى القصيدة ،،،،،
بالهمسات ،،،،
لملم شتات الفراق بأمل ،،،،
الأشواق ،،،،
وأنسج حرير الحب في ،،،،
بيت الكلمات ،،،،
للحب بحر وأوزان وقوافي
وللعشق شاعر اللحظات ،،،
للحب عيد وفرح وقلب ،،،،
يضج بالنبضات ،،،
الحب ربيع الروح يتوهج ،،
النرجس من كف اللمسات ،،
الحب يحنو على الوداد ،،،،
سمر السهر وصبر السنوات ،،
الحب كيان سامي الصفات ،،
نسمة الدفء وأمل النجاة ،،
الحب عاصفة العاطفة تهز ،،
الكيانات ،،،،
الحب رسالة الرحمن رأفة ،،
الكائنات ،،،
الحب سر الوجود أنعاش ،،،،
الغيث للنبات ،،،
الحب هيبة وإمارة عظمى ،،
ونقاء العشق نكران الذات ،،
الحب لحن المعاني وعطر ،،
الحياة ،،،
تغزل به أصحاب المعلقات ،،
الحب شذى المكارم وتهذيب
السمات ،،،،،
الحب دين وسلام وأخلاق ،،
السماوات ،،،
الحب صمام الأمان لكوكب ،،
الديانات ،،،،
الحب وطن وحرية الذات ،،
عطف الخالق حب جم ،،،،،
لموسوعة المخلوقات ،،
حب المرأة وطن أمن الثبات ،
سبحان من جعل الجنة تحت
أقدام الأمهات ،،،،،
لملم أشجانك وأرسم لوحة ،،
الحياة ،،،،
وأشدد حنانك على وزر ،،،،،
النائبات ،،،
٠••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
بقلم حامد الهلالي
حقوق النشر والتوثيق محفوظة

الخميس، 11 مايو 2023

يا أهلَ غزّةَ بقلم الشاعر محمود بشير

 يا أهلَ غزّةَ

يا أهلَ غزّةَ يا جُرحاً بهِ وطنُ
        يا من بُليتُم وما أبلتْكُمُ المِحَنُ

أنتُمُ جنودُ الله ِماخارتْ عزائمُكُمْ
               يوماً وما تاهتْ بكُمْ سُفُنُ

تَرْجُونَ عوناًمن الأعرابِ يُسْعِفُكُمْ
     لا عوْنَ يأْتِي فقد أضناهُمُ الوَهَنُ

لا عوْنَ يُؤْمَلُ فالأعرابُ شاغِلُهُمْ
            سِحْرُ الرِّيالِ ولَهْوٌ فيهِ تفتَتِنُ

قد طبَّعُواومن التطبيعِ ماكسبوا
         إلّا المهانةَ يسْتَشْرِي بهِمْ عفَنُ

عُضُّوا على الجُرحِ واستبقُوا
سواعِدَكُمْ
            مشْدودَةً فَبِها الثُّوّارُ تُمْتَحَنُ

فالنَّصْرُ أتٍ متى تبْدُو بشائِرُهُ
     تصفُو النّفوسُ فلا حُزْنٌ ولا حَزَنُ

محمود بشير
2023/5/11

تمظهرات البعد الفلسفي..في قصيدة الشاعرة التونسية القديرة نعيمة مناعي (لامرئية) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تمظهرات البعد الفلسفي..في قصيدة الشاعرة التونسية القديرة نعيمة مناعي (لامرئية)

عندما نتحدث عن الشعر نتحدث عن الذات المرتبطة بالكون والحياة،لأن الشعر هو كون وحياة وبناء وتأمل.فالشاعرة التونسية القديرة نعيمة مناعي تمتح رموزها من رحم الفلسفة،سواء تعلق الأمر بالعنونة أو في معمارية القصيدة ذاتها،فيها تثري البياض وتربك في ذات الآن المتلقي،حيث تأخذ اللغة الشعرية براعتها الفلسفية بكل أبعادها الأنطلوجية،لأنها (الشاعرة نعيمة مناعي) تسكن اللغة قبل أن تسكنها،وعبرها تؤسس برمجية لفظية توطد دعائم الرؤيا وترفض كل تجربة لا تتأسس على المعاناة،فبالنظر في أبعاد هذه القصيدة التي نحتتها أناملها-ببراعة تحسَب لها (لا مرئية) سيدرك القارئ أن الكلمة لا تأخذ بناءها الإيحائي الرمزي إلا بتوظيفها توظيفا جماليا،فالقصيدة-هنا-تعلن عن شكواها كلما رن أنين برومتيوس،وكلما دنت من الولادة..كلما ضحكت ضحكة عشتار،هكذا ظلت الشاعرة تسائل الوجود بلغة فلسفية تتجاوز حدود الذاكرة،لتحيل على مفهوم التفلسف القصيدي في بعده العلائقي والتفاعلي وأيضا على المستوى البناء الهيكلي النظمي.
إذن فالشاعرة تواجه التناقضات الأنطلوجية والرمزية في رؤية معرفية وفنية،تتجلى بوضوح في هذه القصيدة (لامرئية) فهي الوجود الشعري والكوني والفردي والجماعي والقريب والمختلف،لأن العلاقة مع الذات الشاعرة بسياقاتها الواقعية والمعرفية هي عبارة عن جدلية تفاعلية يحضر فيها اللغوي والرمزي والموت والحياة.فعبر هذه الثنائيات التي تقسم-جسد-القصيدة تتولد لنا إشكالات سواء على المستوى المعرفي أو على المستوى الإبداعي الشعري أو على المستوى الأنطولوجي.
ومن هنا تطرَح الأسئلة التالية: هل معرفة العالم الشعري ممكن؟
وهل بإمكاننا النفاذ إلى الرؤيا الخاصة بالشعر؟
ولماذا حضور الأديولوجي والمعرفي والفني في شعر الشاعرة؟
تشكل هذه الأسئلة بالنسبة لنا مرتبة عليا مفتوحة قابلة للمسائلة والمحاورة،فالذات الشاعرة هي موجود ضروري لوجود القارئ والناقد،لأن التفكير في شعرها هو شرط لوعي الذات الباحثة عن السكون والصمت الذي يذب في أعماقها،لأنها ترغب بالاعتراف بهذا الجسد المقموع فينا كما يقول نيتشه،فنشأة العلاقة الحوارية مع -القصيدة-(التي بين أيدينا) هو انتزاع واعتراف بالحرية الكامنة وراء هذا الكون الشعري،فالشاعرة نعيمة مناعي هي هذه الآنا التي تحاكم نفسها لكي تؤسس أناها المثلى،فالمبحوث عنه هو هذا المضمر والكامن وراء الكلمات والحروف والأشياء،إنه جسد ولغة ونفس ووطن وحب وموت وحياة وغربة وضياع وتفكيك وتوليد.
إنها اللوحات التي رسمتها الشاعرة في قصيدتها المذهلة (لامرئية) لتشكل هذه الآنا والوجود والإنسان،لأنها تبني اللحظة الهاربة من وعيها إلى لحظة لا واعية قصد تحقيق ولادتها الجديدة.
فالشاعرة التونسية نعيمة مناعي تستوطن لغة ببراعة فنية من خلالها تقرب لنا كل الفلسفات التي تمهد لهذا الجسد الشعري والهامشي باعتباره تاريخ للرغبات والتضحيات.
فهذه القصيدة (لامرئية)-في تقديري-هي حمولة فكرية وأدبية ونقدية تعمل على تحطيم كل الأقانيم الرومانسية الأفلاطونية والذاتية المطلقة التي أعلنت انتماءها للميتافيزيقيا،فالشاعرة تخلق أساطير تراتب لكي تقحم الفكر بثنائيات متناقضة مثل الروح والجسد،الموت والحياة،السكينة واليقظة..
هذه المرجعية الفلسفية تحيل على الإطار العام الذي يحدد مجال-نعيمة-،لأنه يظهر المعرفي والجمالي أكثر ما ينم عن قوة تقليدية.فالشاعرة إذن سايرت أدونيس في متونه الملقحة بالفلسفة وبالهموم الإنسانية،وتناغمت معه في شعريته التي تستمد تشكلها من مختلف الفلسفات العالمية، لذا تبقى هي مغلفة بمراس إبداع كوني تريد خلخلة المتناهي لكي تزرع الاختلاف كمقوم أساسي وجوهري في شكل كتابة شعرية،فقصيدتها (لامرئية)هي شهادة ميلاد جديدة تعيدها،وتعيدنا أيضا-قسر الإرادة-إلى التربة والهواء والنار والماء،كلها عناصر تخلق لنا حواس لمواجهة العولمة والإنسان والوجود،إنها ثمرة فكرية وشعرية كما عند عباس محمود العقاد أو عند أدونيس،وأمل دنقل لأنها تقاوم النهائي والثابت من أجل إيجاد هذا المتحرك..فنعيمة تملك وعيا ممكنا كما أدونيس لتخاطب اللغة والذاكرة والتراث والإنسان والتربة والوطن والحياة والموت من أجل إنشاء علاقة بديلة حول نشأة الذات والوظيفة الجمالية في إطار فكري ومذهبي جديد.
تبقى هذه الشاعرة التونسية الفذة نعيمة مناعي كشاعرة تقدم لنا جانبا من جوانب العلاقة بين الفلسفة والشعر،لأن هذا الأخير هو الذي طور هذا الوعي وأمده للفيلسوف من أجل محاكمة الوعي السائد.
 وتبقى هذه القصيدة (لامرئية) مفتوحة على كل القراءات،لأنها هي المؤجل والضمني حيث تنتظر تفكيك شرايينها وتلقيحها بلغة إيحائية تستجيب لتطورات الكتابة المعاصرة.
أُهنيء الشاعرة على هذه القصيدة،ولازلت عند موقفي بل ربما عند إصراري أن المتابع لن يرى ماهو أدنى في شعر نعيمة مناعي بين قصيدة وأخرى،وهذا التصاعد هو شارة النجاح..

لا مرئية ...
مساحة الرؤية  النافذة
عبور  الحدث ،على مرأى الأموات
الريب الساكن في الأعماق
ارتعاش المجهول،في مرور  النائم
تضارب الأحداث
حياة  تستلهم صخبها من سبات
واستفهام العقل الباحث عن سكينة
روحه
موت مسكون بالحياة
سيناريوهات،منطبعة ...
متقطعة ،متضاربة
من ذاكرة متحركة
أتشبه أحلامنا،أحلامهم ؟
وتقام  تساؤلات اليقظة
على مضاجع النيام
قلق السكينة العميقة
في قلب النبض
دعاء استغاثة النجاة
صور الواقع المقيت الممزوج بالأحلام
تفتح أمامه  أبواب التأويلات
نيام نحن في صلب اليقظة
في فسحة  خاطفة تخز العقل
فيتهيأ لها الجسد المنهك
ويشغل حكمة العلماء
فهل من نجاة !

(نعيمة مناعي)

الشاعرة التونسية نعيمة مناعي تتقن استخدام الرموز الشعرية وإثارة المشاعر والأفكار وتجيد تحويل كلمات بسيطة إلى قصائد مميزة وجذابة،مستعملة الرموز الشعرية التي تعزز من القيمة الفنية للقصيدة وتزيد من جماليتها ومتعتها الإبداعية.وبالنظر إلى ذلك،يمكن القول نعيمة المناعي تفوقت في استخدام الرموز الشعرية التي تعتبر جزء أساسي من فن الشعر،وتعكس خبرة الشاعرة وخيالها ومشاعرها وأفكارها،التي تعزز الاتصال بين الشاعر والقارئ.
ولذا،فإنها تستخدم الرموز الشعرية بشكل ماهر يمكنها إيصال رسالتها بطريقة فنية وجميلة،مما يساعد في تعزيز الثقافة والفن في المجتمع ويساعد في توسيع الآفاق الفكرية والثقافية للقارئ.
لك مني..يا نعيمة..تحايا تعبق بعطر الشعر..

محمد المحسن

 



الأربعاء، 10 مايو 2023

قلق ٌ ــــــــــ عبد الخضر سلمان الامارة


 قلق ٌ

عند كثرة ِ الرحيل ِ
ابحث ُعن قلقي
في قلقي
يقتلني فراغ المسافات
و ما بين..
وريقات الأشجار الخضر
تتراءى لي
همسات عينيها
و على قطرات الندى
أبصر ُ وجهها كالألق ِ
أغازل ُ خيالها
و ابتسم
ثم أعود
إلى حزني المعتق
استرخي مع الذكريات
ضحكتها..
ملمسها
دفء ابتسامتها
ثم اتسمر..
عند فكرة الرحيل
( عبد الخضر سلمان الامارة.. العراق)

قَاطِرَةُ الْحَيَاة ــــــــــــ محمد الناصر شيخاوي/ تونس


 / قَاطِرَةُ الْحَيَاة /

وَأَنْتَ بِالْقِطَارِ
تَجْلِسُ
بِمَقْعَدٍ حِذْوَ النَّافِذَهْ
وفي دهشة المسافر الغريب
وَدُونَ أَنْ تَدْرِي لِمَاذَا
تُلْقِي بِعَيْنَيْكِ
هُنَاكَ عَلَى الرَّصِيف
تَتَصَفَّحُ مَلَامِحَ الْمُشَيِّعِين
فجاة
تُومِئْ إحْدَى الْجَمِيلَاتِ إِلَيْكَ
مُوَدِّعَةً
إِحْذَرْ أَنْ تَرُدَّ
إِيَّاكَ أَنْ تَرُدَّ
إِنَّهَا الْحَيَاة !
محمد الناصر شيخاوي/ تونس

غداً تصفو سَمانا ـــــــــــ الشاعرة ليلى عريقات


 غداً تصفو سَمانا

ألايا دارُ ما لكِ تفجَعينا
بِخَطْبٍ منكَ أضْنانا السِّنينا
وقد ناحَ الحمامُ لِسَلْبِ أرضي
وحسّونُ الدِّيارِ بكى حَزينا
وكلُّ الشّعْبِ أضْناهُ احتِلالٌ
لأوّلِ وهْلةٍ فاضوا أنينا
عصاباتُ الصّهاينةِ استبدَّتْ
بِتقْتيلٍ وتشريدٍ بُلينا
فكم هدموا بُيوتاً شامِخاتٍ
وكم أسَروا أُباةً ماجِدينا
فأولادُ القرودِ بَغَوْا عليْنا
وعاثوا في بلادي ظالِمينا
وجاهدَ أهلُنا بالرّوحِ ضحَّوْا
جهادُهُمُ المُقَدَّسُ لَنْ يَلينا
رجالٌ واجهوا وهَجَ المَنايا
كآسادٍ وما هجَروا العَرينا
شهيدٌ راحَ يتلوهُ شهيدٌ
قوافلَ للسّما مُتَتابِعينا
واسرانا ليوثٌ ما استكانوا
لِتَعْذيبِ الأعادي صامِدينا
وإنّ الطِّفلَ مثلُ الشّيخِ ماضٍ
يُقاتِلُهم ويأبى أن يَهونا
صبايا بلدتي رابَطْنَ دوماً
بأقصانا وما بَكَتِ العيونا
عجوزٌ أُتْرِعَتْ للأرضِ حُبّاً
عنِ الأشجارِ ردَّتْ غاصِبينا
وأطفالٍ لنا شابوا صِغاراً
تعلَّمَ طفلُنا حَرْباً طَحونا
يُقاومُ لا يُساوِمُ في جِدالٍ:
فلسطيني أنا ذوقوا المَنونا
فيا أهلي غداً تصْفو سَمانا
وتَعلو رايةٌ تعتزُّ فينا
فَإنّا مُسلِمونَ يقولُ ربّي
بِعِزَّتِنا سنقْهَرُ عابِرينا
ومسرى أحمدٍ يا ربِّ صُنْهُ
وكلُّ الأهلِ صُنْهُم أجْمَعينا....................
الشاعرة ليلى عريقات
البحر الوافر

الآن...وهنا ـــــــــــ حبيبة عداد


 الآن...وهنا ...

أحبها إذن ...أثبت حبها حضوره في قلبه واتخذله فيه مكانا...غيابها أثبت مكانتها في حياته فهل يقدران يتخذ له مكانا في قلبها ؟ان يشغل ركنا من حياتها ؟
والاهم من كل ذلك...هل يقدر ان يحيي ما مات فيها ؟...
كان يدرك انها تعاني صدمة نفسية بل صدمات ...وكان يدرك ايضا ان وضعها يستوجب علاجا عاجلا وملحا كانت قد رفضته لسنوات وعاشت تقتات من وجعها تتلذذ بآلامها في مازوشية مقيتة...كانت تحمّل نفسها ذنب كل ماحصل ...رحلة العلاج ومشاقها ...معاناة زوجها نتيجة مرضها ثم موته و موت الجنين...كانت طيلة السنوات الثلاث الماضية تجلد ذاتها جلدا مبرحا فإلى متى ستتحمل هذاالوجع...؟الى متى ستقاوم ومتى تستقيم حياتها وتعود اليها ...؟ هذا ما يجب ان يفكر به...
نظر إليها وهي منغمسة في عملها تتشاغل به عنه وعن كل ما يحيط بها ..همّ بمحادثتها ولكنه تراجع ...تململ في مقعده في حيرة وتردد ثم انتصب واقفا وغادر المكان...
لم يجرؤ على مخاطبتها ...كانت هشة وكان يخشى عليها من كل ما من شانه ان ينكأ جرحا يابى ان يندمل...ولكنه يخشى اكثر ، مما هي عليه ....فما العمل ؟
ظل يسير بخطوات تائهة داخل اروقة الشركة التي كانا يعملان بها دون ان يدرك له وجهة...كان منذ دقائق مكبلا بقيد انتظارها...يتكبد مرارة غيابها، فلم غادر فجاة وقد اشرقت شمسها وعمّ الدفء قلبه والمكان؟ لم تركها وهو الذي ذاب شوقا إليها ؟هل اطمأن لمجرد عودتها إلى المكتب ؟ هل يعني ذلك انها بخير ؟ حقا ؟هل يمكن ان يصدق ذلك ؟الآن ؟بعد ان عرف قصتها وأدرك معاناتها ؟...أيخشى مواجهتها وإعلان حبه لها ؟ اهو الخوف ام الضعف ؟ ام هو العجز امام وجع شاهق إلى هذا الحد ؟كان حجم وجعها اكبر من ان يحتمله فكيف احتملته ؟...وكيف حملته بين جوانحها طيلة تلك السنوات ؟...
كيف لقلبها ان يصمد ولعقلها أن يستوعب ولذاكرتها...آه يالتلك الذاكرة ...ذلك السجن الذي يحبسنا بين قضبانه ونستسلم له بكل طواعية...بل نتلذذ به احيانا...تلك الذاكرة التي تأسرنا ...ترمي بظلالها علينا ...كبيوت العناكب... تقتات من ماضينا ...وتسرق منا حاضرنا ليتوقف عندها نبض الحياة ...
أما آن لها أن تتحرر من قيدها ؟ ان تفك أسرها ؟أن تقطع حبال ماض كبّلها وحبس أنفاسها ؟
كان يردد دون وعي منه...الذاكرة ...الذاكرة ...ودون وعي منه كذلك وجد نفسه قبالتها في غرفة المكتب يواجهها في تحد واصرار...ينظر إليها نظرة من نفذ صبره وحسم امره...
_"عليك ان تنسي !...لابد ان تنسي!..إن الحل يكمن في النسيان...في القطع مع الماضي الأليم وتجفيف منابع الوجع... لابد لك ان تفكي عُقَد الماضي وان تعودي إلى الحياة ! ...عودي الى الحياة ...حياتك...حياتنا...إن الحياة تنتظرنا فلم نلتفت إلى الوراء ؟"نظر ت إليه في دهشة وذهول ولم تنبس ببنت شفة ...لم تكن لتستوعب مايقول فقد كانت تعيش في عالمها الخاص غير مدركة لما يحدث حولها ...منفصلة عن واقع لا يربطها به غير مكتب و وريقات تتشاغل بمراجعتها او ترتيبها او إمضائها... أطرقت ...اشاحت بوجهها عنه...حاولت تجاهله لكنه واصل في استماتة...
"_أجل ...لتتخلصي من لعنة الذاكرة ! لتتركي الماضي للماضي ....ولنعش حاضرنا ! ...فكي قيدك....غادري سجنك...لنبدأ حياتنا ...معا...الآن وهنا ...بلا وجع ...
بلا حزن...بل وإن شئت ،بلا ذاكرة...لنبن معا ذاكرة جديدة...
ولننسج من خيوط حاضرنا أجمل الذكريات...لننعم معا...انت ...انا ...بشهد الحياة..."
كان يهز كتفيها هزا وكانه يحاول إيقاظ صوت الحياةداخلها...صوتا أخفتته الانكسارات وأماته الوجع ...وكان لابد له ان يصدح ويعلو من جديد....نظرت إليه في خوف وضعف ...ثم في شك وإنكار ...ثم أطرقت وقد سرت في جسدها رجفة غريبة وتعالت في ذهنها اصوات مختلفة صارخة متشابكة ...
حبيبة عداد
بتوقيت القلب 4

صلاة ـــــــــ زهيرة المالكي ( زينة )


 صلاة :

يا أيّها الموغل
في الغيابْ...
حين أُغْمضُ عينيّ لاراكَ
تهطل أَشواقي ...
فتنبتُ بين الضُّلوعِ
قصيدة
يُرتّل القلبُ آياتِها
كُلّما أذّنَ الوجْدُ
بمِحْرابِ
الحَنينْ .
زهيرة المالكي ( زينة )
ماي 2023

الحسبانْ ـــــــــــ الفاتح محمد _____ السودان


 الحسبانْ

قرأتك رمزاً برمز
تحت حصار الحسبان
ذكرى لحصد النقاط
كي الملم حروف الضاد
وشذايا الإحتمالات
والكسور الجزئيّة
والمثلثات المتقاطعة
قرأتك معادلة
تحت الجذر التربيع
ومع مفكوك الٱس
تتمنى لو زادت الخطوات
الرياضية للإستمتاع
بحل المسألة رياضيا
لتقول هذا جمال المنطق
الرياضي
قرأتك إسما بعدد الرموز
الإنجليزية
قوانين نيوتن
ومعادلات فوريير
وماكسويل
إستوقفني القانون
في منتصف السطر
الملم المجاهيل
أراقب شارات الرموز
وذكريات الماضي
والدروس المستفاده
والساعة تشير الى الخامسة
مساء بتوقيت الحسبان
مع جداول الإحتمال
والمنطق الرياضي
تتعدد طرق الإحتمالات
مع حصار المعادلة الرقمية
وجداول الإحصاء التطبيقي
ومع معادلات التفاضل
والتكامل
تتمنى الحسبان
لو كان الرياضيات
موطنا للأحلام
الفاتح محمد _____ السودان

وطني الأخضر ــــــــــــــ صلاح الورتاني // تونس


 وطني الأخضر

في قلبي حسرة حارقة
يا وطني العزيز
كيف دنٌسوك
وكيف أحرقوك
ثم صلبوك على مذابح الأحزان
اغتالوا البريق من عيون الأطفال
سرقوا الفرحة من قلوب الأمّهات
كتبوا على أبواب المدينة
عدد الشهداء عشاق البلاد
يا وطنا من برتقال
من زهر الرمّان ومن ياسمينْ
حدّثني كيف أحرقوا زيتونك
لوزك والبواسقْ وأشجار التينْ
حدّثني كيف حفروا المقابر
للمهاجرين
بحثا عن موارد الرزق
ومَوَاطِنَ الأمان
يا وطني الاخضر
أيّها النائم على كفوف الشرفاء
الراقص في قلوب الأوفياء
لا تبتئسْ
نحن هنا، ولو هجروك
نحن هنا، ولو تركوكَ
لن نخضع لمن يدّعي بإسم الدينْ
ومن رفع الرايات السوداءْ
ولا لمنْ أزالوا القِيَمْ
وداسوا على المبادئ
واغتالوا الياسمينْ
نحن فقط دعاة السلامْ
نحن فقط ابناء الوطنْ
فلا تبتئسْ بلدي الحبيب
نحن الفداء
نصنع مجدكَ
وعاليا عاليا،
نرسمك على السماءْ
صلاح الورتاني // تونس

لن أُفلت يديك ـــــــــــ نهلة دحمان الرقيق


 لن أُفلت يديك

قال لها ذات مساء:
-لن أفلت يديكِ ما حييتُ
ولو خيروني بينك و بين اجمل نساء الكون
لاخترتك انتِ
تاريخي ،محرابي وذكراي
ذاكرتي ، قلمي و مقلمتي
كلماتي ،حروفي و قصائدي
لو خيروني بينك وبين أجمل نساء الكون
لاخترت عينيك
زورقي ،مرساتي و شراعي الأزرق
وبحر قصيدي الذي فيهما أذوب و أغرق
قصيدتي و قصتي أنت
فكيف أفلت يديك؟!
قالت له :
-لن أفلتك
لن افوّت فيك
ماأشرقت شمسُ
و ما دب فيّ نفسُ
لن افرط بحب غزا الشريان و الكيان ما خفق النبض
يا من سكنت فؤادي و استعمرت الوجدان
يا حبيبي انا
و حياتي انا
يا كل المنى
يا انا
نهلة دحمان الرقيق
الإربعاء 03/05/2023

حبيبتي ــــــــــ الشاعر: السيد الشهاوي


 حبيبتي إذا ما استحال علينا اللقاء

وباعد ما بيننا القدر
إذا الشمس غابت عن عالمي
وما عاد يأتي الليالي القمر
وذكرتي يوما بي فلا تخجلي
فليس من الحب ما يخجل
فأنت التي علمتني الهوى
وقد كنت قدرى الذي بي هوي
الشاعر:
السيد الشهاوي

ندم ــــــــــــ قاسم الخالدي / العراق


 ندم

أصابعي
التي صافحت أصابعك
بها ما عادت لي
سالمة
من العض
هكذا
فعل بها بعد جفاءاتك
لروحي هو
الندم .. !
قاسم الخالدي / العراق

كيف مررنا من هنا ـــــــــــــ جميلة عبسي / تونس


 تحية الى كل من سقى وردة نبتت من شقوق الخيبات .

كيف مررنا من هنا ولم نلق التحية على القابعين في مسالك الذاكرة؟!!
مشينا على أضلع اسفلت استنزف خطى العابرين
لم ندرك أننا كنا نحضن عتمة ظلنا في أوجه المناورات البريئة..
ونسقط أشلاءَ حين تحاصرنا فوضى حواسنا..
لقد كبرنا أيها القدر،
وزارنا الشيب..
لم نكتف بالبكاء في زوايا أرواحنا المتعبة..
هرمنا بينما أكل الصمت ثدي الحقيقة..
اضحل العقل حتى صار يقتات من عثرات خيباتنا..
وتحولت الآهة جمرات نرجم بها عذاباتنا
تزغرد مع كل بسمة فجر،
تتوسم ربع مسافة أمان بينها وبين الغرق،
يساومها هو الأخر عن عيونها المكتحلة بقطرات مطر شتوي..
عيون تعبرها شهوة الحياة في مواسم العنب،
حين تترنح الحبيبات على نهد قطوف،
يفر الموج من مرافئه
يتدحرج كؤوسا ثملة
يُغرقُ نوبات صرع الأتقياء.
جميلة عبسي / تونس

يتغير الزمان ــــــــــ محمد لمراحلي


 خواطر بوهالي

يتغير الزمان ويبقى المكان
لا تتكلم عن الزمان
إنه سحاب
ولا تقل شيئا عن المكان
إنه لا يعاب
واعمل للآخرة
ففيها الحساب
الضرب والنصب والكسر
مجرد خطاب
انظر أمامك
تخيل كتابك
ونوع العقاب
حتى القلم يشهد
ولو كان العقل مصاب
يا ابن آدم لا تختبئ
من وراء حجاب
فالمساحيق من وراءها عذاب
لا تقل عندي كذا وكذا
من أجل الإعجاب
فكل نظرة لك
لعنة عليك كالشهاب
ولا يغرنك تشجيع الذئاب
كن كالغيث
واروي حولك أعشاب
تذكر قصة الغراب والتراب
لا تكن جبارا بالأنياب
في الأول والآخر
نحن أحباب
مهما العتاب
والرسالة حملناها
للبنيان لا للخراب
قم معي فالدنيا جميلة
والآخرة جوهرها خلاب