الجمعة، 11 فبراير 2022

نَشِيدُ العَمَلِ. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 نَشِيدُ العَمَلِ.

الفَـلَّاحُ:
إِنِّي أُحِـبُّ بـلَادِي أُحِبُّ كُلَّ الـعِـبَـادِ
أَرْضِي تَـدُرُّ طَعَامًا وَالخَيْرُ فِي الازْدِيَادِ
أُفْنِي قُوَايَ لِكَسْبٍ وَلِازْدِهَـارِ بِــلاَدي
لَوْلَايَ مَا عَـمَّ خَيْـرٌ وَمَا وَجَدْتُمْ غِذَاءَ.
المُـعَلِّـمُ:
أَنَا الـمُعَلِّـمُ، فَـخْرِي أَنِّـي أُرَبِّي شَـبَـابِـي
وَأَهْزِمُ الجَهْلَ حَتْـمًا لَا أَرْتَجِي مِنْ ثَوَابِ
فَـوَاجِبِي لَا يُضَـاهَى عِـزُّ الـبِـلَادِ ثَـوَابِـي
لَوْلَايَ مَا نِـيـرَ عَـقْـلٌ وَمَا لَمَـسْتُـمْ وَفَـاءَ.
المُـمَرِّضُ:
أَنَا الـمُـمَـرِّضُ دَأْبِي مُـحَـارِبٌ لِلْـبَـلَايَـا
بِالرِّيـفِ أَزْرَعُ بُـرْءًا وَفِي الحَوَاضِرِ غَايَا
أَنَـا الـمَـلَاكُ شِفَـاءٌ فِي إِبْرَتِـي وَدَوَايَـا
لَـوْلَايَ مَا تَـمَّ بُـرْءٌ وَمَـا وَجَدْتُـمْ شِفَاءَ.
البَـنَّـاءُ:
لَا تَنْسَ أَنِّي مُشِيدٌ بُـيُوتَكُـمْ وَالقُـصُورَا
أَبْنِي الجَمَال تَرَاهُ فِي صَنْعَتِي وَالفَخَارَا
أَحْمِيكُمُ مِنِ هَجِيرٍ وَلَنْ تَـرَوْا زَمْـهَـرِيرَا
لَوْلَايَ مَا كَانَ فَخْرٌ يَا تُونِسَ الخَضْرَاءَ.
الجَـمـِيعُ:
نَـحْنُ الرَّكَائِـزُ، فِيـنَا كُلُّ الأَمَانِي لِتُونِسْ
نَبْنِي شَوَامِـخَ مَجْـدٍ وَسُؤْدَدَيْنِ لِتُـونِسْ
أَحْلَامُـنَا كَالحَقِيقَـهْ كُلُّ الفَـخَـارِ لِتُونِسْ
بِلَادَنَـا، دُمْـتِ ذُخْرًا وَعِــزَّةً وَنَــــمَـاءَ ..
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال.
Peut être une image de ‎une personne ou plus et ‎texte qui dit ’‎نشر يوم الجمعة‎’‎‎

على هامش أزمة الفكر السياسي العربي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش أزمة الفكر السياسي العربي :

في سبيل صياغة مشروع حضاري عربي جديد...يقطع مع كل مظاهر التخلف والتشرذم والإنحطاط
من الواضح أنّ الأزمة التي يعيشها الواقع السياسي العربي ربما كان مردها إلى المفارقة بين فكره وممارسته،فالممارسة السياسية العربية ممارسة ذرائعية تجريبية وعفوية في الأساس،بل إن هذه الممارسة لا تتضافر في بلورة قراراتها إسهامات مختلف القوى الإجتماعية والسياسية وليست محط تداول إجتماعي واسع من طرف النخب السياسية مما يجعل تشريحها وتحليلها والتنظير لها أمرا عسيرا يتطلب معرفة بالتنجيم وعلم الأنواء( !).
كل هذه المعطيات تجعل نشوء وتطور علوم سياسية في الوطن العربي مهمة في غاية الدقة والصعوبة.وذلك بإعتبار أنّ هذه العلوم تتخذ من مختلف الممارسات السياسية موضوعات للتحليل والنقد واستشراف البدائل.
قد تكون السياسة العربية على مستوى بعض الخطابات والدساتير والقوانين والشعارات غنية بالإعترافات بكرامة المواطن وسيادة الشعب على خيراته ومقدراته ومصيره وأنّ الإزدهار مآله،بيد أن الممارسة الفعلية،غير المقننة أحيانا،تسير تماما في اتجاه معاكس.
كل الدساتير العربية تعد بدولة القانون والمؤسسات وتنضح بروح المواطنة وتشيد بحقوق الإنسان.لكن الواقع المعيش يشهد كل يوم على مزيد من الإحباط والتردي والتنكر لكل هذه الشعارات والنصوص.
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع:
هل يراد للمواطن العربي أن يعيش هذا التمزّق وهذا الوعي الشقي بين فكر وايديولوجيا تغازل أحلامه وتدغدغ مشاعره وممارسة تكرّس بؤسه وتهدر كرامته..؟ !
إذا كان الجواب بالإيجاب،فكل نقد للواقع السياسي العربي-فكرا ومؤسسات-ينبغي أن ينطلق من رصد هذه الظاهرة-أي ظاهرة بؤس الوعي بين الفكر والواقع-وتحليل مضامينها وبيان شروطها ومكوناتها.
ما أريد أن أقول؟
أردت القول: لقد تمّ تشريح واقع -الدول العربية-التي ينتظم إجماع على إخفاقها في التصدي للتحديات الكبرى التي واجههتها،والمتمثلة في صيانة الإستقلال الوطني وتحقيق التنمية الإقتصادية المستقلة وإقرار العدالة الإجتماعية وتدعيم المجتمع المدني..
إنّ هذا العجز،يجعل مستقبل هذه الدول معلقا بين ثلاثة مشاهد تتأرجح بين مزيد من التفتّت والتشرذم،أو الإتجاه في التنسيق والتعاون أو كإحتمال أقصى،تجاوز الحدود التي تمنع الجسم العربي الواحد من الإمتداد والعمل على بناء التقدّم المنشود.
ولا ريب في أنّ أهم مشكلة تواجهها الدول العربية في هذا الوطن العربي الشاسع،منذ الإستقلالات السياسية إلى الآن تكمن في ضعف المشاركة السياسية وتدني مستوى الممارسة الديموقراطية.وينبغي الإقرار بأنّ عمليات حقن المجتمعات العربية بنظم ومؤسسات حديثة(غربية أساسا)لم تؤد إلى تحديث البنيات والعلاقات العامة التي تنظم هذه المجتمعات.فالأطر الدستورية العربية،التي أنبتت في مناخ مشبع بالضغوط الأجنبية والتحديات المتباينة،لم تتطور في إتجاه دعم الكتلة الدستورانية،بل مازال هناك بون شاسع بين مجمل الدساتير العربية والتطبيق التي يتم في ظلها تشكل
يجعل مطلب بناء دولة القانون أكثر حيويه وأكثر أولوية.
والمعاينة هي نفسها نتلمسها في بعض محاولات التحديث التي اكتفت بزرع مؤسسات حديثة بقيت كأعضاء غريبة في جسم يعتمد في سيره وحركيته على آليات وأساليب وممارسات عتيقة.
إنّ مرحلة التردي التي يعيشها الوطن العربي في العقود الأخيرة ليست قدرا عربيا نهائيا.إنها مرحلة قد تطول أو تقصر.وهي مرحلة قد تؤدي إلى ما هو أسوأ منها بكثير،أو إلى ما هو أفضل منها بكثير.ولكن الأهم أن لا نختلف حول حقيقتين هامتين:
أولهما:هو أن الوضع العربي القائم هو وضع مترد للغاية،ولدرجة ربما لم يسبق لها مثيل منذ حصول دوله على استقلالها،أي خلال العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية.
وثانيهما:أنّ هناك فرصا واقعية لتغيير هذا الوضع إلى ما هو أفضل،قبل أن يتحوّل إلى ما هو أسوأ،في المدى المنظور.
إنّ الوعي بهاتين الحقيقتين،والإجماع عليهما-في تقديري-هو شرط ضروري لتغيير الوضع القائم إلى ما هو أفضل،ولكنه شرط غير كاف.إنّ شرط الكفاية هو الإرادة الإنسانية..الإرادة على كل مستوياتها-إرادتنا كأفراد وجماعات،وكتنظيمات وأحزاب ومؤسسات،وكشعوب وحكومات ودول عربية.إنّ الوعي يسبق الإرادة،وهو ضروري لها،ولكنه ليس بديلا عنها.
ومن هنا نستشف المعاني الحقيقية لتلك الأبيات الخالدة لشاعرنا التونسي العظيم أبي القاسم الشابي:إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب القدر/ولابد لليل أن ينجلي..ولابد للقيد أن ينكسر..
وإذا كان الوعي من أعمال العقل،وإذا كان العقل يغلب عليه التشاؤم أحيانا،وهو يحلّل ويستقرئ ببرود وحيادية وموضوعية،فإنّ الإرادة يغلب عليها التفاؤل دائما،لأنها تعبئة روحية ووجدانية لإستنفار طاقات البشر للعمل من أجل مستقبل أفضل.
إنّ الوعي بحقيقة تردي الأوضاع العربية القائمة وبمناخ الإحباط العام الناتج عن هذا التردي،لا يبرّر ولا ينبغي أن يقود إلى اليأس.
وهنا أقول:إنّ أجيالا عربية سابقة لم تيأس ولم تستسلم لإختراقات الهيمنة الغربية الإستعمارية،بقدر ما قامت بإستجماع إرادتها واستنفرت إرادة الجماهير حولها،وعبأت وحشدت،وتمردت وناضلت،إلى أن حقّقت الإستقلال في النصف الثاني من القرن المنصرم.
وإذا كانت مسيرة دولنا العربية المستقلة قد انتكست،وإذا كان الإستقلال الفعلي لبعضها قد أستبيح أو أفرغ من محتواه،أو إذا كانت مشكلات بعضها الآخر قد تفاقمت،أو إذا كان بعضها الثالث نفسه مهدد في وجوده وبقائه بعد أن غدا بين-مطرقة التخلف وسندان التكفيريين- !فإنّ مسؤولية-هذا الجيل العربي-في حدها الأدنى،هي وقف هذا التردي ومنع الإنهيار الكامل.ومسؤولية-هذا الجيل-في حدها الأقصى هي أن يسلّم الوطن العربي للأجيال التالية وهو مزدهر،متحد وقوي.
إنّ هذه المسؤولية في حدودها الدنيا أو المتوسطة أو القصوى،ليست مستحيلة،ولا هي فوق طاقة البشر،ولا هي أيضا خارج حدود إمكاناتنا المادية والبشرية المتاحة.
لذلك أختم-هذا المقال المقتضب حول أزمة الواقع السياسي العربي-بتوجيه نداء إلى كل القوى الإجتماعية والسياسية الحية في أمتنا العربية،وخاصة إلى ضمائرها من كافة المشارب الأيديولوجية،لكي تتواصل وتتحاور سيما في ظل-ما يسمى بإشراقات الربيع العربي-،وتصوغ بالتالي مشروعا حضاريا عربيا جديدا،يقطع مع كل مظاهر التخلف والتشرذم والإنحطاط ويؤسس بالتالي لنهضة عربية خلاّقة.
إنني على يقين أنّ طلائع وضمائر هذه الأمة ستضطلع بمسؤوليتها المقدسة من أجل بقاء الأمة،ومن أجل مستقبل أفضل لأنفسهم ولأبنائهم وأحفادهم.فإذا أرادوا…فلابد أن يستجيب القدر.وهذا ما يثبته يوميا الشعب الفلسطيني بمقاومته المشرقة ونضاله الباهر..
وأرجو..أن تصل رسالتي إلى عنوانها الصحيح
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

الشاعر التونسي -طاهر مشي : محاورة وتقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الشاعر التونسي السامق  -طاهر مشي : "سيعود الياسمين لحقول الوطن و جناحاته محمّلة بالحب والسلام والحنين الوقّاد لكل ماهو جميل في هذا الكون الفسيح.."

النص الإبداعي في تجلياته الخلاقة-لا يتشكّل لديَّ إلاّ بوصفه استجابةً جماليةً بالغة التعقيد لعاملين متداخلين:لحظة الحياة ولحظة الشهادة عليها.ضغط اللحظة الواقعية،كونها الباعث الأول على القول،وضغط اللحظة الشعرية،بما تشتمل عليه من مكوناتٍ ذاتيةٍ وثقافيةٍ وفنية..( -طاهر مشي)
"القصيدة المشتهاة هي التي تسكننا ولا تفارقنا مدى الحياة،في كل مرة نكتبها نقول لا ليست هي،ونبقى نبحث عنها بين طيات أفكارنا وذاكرتنا حتى ولو عشناها
القصيدة ” المشتهاة “هي نداء الروح العميقة التي لا تتأجج إلا بفعل الكتابة،فهي تمنحنا الحياة للبقاء على ناصية الفرح ، كلما ضاقت بنا سبل الدنيا،نبحث عنها بين طيات الحروف ،ربما كتبتها ..لكنني أبقى أبحث عنها حتى لا أضيع بوصلة الفرح في حروفي..” ( -طاهر مشي)
يصاحب الحرف والقلم-في حله وترحاله، ليكتب للفرح والشجن،يصافح الورق بين بهجة وألم، في رحاب عشقه للأرض والوطن والمرأة والإنسان،يحسن العبارة وينحتها فتستحيل تحفة فنية مدهشة، بالتحرر يحلم، لا يوقفه بطش ولا وهن. تأخذنا عباراته نحو الأعماق، فنلمس الوجع والأمل وكذا عشق الحياة والمرأة والإنسان، من إحساسه ننهل الحنين و الأشواق..
كلماته في عرض الوجع أطواق،تحملنا نحو اشراقة لا بد لها أن تكتمل-وحتما ستكتمل-
هو الشاعر الشاعر التونسي الذي ذاع صيته في أرجاء الوطن العربي وخارجه- -طاهر.مشي يقول في حديث-مقتضب-معي،وأزعم أني-سرقت منه-بضعة كلمات مازال رنينها يداعب شغاف القلب..فالرجل يسكنه الشعر،ويمتلكه-قسر إرادته-القلم-وتحكمه بالتالي إمبراطورية-عمياء-لا ترى النور إلى حين ينبلج صبح القصيدة..
”بانتمائنا للمكان،بملامسة الحياة، سنجثو على أثر ابتسامة ركبها المجهول في رحلة تفتيشها عن عنوان اطمئنان،باحتضاننا السماء، وتقبيلنا الأرض،سنواصل نحو ذاك الحلم،بتأبّطنا الحرية بنزفها المتهاطل،و الماسح لكل حزن،لن نبحث عن الصرخة الضائعة في غياهب الظلم،سيقطف وجداننا تربة الرحيل و سيحمل كل المسافات،عندها ستصغر أيها الألم،فما عاد العمر يثمله صهيلك،و ستبقى أيها الوجع تنتحب على أنقاض الأنين،فيعود الياسمين لحقول الوطن و جناحاته محمّلة بالحب والسلام والحنين الوقّاد لكل ماهو جميل في هذا الكون الفسيح..
بحبر الرّوح ودم القصيدة..سنمحو هذا الخلراب الذي يسكننا..
“سألته-سؤال مخاتلا-:”كيف تنظر إلى خريطة الشعر العربي اليوم؟ومَن من الشعراء جذب اهتمامك وشعرت عبر أعماله بنكهة التجديد والأصالة والعمق؟
فأجاب دون تردد:“-خريطة الشعر العربي ما زالت واضحة المعالم على الرغم من محاولة بعض المتشائمين طمسها، فللخارطة رموزها وتضاريسُها الإبداعية، وهناك شعراء رواد شكّلوا قمماً إبداعيَّة لهذه الخارطة لا تطالها رياح التعرية المحملة بغبار العولمة، من أمثال السياب والبياتي والفيتوري والماغوط وصلاح عبد الصبور والجواهري.. وغيرهم.”
ثم أردفت سؤالي بسؤال فأنا-بكل تواضع ودون نرجسية عمياء-لا يعتريني الكلل والممل حين أحاور قامات شاهقة في الشعر بحجم  -طاعر مشي:-كيف يقيّم     -طاهر مشي-حركة الشّعر الحديث؟
”هي حركة، كما التي نعرفها مسطرة في كتب التاريخ الروحاني للإنسانية،تشتمل على الجيد المُغاير،والسيئ الرديء، والزمن سيكونُ حاكماً عادلاً يفرزُ ويفصل،ويحكم بالإستمرار والخلود لكل ما يستحق ذلك..الجميل في الحركة الشعرية الجديدة أنها تنحى منحى تجريبي يُنتج أحياناً ما هو مُدهشْ،وقادر على التواصل مع روح عالم جديد،ومُستمر في تجدّدهُ،والشّعر كذلك.”
وبسؤال مغاير سألته علني أظفر منه بجواب يشفي الغليل..
-حين أنادي في هدأة الليل:”أيا شاعرنا القدير- -طاهر مشي “أيكون في النّداء معان قويّة كتلك التي قالها الفلاسفة عن شعر هولدرلين..؟
وكان جوابه هذه المرة مربك وينم عن دراية عميقة بمفاصل الشعر العربي الحديث،إذ يجيب:“لأنني لازلت أجهل- -طاهر مشي–لم يحدثْ أن فعلتها.ولكنني دائماً ما أقرأهُ بوضوحٍ على البياض،ذاهباً به نحوَ اعترافاتٍ أعمق،كي يتسنى لي قراءتهُ بشكلٍ أوضح.حينَ أعرفهُ تماماً،وقتها سوف أفعل،وأخبرك ما إذا كانت معانٍ قويّة كائنة في ندائي عليه،أم لا،دون تشبيهٍ بأيّ آخرْ.”-
أذكّرك أيها القارئ الكريم بما يلي : حين أحاور شعراء معروفين على الساحة التونسية والعربية أمثال الشاعر الألمعي  -طاهر مشي،أستلّ قلمي من-غمده-أبسمل،ثم أشحذه جيدا،وأخوض بالتالي “معركتي” التي طالما أخرج منها خاسرا..لكن هنالك هزائم هي إنتصارات،كما هنالك أنتصارات أكثر إيلاما من الهزائم،وأعتقد-جازما-أنّ-طاهر مشي-أجبرني على -رفع الراية البيضاء..–يتشكّل -النص الإبداعي-
-لديك.انفعال، عزلة، انكسار، أم لحظات صفاء ؟؟
ردا على هذا السؤال يقول -محدثي- -طاهر مشي-:“النصّ يتشكّل من مجموع هذا وذاك، بمعنى أنّ حالة الكتابة تكون تتويجا لإرهاصات تقدّمت عليها بصمتٍ بالغٍ،وترقُّبٍ مصحوبٍ بارتفاع تأمُّليّ.ما يهمُّني هو اللذّة التي تنتجُ عن هذا الكلّ،باتصالي مع عمق ذاتي والبُعد الإنساني اللذين تنصهرُ بهما الأشياء والأسماء والأفعال..الخ.وهذا يعني أنّ-النص الإبداعي في تجلياته الخلاقة-لا يتشكّل لديَّ إلاّ بوصفه استجابةً جماليةً بالغة التعقيد لعاملين متداخلين: لحظة الحياة ولحظة الشهادة عليها. ضغط اللحظة الواقعية،كونها الباعث الأول على القول، وضغط اللحظة الشعرية، بما تشتمل عليه من مكوناتٍ ذاتيةٍ وثقافيةٍ وفنية.
في اللحظة الثانية تتجلّى فاعلية التشكيل السردي-مثلا-حين يتلقّف اللحظة الواقعية،أو لحظة الانفعال بالحياة التي لا تزال مادةً خاماً،ليلقي بها في مصهره الداخليّ،ويعرّضها لانكساراتٍ عديدةٍ،وتحولاتٍ جمّة،حتى يخلصها من شوائب اللحظة ومن تلقائيتها الساذجة،أو غبار اندفاعها الأول المتعجل..ويظل النص الإبداعي:شعر..نثر..قصة..رواية..إلخ في تشكله ملتقى كلّ رفيفٍ روحيّ أو لغـويٍ : اللذةُ وشحنةُ العذاب،الذاتُ والعالم،حركةُ الحياة ونضحُ المخيلة.”-
كاد- -طاهر مشي أن ينصرف بعد أن أرهقته-نسبيا-بأسئلتي الملحاحة لولا خجله النبيل ودماثة أخلاقه العالية،إذ استجاب للرد عن سؤالي الأخير..
-ما هو رأيك بالنقد الآن ،وهل واكب مسيرة الشعر التي نشهد فوراناً لها منذ سنوات قليلة؟
وكان الجواب مستفيضا كالعادة..
“ما يثير الحزن حقا هذا التراجع والنكوص الذي يعرفه النقد الأدبي في جامعاتنا وأوساطنا الأدبية ،فالمشهد اليوم يبدو فقيرا لغياب مدارس نقدية عربية حقيقية،في المقابل يمكننا الاستشهاد بالتجريدية الأوروبية والسريالية والبنيوية والتفكيكية وغير ذلك،أما التراث العربي القديم فإنه مليء بالشواهد التي ما زلنا نستنزف قواعدها،لقد أصبحت المناهج القديمة مستهلكَة تكرر نفسها دون أن نجد نقدا حقيقيا للنصوص الشعرية مما شجع-كما أشرت-على انتشار الرداءة والإسفاف والشعر الهابط ،ومن ثم كان على النقاد (وأنت واحد منهم-قالها بإبتسامة عذبة) أن يقوموا بأدوارهم وأن يصطفوا جنبا إلى جنب مع الأدباء والشعراء لأن الشعوب المغلوبة في وطننا العربي تعول عليهم في قراءة الواقع ونقد مساراته،وهنا يبدو دور الجامعات المتخصصة في دمج الأدب المعاصر بالعمل الأكاديمي وتفعيل دور النوادي الأدبية والمؤسسات الثقافية المعنية لأن التغيير لا يحدث إلا بشكل جماعي..”
..قبعتي..يا شاعرنا القدير..
محمد المحسن

الخميس، 10 فبراير 2022

ومضة** بقلم الكاتبة زهور ربيحي

 ومضة**

عشرون عاما
والحب مازال بقلب
اضناه الهوى
والرياح تعصف
والبرد جمد أوصالي.
زهور ربيحي
2022.02.10
Peut être une image de 1 personne, position debout, ciel, côte et océan

أفكر بك/بقلم لينا ناصر/لبنان

 أفكر بك/بقلم لينا ناصر/لبنان

أفكر بك
فيفوح عبير مشاعري
أتحول ربيعاً مزهراً
والفراشات من حولي
تخبرني بأنني أثير غيرة الزهر
لأنني أضاهيه تورداً وجمالاً!
فأبتسم،،
والابتسامة لك
فيعزف الخافق لحناً فريداً
يجعل طيور الكناري
تهمس في أذني
أنني في مأزق مع الوتر
فسمفونية نبضي رقيقة جدا
تفوق نغماته عذوبة وإجلالاً...
فأهاتفك
لأسمعك
وأمام ناظريّ طيفك الساحر
يرتسم بأبهى ما يمكن أن تكونه أنت
واقعاً وخيالاً!
ويأتيني صوتك
هاتفاً "حبيبتي"
فيجن فضولي
كيف لإسمي ان يكون هكذا
شهيّا نقيّا باذخاً ملائكياً
رباه من ثغرك
الذي ينطقه
بأسلوب يزلزل كياني
ويزيد انوثتي غروراً ودلالاً..!
أتنهد
ثم أسافر فيه
والصمت يعانق الصمت
وبين الانفاس
شهيق وزفير
تناغم لا يجيده أعظم الفلاسفة
جودة واكتمالاً..
دقائق تغيّر تراتبية الجوارح
تقيم همسة
تقعد لمسة
ترفع وتيرة الاحلام
تخفض صوت الواقع
فتتراقص الروح طرباً واحتفالاً..
Peut être une image de fleur

((خبروه أني أحبه ولكن )) بقلمي (( منى شحاتة))

 ((خبروه أني أحبه ولكن ))

بقلمي (( منى شحاتة))
جمهورية مصر العربية
خبروه أني
أحبه
وكنت لحبه
أسيرة
ولكن هو ليس
لي ولن أكون له
يوماً سميرة
حرت والحيرة
قلق وارجو
النسيان
وماباليد حيلة
حبه حقيقة
يجب الخلاص
منه بأية طريقة
ولو كانت مريرة
أحببته ولم
أنتبه فله ألف
إمرأةغيري
وتلك مصيبة
كبيرة
تشتعل داخلي
نار غيرة لاانكرها
فكيف أجد
معه الأمان
والعين بصيرة
فصار الحب
هشيماً تتلاعب
به رياح عاتية
ونهاية بائسة
وسرت كسيرة
سأمزق بقايا
حنيني ونبض
قلبي وشوقي
إليه بأية
وسيلة
لم يكن غير
حباً زائفاً ونزوة
عابرة منه
ونزواته كثيرة
Peut être une illustration de 1 personne