الأحد، 2 مايو 2021

إطلالة على تاريخنا الإسلامي المشرق: اشراقات النصر..وتجليات نعمة الله العظيمة في شهر رمضان الفضيل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إطلالة على تاريخنا الإسلامي المشرق:

اشراقات النصر..وتجليات نعمة الله العظيمة في شهر رمضان الفضيل
"الأمة التي لا تقرأ تاريخها لا تصوغ مستقبلها"..
رغم المشقة التي تتعبها الصيام أنفسنا، رغم الجوع الذي يأكل أحشاءنا ويضيق أنفاسنا، هناك قصص روائع مثليات تحكي لك عن عمق هذا الشهر المبارك العظيم، في كل أمم، توجد تواريخ خالدة وأيام لا تنسى ولا تمحى من سفر حياتها لما كانت لها أهمية كبيرة في توجيه مصيرها ومسارها، فللأمة الإسلامية أيام خوالد، وذكريات شواهد، حدثت في عمق هذا الشهر المبارك، موسم الخيرات والبركات،وإن سمينا هذا الشهر العظيم بشتى الأسماء مثل شهر الأمة، أو بشهر المواساة،أو بشهر التراويح،فإنه هناك تروايح أراحت أفئدة المسلمين وأزاحت عنهم عبأ الهموم والأزمات،فحقا لهو شهر الانتصارات الكبيرة،التي غيرت وجه التاريخ وأجراه من جديد،بدء من غزوة بدر الكبرى وفتح مكة،ومرورا بفتح الأندلس ومعركة بلاط الشهداء،وفتح عمورية،والحطين وعين جالوت ونهاية بحرب أكتوبر العظيمة.
ومن هنا،فإنّ المتأمل في أحداث شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامي سيجد أمورًا عجيبة،هذه الأمور ليست مصادفة،وكل شيء عند الله عز وجل بمقدار،سيجد أن المسلمين ينتقلون كثيرًا من مرحلة إلى مرحلة أخرى في شهر رمضان،من ضعف إلى قوة،ومن ذلٍّ إلى عزَّة.
ما أريد أن أقول..؟
أردت القول أن شهر رمضان الفضيل ارتبط بالجهاد بشكل لافت للنظر، حتى آيات الصيام في سورة البقرة -بدايةً من قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183] إلى آخر الآيات- تنتهي في ربع من القرآن،ثم يبتدئ ربع جديد، وثاني آية فيه تتحدَّث عن الجهاد والقتال، وهي آيات كثيرة تحضُّ على الجهاد، يقول ربنا عز وجل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 190-193].
آيات تحضُّ على الجهاد والقتال بشدَّة،والعلاقة واضحة بينها وبين آيات الصيام؛ فالإعداد للجهاد هو إعداد للنفس،إعداد للجسد،إعداد للأمة كلها..العلاقة بين الصيام والجهاد وثيقة جدًّا؛ فالتاريخ الإسلامي يؤكد هذا الارتباط بما لا يدعو مجالا للشك.
إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) :
لقد انتصر المسلمون تقريبًا على كل الفرق المعادية للإسلام في شهر رمضان، انتصرنا على المشركين في بدر وفتح مكة، انتصرنا على الفرس عُبَّاد النار في البُوَيْب، انتصرنا على الصليبيين في وادي برباط في الأندلس، وأيام صلاح الدين في فتح صفد، وانتصرنا على التتار في عين جالوت، وكذلك حرب التحرير العظيمة التي حدثت في 10 رمضان سنة 1393هـ، التي اشتهرت بحرب 6 أكتوبر سنة 1973م، فتحررت سيناء، وهو انتصار مجيد؛ فالحواجز التي عبرها الجيش المصري تدخل في عداد المعجزات العسكرية، والروح الإيمانية كانت مرتفعة جدًّا عند الجيش وعند الشعب، فكانت النزعة والتربية الإسلامية في الجيش ملموسة وواضحة، ونداء (الله أكبر) كان يخرج من قلب كل مسلم، والوحدة الإسلامية كانت في أبهى صورها.
كل هذا دفع إلى النصر،وللأسف عندما بدأ الشعب يتغير وبدأت كلمة (أنا) تعلو بديلاً عن كلمة الله عز وجل، وبدأت مقولة: (أنا فعلت)، بدلاً من (الله فعل). لَمَّا حدث هذا حدثت الثغرة، وبدأ التأزُّم في الموقف، لكن على كل حال كان نصر رمضان سنة 1393هـ نصرًا باهرًا،كان دفعة قوية ليس لمصر وسوريا فقط،بل لشعوب مسلمة كثيرة على وجه الأرض.
وإذن؟
لا يوجد إذا عدوٌّ من أعداء الإسلام إلاَّ وحاربناه وانتصرنا عليه في رمضان؛ سواء كانوا مشركين أو صليبيين أو تتارًا أو فرسًا أو يهودًا،يأتي رمضان إلاَّ ونتذكر هذه الانتصارات،وهذه نعمة عظيمة مَنَّ الله عز وجل بها علينا؛ لنظلَّ نتذكر الجهاد والانتصار إلى يوم القيامة.
محمد المحسن

السبت، 1 مايو 2021

قصص حبّ بقلم الشاعرة حميدة بن ساسي

 قصص حبّ

في ذاكرتي تراتيل أحباب
...وأبواب ....وأقفال...
وقباب من الألوان....وقصص حبّ...
وأهازيج أفراح...
في مقتبل العمر ...كنت ألعب
مع رفاقي...والجمال بيننا أخّاذ
دمية بيدي أداعبها
أنظر إلى عينيها
وتارة أحرّكها...وطورا أخفيها...
أخاف عليها من أيادي الرّفاق...
في مقتبل العمر... كنت أعدو
خلف الرّفاق ...أبناء الجيران إخواني...
تلك الأيّام تخاصرني...كنسائم لطيفة...
ذاك السّارق وذاك الجلاّد ...
كبرنا ولم نعد نلتقي...
نسينا الحبّ ...والصّغر ...ومقاعد الدّرس
والركض في السّاحة
بعد رنين الجرس...والمضغ ...والشّرب...
وجمال الرّوح ...وتصفيق المدير...
وهيبة المعلم وسكينة الذّات...
بين لحظة ولحظة
أتتني الصّور كأنّها غيمات
وقصص الحبّ
تحكي عن الأميرات المسحورات
وعن الفارس الّذي أنقذهنّ من السّحر
وسوالف العمر كالسّواقي ضاحكات...
أهازيج محبّة ...
صورة أمّي والكحل في عينيها
يرسم ذاك الجمال
وأبي بطلعته البهيّة
يقبل فيضاء المكان في قلبي
ويتّسع صدري اتّساعا
صور من الماضي ...فيض محبّة...
وتلاوين السّماء
وعربدة البحر ...ودفء الرّمال...
مشاعري على العالم
نوافذ...وجدّتي الّتي غزلت من الصّوف
مودّة...تروي عن الصّبايا والغول...
أين تلك المحبّة؟
غيّبتنا الأوجاع
وضعنا في متاهات المدن
والأخطبوط أصابعه حول الأعناق
ممتدّة...
أيّ فراق ينسينا المودّة الّتي كانت...
تعالوا نجمع شملنا
ونرجع الودّ كباقات ورد بين الجنان
وينزل المطر مدرارا
ليسقي قلوبا تشتاق لذاك الماضي...
أين ذاك الجمال ؟
غاب عن قلوبنا ...وغبنا عن ذواتنا...المرتدّة...
وجه جدّتي
وقطائف صوف ناعم ...وذاك المغزل...
والبخور ...ورائحة الورد ...والأرجوحة
معلّقة في شجرة التّين...وأصابع والدي
تدفعني في رفق...
وتسترسل الضّحكات في ذاكرتي
كالوجد...
حميدة بن ساسي
.
.
Peut être une image de 1 personne et plein air

الكابوس بقلم الأديب شعبان محمد البنا

الكابوس
لست أدرى أكنت فى تلك اللحظة أحلم . أم أننى أتخيل أشياء لا وجود لها.
ففى إحدى ليالى الشتاء الطويلة رأيت طابورا من الموتى يمشى أمامى . هيكلا عظيما يلتف بكفن مهلهل ويسير متخطرا ومن خلفه هيكل أخر يحمل فوق كاهله قطعة من الخشب ومن خلفه ثالث يجر خرقا قديمة بحبل من الليف وظل الموكب يسير أمامى عدة ساعات. ثم التفت إلي هيكل بساق واحدة وقال:
خذ بيدى يا أخى ..خذ بيدى فقد برح بي التعب ؛ فأخذت بيده حتى جلس إلى جوارى وكان يحمل لافتة من الخشب مكتوب عليها ( محمد البنا) يونية ١٩٧٤ .
وظل يلتقط أنفاسه برهة ثم قال:.
أن الحالة فى منتهى السوء . وضم أطراف كفنه المهلهل ؛ ولف ساقه العارية. ثم أخذ يحك ركبته بظفر التقطه من الأرض. فقلت متسائلا:
ماذا جرى يا صديقى؟
ماذا جرى. !!!
ألا ترى هذه الحزمة المهلهلة ..انظر الى هيكلى أمامك.! وقد أكله الدود أما ترانى؟
أن حياتى كلها تهاوت وتسألنى ماذا جرى!
أن كبريائى يوطأ بالأقدام. وأريد أن أحدثك عمرا كاملا عن العذاب الذى أعيش فيه .
تحدث يا أخى تحدث!!
اننى أقيم فى هذه القرافة القديمة فى هذه المقبرة على طرف المستنقع فى طرف القرية .
لقد تفتت أحد ضلوعى. الضلع الرابع أنى أربطه بفتلة من الدبارة. هكذا تتفتت كل يوم ونبلى فى ذلك المكان الموحش
دون أن يسأل عنا أحد. ولاحت المرارة والحزن على وجهه العظمى؛ مرارة وحزنا ضاعف من وقعهما المحاجر الفارغة
والأنف المخروق وعاد يغمغم. لقد مضى أربعون عاما على اليوم الذى رقدت فيه فى هذا المكان .
كانت هذه الأرض حينئذ حقول غناء . حول المقابر. وكان جيرانى من صفوة الطبقة الراقية ليس فيهم لص ولا شحاذ وكان الزوار يأتون كل أسبوع يسقون الصبار فى الممرات ثم جر علينا الزمن زيل النسيان فهجرنا زوارنا وبلغ منا البلى والتعفن هذه الحالة التعسة ..الحقول الخضراء خرست طيورها بعد أن ذوت ولم يبق هنا الا تلك الجميزة والنخلة إلى جوارها ترسل رأسها المنكسة فوقها بين أحياء لا يعرفون الخجل. !
لقد اشترى أحفادى منزلا فى مدينة كوم حمادة. اشتروها بهاتين اليدين الكادحتين وأنا الذى صنعت لهم حياتهم أعيش فى الوحل والظلام.
وتسألنى بعد كل هذا ماذا جرى؟
أن هذه المقابر لا يوجد فيها قبرا واحدا سليما يقينا برد الشتاء حينما ينهمر المطر. فلم نجد سوى تلك الجميزة نلوذ بها وأحيانا نصحو ليلا على الماء يجرى فوق ظهورنا باردا فنهب من مقابرنا وتساند بالألوف ونتعثر فى الوحل. والربح تصفر فى صدورنا الفارغة ونتجمع تحت الجميزة وقد تشبث كل منا بالأخر حتى ينقطع المطر فتعود حيث يستعير كل منا جمجمة أخيه ليغترف بها الماء من مقبرته .
أنظر إلى جمجمتى.انها مليئة بالطين .
أن من يأتى فى ليلة كهذه يشاهد العجب . لقد كان لى كفن جميل من القطن . وفى ليلة من الليالى المشئومة علقته على سور المقبرة فضاع ..سرقته جثة باسم ( ريا) وهي عجوز فارعة القامة لها سنان أماميتان وضلع مفقود وخصلة شعر واحدة ملتصقة بجبهتها وثلاث أصابع.
أتسمعنى...!؟
وظهر على وجهه تعبير رهيب وانفرج فمه عن ثقب أسود مرعب فدب الفزع فى قلبى ولكنه فاجأنى قائلا أنه يضحك ويغمز بعينيه. وقال بعد فترة من الصمت هذه هى حالنا يا أخى .
عشر سنوات يا أخى وهذه المقابر لا تطؤها قدم أنسان حتى تعفنت بمن فيها الرطوبة والمطر والديدان تأمرت علينا. فلم تدع قبرا واحدا سليما.
حتى مقابر عائلة البنا الذين كان الناس يتسابقون إلى تقبيل أياديهم تعال انظر ماذا تبقى منهم ..لقد رأيت أحدهم يقايض خاتمه الذهبي مع ماسح أحذية مات حديثا مقابل قطعة من الخيش يضع عليها رأسه ويتوسل أن يقبل الصعلوك تلك المقايضة..
أن أقصى ما يعنى به الميت هو متاعه القليل الذى يملكه جوف مقبرته وكفنه والخيشة التى يضع عليها رأسه هذه الأشياء التافهة فى نظر الأحياء لها كل القيمة عندنا ؛ وقد يصحو الميت منا فى نصف الليل لا لشئ إلا لقراءة اللوحة المكتوبة على واجهة مقبرته ويظل يرددها حتى مطلع الفجر
ثم يهبط إلى جوف المقبرة ليواصل ركوده.
أذكر أنه كان على واجهة مقبرتى منذ عشر سنوات عبارة تقول ( أيها الزائر اليا. قف على قبرى شويا. وأقرأ السبع المثانى
رحمة منك إليا.).
كنت أتغنى بها .وهى محفورة على الاسمنت. ثم تلاشت. محاها المطر و تعاقب السنين والأيام
أن حياتنا فى هذه المقابر مهددة بالفناء ولذلك نهاجر فلم نعد نطيق تلك المعاملة السيئة. التى نلقاها على يد أحفادنا .
إنهم يبنون مقابر جديدة لأنفسهم ويقيمون منازلا لكلابهم ومواشيهم ويتركون بيوتنا تنهدم فوق رؤوسنا .
انظر الى ماتبقى من قبرى؛ ومع ذلك كان يوم مماتى غرفة تليق باستقبال ملك خذه فأنا لا أستطيع بناؤه.اصنع له سقفا ونم فيه .
* شكرا.
* لا شكر على واجب
* هذه أقل تحية أقدمها لصديق. أن غرضى هو خدمتك.
فاقتربت منه وسألته: هل تسمح لى يا صديقى أن أنقل شيئا عن مأساتكم لقرائي. الأحياء.؟
* ماذا يفيد ؟ حتى لو ملأت كتاباتك صفحات الدنيا كلها أيها الصديق..
إلى اللقاء
إلى اللقاء
وتابع المسير مختفيا عنى فى الظلام.
**********************
شعبان محمد البنا
مصر
Aucune description de photo disponible.

حول الصدقة في رمضان بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حول الصدقة في رمضان:

فضلها عند الله كبير..وأجرها عظيم
"الصدقة عبادة لا يقبلها الله إلا إذا دفعها المسلم لمستحقّيها بنيّة التقرب إليه سبحانه وتعالى."
تطغى الأجواء الروحانية على أيام الشهر الفضيل،وتأتي الصدقة على رأس أعمال الخير لأنها تساعد المحتاج وتُشعره بأن هنالك من يقف معه ولا يتركه وسط العوز والحاجة،لتؤكد أن التكافل المجتمعي والإحساس بالآخرين حاضر دوما.
وتُعد الصدقة في رمضان من أكثر صور الأعمال الخيرية التي يقوم بها الناس لمساعدة أبناء المجتمع الواحد، ليكون رمضان في كل عام، هو باكورة الخير مُضاعف الأجر
الصدقة من أشرف الأعمال وأفضلها،حث الله عليها في كتابه العزيز فقال جل من قائل: {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [الحديد:18] وقال: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)[الحديد:11].
وإذن؟
الصدقة إذا،تدفع المصائب والكروب والشدائد، وترفع البلايا والآفات والأمراض،حيث يربي الله تعالى الصدقات،ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويُعلي الدرجات،وجاء الأمر الإلهي للرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ الصدقات والحث عليها، قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها...)، سورة التوبة: الآية 103.
كما أن الأعمال تتضاعف في رمضان،والفضل الإلهي عظيم في هذه الأيام المباركة.. هذا بدأ الشيخ عبدالله المناعي به خلال حديثه عن الصدقة، داعياً من يرغب في ثواب الله إلى الإكثار من الصدقات في هذا الشهر.
الجمع بين الصدقة والصيام من أسباب دخول أعلى الجنة، كما قال النبي "صلى الله عليه وآله وسلم": "إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها"، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام"، فلعل هذه الخصال تجتمع كلها في رمضان. إذا أطعم الصائم الطعام في رمضان فهو له صدقة، وهو أيضاً شكر لنعمة الله -تبارك وتعالى- وهو إيثار بما لديه من مال وتذكر للفقراء والمساكين،فتكون هذه الصدقة محققة لفوائد كثيرة من فوائد الصيام وحكمه.
وهنا أقول:
حث الإسلام على التبرع وفعل الخير وتقديم المعروف للناس بكل صوره وأشكاله،لأنه من التعاون الذي أمر الله به،قال تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِر وَالتقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان (المائدة 2 )
والتبرع ببذل المال لمن يستحقه إن ارتبط بنية التقرب إلى الله تعالى فهو صدقة مندوبة،لأن فيها نفعاً للفقير وعوناً للضعيف وإغاثة للملهوف،ومساعدة للعاجز وتقوية له على أداء فرائض الله تعالى بتأمين حاجاته وحفظ حياته ؛ قال صلى الله عليه وسلم، خير الناس أنفعهم للناس (رواه الطبراني) .
وفي الصدقة شكر الله تعالى على نعمه العميمة،فالمال والغنى نعمة عظيمة تقتضي شعور المؤمن بزيادة المسؤوليات التي يتحملها تجاه نفسه وتجاه أسرته ومجتمعه ودينه،وهي دليل صحة إيمان مؤدّيها وتصديقه بوعد الله في مضاعفة الأجر،قال تعالى مَنْ ذَا الذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاَللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (البقرة 245)،وقال صلى الله عليه وسلم واصفاً عظيم الثواب عليها أيّما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم،وأيما مؤمن كسا مؤمناً على عري كساه الله من خضر الجنة (رواه الترمذي) .
ولا فرق في أحكام المتصدق بين الرجل والمرأة، ويجوز لِلمرأةِ أَن تتصدق من بيت زوجها للسائل وغيره إذا أذن لها صراحة أو ضمناً .
والأفضل في صدقة التطوع أن تكون سراً،فهذا أقرب إلى صدق النية وأبعد عن الرياء وأحفظ لكرامة الفقير ومشاعره، وإن كانت تصح ويثاب عليها في العلن قال تعالى إنْ تُبْدُوا الصدَقَاتِ فَنِعِما هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفرُ عَنْكُمْ سَيئَاتِكُمْ ، وَاَللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (البقرة 271)، والتصدق في الخفاء يحمي المؤمن من أهوال يوم القيامة.
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (رواه البخاري)،وقال أيضاً صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وكل معروف صدقة (رواه الطبراني) .
ودفعها في رمضان أفضل من دفعها في غيره لا سِيّما في العشر الأواخر منه.
سئل،صلى الله عليه وسلم،عن أفضل الصدقات فقال صدقة في رمضان (رواه الترمذي)،فالحسنات تضاعف فيه، ولأن الفقراء فيه يضعفون ويعجزون عن الكسب بسبب الصيام،والصدقة تعينهم على أداء هذه الفريضة،كما أن من فطّر صائماً كان له مثل أجره،لذا كان الإنفاق على أفراد الأسرة وأهل البيت في رمضان مستحباً فهم صائمون .
ولا يجوز إيذاء الفقير والمنّ عليه بالصدقة، ومن يفعل ذلك يُضِيعُ عملَه ويُبْطِلُ ثوابَه ؛ قال تعالى الذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُم لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنا وَلاَ أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 262) .
فالصدقة عبادة لا يقبلها الله إلا إذا دفعها المسلم لمستحقّيها بنيّة التقرب إليه سبحانه وتعالى .
على سبيل الخاتمة:
أن الإنفاق في سبيل الله من أعظم أبواب الخير في رمضان وغير رمضان وأن لله عز وجل خواصّ في الأزمنة والأمكنة والأشخاص” وشهر رمضان له خصائص وفضائل وأن فضائل الصدقة تزداد وتعظم إن وقعت في الزمان الفاضل ألا وهو رمضان وأن الصدقة في رمضان حسيةٌ كالصدقة على الفقراء والمساكين.
وصدقة معنوية كالتسبيح والتهليل والتكبير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلاوة القرآن وأن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة وأن الصدقة تمحو الخطايا والذنوب وأن الثابت من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصدقة في رمضان.
ختاما أقول:
تعد الصدقة أحد أكثر الأبواب المحببة إلى الله سبحانه وتعالى، إذ بيّن فيها منافع الصدقات وآثارها على الإنسان والمجتمع، إذ يرفع الله ببركتها البلاء عن المتصدق ويشفيه ويعافيه من أمراضه ويفرج بها همومه، فالصدقة ترفع البلاء عن المتصدق نفسه وعن أهل بيته أيضاً، وتمثل هذه واحدة من أهم فوائد الصدقة،
كما أن الصدقات أيضًا تمنع ميتة السوء، فهي تحتوي على الكثير من الخيرات والبركات التي يحصدها المسلم في دنياه، بل وحتى في آخرته في حال قام بهذا العمل المحبب إلى الله عز وجل،وقد ذكرها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ).
رمضان شهر الدعاء،فقد حثّ الله عباده على الدعاء بعد أن أمرهم بالصيام؛ لتتأكّد الرابطة بين الصيام والدعاء؛ فالله قريبٌ من العبد ويستجيب دعاءه، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وخير الدعاء ما كان للغير، فالمسلم يحبّ الخير لأخيه المسلم كما يُحبّه لنفسه؛ فيدعو الله له بأن يُفرّج همّه، ويزيل كربه، ويوفّقه في أمره، ويُعينه على الخير، ويدعو له بعد مماته كما دعا له في حياته،بأن يرحمه الله،ويغفر له.
اللهم أعنا على فعل الخير واجعلنا ممن يسابقون على فعله،واستعملنا لطاعتك وسخرنا لفعل كل ما يقربنا إليك واجعل لنا بصمة خير في هذه الدنيا.
محمد المحسن


زهرة بقلم (فارس العصر) فارس محمد

 زهرة

::::
هي تسر
الناظرين
في رسم العشق
على كفٍ طهور
لهفة وشوق حارق
لحديثي معهاا
تهت ونسيت
عمري وزماني
وما عرفت
طعم الحب
ألا معهاا
وكـأنهاا العمر
ممتداً إلى الأبد
تهيمُ تحت ظلي
تلهب معهاا
شفاه الإشتياق
وأصبحت خطواتي
تتجه نحوهاا
وتضمني بين
فردوس أنفاسهاا
تعويذة تسحرني
وكأنهاا خلقت
من زهور الجنة
فأزهر الأقحوان
فى حروفهاا
تزلزل الارض
بقصائدهاا
لــ تنشد البلابل
معزوفات الغرام
لعشاق الارض
وما أنا إلا عاشق
داهمني عطرهاا
بين السطور
سكن مسام
ياسمينة عاشقة
فــ لتمنحيني
شيئاً منكِ
لا يفك رموزهاا
سواي فقد
أصبت بسهام
حبها وبعثرت
صبري على
دهاليز شرودهاا
خلف دفء لقائهاا
بقلمي(فارس العصر)
فارس محمد
Peut être un gros plan de 1 personne

ــ همسة للوطن ــ بقلم الشاعرة : ناجية فتح الله

 ــ همسة للوطن ــ

ـ ـ ـ
نـحبُ الوَطـنْ
ونخشى عليهِ لهـيب الفِـتَـنْ
فتونـس قـلبي
وتونـس حبي
ومهما تقـلبَ فـيها الزمَـنْ
فخضراءُ تـبْـقى
بسِـفْـرِ الخلود
فتونس بحِـرٌ وشعْـبي السُـفـنْ
سيَـعْـبُرُ موجَ
الصِعابِ المَديـدِ
يواجهُ بالعَـزمِ كل المِـحَـنْ
نساءٌ رِجالٌ
صِغارٌ كبارٌ
بعَزمِ الشبابِ وعـقـلِ المُـسِـنْ
معا سوفَ نحْمي
ربوعَ البلادِ
دِمائي فِـداها وروحي ثَـمَـنْ
فقوةُ شعبي
تهُـزُ الجبالَ
تـفُـلُ الحديدِ وتـنـفي الوَهَــنْ
جمال بلادي
ربيعُ تسامَى
أراها كمِـثـلِ الجِـنانِ عَـدَنْ
تقيمُ بـصَدري
فـيُـزهِـرُ شِـعْـري
وتَـغـفو بـجَـفـني آوانَ الوَسَـنْ
سـنـبْـقَى نصونُ
ومهما يكونُ
بأعْمارنا في المعالي الوَطنْ
ـ ـ ـ
الشاعرة : ناجية فتح الله
Peut être une image de ‎une personne ou plus et ‎texte qui dit ’‎تونس يعلّيك على منيعاديك ديك‎’‎‎