!!،،ثقافة عزة النفس،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... الفرق شاسع بين الأحرار والعبيد ، وعزة النفس هى التى تميز الحر من العبد
... والعبودية كانت تتجلى قديما بين السيد والعبيد الذين يمتلكهم ، وتظهر جلية في مظاهر التحكم فيهم سلوكا وطاعة عمياء دون تفكير أو تردد
... وتتجلى حديثا فى تحكم صاحب العمل تحت إسم ( الكفيل ) بمن يعملون عنده فهذه عبودية فى ثوب جديد
... كنت أتعجب حينما أزور أحد علية القوم ( العمدة ) أو شخص ( ذو منصب مرموق ) وأجده يجلس فى مكان مرتفع ومن يسخرهم لخدمته يجلسون تحت قدميه ، والأدهى والأمر أنهم يفتخرون ويتسابقون على إثبات الولاء وتقديم أعلى خدمة ، والفخر بأنهم خدم عن حضرة العمده أو الحاج فلان أو فلان بيه
... هذه النوعية من البشر إذا أمطرت السماء حرية سيرفعون مظلاتهم لأنهم يجدون فخرهم وسندهم وعزهم فى بقاءهم عبيد تحت أقدام أسيادهم ولأن جينات العبودية تجرى فى عروقه ودماءهم ، ولايملكون قدر أنملة من عزة النفس ، وسيرفضونها حتى لو قدمت إليهم فى طبق من ذهب
... نيلسون مانديلا كان عزيز النفس ، حارب الإستعمار فى بلاده ، ودافع عن حريتها وعن حرية أهلها ، وسجن وعذب ونكل به فى سبيل ذلك ولكنه تحمل ولم يتوان لحظة فى أن يحارب العبودية والإستغلال والخيانة والسيطرة حتى نال شعبه حريته وإستقلاله
... حين كان نيلسون مانديلا طالبا في الجامعة كان أحد أساتذته يكرهه بشدة !
... وفي أحد الأيام كان أستاذه يتناول طعام الغذاء بين المحاضرات فاقترب منه نيلسون مانديلا حاملاً طعامه و جلس بقربه
... قال له أستاذه : يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسان معاً ليأكلا الطعام !
... نظر إليه مانديلا و أجابه بكل هدوء :
لا تقلق أيها الأستاذ فسأطير بعيداً عنك ! ، ثم ذهب و جلس على طاولة أخرى
... لم يتحمل الأستاذ جواب مانديلا فقرر الإنتقام منه
... في اليوم التالي طرح الأستاذ سؤالاً على مانديلا : سيد مانديلا إذا كنت تمشي في الطريق و وجدت صندوقاً وبداخله هذا كيسان : الأول فيه المال ، والثاني فيه الحكمة فأي الكيسين تختار ؟!
. . وبدون تردد أجابه مانديلا : طبعاً سآخذ كيس المال
... إبتسم أستاذه و قال ساخراً : لو كنت مكانك لأخذت كيس الحكمة
. . و بكل برود أجابه مانديلا : كل إنسان يأخذ ما ينقصه !
. . في هذه الأثناء كان الأستاذ يستشيط غضباً و حقداً لدرجة أنه كتب على ورقة الإمتحان الخاصة بمانديلا " غبي " و أعطاها له !
... أخذ مانديلا ورقة الإمتحان وحاول أن يبقى هادئاً جالساً وبعد بضع دقائق وقف مانديلا واتجه نحو الأستاذ وقال له بنبرةٍ مهذبة : أستاذ لقد أمضيت على الورقة باسمك ، لكنك لم تضع لي علامة !
... العبرة ياأحبابى إيّاك أن تسمح لأحد أن يسرق منك ثقتك بنفسك واعتزازك بهويتك وشخصيتك حتى وإن كان أستاذك الذي بيده تقييمك أو رئيسك الذي بيده أن يطردك من وظيفتك
... لأن عزة نفسك هي أغلى وأثمن من كل شئ
... طابت أوقاتكم
... تحياتى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق