أنتبه حذاري فالكلمة قد تقتل أحيانا و تسعد في الغالب
الكلمة ومفعلوها و سحرها بين الخير و الشر.
تسمية الكلمة بمعناها الظاهري والباطني هي سلاح ذو حدين في نوعه ومضمونها ,وبين دلالاتها وشموليتها, فهي نعمة ونقمة وتنقسم إلى قسمين , قسم إيجابي و أخر سلبي.
فالقسم الإيجابي يترتب عنه الإفتخار و الإعتزاز. والشكر و الثناء.
والقسم السلبي يترتب عنه الإحتقار و الإشمئزاز. و الإستهزاء والكره والحقد,
فاللوم كل اللوم يقغ على سوء الفهم وما يسببه للناس عامة، نسأل الله اللطف لهم والرأفة بهم وبحالهم,.
فكن ايها الإنسان و أيها المخلوق فطنا، حذرا، ويقظا لا منفعلا ولا متسرعا وملما عارفا بما تتفوه به و تنطق به ولا ولا ولا ولا تكون غير ذلك.
كن مستوعبا مفسرا و محللا لمعنى الكلمة و أصلها و إشتقاقها قبل السقوط في الهوية و الغرق في بحر الندم وبراثينه التي لا يحمد لعقباها و الذي لا ينفع معه حل بعد فوات الأوان.
ولقد أحسن الفتى حينما تذكر معنى الكلمة التي تفوه بهل و أصل تسميتها الحقيقي ساعتها و في حينها ,و ما يصبوا إليه فهم صاحبها حين تصل مسامعه و تشنفها بصوتها الشجي الرنان وبألحانه سواء العذب أو الناشز.
وذلك حينما سب الأمير و نعته بالركيك و أدرك أنه وقع في الخطأ بسبب زلة لسانه و تسترعه وعلم أنه هالك بلا محال , فقال يالساني أنقذني في الحال وأحميني من بطش الرجال بعدما أوقعتني في بحر الأوحال .
وبتفطنه للخطأ و تداركه في وقته تغير حرف الكلمة من (ك) كاف إلى (ق) قاف وبذلك تغير معناها و أنقلبت من فعل إحتقار إلى إفتخار و من نعت إشمزاز إلى إعتزاز , ومن قلة حياء إلى ثناء و فاز بالعطية و الجزاء و نجى بحياته .
فلا تكن متسرعا بالتفوه لأي كلمة دون فهم معناها و دون معرفة القصد منها و كن حذرا من جرح الناس بكلمة لا تدكر خطورتها , فكما قال سلفنا الكلمة رصاص و الرصاص إذا إنطلق من بيت النار لا يرده جدار إلا وأخترقه و أصابه.
و الكلمة بيضة و البيضة إذا إنكسرت لن تجبر ولن تصلح ولاتعود إلى طبيعتها.
و الكلمة عرض و العرض شرف و لا يجوز المساس ولا التلاعب بهما و لا حتى الإقتراب من محطيها والإعتداء على حرمتها.
حفظنا الله وإياكم لكل خير و سلامة وكل عام وأنتم أحبتنا بخير صحة وعافية
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون ---- ستراسبورغ فرنسا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق