الأربعاء، 16 أغسطس 2023

ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة بقلم الشاعر حسن المستيري

 ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة


                            (بحر البسيط)


أردتها مجاراة لقصيدة " لا يحمل الحقد من تعلو به الرّتب " لعنترة ابن شدّاد .


ضاعت نواميس أهل العلم و الخُطبِ

إذ عمّ في النّاس جهلٌ ضارب الطّنبِ


فالعلمُ حِكرٌ لِمَنْ فاضت خزائنه

و العلمُ داءٌ لمن للفقر مُنْتَسَبِ


يختالُ فينا سفيهٌ و الرّويبضة

بتّوا القضايا بلا لوم و لا شَجَبِ


ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة

فالسّيف و الخيل و الخيّال في الكتبِ


جُرْنَا فما عاد بالمقامات يُعْتَرفُ

إنّا لعمري بلا وعي و لا أدبِ


لا شيخنا يُحْتذى يوما بحكمته

يهديكَ قصرا من الأوهام في السّحبِ


فضًّا غليظًا بلا دينٍ يقوّمه

و العدل قد تاه بين الظّلم و الكذبِ


قد ساد مَن ليست الأخلاق معدنه

بالحقد يعلو مقاما جار بالرُّتَبِ


الأرض ضجّت من البغضاء و الفتن

مادتْ وأخلاق خلق الله في عُجَبِ


فالحبّ ما عاد عُذريا كسالفه

حوراءُ باعت فتاها دونما سببِ


لا مهر تبغي و إن أُعْطَتْ بلا ثمنِ

لا مهر عبله بحُمْرِ النُّوق و الذّهبِ


بالوهم قادوا نواصينا بنوا العجم

والقوم فينا غثاءٌ هام باللعبِ


مالٌ و جنسٌ و أعراضٌ ستنتهكُ

صاغوا منصّات عهرٍ قيل بالحجبِ


العهر عرفٌ و إن غابت ملامحه

تُجْنى نقودٌ بلا كدٍّ و لا تعبِ


مِن لحمها كيف تقتات اللّئيمة أ

ما أرغموها و قد كانت بلا نسبِ


طوبى لعبس كرام النّسل من ذهبِ

سيلا إذا ماد ضوء الشّمس مُحْتَجَبِ


للأرضِ فجرٌ و إن أمسيتُ مُغتربَا

للقوم فخرٌ و للأجيالِ و العربِ


مِلْ جُلْ و سَلْ مَنْ نَهَلْ بَلْ مَنْ وَجَلْ لَمَعَ

حرفٍ كطرفٍ قَتَلْ عَدُّه كَالشُّهُبِ


ما ضِفْتُ بيتًا و لا حَرْفَانِ عنترة

حفظُ المقاماتِ نبلٌ ليس بِالعَطَبِ


بقلمي حسن المستيري

تونس الخضراء 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق