عُوْدَه والدكتورة جِيهان .. رواية / رضا الحسيني (11)
الفصل الثاني {في بيتنا عُوْدَه }
وظل عُوْدَه يضحك و يصرخ و يستغيث بأُمي التي جاءت إلينا مُسرعة محاولة إنقاذه من يدي وأسناني ..
بفينا نلعب معا حتى بعدما تناولنا الغداء الجميل الذي أعددته لنا أُمي بنكهتها المعتادة .. فأُمي برأي أحسن طاهية طعام في الدنيا و هي قد علمتني فِعل كل شيء .. حيث أنني كنت دايما أساعدها .. اليوم فقط تركتني حتى لا نترك عُوْدَه وحده .. و هي تدخل علينا كل شوية حيث نجلس معا نحكي و نلعب
وحين اقترب وقت انصرافي لعملي ..لبدء ليلتي الثانية في المناوبة الليلية بقسم الأطفال بالقصر العيني .. شعرت بأنني لست بخير .. ارتميت في حضن أمي وهي تمسح على رأسي وجسدي بهدوء وحنيه كنت في أمس الحاجة إليهما كما عودتني .. وإذا بيد صغيرة تمسح على كتفي وظهري بمنتهى الرقة والحنية ومشاعر حب لم أشعر بهم من قبل من غير أمي
_ مالك يا جِيهان .. زعلانه مني ؟ قُومي كُليني لو عاوزة مش هزعل خلاص
_ لا ياحبيبي .. مقدرش أزعل منك أبدا
.. بس عاوزاك توعدني ..
_ أوعدك بإيه ؟
_ ماتتعبش ماما .. تسمع كلامها .. تاكل كويس .. ولا تخرج من البيت أبدا .. اتفقنا ياعُوْدَه؟
_ اتفقنا ياجيهان ..
_ هات حضن كبير بقى و بوسة حلوة
_ حضن بس .. البوسة لما ترجعي هههههههه .. لو رجعتي بسرعة تاخدي البوسة ..اتفقنا
_ اتفقنا
عندما وصلت عملي وجدت حالة من التوتر تسود المكان .. حيث طفل يصرخ كثيرا .. و عرفت أنه قد أجرى عملية الفِتاق .. و بدأ يفيق من المخدر
_ دكتورة جِيهان .. الليلة دي انتبهي كويس .. الولد أسامه مصطفى ده محتاج رعاية خاصة مِنك
_ اطمن يا دكتور ماجد .. كل شيء هيكون تمام ..
_ الليلة هيكون معاكي الممرض عماد كمان
_ كده تمام .. يبقى هفرغ الممرضة سلوى لتبقى بجوار الطفل أسامه طول الليل لربما يحتاج أي شيء فتسعفه بسرعة حتى أصل إليه
_ تفكير سليم يا دكتورة جِيلان ....
.. ليه حضرتك بتضحكي كده ؟! مالك؟!
_ أبدا مفيش يا دكتور ..
لم يكن دكتور ماجد يعلم لحظتها أنه و دون أن يشعر جعلني أتذكَّر كيف قالها لي بالأمس عُوْدَه في نفس هذا الوقت و بنفس المكان .. جِيلان .. و دون أن أشعر ضَحِكْتُ حيث رأيته يقف أمامي و أسمعه يقولها لي
_ انتي معايا يا دكتورة ؟ .. دكتورة ؟
_ نعم ..؟ نعم يا دكتور ماجد .. اطمن حضرتك كل حاجة هتكون تمام
انصرف و بقيت أنا أيضا بذهن مُنصرف لبيتنا أُفكر في عُوْدَه و أُمي ..
مازلنا معكم غدا عُوْدَه والدكتورة جِيهان ، ورضا الحسيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق