أنتِ و الٌمَطرْ
قال
إحضنيني
و اقْرئي همساتِ قلْبي
و دعيني ألثِم عِقْد اللْآليء
اسْتقي منْه سُلافي
و أتوه في مساربِ راحكِ ... و الْعجبْ
و إذا ما ذبتُ حرْقا
في رُضاب الشّفتيْن
و شعاع الوجْنتيْن
و تهاويْتُ رضيعًا ظامئًا
عند مرْمرِ توْأميْكِ
غانماً حبّة حلْوى
يخْثرُ منْها لعابي في دمِي
هي أشْهى منْ شهيّاتِ الرّطُبْ
فاجْذبي جسَدي المخدَّرْ
دون رفقٍ
و اجْمعي ذاك الشّتاتَ المتبقّي
منْ قوايَ
و ارسميني ماردًا قد سال دمْعي
في مفارق دفْء دفئكِ
و اعْصِريني خمْرةً تدْفق روحا تلْتهبْ
واطْفئي حُرْقةَ شوْقي
بقليل منْ حُميُا عذْب كأسكِ
برحيقِ الوردِ منكِ
و ندى الشّهدِ المعتّق بين اعْطافكِ
ينْساب سواقٍي مثل إكسير العنبْ
و ازرعي طفْليَ ذاك في غياهبِ ليل تيهِك
- فتفارقَ روحُه اضْلعي-
ريْحانا و نورا و خيوطا منْ لهبْ
و إذا الأنْفاس منُي ارْتحلتْ
فإليْها - هِيَ - سلّميني غائبا
و انْتظري ...
فتعمّدَني كما يجبُ التعْميد
تحْت خيوطِها
تغْسلني
تمْشطني
تغْزلني
و انا اهْذي بأنُكِ قاتلتي
يا صهباء الصّهبْ
و انتظري ... انتظري
حتى تجفّفَني بِضِيا النّيازكِ و الشّهُبْ
و انظري
وانتظري
حتى تنْفُخ فيَّ روحًا هادرهْ
فيَشعّ منْ عيْنيّ نورُ الثأرِ يا قاتلتي
عنْد ذلك دثّريني بجنونكِ
ذا الذي أشْتاقُهُ
فانا آخرُ العشّاق يا فاتِنَتي
دائمُ الشّوْقِ لموْتي الٌمُرْتقَبْ ...
الشاعرة التونسية زهرة الحواشي
من ديوان حديث الرّوح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق