انت السفينة... أنت الميناء
يا رجلا تداعبني نظراته
حين تمتدّ يدي
عبر ماء الورد وروائح الياسمين
تَمسحُ دموعا حزينة
بطعم شتاءٍ مَرَّ دون مطر
تَغتَالُ فيَّ لُغة السّماء
وتطير الكلمات من قاموس الحُبّ
مَرسومة بألوان البحر
على عينيك
فأرى الفجر يَلثَمُني...
يدعوني... إلى الغوص
إلى الإبحار إليه بمركبٍ عتيق
بقصيدة!
لكن الدّهر قاسٍ مع الشعراء
وأقلامهم انكَسرت
فهم يكتبون بضلوعهم وقلوبهم
وأنا أكتب إليك برموش العين
قصائدا وحبا وحلما...
فقط أكتب إليك
حين تُترجِم أجفانك
كلّ كلمة وحرفٍ ونظرة
وتمسحُ أصابعك بسكون اللّيل
دمعة واحدة من أدمُعي
أثور وأفتَح خرائطي
أُواري الجراح وأدفن الوَجَع
المُعتَكِفَ في أسوار فلسفتي
وأغمضُ عين أشجاني وأحزَاني
فمعذرة حبيبي معذرة
لن أبحِرَ لأرسي
وأُضيّعَ مطالبك الأخيرة
لن أتعجّلَ قطفَ الرّوح
لن أعذّبكَ لأُرسي
وأطرُدَ الحمام من حولك
أختَلِسُ حُلم العمرِ
لن أقسو لأُرسي
وأخْتَصِرَ الحَنينَ إليكَ
لن أنتَهِكَ حُرمةَ الجَسَدِ
لكني أنتظرُك
فإني لا أتراجعُ عن وعدِ السّماء...
سوسن العوني
تونس في 2004
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق