قال سلاما واختفى
فاكتب ثورتك....................
قرر في حب أن يكتب قصيدته
عن الثورة وضواحيها
إنتظرها طويلا
كانت تتخمر .
لم تسكر..
مثله لا تسكر !!
متعبة حبيبته حد الذبح
متعبة من قلبه المتعب
من صوته المبحوح
حدثته حبيبته حزينة
حدثته من أفق شاهقة
من البرزخ......
لكنها في طوايا القلب
قالت... :
لا تكتب حبيبي بالحبر
لا تكتبه بالدم ...
لا تقل شيئا عني بشوق الياسمين ..
لا تكتب عشقك المخطوف
لا تزعج هاتفك الحزين
فهو لا يرن أبدا لثورتك
هاتفك دوما معي ..
أنت لا تكتب لمواويل العاشقين
أنت تكتب للحيارى
افتقدوا ماء الحنين
أنت تكتب للمتعبين
لم تكتب أبدا نفسك
التصقت لياليك بالفقراء
أولئك الذين لا ينهبون إذا جاعوا
والتهبت نصوصك بأطفال الغد
إفترشت لهم أرض الموت
إجترحت لهم الصبر الطويل
ولم تكتب قصيدتك
أتعبت ثورتك ....
فعلا اتعبتها.....
هلا نسيت بلاد الجن والعفاريت
هلا نسيت مرتع الشياطين .
لا تحبس كلمات أحلامك
أطلقها ..
وٱكتب ثورتك
أكتب غضبك المبين ..
لكنك لم تفعل
منذ غضبتك الأولى لم تفعل
ولم تجرأ...
أحلامك سكنت تلافيف دمك
كانت تدعوك حبا
كانت تدعوك سخطا
كانت تدعوك شعرا
لكنك كتمت صوتها ..
فانتفضت بدماء الآخرين
فاجأتك الثورة كالآخرين
أخرجتك من حمق الانتظار.
فأتركني كثيرا أو قليلا
كن لك لحظة
وٱكتب نفسك ....
أكتب ثورتك ...........
مفرداتها في أعماقك تتعتق
تجمعت لديك الكلمات
سعت إليك غاضبة
نيرانها لم تنطفئ أبدا
تشتعل في أعماقك
منذ غضبتك الأولى
لم تبن غير بيوت الآخرين
فٱبن بيتك
وٱكتب قصيدتك المنفلتة
انطلق...
فالمخاض الموجع انبثق
الطلق بدأ
اندفع دفق الثورة
فأكتب حرفها الأول
****
تحسس مفردات جاءته تسعى
فانتفض رعبا من حرارة المعنى
كيف يكتب روحه المثقلة
أين مفتاح الكلمات ..؟!
انشد بعنف الى الورقة
لاعبه القلم تلوى كأفعى..
ثارت كلماته عليه
تقافزت أمامه
انفجرت بحملها القديم
عادت أدراجها تذروها الرياح
لم يكتب غضبته الأولى
مفردات الثورة مقفلة ..
قال سلاما ..
واختفى ..
..............
المنزه التاسع فجر 2 مارس 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق