الطفل بين التلقين والتطبيق
الطفولة عالم
جميل مليء بالألوان و هي من أجمل المراحل في حياة الإنسان ولكن رغم بهائها وروعتها
إلا أنها من أصعب مراحل التربية والتكوين ونحن بحاجة إلى دراسة نفسية الطفل ومعرفة
رغباته وميولاته بلا أدنى إجبار أو إكراه ولكن على عكس مبادئ التربية القديمة
فأمهاتنا تجهل سياسة الاختيار وقد تمت التربية في السابق على ٱسس ملقنة متداولة
بين الأجيال فتعلم الأم ما تعلمته من والدتها والتي بدورها قد تعلمته من أمها
قديما وقد ركزنا هنا على الأم لأنها العنصر الأساسي وعماد العملية التربوية في
المنزل ولكن مع ظهور التكنولوجيا وتغير نمط الحياة وتطور العقل البشري الذي صار
يعتمد على الملموس والمحسوس لا على المسموع أو الملقن بالإضافة إلى دور وسائل
الإعلام التي كشفت بواطن المواضيع ونزعت الحجاب عن ميولات الطفل وأسراره المكبوتة
داخله والتي غيرت عقليته وسلطت الضوء على أفكاره وذاك ما أوقعنا في فخ المقارنة
بين الجيل القديم والجيل الجديد.
هذا ما أشعل حرب الأجيال وزرع العقد
النفسية داخل العديد من الأطفال،
مما ساهم في قطيعة لن نقول بأنها جذرية ولكنها
قطيعة جعلت كل جيل ينتقد الأخر.
لتجنب مشاكل أكبر قد تحدث مستقبلا وجب على
العائلة إعادة برمجة العملية التربوية، وذلك حسب ما توفره الظروف والواقع الحاتمي،
فعهد التلقين قد ولّى والتطبيق ليس بحل لمجاراة الواقع وما تقوم عليه البيئة
السليمة وليس على الطريق السوي لطفل مسلم ومسالم، لذلك يجب التطرق لطرق أخرى تجعل
من الطفل شخصية سوية نفسيا تقوم أساسا على الوسطية والاعتدال.
ناريمان همامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق