الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

لي حبيبة/محمد جعيجع من الجزائر/جريدة الوجدان الثقافية


 لي حبيبة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لي حبيبة قد رحلت من دنيا الوَرى،
وسكنت تحت الثرى.
يزورني طيفها كلّ يوم بالصبح والمساء.
يزورني بالليل بالنهار في الصحو والأنواء.
لي حبيبة أضمّ طيفها بمثل ما كانت يوما ما.
أجالسه، أحاكيه
يسلّيني، يمنّيني
بحلو الأهواء.
لي حبيبة كانت ترافقني بأمان تأخذني من طريق إلى طريق في حياة الشقاء.
لي حبيبة سخيّة كسَخو السماء، ولي مرآة كلّما نظرت فيها رأيت وجهها منيرًا كبدر التمام، يغمرني ضوءها بالرضا، وقد منحها الله الحنان.
..........
لي حبيبة حملتني كرهًا ووضعتني كرهًا وفصالي في عامين.
لي حبيبة غمرتني بعطفها وحنانها رضيعًا وصبيّا،
وحين بلغت من العمر عتيّا.
لي حبيبة كنتُ وكانتْ إذا،
شبعتُ..جاعتْ، ارتَوَيتُ..عطشتْ، نمتُ..سهرتْ،
كسَوتُ..عريتْ، مرضتُ..سقمتْ، حزنتُ..كرُبتْ
مرحتُ..جَذلتْ، وإن خِفتُ..وَجَلتْ.
لي حبيبة يا خليلي، هام بها الثرى وأحاط نديًّا،
كضوء قنديلٍ لفّ فراشةً صوب النار، خالعًا لباس الخوف يركض كفهدِ الغِيب خلف غزالةٍ وصيّد الظبيّة.
..........
لي حبيبة لو خيّرني الثرى،
لاخترت مَوتي وأبقيتها حيّة.
لي حبيبة لو خيّرني الثرى،
لاخترت ربعي وأهلي ونفسي وأخوالي وأعمامي وكلّ الوَرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر – 08 نوفمبر 2021

هناك تعليق واحد:

  1. ... شكرا جزيلا لحضرتكم الكريمة الفاضلة ... ممنون

    ردحذف