السبت، 6 نوفمبر 2021

تَغْرِيبَةُ الأَحلامِ/سعیدة باش طبجي ☆.تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 《☆ تَغْرِيبَةُ الأَحلامِ☆》

يا وَيلَ لَيْلِي مِن أسَى أيَّامي
يا وَيْلَ فَجري مِن دُجَى أعتامِي
في النَّومِ أحلُمُ بالأماني بَضّةً
و إذا أفقتُ تَكلّسَتْ أحْلامِي
في اللّيْلِ تأتِيني القوافي والرُّؤى
و الفَجرُ يكشِفُ هازٸًا أوْهامِي
في الحُلمِ يَهْمِي الحَرفُ شهْدًا عابقًا
وَ بِيَقْظتي يَخْبُو جَنَى إِلْهامِي
في الصَّمْتِ أصْدَحُ بالأغانِي و المُنَى
و إذَا نطقْتُ تَصَدَّعَتْ أنغَامِي
فِي الوَهْمِ أمْشُقُ رَايتِي و مَوَاهِبِي
و إذَا صَحَوتُ تَنَكّسَتْ أعلَامِي
و مَواجِعُ الوطَنِ السَّليبِ تَدُكُّني
دَكًّا فتَهْوِي فِي الثّرَى أهْرَامِي
وَ عَقاربُ الزّمنِ المَقيتِ تَدُقُّ في
عَظْمي وَ تَرْمِي للنّوَى أعوَامِي
فَکَأنَّ عَیْنَ الجَوْرِ تَرصُدُ شَقْوَتي
لتَزیدَ فِي تَرکیبةِ الإیلَامِ
وَكَأنَّ كَفَّ الدَّهْرِ تَصفَعُ نَشْوتِي
لأفِيقَ مِنْ إغْفَاءةِ الإِیهَامِ
وَ كَأنّ قلْبَ الغيْبِ يَبْغِي غُربَتِي
فیَلُفُّني بِسَتاٸرِ الإبْهامِ.
بَيْنَ انْبِلَاجِ الفَجْرِ أو عَتْمِ الدُّجَى
أروِي لَكُم تَغْرِيبةَ الأحلَامِ
فِي مَوْسِمِ الأمَلِ المُسَجَّى فِي اللَّهِيبِ
علی الصَّفِیحِ كمَا الأتُون الحَامِي
وَ مَرَاجِلُ الذِّكْرَى تَمُورُ بِصَبْوتِي
و الشَّوْقُ يَخْنِقُ بالأسًَى أقْلامِي
ومَنَاجِلُ الجَدبِ الغَضُوبِ تَجُزُّ رَیْحَانِي
و تَحصِدُ غَضّةً أنْسَامِي.
☆☆☆
أيْن المَفرُّ و قدْ تَهاوَتْ هِمَّتي؟
النَّارُ خلْفي و الخِضَمُّ أمامِي
فأنَا أخَافُ لهِيبَ نِيرانِ الجَوى
يُلْقِي بِحُلْمي فِي أتُونِ ضَرامِ
و أنَا هُنَا مِنْ صبْوَتي فِي لُجَّةٍ
فَوَّارةٍ مِن بَحرِ عشْقٍ طَامِ
أُحبُولَةٍ مِن نَسْجِ أشْواکِ الهَوَی
یَا وَیْلَنا مِن لُعبَةِ الأیَّامِ.☆
《سعیدة باش طبجي ☆.تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق