الجمعة، 19 نوفمبر 2021

( القاص مصطفى الحاج حسين، كما عرفته) . بقلم : ( الشاعر المرحوم أحمد دوغان )

 ( القاص مصطفى الحاج حسين، كما عرفته) ..


     ------------------------------------------------------


          

    بقلم : ( الشاعر المرحوم أحمد دوغان )


      **********************************


           ( مصطفى الحاج حسين ) ، عرفته من خلال

اللقاءات اليوميّة ، أثناء مروري أمام نادي الضبّاط

يومياً للذهاب إلى البريد بحثاً عن رسالة جديدة أو

بريد ثقافي. وكنتُ أجدُ في (برّاكته) شيئاً من الراحة .


هذه البرّاكة التي أصبحت محطّةً للأدباء ، يقلّبون فيها الصحف السورية والعربية ، وكلٌّ يبحث عن ليلاه ، ومرّةً ثانية التقيتُهُ في أمسية أدبيّة في معهد السكرتارية التابع لجامعة حلب .


      المرّة الثالثة التي قرأتُ فيها  ( مصطفى الحاج

حسين ) ، اسماً يفوز في جائزة سعاد الصبّاح في مجال القصّة القصيرة عام 1994.


وُلِدَ ( مصطفى الحاج حسين ) في مدينة (الباب)

التابعة لمحافظة حلب 8 شباط عام 1961، أُدخِلَ

المدرسة الابتدائيّة ، إلاّ أنّه لم يكمل هذه المرحلة ،


وإنّما هام في مدرسة الحياة ، لذلك ينطبق عليه المثل الشعبي : ( إن لم تعلّمه العلاّم، تعلّمه الأيّام ) وقد علّمته الشيء الكثير .


إذاً ،  ( فمصطفى ) لم يَنَلْ من الشهادات ما يزين به

صدر الألقاب ، لكنّه أكبّ على القراءة والكتابة ،


حتّى استطاعَ أن يمارس الكتابة الإبداعية . وليس

هذا عجباً ، فقبله الكثير من الأدباء ، وأذكر على سبيل المثال الأديب المصري شاعر البؤس ( عبد الحميد الديب ) ، ومن حلب الأدباء : ( مصطفى البدوي،  وسعيد رجّو ، ونيروز مالك...) وكان لأديبنا ما أراد .


     فقد نال أكثر من جائزة أدبيّة في مجال القصّة

محلّيّاً وعربيّاً ، أذكر من تلك الجوائز :


• جائزة اتحاد الكتّاب العرب بحلب 1993، 1994.

• جائزة المركز الثقافي العربي بحلب عام 1992.

• جائزة سعاد الصبّاح للإبداع الكويت 1994.

ولطالما نحن بصدد الجوائز الأدبية ، فقد فاز ( مصطفى الحاج حسين ) في إحدى هذه الجوائز العربية ، ولمّا اشترطت لجنة الجائزة أن يكون المتقدّم للجائزة من حَمَلة الشهادات فقد حُرِمَ ( مصطفى ) من هذه الجائزة.

ولمّا كانت الحياة مدرسة ( مصطفى الحاج حسين ) ،  فقد وهبه الله السّخرية ليوظّفها في قصصه دون تكلّف ، وإن امتدَّ الرقيب الاجتماعي إلى هذه الموهبة ليقول لصاحبها: ألا يكفيكَ أن تكتب قصّة ؟


وأعود إلى المثل الشعبي لأواجه به( مصطفى الحاج

حسين ) ، وأقول له : (أنتَ مسبّع الكارات) ، ولا فخر .. ويبدو أنّ المهن التي زاولتَها غير كافية ، فانتظر مزيداً من الانكسارات عبر المهن التي تنتظر ،  بدءاً من البناء إلى التطريز الألكتروني .


أمّا الأدب عامّة ، والقصُّ خاصّة ، فإنّ ( مصطفى الحاج حسين ) قد قبل أن ينتسب إلى هذا الجنس الأدبي مشاغباً خفيفَ الظّل ّ، مع أنّه صاحب قصّة (إقلاق راحة)  وقصّة (تل مكسور) ، وقصّة(اغتيال طفولة) . لذلك لا يفرح الشيطان كثيراً عندما يقهقه في وجه ( مصطفى الحاج حسين ) ،لأنّ القصّة لديه انتصار للبسطاء .. لهويّة الإنسان ، بعيداً عن شظايا الإنسان الآلي ، أو إنسان الذّرّة .


فالقصّة التي يكتبها  ( مصطفى الحاج حسين ) هي

من لحم ودم وروح هذا الجنس الأدبيّ .


أعتقد أنّني في هذه الكلمات لم أصادر رأياً ، وإنّما

عزمتُ على قراءة المجموعة بطريقتي الخاصّة ، ولكلّ قارئ رأيه .. لذلك أقول : إنّها دعوةٌ للقراءة .


                               أحمد دوغان .


                              حلب 1997 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق