الأحد، 16 مايو 2021

فيء الضلالات للشاعر / د . سامح درويش

 فيء الضلالات

للشاعر / د . سامح درويش
--------------
الضلالات أفاءت
و تبدَّتْ
كلما امتدَّتْ
توارى ،
و انطوى ظل نخيلٍ ، . . و خبا
الضلالات ،
قد انقضَّتْ على العقل
و عاثت في خلاياه
خراباً . . مجدبا
و خيالاتٌ من الأشباح
تهذي في طقوس الليل
من أول وقع الحلم
حتى يصرخَ الكابوسُ
صوتاً . . مرعبا
***********
ما الذي يرقص في هذا الظلامْ
شبحٌ مرتعِدٌ
هبَّ مع الريح
و أخفى وجهَه خلف الغمامْ
و مخاضات الضلالات
التي تُنْبِئ عن نسلٍ
سيأتي
من سفاد المسخِ و المسخِ
سلالاتٍ برأسٍ
فوقها الأقدام
و العينان في الظهر
و في الكف لسانٌ
ليس يدري ما الكلامْ
أيُّ نسلٍ سوف يأتي
من سفاد المسخ و المسخِ ؟!
سوى أشلاء مخلوقٍ هُلامْ
إنَّ هذا الشبح الراقصَ
مسخٌ من مسوخٍ منذراتٍ
بعلامات الختامْ
*******************
في جدارٍ
خلفه يعلو جدارٌ
تختبي نافذةٌ
لا يعرفُ النورُ إليها
من سبيلْ
بُحَّ صوتٌ
طالما حذَّرَ
من سوء النوايا
و الطوايا
ومن الكيل بمكياليْنِ
مختلَّيْنِ
من ظلمٍ
و جهلٍ طمس العقلَ
و ألقى دونه ظلاً ثقيلْ
إنهم لم يستبينوا الرشدَ
حتى
بعد أن جاء الغدُ الموعودُ
في طيَّاتِه الوعدُ الوبيلْ
فإذا الجمع شتاتٌ
و إذا الوهم غواياتٌ
و باع الخلُّ – بالبخسِ – الخليلْ
وردة الأسئلةِ الشوهاءُ
في الريح تميلْ
قمر الدهشةِ في حيرته
ملقى
على الأرض ذليلْ
و أنا بينهما
في ظلمة الهم . . قتيلْ
و أنا التائه . .
. . و الموت دليلْ
***********
من تهاويم الخرافات
و عشوائيَّةِ الأفكار
و القهر الذي ينشر غيماً
و دخاناً
في أقاليم الجنونْ
صُبِغَ الناس بلونٍ
ما له لونٌ
و تاهوا خلف أحلام البطونْ
وعلا حِلْفٌ
له عاصمة
تفصل ما بين أناسٍ و أناسٍ
في عبوديَّتهم . .
يستمتعونْ
يفتحون العينَ
و النظـرةُ بلهاءُ
و ليسوا يبصرونْ
و إذا ما أبصروا
تعشى العيونْ
و إذا حدَّثْتَهم
لا يسمعونْ
و إذا ما سمعوا
لا يفهمونْ
قد تراهم . .
إنما هم غائبونْ
ماتت النشوة . .
و الشهوة . .
و الرغبة . . فيهم
لم يعودوا يعرفونْ
غيرَ غِلٍّ فتَّتَ النفسَ شظايا
فإذا وجدانهم هشٌّ
فلا دين
و لا رأي
و ما غير أراجيف الظنونْ
************
سقطت مملكةُ الوردةِ
و السنبلة النازفةُ الرؤيا
تهاوت في السديمْ
و الضلالات لها بوَّابةٌ
مفتوحةٌ
تنفذُ منها
لتواري ظلَّ نخلٍ مستقيمْ
و الضلالات
- إذا ما شعَّ فكرٌ باهر –
تخبو
و يخبو فيئها الغثُّ الرجيمْ
أنبِئوني
أيها السارون مثلي
في متاهات الجحيمْ
هل ترون الآن مثلي
جلوةً ؟
هل آن للمعْوَجِّ
في هذا المدى
أن يستقيمْ ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق