دمع سخي بحجم الألم يتلألأ..في مآق هرمة
حين يداهمني هادم الملذات..وحارق الأكباد..وأرتحل عبر الغيوم إلى الماوراء حيث يرقد نجلي بهدوء..وحيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..لن يذكرني أحد غير الأرصفة المتحولة إلى المجهول..وكتابات صيغت بحبر الروح..ودم القصيدة في زمن أوغل ليله في الدياجير..
وكذا وأمي التي أرضعتني لبنا طازجا،ومسحت من على خدي النحاسي دمعا سخيا بحجم الألم..
مشتاق للقاء إبني..أحتاج إبني بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..
أحتاجه لألعن في حضرة عينيه المفعمتين بالبهجة غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلّوا بظلّي عند لفح الهجير..
لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..
واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي وحروف إسمي ..
آه يا-غسان-كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟
حنيني شائك ومتشعّب مثل حزني تماما،وكياني مكتظّ بالوجوه والذوات..
سؤال وحيد لرفاق دربي:من تشتريني في مثل زمن مزخرف بالليل كهذا..فالقلب توقّف في الحزن كالحجر الأردوازي..والجسد غدا في غاية الإعتلال..
أما الشوارع فقد أوحشتني مما بها من لحى..
وبين الضلوع تأجّج ما تبقى من الشيب برق..
وعبث فيما تبقى من القلب رعد..
وكفّت الخمرة عن فعلها فيّ..مما تداويت..
ولكني سأبقي المصابيح موقدة في فيض الصباح..مصالحة بين صحو الصباح وصحوي..وأبقي رياح الجنوب بوصلتي و دليلي..
وأسأل عن إبن صاحب الرّوح في زمن الجدب..يوم كانت المحيطات تنام بحضني..وما زال ثوبي يخضرّ من مائها..
ياله من زمان مضى بين ألف من السنوات الفتيّة..
تغيّرت مستعجلا أيها الفرح الضجري..
وأصبح سطح قلبي معبرا للمواجع..
ولكن متى-يارفاق-كان الحزن يصغي..؟!
ألف سلام.. لروحك الطاهرة يا غسان..
محمد المحسن-
(ذات رمضان مثقل بالوباء،ومطهّر بالنقاء..)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق