أنا منك وفيك
منيرة الحاج يوسف / تونس
لا أحدَ يتجرَّأُ
على اقتحامِك واحتلالِك
مثلما أَفعلُ
لا أحدَ يقدِرُ أنْ يعرِضَ عليكَ
أوجاعَ الوجدِ
فتنمو في عروقك أزهارُ اليقينِ
وتُؤمن أنّ الحبَّ أقدسُ وعدٍ
ما من قصيدٍ غيرُ حرفِي يستفزُّك
أنفخُ فيه من روحِي وحسّي
ينثالُ كما الورد الجنيّ
وأحيانا يُعانقكَ
ببَوْحٍ من أنينٍ
ما من سيِّدةٍ سوايَ
بعْثَرت دَفاتِرَكَ
لمَّا هبَّت عليكَ رياحُ عشقِها
بِكَ عصفتْ
غيمةُ حُبِّها
فتَبلَّلتَ
وهلَّلْتَ
وأنتً تَستقبِلُ
أحزانَ هواكَ
تقبّل شآبيبَ دمعِك
يُؤَرْجحُك الحنينُ
كنجمةٍ تُؤدِّي
رِقصتَها الأخيرةَ قبلَ السُّقوطِ
تَلثمُ خدَّ القمرِ
تخلعُ سوادَ اللَّيلِ
تتَّحدُ في صلاةٍ مقدَّسةٍ مع الماءِ و الطَّينِ
مَا مِنْ أُنثَى غيرِي تَصفعُ غُرورَك
ثم تَضُمُّك إلى قلبِها
كأنّك طفلٌ
مِسكينٌ
تهمسُ في أذْنِك تعويذةَ الحبِّ المتينِ
تُشعلُ في روحِك قبسًا من شوقٍ
وفورةَ عشقٍ لا تخفٍُ و لا تلينُ
لماذا أيّها الشّرقيُّ تبدُو
مكابرًا...
تحبُّني حتَّى النُخاعِ
وتُقصيني كأنِّي دربٌ للضَّياعِ
تتحاشى في النّهارِ أفكاري...
وعند النوم
تقطفني
كأنَّني سَلَّةُ ثمارٍ شَهيةٍ
أنا ارتعاشةُ نبْضكَ
أنا الوتينُ
أنا الحياةُ كلُّها
حُلوُهَا ومُرُّها
متَى تعرفُ أنّني سِرُّها...
ما من أخرى ستوقظُ
غفوَة النَّهارِ فيكَ
وما سوى خفق شغافي يُروِيكَ
فلا تُهملْ عقلي
وتكترث ببعضي الذي يغريك.
أنا منك وفيك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق