صارت لي الآن بندقية
جلال باباي(تونس)
إلى إخواننا المرابطين تحت الدخان...إلى أهالينا في غزة الصامدة.
أنوي ركوب ثنايا غضبي الشديد
بعتٌ خاتمَ أمّي
لأقتني بندقية
أرمي بها عدوٌي اللٌدود
غرفتي رهنتُها
حتى أمسك بندقية
أخلٌده مجدها باللغة
بوافر الكتب التي قرأنا
بشظايا قصائدُ الشعرِ التي حفظنا
أصبح الآنَ عندي بندقية
فخُذوني معكم إلى الأقصى العتيد
لا تنسوني هذه المرٌة
لأتلمٌس حجر الأنبياء
وأصلٌي الفجر تحت القبابِ الخضرِ
أردفها بعطر الصٌعيد
صار الآن عندي بندقية
لا تستهينوا بجأشي
أنا المٌرابط منذ طفولتي
من الوريد إلى الوريد
أبحث لي عن أرض تائهة
وبيت هناك يأويني
ٍوهويّة كبٌلتها القيود
استرشد عن رفاق حارتي
اين تواروا!؟
أبحث عن وطني الشريد
عن كتبي عن صوري
ومزهريّة الشهيد
أصبح عندي الآن بندقية
َ خذوني معكم إلى مرمى الدخان
أرغب في الموت مثل الرجال
أريدُ أن ألتقي "مريد"َ (*)
بوصلتي زيتونة ،
وجهتي حقل الليمون
أو زهرةً في الاعالي
أسألُ عن قضيّتي
صارت عندي بندقية
أصبحتُ أقاوم
أفترش مع الثوٌار الجليد
أحوٌل التراب صهيلا
في الأغوار . في القدسِ، في الخليلِ،
في بيتِ لحمٍ،
حيثُ كنٌا ولا كانوا
تقدموا..فنحن الباقون
و..هُم الرحٌل..هُم العبيد
طريقي إلى فلسطينَ هو الطريقٌ الواحد الوحيد
صارت عندي بندقية..
فوهتها قصيدة ونشيد
صليت..بفناء القدس
سألت عن محمٌد، فيكِ وعن يسوع
يا دربي القصيٌِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الأديان
ثالثة القبلتين والحلم الجديد
مغلولة هذه الأصابع
يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلة مرَّ بها الرسول الودود
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلة الصٌبايا
قد لفٌك الغيم
..لا تجزعي ،
ستمطر التلال
فمن يقرعُ الأجراسَ في كنيسة القيامة !
من يحملُ الألعابَ لأطفال المخيم يوم العيد ؟
من يجهظ العدوان ؟
من ينقذُ الإنجيل ؟
من ينقذُ القرآن المجيد ؟
من ينقذُ المسيحَ من قَتَلتِه ؟
غدا.. غدا.. ستينع سنبلة الزيتون
تزهر لؤلؤة في البوادي
ويعود الخطاف إلى أسقف البيت الطاهر النضيد
صار لي الآن بيدي بندقية
أضحيت فدائيا
بمعصمي الحجارة وقلبي حديد
هنا..نحنُ الباقونَ ..
أريج الفيافي عشق الوجود
ماكثون مثلَ سباسبِ البحر
رخام الجدارية نحن
َ تاريخ الأبجدية
بها نرابط غزٌة نبض الجدود
يأوينا زيتونِها
ويشيح بالظلال
قمحها في البساتين
مدجٌجة صدورنا بالوصايا العشر
باقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..
باقية فلسطين، ويكفينا الخلود
..لن نُسقطُ عن أجنحةِ أعناقنا
تلك الرايات وغليان الوطن العنيد
فالماءُ باق ببطنِ الصخور
وإن قطعتم الشجر من رؤوسها
.. ستظلّ بؤبؤ التراب
يانعة جذور آخر العود
صارت لي الآن بندقية
واشرأبٌ رمضان بالعناقيد.
....نحن الباقون،
أنتم الدخلاء..أنتم في نزول!!
وفلسطين ما حيينا في صعود.
---------(*): الشاعر/ مريد البرغوثي
٢شوال ١٤ ٤٢



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق