قَــدْ كَــانَ أَهْلُ يَثْرِبٍ فِي عِلْمِهِمْ ** بِأَنَّمَا الرَّسُولُ فِي اِتِّجَاهِهِـــــمْ
مُغَـــــــــــــــادِرٌ مَكَّةَ مُنْـذُ مُــدَّةٍ **وَمُوشِكٌ حُلُولـُـــــهُ بِــــأَرْضِهِمْ
لِذَاكَ يَخْرُجُونَ كُـــــــــــلَّ غَدْوَةٍ **يَنْتَظِرُونَ طَلَّــــــــــــةً لِضَيْفِهِمْ01
وَكُلَّمَا اِشْتَدَّتْ حَرَارَةُ الْهَـــــــــوَا **عَادُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ مِنْ فَوْرِهِــمْ
***********************
خَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ حَرِّهِ **وَأَسْرَعُوا جَمِيعُهُمْ لِــــــــــــدُورِهِمْ
وَذَاتَ يَــــــوْمٍ حَـــرُّهُ مُرْتَفِعٌ** لَمْ يَصْبِرُوا عَلَى حُلُولِــــــهِ بِهِــــمْ
عَادُوا إِلَى الظِّلَالِ فِي بُيُوتِهِمْ ** مَخَافَـــةً وَمَلْجَأً مِنْ ضُرِّهِـــــمْ
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَتَى نَبِيُّنَـــــــــــا **لَكِنَّمَا الْأنْصَـــــــــــارُ فِي بُيُوتِهِمْ
*********************
وَبَيْنَمَا الْأَنْصَارُ فِي بُيُوتِــــهِمْ **وَيَائِسُونَ مِنْ قُـــــدُومِ ضَيْفِـــــهِمْ02
ظَنًّا بِأَنَّ حَرَّ ذَاكَ الْيَوْمِ قَــــــدْ **يَكُونُ مَانِعًا لَهُــــمْ فِي سَيْــــــرِهِمْ
وَعِنْدَمَا حَلَّ هُنَا رَسُولـُــــــنَا **حَــــطَّ عَــلَى الْـــقِبَاءِ فِي سُكَّانِهِمْ 03
وَمَا رَآهُ وَاحِدٌ فِي رَكْبِــــــــهِ **حَتَّى جَرَى لِلْأَهْلِ أَوْ جِيرَانِـــــــهِمْ
***********************
يُخْبِرُهُمْ بِأَنَّمَا الرَّسُولُ قَـــــدْ **أَتَى وَإِنَّهُ هُنَـــــــــا مِنْ بَيْنِــــــــهِمْ
يَقُولُ :"يَا بَنِي فُلَانٍ قَدْ أَتَى **صَاحِبُكُمْ فِـــي أَهْلِــــــهِ هُنَــــا بِهِمْ"04
وَحِذْوَهُ الصِّدِّيقُ فِي خِدْمَتِهِ **فِـــي ظِــــــلِّ نَخْلَــــةٍ رَفِيقَةٍ بِـــهِمْ05
يُلْبِسُـــــهُ رِدَاءَهُ مَخَافَـــــــةً **عَلَيْـــهِ مِنْ حَرَارَةٍ فِي طَقْسِـــــــــهِمْ
************************
الشَّمْسُ هَا هُنَا تُرَى مُحْرِقَةً **صَهَّارَةً لَيْسَــــــــــتْ رَحِيمَــةً بِهِمْ
النَّاسُ هَاهُنَا ذَوُو صَبْرٍ وَقُوَّ**ةِ اِحْتِمَـــــــــالٍ لَيْــــسَ عِنْدَ غَيْرِهِمْ
تَصَوَّرُوا رَسُولُنَـا مِنْ تَحْتِهَا **وَتَحْتَ نَخْلَةٍ يُــــــــرَى مِنْ بَيْنِهِمْ
وَأَنَّمَا الصِّدِّيقُ دَوْمًا مُحْتَفٍ **بِهِ بِكُــــــــــــلِّ لَحْظَةٍ مَرَّتْ بِـــــهِمْ
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ الإثنين غرة (01)آذار=مارس (03)
سَنة إحدى وعشرين وألفين (2021).
01+02/ الْمَقْصُودُ بِهِ : مُحَمَّدٌ، صَلَّــى اللَه ُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ :هُوَأَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَهِ بْنِ عَبدِ الْمُطَّلِبِ ،وَهْوَ رَسُولُ الَلهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً فِي كُلِّ بِقَاعِ الْأَرْضِ،وَرِسَالَـــتُهُ تَتَمَثّلُ فِي تَوْحِيدِ الَلهِ .وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَـــــةٍ مِيلَادِيًّا(571 م) فِي عَامِ الْفِيلِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَـــــــةٍ مِيلَادِيًّا
(=632 م)
لَقَدْ أُرْسِلَ،النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،إِلَى كَافَّةِ الْبَشَرِ فِي الْعَالَمِ ، لِيُعِيدَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَهِ إِلَى تَوْحِيدِ الَلهِ وَعِبَادَتِهِ، شَأْنُهُ فِي ذَلِكَ ، شَـــــــــأْنُ كُلِّ الْأَنْبِيَاءِ
وَالْمُرْسَلِينَ قَبْلَهُ ، وَهْوَ خَاِتِمُهُمْ، وَمَا أُرْسِلَ لِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ ،وَلَكِنْ لِلنَاسِ كَافَّةً. 03/ الْقَبَاءُ: هِيَ قَرْيَةٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ بُنِيَ فِيهَا أَوَّلُ مَسْجِدٍ فِي الْإِسْلَامِ وَهْوَ مَسْجِدُ قَـبَاءٍ
04/ إِشَارَةٌ إِلَى الْيَهُودِيِّ الَّذِي أَخْبَرَ بِقُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
05/الصِّدِّيقُ :هُوَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ:مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ ،وَهْوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي سَخَّرَهُ اللَهُ لِنُصْرَةِ نَبِيِّهِ وَمُسَانَدَتِهِ ،فَكَانَ النَّصِيرَ الْمْؤُيّـــدَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُصَدِّقًا لَهُ فِي الْأَحْدَاثِ الَّتِي مَرَّ بِهَا وَلَوْ بَدَتْ خَارِقَةً لِلْعَادَةِ وَالْمَأْلُوفِ ،لِذَلِكَ سُمِّيَ بِالصِّدِّيقِ.