الجمعة، 1 مارس 2024

شَرِبِتُ حَلِيبَ المَتاهَةِ فَكَانَ ضُرّاً ـــــــــ عبد اللطيف رعري

 


شَرِبِتُ حَلِيبَ المَتاهَةِ فَكَانَ ضُرّاً

*****************بقلم عبد اللطيف رعري29/02/2024 مونتبوليي
شيّعتُ ويا ما شيَّعتْ…
فِي صَحرَاءِ هَذا القَلْبِ ….
اللَّوْن باللَّوْنِ…
ضَوءٌ خَافتٌ رُبَّما يَطُولُ
العُمْر بالعُمْرِ..
صَبْرٌ أيُوبيّ حَتْماً يَهُونُ
اللَّيِّن حِينَ يُعْصَرُ واليَابِس حِينَ يُكْسَرُ..
يَنْفَلتَانِ ِمنْ بيْنِ الأصَابِعِ دُخَانًا… تُرَاباً… عَرَقاً… دَماً….
الماء وأنَا أغْرَق
النَّار وأنَا أُحْرَقُ…
الدم وانا أهرقُ..
فِي صَلاتِي آخِرَ دُعَاءٍ للرَّبِ أنْ تحْرقَ الشَّمْسُ شَظَايَا الأجْرَامِ
فَعُيونُ نِسَائِنَا بِلَا كُحْلٍ مُغْمَضَة….
والسِّيقَانُ بِلاَ وَشْمٍ لا تَعْصِرُ خَمْراً.
مَسْحُوقُ القَمَرِ فِي يَدِي
لِكِتَابَةِ قَصَائِدَ المَطَرِ
وتلْوِينِ مَدْخَلِ المقْبرَةِ ..
الرِّيحُ وأنَا أطِيرُ نِصْفَ مَلاَكٍ هارِبٍ مِنْ وَهْجِ العِبادَاتِ…
مَكْمُولَ الشَّهوَةِ لِطَمْسِ خَرَفِ الحِكَايَاتِ…
زَاهِدٌ فِي عِشْقِ نَجْمةٍ
تَشِعُّ فِي سِرْدَابِ اليَّقَظَةِ
تَخْلِطُ الحُلْمَ بالرُّؤى ….
تَخْلِطُ بَيْنِي والجِنَّ الذِّي لَسْتُ أنَا
مَائِيَتِي بِنُزُولِ المَطَرِ..
سَمَاءَهَا بِأدْخَاشِ البَشرِ…
تَلْطِمُ سَلْوَايْ بِأبْرَاجِ الحَجَرِ
وآهٍ منَ النِّكَايَاتِ !
وسَاعَاتِ الضَّجَرِ
وآه مِنْ لَسْعَةِ النِّهَايَاتِ !
ومَا غَمَّضَهُ القَدَرُ
شيَّعْتُ أغْلَى الذِّكْرَيَاتِ عَبْرَ الرِّيحِ ولاَ كَفَنٍ …
فَمَا طَارَتْ سوَى عَيْنَايْ ..
تعُدُّ طَعَنَاتِ غذرِ الزمانِ…
خبَّأتُ في عَرْضِ السَّمَاءِ دَمْعَة …
ثمَّ قبَساً مِنْ نَارٍ…
وعُدْتُ أكْنِسُ غُرَفَ المَتَاهَةِ مِنْ عَوِيلِ الذِئابِ …
ومِنْ بَقَايَا القُبَلِ الكَاذِبَةِ..
ومنْ سحْرِ الجَاذبِيَّةِ العَمْيَاءِ علَى طَاوِلَةِ الحُمْقِ ..
وَكَسَّرْتُ زُمَّارَةَ الأنَا عِنْدَ الرَّتَاجِ الرُخَامِي …
مَزَّقْتُ مُلْصَقَات العَهْدِ القَدِيمِ …
اقْتَلَعْتُ ِمنْ مِزْهرِيَاتِها أكَالِيلَ الأظَافِرِ التِّي تَنْمُو بِبَشَاعَةٍ
غَرَسْتُ أغْصَانَ رَيْحَانةٍ لا تتَوقّفُ عَنِ الصُّعُودِ….
وَكَمْ كَانَتْ ثَمَالَتِي بِلَا شَقَاءٍ …؟
ورقْصَتِي علَى نِصْفِ الڤَالسْ مُحْكَمَةٌ..
وانا أصِيحُ بِطَبْعِي الغَجَرِي بينَ الرُّبَى والتِلاَل..
عَنْ ضَيَاعِ العِشْقِ الأبَدِي
صَرَخْتُ فِي وَجْهِ طُفُولتِي…
ولَمْ يَحْمَرَّ وَجْهِي ….
انا منْ كسَّرَ المَرَايَا عُنْوَةً، وكدَّرَ صَفَاءَ السَّوَاقِي ليَتَأَكَدَ الجَمِيعُ بِخُبْثِهِ بالبصِيرَةِ…
لَعَنْتُ لَحَظَاتَ الحَظِّ الهَارِبِ مِنِّي…
رَمَيْتُ سَفِينَةَ النَّجَاةِ بِعَيْنٍ حَاقِدَة فَتكَسَّرَتْ..
تَيَّكْتُ أمْوَاجَ البحْرِ فَصَارَ لِلْجَنُوبِ شَمْعَة وللِشَّمالِ شَمْعَة …
وأذْكُرُ أنِّي قَبَّلْتُ يدَ شَيْطَانِي فَفُزْتُ بابْتِسَامَة..
واقْتَرَبْتُ مِنْ ظِلِّي وجَدْتُهُ مَخْمُوراً ..
خَرَجْتُ عَارِياً وكَشَفْتُ انَّ المَجَانِينَ علَى صَوَاب …
أنَا حِينَ أرَى جَدَّتِي تُضِيفُ للّبنِ كَأسَ مَاءٍ أدْرِكُ أنَّ اللُّعْبَةَ مُدْرَجَة بَيْنَ سَنَابِلِ القَمْحِ…
وحين ترشقُ كلبها بالحجرِ
أيقنُ بلزومية الاستمرار…
تمشي بدلال..
تُلَوِّحُ بأكْمَامِهَا وَلَا تُسْقِطُ مِنْ يَدِهَا دُمْلُجاً وَاحِداً
تَجِدُ جَدِّي يُلاَعِبُ سِكِينَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ
ينْجُرُ قَلَماً مِنْ قَصَبٍ …
وينقبُ في محفظتهِ عنْ سِرِّ شَبَابِي…
أعِي تَمَاماً أنَّ حَرْبَ المشَاعِرِ سَتَقْصِفُ القَاصِّي فِي القَلْبِ…
لِحِمَايَةِ أصْلِ الشَّجَرَةِ
وحْدَهَا الحَرْبُ فِي مُنْتهَى الغُمُوضِ، لِكُلٍّ طَرفٍ حِيَّل
شيّعتُ ويا ما شيَّعتْ…
فِي صَحرَاءِ هَذا القَلْبِ ….
هَذِهِ الإشْفَةُ فِي عَيْنِ الشَّمْسِ…
وهذه الكأسُ مِنْ فَرْطِ بُكَاءكَ يا قَمَرُ أغُوصُ فِيهَا حتَّى الصُّبْحِ
أمَّا ثَالِث أصَابِعِي فلاَ يُحرِّكُ أُسْتَ الخِيَانةِ…
وَأنْفِي لاَ يُقَاسُ بِشَقَّةِ البَابِ …
لِي مِزْمَارٌ مَخْرُوطٌ يحْفَظُ نَفْخَةَ أبِّي الأخِيرةَ
أُرَقِّصُ بهِ ثعَابينَ غَضَبِي كُلَّ لَيْلَةٍ
كيْ أنامَ علَى هَوِيَّتِي القَديمَةِ..
نَفِيخُ إنْذَارٍ عَنْ عَصَبِيَّتِي إزَاءَ
الَمرْأَةِ التِّي أجُرُّهاً منْ شَعْرِهَا
هَيَّ فَقَطْ:
دُمْيَةً مِنْ خُيُوط الشَّجَرَةِ العَنْكَبُوتِيَّةِ التِّي نَظَمْنَا مِنْهَا عَقِيقَ العَرَائِسِ …
عُذْرِي قُرْبَهَا أنَّ المَسِيحَ يسْمَحُ لِي بالمُعٌصِيَّاتِ….
شيّعتُ ويا ما شيَّعتْ…
فِي صَحرَاءِ هَذا القَلْبِ …
أحْفُرُ قَبْراً لا يُشْبِهُ قَبْراً
فإمَّا حَمَامَة
أو ثَعْلَبٌ مَاكِرٌ….
لا خيَّارٌ….
كُلٌ جَسدٍ يَشْتَهِي هَوَاهْ
وجُفُونِي تَشْفَطُ عنْهَا الرِّمَال
وأهْرَقُ دَمْعِي عَلَى الشَّهِيدِ
فَهُوَ مَنْ أخَذَ المِفْتَاحَ وأخَذَ البَالْ
شيّعتُ ويا ما شيَّعتْ…
فِي صَحرَاءِ هَذا القَلْبِ ….
ما رماهُ اليّمُ في اليَّمِ
وما أقعدهُ السَّقَمُ في العُقمِ
وما هَمَّهُ الحُزْنُ في الركنِ….
في أذْنَى مِنْ رَمشَةٍ خَمَدَ مِصباحُ سمائي
سَطَا اللَّيْلُ علَى لَيْلتِي
تَجرَّعَ مِحْبَرَةَ دَمِّي
وأغْرَز في العَيْنِ الوَجِعَة يَرَاعَ القصَبِ الآخِذُ بِالثَّأرِ …
وحَفَارُ القُبورِ
َيدٌ واحِدة….
سَاكِبُ الدَّمْعَةِ حَجرٌ
وسَاكِبُهَا آخرٌ ،أفاضَ تَلْتَلَةَ الطيُّورِ قبلَ هَطْلَةِ المَطرِ
بِلِسانٍ أطوَلَ منْ أنهُرِ العَذابِ….
رُضَابُ البنْدُقياتِ خيْطٌ منْ سَماءِ الإنْتفَاضَةِ …
دُخَانُ الِمدْفعِيَّاتِ تَكْمِشُهُ الأيَادِي قَبْلَ أنْ يَصِيرَ مَاءاً
لا أحَدَ يخْتَبِئُ بظِّلِ شَجَرَة ولاَ فِي الطَّرِيقِ مِنْ يدْعُوكَ ِلسَلاَمٍ….
وحَالُ أصَابِعِي مُهَلْهَلَة تَعْزِفُ أجْوَاءَ حَزِينَة …
لَيْتَهَا أخْطَأَتِ الزِّنَادَ ..
لَيْتَهَا ملَّتْ العِنَادِ

مجـزرة ــــــــــــ مصطفى الحاج حسين


 * مجـزرة..

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
وقعتْ بسمتي على الأرضِ
تشرّبها الإسفلت
تعفّرت بالغبارِ
وسحقَتْها أقدامُ العتمةِ
تزاحمت عليها الحشراتُ
تشاجرَ الصّرصارُ مع النّملِ
وهجمَ الذُّبابُ الشّرسُ
وتعالى صوتُ البعوضِ
العقاربُ كشّرتْ عن سمِّها
والأفاعي زحفت بقتدارٍ
الرّيحُ عجزتْ عن حملِها
والقمرُ كانت يدُهُ قصيرةً
والمارةُ شاردون عنها بهمومِهِم
سالَ لعابُ الضّفدعِ
والعنكبوتُ أرعبهُ المنظرُ
وحدَها الفراشاتُ تضامنت معها
وأخذت تبكي بضراوةٍ
وأنا كنتُ أستجمعُ ألمي
علِّي أنتشلُها من هذه الحربِ
لكنّ الإبادةَ كانت أقوى منّي
وتجارُ الموتِ تنقصُهُمُ الرّحمةُ
جاءَ المجوسُ
هرع الدُّبُّ
وتهافتَ الشيطانُ
وانبعثَ نباحُ الحشّاشينَ
عبرَ الغابةِ الكبرى
يصطحبونَ الخرابَ.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

غفوه تغازل الاحلام ـــــــــــ عيسى نجيب حداد




 غفوه تغازل الاحلام

بين الحضور
وصفوات الغياب
نطارد اللحظات سهو
نذعن للحلم الباهت لنصرخ
اين هو الزمان من ممتلك التواجد
اتدري ايها الانسان انك بمواكب الرحيل
تزف بغيب من لا وعي فباي الاوطان قد كنت
تغزل لهم فن فجوات الاحلام عزف حكاية باقتدار
حتى تذوب مع شموع الهمس المغادر على الوداع
هذه مفتايح المجهول تطاردك على مفاتن الذبول
سينصهر ربيعك ذات يوم وتمضي لتعانق حروفك
على سطور من النسيان تبات الكلمات وتهتز الامها
فيمسي منك القصيد عنوان لحد مهجور للابتسامة
ستقول هناك ضاعت مني الدواوين على تلم للغربة
بعناء ستهفو بك سنين التذكار بالرحمات من عشق
على سنابل البقاء لينهض منك الامل كي يفرفحهم
مثل عناقيد السوسن ان اجتمعت بكهوف الصخور
لتطارح الشروق على منصات التلال الذهبية برجاء
ستفاتن البقايا من وهج كلما مر على ريحك ريحان
يخطبك عنوان مخطوطة تعمر على جدائل حسناء
امضي والنقش حر ابقيه تحت نافذة الاطلاع لهفة
غدا سيمر الزوار ويلقونك ببرقية الترحاب للاعياد
سيغدو فرح المنتصرين على الجهلة بنور من علم
لتقاد شموع من حولك وانت تكون سببية النهوض
حينها لن تحزن كلما اقتطفوك حصاد بيدر للمواسم
المفكر العربي
عيسى نجيب حداد
موسوعة نورمنيات العشق

يقينيْ يقينيَ ـــــــــــ محمد وهبي الشناوي


 ★ يقينيْ يقينيَ ★

★★★★★
خَوْفي
من فَقْدِكَ ٠٠
أيا إنسان الإنسانيه
خَوْفي ٠٠
أن تغزوك ٠٠ شريعة الغاب
خَوْفي
من أوْبِك ٠٠
أيا حيران للغوْغائيه
خَوْفي ٠٠
أن تَعْتاد ٠٠. طمس الألباب
خَوْفي
من أسرك ٠٠
أيا مشتاق للرَفاهِيَه
خَوْفي ٠٠
أن ترْتاد ٠٠. حُضْن السراب
خَوْفي
من غَرَقِك ٠٠
أيا عطشان بالمسرحيه
خَوْفي ٠٠
أن يُقْصيك ٠٠حِصْن الوَهَّاب
خَوْفي
من رَوْعٍ ٠٠
يَعْتَري رؤاك
يُنْسيك لُبَّ القضيه
يُدْنيك ٠٠ مِنْ هَوَىً مُرْتاب
خَوْفي
من إصْرٍ ٠٠
يَقْتَفي ثَراك
تَأويك الصهيونيه
تُثْنيك ٠٠ عن رؤىً و رِغاب
خَوْفي
الْأكْثَر ٠٠
تَلْتَوي خُطاك
تُدْنيك جُبّ الْمَنيَّه
تُغْتالُ الْحِقَبْ ٠٠ و تُذاب
خَوْفي
الْأكْبَر ٠٠
تَحْتَري سَراك
أيْدِيَهُمُ الدَّمَويَّه
تَقْتادُ النَّسَمْ ٠٠ بحِجاب
لَكِنَّما
ذِكْر الله ٠٠
بِمَشيئَتِه السَّرْمَدِيَّه
يُخْرِجني مِنْ جُبِّ خَوْفي
فَكُلَّما
قُلْتُ أوَّاه ٠٠
غَمَرَتْني رؤىً قُرْآنِيَّه
تُنْجيني مِنْ لُجِّ ضَعْفي
يَقيني
حُلْم النَّجاه ٠٠
بهِباتِه الرَّبَّانِيَّه
يُبْقيني شاحِذاً سَيْفي
يَقيني
وَعْدُ الله ٠٠
بإرادَتِه السَّرْمَدِيَّه
يُدْنيني مِنْ نُبْلِ هَدَفي
★★★★★★★
★ مشاعري
بقلمي وأوتاري ★

براءة ـــــــــــ سعيدة شبّاح


 براءة

بريئة أنت كنور بدا في سماه
فليتك لا تكبرين ليبلغ
الطهر فيك أقصى مداه
فأنت الوجود الذي دنسوه
و أنت عمق و كنه الحياه
كطيف النسيم كعطر الورود
كالياسمين كسقسقات المياه
بريئة أنت كابتسام الصباح
وميضا قد جاوز منتهاه
فلا تكبري و استمري ملاكا
على عرش النقاء النقاء ارتضاه
سعيدة شبّاح

الموت منه لا مفر ــــــــــ يوسف بلعابي


 الموت منه لا مفر

الموت منه لا مفر
قدر وحق محتم
على كل البشر
وهو خير من عيش الذل
فكيف للهوان أستسلم
وأنا الإنسان خلقت حرا مكرم
أحيا حياة العبيد منهزم !!
الأرض ملكي
فكيف حقي منه أحرم
يفتكها مني صعلوك قزم مقزم
يسلبها ظالم خسيس عدو مجرم
والله إني اعلنتها حرب عليك
أيها الظالم المتظلم
إن قتلتني .. فأنا شهيد
وموت الشهادة عز
فاز الشهيد وعند الرحمان مكرم
أعلم أنك جبان لا تقدر على هزمي
فكيف جرذ مثلك ينتصر على أسد
نعم منذ عقود عمرت بأرضي
أيها الغاصب المحتل
حينما كنت أعزل لا أملك سلاحا
وأنت مدجج بالذخائر والأسلحة
طردتني أنا واخوتي من ديارنا
وقتلت أبي وجدي
ورملت أمي
وبت يتيما شقيا
ثم ورميتنا تحت الخيام
ديارنا عرائن الأسود صارت ركاما!
هدمتها بالمدافع والألغام
وكم صرخنا ونادينا للسلام
وكم نازعنا وقاومنا وابينا الإستسلام
لكن قومي وأمتي نيام
ما كانوا سواعد عزم
ليزيحوا عنا هذا الظلام
آن الالوان
وبدأت صفارات الانذار تدوي
دقت دبول الحرب
وسلام عليكم أيها العرب
إن ساعات النصر لفلسطين تقترب
والجلاء لكل ظالم استبد واغتصب
بقلمي يوسف بلعابي تونس

الا ليت !! ـــــــــ خديجة شما


 الا ليت !!

ليت الذي كان
يُرجع القلب
يُرجع الشوق ..وحياة النبض
ليتني
ما تألمتُ للبعد
ليتني ما تعلمتُ
الحنين
......
ابتسامتي لكَ تركتها
واخلصتُ لدموعي
والأنين
كنسمة وهفهفة
تخلصني من وجعي ..
.....
ليت القلبُ ما رآك
ولا سمع همسة حنان
ولا دفء
حضن بعد صقيع
شتاء
ليت ان العمرَ أفل
ولم أعش في تيهٍ
وضياع
تغيبُ تغيبُ
يولدُ الحزنُ
من جديد
ليحترقَ عند الوداع
....
لمَ اتنفسك !! لمَ اتنشق عبيرك
لمَ تموتُ
الاحلام
في زمنِ الحياة
لمَ لا يسعْ قلبكَ
قلبي وتهبه الحياة ..
لمَ لا أُخلدٌ فيه
أليستْ جنتك
جنتي .وحياتنا لنا بإخلاص !!!
هو هو عذابُ الحب
فيه السعادة ... والتوهان
خديجة شما /

أوراق الليل ـــــــــ فاطمة حرفوش


 " أوراق الليل "

على أوراقِ الليلِ .. البيضاءِ
سكبَ الحنينُ دمعَه
ورحلَ الشوقُ مسافراً
لمنْ غابَ عن العينِ ولم
يكنْ ذكرُه يوماً
عن مهجةِ القلبِ غابَ
بعدَ أنْ أضرمَ نارَه .. وتركَ الوجدَ
يغزلُ قصيدةَ حبٍ عُذريَّةً
تعالى همسُها الرقيقُ
نغماتِ عشقٍ صوفيةَ .
حملتَها ريحٌ فضوليةٌ
استرقت السمعَ ونقلتها
إلى السماءِ العلويةِ .. وعادت
تدندنُها أغنيةً سحريةً
فتمايلت على إيقاعها
أوراقُ الشجرِ المتراقصةِ
على أنغامِ حباتِ المطرِ .
ووصلت بسرعةِ برقٍ
لأسماعِ قمرٍ هزه الطربُ
فتساقطت آهاتٌ حرى
أبكت عيونَ الغيمِ
فاستفاقَ زهرُ الربا نشوان
أسعدَه وقعَ الخبرِ .
فغردَ طائرٌ هائماً
وصفقَ يرقصُ في السحرِ
وأمضى الليلُ ليلَه
سعيداً غارقاً بالسهرِ
وطبعَ على خدِ الفجرِ
المقبلِ قبلةً ولملمَ أوراقَه
المبعثرةِ مبتسماً وارتمى
مستسلماً لأحضانِ الكرى
اللذيذِ المثقلِ بالخدرِ .
* ..*..*..*..*.. *
بقلمي فاطمة حرفوش سوريا

رسائل صامتة ـــــــــــ جمال الدين خنفري


 رسائل صامتة-

بتوقيع الظلم؛
ترتقي إلى السماء..!
رسائل صامتة-
تعبق عطرا؛
فداء الحق..!
رسائل صامتة-
الجوع كفر؛
الضمير في سبات.!!
جمال الدين خنفري/ الجزائر

في الحلم المفقود ـــــــــــ انس كربم


 ..في الحلم المفقود

يتمرد الصمت
في بسمة الصباح
بشروق الشمس
تقتنص العيون
عشق الإنسان
رأيت
تساقط الأشجار
في الطريق
عام يغيب
وعام يأتي
الحب ساكن في قلبنا
ساحر يتجول
أراضينا جافة
مياهنا قليلة
وأعين الفقر
في شرايين الأشقياء
تنتظر
عام بعد عام
والأمل حلم
والصمت حكمة
وشهادة التاريخ
تسجل..
وأكاذيب الوعود
أوراق تلاشت..
انس كربم. اليوسفية المغرب

القدسُ يومَ خلاصِها بقلم الشاعر محمود بشير

 القدسُ يومَ خلاصِها


يا (قدسُ) يا شَهْداً بهِ التِّرْياقُ

             نَصْبُو إليكِ وقلبُنَا يشتاقُ


قد قايَضُوكِ وضَيَّعُوكٍ وما دَرَوْا

           أنَّ العشِيقَ يُجيرُهُ العُشَّاقُ


مهمَا أصابَكِ من شُرورٍ كابِرِي

             يومٌ سيْأتِي تُعْزَفُ الأبْواقُ


تُوحِي بأنَّكِ قد أتاكِ مُخَلِّصٌ

              فَيُشِعُّ نورُ سمائِكِ البرَّاقُ


محمود بشير

2024/3/1


أدمنت اِثمي * بقلم الكاتبة سلوى السّوسي/تونس.

 ** أدمنت اِثمي **

عبرت بنظرة كل منافذ الرّوح...

أرست قواعدها في الدّاخل 

وعلى الحدود...

ثم استوت على عرشها

 ملكة...

جهّزت لها ترسانة الكلمات

 لأدعم احتلالها...

هجرت نومي...

وقدّمت لها ليلي ويومي...

وأجزت لها استباحة روحي 

تحرّكها في مدارها

 وأتبع...

يا أمرأة بقربها الجنّة بالنّار

 تجتمع... 

وأظلّ عالقا بين المنطقتين...

 أروم الصّعود إلى سماءها

 ولا أرتفع...

فيتحرّك كبريائي ويستدرجني إلى أرضي

 ويدفع...

وتأبى قدماي الرّجوع بدونها

 ولا تجد لها على الأرض

 موضع...


وقد كنت أنصاع للقدر

 وأخضع...

واليوم حدت عن استقامتي...

ماعدت أرضى بالقدر

 ان لم تكن قدري...

وما عدت أقنع...

أغواني الهوى و أدمنت اِثمي

 وبه أحيى...

من ذا يتوب عن النّفسِ

 ويقلع...

كلّ متيّم يزول عنه الحرج...

عذاباته عند ربّه تشفع...

وعن كتابه كلّ الأقلام

 ترفع...


سلوى السّوسي/تونس.

قراءة متواضعة في قصيدة " من أنا " للشاعر اليمني * أسامة الرضي* بقلم الشاعر اليمني أسامة الرضي

 قراءة متواضعة في قصيدة " من أنا " للشاعر اليمني * أسامة الرضي*

التي حلق فيها في ركب طلاسم ايليا أبو ماضي 

باحثاً عن ذاته بل ذاتنا كلنا التي تناهشتها نيوب شتى فذهبت مزقاً بين شتات و تناثرت و عز عليها راتق يرتقها بخيط أمل فتحملت غرز الابر بلا خيط يضم نزيفها... القصيدة نُسجت بحرفية بين متضادات أظهرت حسن بعضها تسمع فيها صهيل خيل الصمت و من دجى الليل يرسم خيال من يسامره بحوار طارق ليل عارف بخبايا نفسه واثق مما يقول 

" و يسألني بعنف من أنا يا...؟ "

سؤال العارف يضني شاعرنا فيرى مقتله بها ليهرب باحثاً عن نفسه لعله يجدها في حضن مرآة 

ليخاطب خيال ذاك العربي المغلوب على أمره 

"أيسألُ من أنا؟

وأنا سؤالٌ

تُذَيّلُهُ القنابلُ والشظايا" 

ليتجاوز بتضاداته حاجز الابداع بجوابه لخيال الليل 

"أنا طِفلٌ وعُمري ألفُ عامٍ

وليدُ غدي وأسكُنُ في صِبَايا" 

ليجمع استمرارية الماضي و الحاضر و المستقبل في رحلة البحث عن الذات 

"أُفَتّشُ داخلي عنّي

فأحبو..

إلى أمسي

ولا ألقى خُطايا" 

و هي رحلة غلب يأس الواقع عليها 

"أنا الموؤودُ في رَمْسِ الأماني

أنا حُلمٌ تُغازِلُه المَنَايا" 

هنا يفرض حال البلاد وقعه و تتوارى الأخيلة ليظهر الوطن الذبيح 

"أنا وطنٌ تُؤرّقُه دُمُوعٌ

جفافُ الأرضِ يُسقى مِنْ بُكايا" 

ليتابع بعدها نزف الحرف في حداء الوطن 

"أنا نجمٌ تُؤرّقُهُ الليالي

أنا رُكْنٌ حبيسٌ في الزوايا" 

ثم يتجلد بعض الصبر و يجيب على من أنا!؟ 

"أنا عنّي فَقِيْدٌ لَمْ أجِدْني

وتحمِلُني كما طفلٍ يدايا" 

حقيقةٌ.. تتقزم اي قراءة أمام هذه اللوحة الساحرة 

فالقصيدة فيها من الدر لكل غواص محترف و ما انا الا هاوٍ يغريه رمل يم بديع 

القصيدة كاملة 👇 


من أنا 


خَيَالُ الليلِ يسكُنُ في رُؤايا

وخيلُ الصمتِ تصهلُ في دُجايا

صُراخُ الآهِ يصخبُ مِنْ شِفاهي

وكلُ الحُزْنِ يُخلقُ مِن أسَايا

سؤالٌ كشّرَ الأنيابَ نحوي

ويسألُني بِعُنفٍ،

مَن أنا يا ...؟

يُعاتبُني ويُضنيني ب ماذا!

ويسألُ منْ أنا ولِمَ عنايا

يُحاولُ مقتلي ويُريدُ صلبي

فأهربُ نحو أحضان المرايا

أيسألُ من أنا؟

وأنا سؤالٌ

تُذَيّلُهُ القنابلُ والشظايا

أنا طِفلٌ وعُمري ألفُ عامٍ

وليدُ غدي وأسكُنُ في صِبَايا

أُفَتّشُ داخلي عنّي

فأحبو..

إلى أمسي

ولا ألقى خُطايا

أنا جَفْنٌ ضناهُ الدمعُ نعياً

أنا الطوفانُ يَعْبُرُ في حشايا

أنا الموؤودُ في رَمْسِ الأماني

أنا حُلمٌ تُغازِلُه المَنَايا

أنا ابنُ الرّيحِ

والأمطارُ أمي

وخلف الغيمِ تمطِرني الحَكايا

أنا وطنٌ تُؤرّقُه دُمُوعٌ

جفافُ الأرضِ يُسقى مِنْ بُكايا

أنا لونٌ سماويٌ حَرُوْنٌ

أُكابِرُ أنْ أعيش بِلا سمايا

أنا نجمٌ تُؤرّقُهُ الليالي

أنا رُكْنٌ حبيسٌ في الزوايا

أتَعْرِفُنِي

لِتقرأ صَمْتَ بَوْحِي

أتُدْرِكُ ما تُخبّئُه شِفايا؟!

أنا عنّي فَقِيْدٌ لَمْ أجِدْني

وتحمِلُني كما طفلٍ يدايا

أواري داخلي أوجاع قومي

وأحمل فوق أكتافي الضحايا

خفافيشُ المساءِ تنالُ صُبحاً

وصُبْحي ماتَ حُزْناً في مسايا 


الشاعر اليمني أسامة الرضي

يا ويل القلب المعلول بقلم الكاتبة . روضة فرحات .

 يا ويل القلب المعلول

لو ذاق  خذلان الحبيب

لا الجسد يشفي من الذبول

 و لا الروح يداويها الطبيب

يا ويل احساس مكتف اليد

بالهوى مكوي ما عاد ليه لبيب

عقله ما عاد له قيمة في الجسد

يولي مخالف كالعضو الغريب

و الأوجاع تشل كيانه المجروح

و يكون صورة من واقعه المسلوب

لهفة المحبوب مفضوحة الملامح 

تمسى و تصبح مدرورة الجيوب

بالهدايا معطاءة من الروح للروح

و للكلام الحلو و من الطيوب

يا لوعة الاحباب لما يتقاذفون المشاعر 

كأنهم في حرب تشعل الحطوب

يا لوعة المحبوب 

لما يطير القلب من الفرحة 

يا ويل الحرمان 

لما يقطف من السماء قرحه

الحب و الحرمان  الإثنين من يتم الروح 

لما يغرزوا في القلب الف جرحة

   . روضة فرحات .

الأفق_____ بقلم _زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني )

 الأفق_____

_________/

أيها التائه ...

في روع المدى 

في غابات الاغتراب 

تخاطب نجوم السماء

البعيدة 

أن تستجيب الطبيعة

وتتحقق أحلام الليالي

و يركض جواد الشعر

بصوت الحياة

بصوت الفرح

يعانق صخب أفراح 

العمر ينشر الضياء 

كي يستريح العمر من 

التيه ...!

وذاك الغموض الذي يلج

بروح في طاحونة العتمة

يسرق السكينة 

ويعبث بها في منافي 

الغربة ...

أن...

يتوقف نبض الوجع 

المسكون بالليالي المعتمة 

بالوان الأرق ..

أن تعود الأرواح من 

المنافي وذاك الاغتراب ..؟!

ألمح غيمة بعينيك 

ماطرة 

تختبئ خلفها أنهار 

من الأحزان الراكدة

قتلت فيك وفينا روح

الجمال ...!

أراك مثلنا تبحث عن

الصحو و ترجو من الشمس

خلف الجبال أن تبدد

تلك الغيوم ..

يشرق الحلم من جديد

فينا ويحيا الشوق 

والوجد الذي اضمحل 

في القديم ...!

لتحيا سنابل الروح 

تعانق فراشات الفرح

وتعود تغني عصافير الحب 

في شرفتنا مواويل الفرح

وينتهي فينا عصر 

الرحيل وذاك الاغتراب ..!!


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني )

وشوشة براءه بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 وشوشة براءه


قال لها عانقيني

وانسي دفتر العمر 

من اول سطره الاعمى

حتى جلدته الصماء عن وصف

فان تفاصيلك تمر على تدوين ذاكرتي

منذ كنت تحبين على ادراج سطحة بيتكم

هناك رسمت حكايا ما عبرت شطٱن الفهم حتى

ايقظت حلم عبور الى ممتلك اليوم فهمس تحقيقه

ليزرع على خواتم البوح عشق لا ينضبه لمس خفي

بين جوانح المنام والصحو ليسود حوادث نسيانك

يا ايتها الصافنة على مرمى الايداع لتغازل خجلها

بين ثنايا السكون والافصاح ما هكذا تورد الحكاية

عندما تدخلين قاموس مفردها رتلي رسم استفهام

لان العناوين محجورة بغرف تفاصيل الذاكرة لحن

يساوم العزف على مسامع الروح والنفس بالاشباع

وهن هذا الخروج على مسرح الفرجة يجاوب لذع

مكره قلمي الحزين عن نطق هذه التركيبة بالغازها

لانه مفكك محتوى غاطس في سجون الحياء لمز

يصارع في دواخله الثواني الهاربة من نيل مبتغى

كان نضال حر منك بين الهمس واللمس للاسترجاء

ليفوح منها عربون الوفاء والاخلاص والتقدير لهم

لكن فاجعة رهنت على بوابة التصفية لتقول رحيل

هناك غبطة سارة مزجت بين الاضلع لمراسم النقمة

حين اتخذت من مواويل نزعاتي لسجلات التاريخ

اذهبي وفتشي بين سطور اهمالي عن مكنون نظر

تقاطره الركاب سيرا في طوابير الغرائز على جسر


                              المفكر العربي

                          عيسى نجيب حداد

                     موسوعة نورمنيات العشق

أنا مش قد بقلم ريم منصّر

 أنا مش قد

أكسر خاطر أي حد.

أهين الطّيب والمسكين

أسرق فرحة ...أطفي شمعة وحيله يتهدّ

بدل الطّبطبة يلاقي الصّد.

يرفع للسّماء الكفّين

ودعوة المظلوم لا تُردّ.


أنا مش قد

أجرح قلب أيّ حد.

بنبضه أستهين

أزرع آه... يحصد هم

أغرس سكّين في الوتين

عن وجعه ...الودان أصمّ.

عوده يضعف ولا يشتدّ

وجعه في رقبتي ليوم الدّين

 معلوم...الظّلم حرام يعني بجدّ.

 

أنا مش قد

أبكّي عين أيّ حد.

أطفي لمعتها...تبهت فرحتها

دمعتها تسيل بحور على الخدّ

أمحي ضحكتها...تُهجر مرايتها 

أصلي أنا للذّنب ده مش ندّ.


أنا مش قد

أخلف وعد لأيّ حد.

أدير ظهر... أغيب عمر

والباب بجحود أسدّ

خبير في البيع...خبير في الكسر 

قلب أخون...عشرة تهون

أتلكّك ...أتحجّج وما صنش الودّ.


ببساطة أنا مع أيّ حدّ

كلمتي عقد... لكسرك وتد... لظهرك سند

في الشّدة...عليّا تأكّد يُعتمد

بروحي ...بنبضي على يدّك أشدّ.

أنا والدّنيا حبايب عالقدّ

يا دوب أتنفّس والخطو بوجع أمدّ.

بكفاية ذنوب...هي حسناتنا ع الإيد تتعدّ.

ما حدّش منّا يعني فيها ح يخلّد.

بقلمي: ريم منصّر

بصحبة الفيسبوك تجربة رائدة [ 4 ] - بقلم: يحيى محمد سمونة - حلب

 بصحبة الفيسبوك 


تجربة رائدة 


[ 4 ]


حاولت قدر استطاعتي إحسان الظن بالذين كانوا على خلاف معي في الرأي في الذي كنت أكتب و أنشر على صفحات فيسبوك، بل كم كنت ألتمس لهم الأعذار، و كم كنت أبحث لهم عن مبررات لمواقفهم

🌽🌽🌽

كم كنت أعنف نفسي لمجرد التفكير بالإستهزاء من شخص لا يوافقني الرأي، فضلا عن أن أتلفظ بحقه ألفاظا مشينة لا تدل على كريم أخلاق

🌽🌽🌽

أما الذين يتعرضون لي و لقناعاتي بسوء و فحش من القول، كنت عمدا أتجاهلهم وفقا للمثل عندنا في حلب: "هجر السفيه ولا فجره"

🌽🌽🌽

أيما قناعة توصل إليها المرء عن علم و معرفة و خبرة و ثقافة سوية صحيحة فلا يحق لكائن بشري الانتقاص منها أو الطعن فيها، فضلا عن معاداتها أو معاداة أصحابها  

🌽🌽🌽

ليس بالأمر اليسير توطين النفس على تعامل بالحسنى مع القاصي و الداني من الناس - أما الذين يجاهرون بسوء أخلاقهم، و الذين لا يراعون حرمة لعهد و ميثاق فأولئك لا يصح معهم التعامل بالحسنى، بل لا بد من الحزم معهم و تلقينهم الدرس تلو الدرس -

🌽🌽🌽


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب

بين الرغبة والروتين بقلم الأديب المصرى د. طارق رضوان جمعة

 بين الرغبة والروتين

بقلم الأديب المصرى

د. طارق رضوان جمعة


المحتويات :

١. العلاقة بين الروتين والتغيير

٢. لماذا نكتب؟

٣. فائدة التعليم والثقافة

٤. الروتين فى العلاقة الزوجية 

٥. كيف يمكن تجديد العلاقة الزوجية ؟

٦. أسباب الكراهية بين الزوجين


الرغبة فى الإصلاح مجهدة للعقل وتتعارض مع الروتين ومعتقداته، لأن الروتين تعود على نظام ثابت ألى وبالتالى ففيه راحه للعقل. لكن الحق واضح فالتغيير لابد منه حتى لا تصيبنا أفة الروتين الوظيفى أو الروتين الزوجى وغيرهما. 

بالطبع انا لا أكتب لأغير العالم، بل لأٌنقذ نفسى فالإنسان السوى مثله مثل النحات الذى يقف امام صخرة فيحذف منها كل ما هو غير جوهرى. لذلك عزيزى القارئ وأختى القارئة يجب الا نقرأ لتعارض او نفند ولا لنؤمن ونسلم ولا لتجد ما تتحدث عنه، بل لنزن ونفكر؛ فما الكتب إلا أطفال العقل. والقارئ الفطن هو الذى يقرأ بقلبه وعقله معا، فالقلب أبصر من العقل.


وقديما قالوا ان من صح قلبه لا يتورط فى مأسى ، لأن ما يورط الناس فى مأسى لبس عيوبهم وإنما فضائلهم. لذلك تجد أن ثقافة الفرد هى صرخة البشر فى وجه مصيرهم.

ذكر الفيلسوف الألماني " إيمانويل كانت" فى مذكراته أنه استغرق سبعة أعوام ليقرر زواجه من حبيبته من عدمه. فلما استقر على أن يتزوجها كانت المفاجأة له حيث وجدها بالفعل زوجة لرجل آخر وام لطفلين. وهذا هو مثال للروتين الفكرى والتردد وكثرة التدقيق.


التعليم هو اول شىء يرغب المحتل فى القضاء عليه..لماذا؟ لأن التعليم والثقافة هما ما يجعلوا من البشر أكثر إنسانية ، يجعلهم أخلاقيين. التعليم هو تغيير، هو رفض الروتين وأساليبه. التعليم هو ما يزيل الغبار المتراكم عن العقول، ليعيد تكويننا وصياغتنا. والثقافة هى ما تبقى ضمائرنا يقظة، خاصة وأننا نعيش فى غابة الفرق فيها بين الإنسان والوحوش صغير جدا، فأيا منا يمكن أن يكون جلادا أو ضحية.


وهنا سؤال يطرح نغسه فما الفائدة التى جلبها كل ما كٌتب حتى الآن ، إذا كان لا يزال لدى بعض البشر نفس الظلمة الروحية؟ فهم يقرؤون ويسمعون عن الحب والرحمة والحرية، ومع ذلك يكذبون حتى الموت من الصباح إلى المساء ويخشون الحرية ويكرهونها.


والروتين فى العلاقات الزوجية شىء قاتل. فالعلاقة بين الزوجين ينبغى أن تكون كالعلاقة بين اليابس والماء، بين الشمس والقمر. ليس الهدف أن يصبح كلا منا مثل الأخر ومطابق له. ولكن الهدف أن بتعرف كلا منا على الأخ

بنت الأكابر بقلم الشاعر (منصف العزعوزي)

 بنت الأكابر


على شُرفات الزمن المُسافر

وقفتُ أراجعُ شريط حياتي

إلتفتُّ من أعلى هضبة

رأيتُني بين سنين الطفولة

أُعيدُ حساب الأيام الخوالي

وَ أُحصي مسافات العمر

أرتُقُ ما تمزّق من تفاصيل أحلامي

كانت تجلس بجانبي

على مقاعد الدراسة

إنّها بنت الأكابر 

كنتُ أراها بعيدةً عن أحلامي

 رغم قربها مني

كيف أقارِنُ الأشياء ببعضها

وهي التي تركبُ سيارة أبيها الفارهة

وَ تلبس آخر الصّيحاتِ من الثيابِ 

كنتُ أُمنّي النّفس

 أن تمنحُني بسمة أو نظرة

أو كلمة تحيي في داخلي

الوُجود المفقود رغم الوجود

من خلال التفكير بها

وجدْتُني أحاول كتابة كلمات

ليست ككل الكلمات

كلماتٌ تمنّيتُ لو تصلها

لكن خجلي يمنعني

أن أبوح لها بها

و هذا ما ولّد فيَّ أناقة الكتابة 

أصبحتُ الأول في فنّ التعبير 

كم كنتُ أحسّ بفخرٍ أمامها

إذا ما نلتُ أحسن الأعداد 

دون أن تدري

أنّها السبب في تألُّقي

و انتهى العام الدراسي

على أنغام الوداع

صافحتُها بِيَدٍ مرتعشة

و قد كتبتُ عليها كلمة أحبّك

قرأتْها و ابتسمتْ

غادرتْ إلى الأبد

وَ تركتْ في القلبِ جُرحًا

لَمْ يندمل بَعْدُ


(منصف العزعوزي)

تونس الخضراء

جدلية العلاقة بين النص الشعري الملتزم..والقضية الفلسطينية بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جدلية العلاقة بين النص الشعري الملتزم..والقضية الفلسطينية


(الشعر يستطيع كل شيء..حتى عندما لا يستطيع شيئاً..)


«كانتْ لهُ أرضٌ وزيتونةٌ/وكَرمَةٌ وساحةُ دار/وعندما أوْفتْ بهِ سفائنُ العُمُرِ إلى شواطئ السَّكينة/وخطَّ قبرهُ على ذرى التِّلال/انطلقتْ كتائبُ التتار/تذروهُ عن أرضهِ الحزينة/لكنه،خلف سياجِ الشوكِ والصبَّارِ/ظلَّ واقفًا بلا مَلالْ/يرفضُ أن يموتَ قبلَ الثَّار/يا حلمَ يومِ الثَّار»(الشاعر المصري صلاح عبد الصبور)


تعددت صور فلسطين في الشعر،فهي الأرض المغتصبة،والزمن المفقود،واللغة الدامية، والرموز والدلالات المتعددة،والشخصية الضائعة الغريبة،وعدوها غول يلتهم الأرض والزمن واللغة والشخصية،وناسها صامدون،مرابطون،يعانون تحت احتلال استيطاني إلغائي يجتث الجذور،ويقطع الرقاب ويحرق الضرع والزرع..

وإذن؟

القضية الفلسطينيةإذا،قضية دامية ومؤلمة تسكن قلب كل شاعر عربي خاصة اولئك الذين يرون في شعرهم الملتزم وكلمتهم الأمينة الصادقة خدمة لقضايا أمتهم فيسخّرون الحرف كشكل من أشكال الثقافة المقاومة.

وفلسطين في وجدان الشعراء الملتزمين هي القضية المركزية في التاريخ العربي الإسلامي الحديث والمعاصر،ومن منظور أدبي،فإنها قضية فقدان الشخصية العربية الإسلامية لوطنها. والشعر الفلسطيني واكب أحداث القضية الفلسطينية وكتب تاريخها وكشف أعدائها وبين وقائعها،وأكثر شعراء العرب كتبوا شعرا يصور نكبات القضية الفلسطينية ويدعو لتحريرها ويحيي بطولات شعبها ويتتبع أحداث تاريخها.

واليوم..

لا يملك الشاعر في اللحظات التي نعيشها غير الكلمات التي تولد من رحم الألم والغضب،ألم موت الأبرياء دون ذنب وغضب من سلوك وحشي لعدو غادر..

و منذ النكبة إلى هذه اللحظة السوداء في تاريخ الأمة العربية،لم تفارق فلسطين المتخيل الشعري العربي،بل ظل جرحها نازفا في تجارب الشعراء على اختلاف أشكال الكتابة التي اتخذوها دربا ينير عتمات أحلامهم،وعلى تبايُن خلفياتهم المعرفية والأيديولوجية.تحضُرُ بجغرافيتها الجريحة،وبأسماء مُدنها وحواريها،وبرموزها التاريخية وأسماء أعلامها وشهدائها..فهي غصن الزيتون المقصوف،والحمامة النازفةُ أمام بنادق الاحتلال،والأم الثكلى التي تحضن الأرضَ كي تُقبِّلَ ابنها الشهيد الذي عانقتْهُ أرض الجليلِ..

وحين تتمترس القصيدة خلف خط الدفاع الأول عن الأرض والعرض،أستند إلى ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز من أن الفنَّ في جوهره مقاومة.فالشعر-في تقديري-من الفنون التي رافقت الإنسان منذ فجر تاريخه،وما يزال،وخاصة في لحظات الاضطهاد والاحتلال وسلبِ الحريات،حيث يحضر الشعر إلى جانبِ السلاحِ لتحقيق فعل المقاومة،هذا الفعل الذي يستلزمُ الكلمةَ كما يستلزمُ الرصاصة.

وإذا كان عمر الرصاصة محكوما بسرعة وصولِها إلى الهدف،فإن الكلمة/القصيدة تستمرُّ انطلاقتُها دون حدود زمنية،تؤثر وتُخلد،وتواصل تذكير الغاصبِ بعُقمِه الإنسانيّ،وتذكير المُضطَهَدِ بِعُمْقِه الإنسانيّ.. 

الآن..وهنا..يُواصلُ لوركا،وناظم حكمت غناءهما ومقاومتهما،جنبا إلى جنب مع درويش وسميح القاسم وممدوح عدوان ومظفر النواب..وغيرهم.

من هذا المنطلق،تشكل القصيدة أفقا للمقاومة والتحرر والوقوف في وجه الظلم،فالقضية الفلسطينية قبل أن نكون قضية سياسية،هي قضية أخلاقية،مما يجعلها تمثل للشعراء أفقا لاستحضار القيم الإنسانية النبيلة والخالدة.

وهنا أيضا،أستحضر أغنية "شدوا بعضهم أهل فلسطين"*لتلك المرأة العجوز،فبكلمات بسيطة ومؤثرة،رمز مقاومة،بل وشفاء لجراح النفس والبدن،يحقن فيه ما يحتاجه من صمود.

ما أريد أن أقول ؟

أردت القول أن الكلمة في القصيدة تشبه نصل السيف في ميدان المعركة،غير أنها تخاطب النفس البشرية،وتزرع فيها الحماس والشعور بالصمود النفسي أمام ما نراه يوميا في الحرب على غزة من مجازر دمرت كل الأعراف الإنسانية،مقابل ما تسطره المقاومة بمداد من فخر.

على هذا الأساس،يعد الشعر ضرورة إنسانية نحتاجها في كل اللحظات،ذلك أن كل الناس شعراء بعواطفهم وفطرتهم،يجدون في الكلمة ما يحرك فيهم كل ذلك،ويدفعهم إلى جانب الشعراء المبدعين إلى التشبث أكثر بإنسانيتهم التي يحاول العالم أن ينسيهم فيها.

على سبيل الخاتمة :

الشاعر العربي الملتزم  يكتب بحب عن الحب،وبلهفة عن الضياع،وبحلم عن العودة،يكتب القضية شعرا وإنسانا،فالقصيدة لا تنتهج منهجا،ولا تستطيع توثيقا ولا تروم تحقيقا دقيقا.. الشاعر العربي الملتزم ككل شاعر في كل زمان ومكان يلبس القضية فتنة الحب واللغة لتكون حاضرة وخالدة،ومتجلية كقضية قومية إنسانية للأجيال المقبلة بصورة أكثر واقعية،أدبيا وفكريا..

إنه لا يكتبها إلا بآليات الشعر الخاصة به كالصورة الجارحة والإحساس المتلبس بها وليس بنية إظهارها كقضية قومية-وهي كذلك فعلا-بل لإظهارها بصورة إنسانية للعالم الذي يصم أذنيه، ويعمي عينيه،ويغلق قلبه وروحه عن كل ذلك الدم،وكل ذلك القتل والتشريد والتهجير،يكتبها في القصيدة كي لا ينسى العالم بذاكرته التي يتسع ثقبها يوما بعد يوم،يكتبها للأجيال القادمة بصورة أكثر واقعية وأكثر صدقا وتماسّا مع الإنسان والدم،ولكن بفنيّة عالية تليق بالشعر وبجمالية مدهشة تشبهه تمنحها الانتشار والخلود بعيدا عن الجاهزية الفنية،والكلام المتاح الذي يفقد تأثيره بعد كل انتفاضة وحادثة ويصبح ميتا وغير قابل حتى للتدوير أدبيا وفكريا،لأن الشعر هو صيغة الخلود لكل شيء يمسه،ولكل قضية يطرقها من الداخل إلى الخارج ومن الخارج إلى الداخل..والشعر-أولا وأخيرا-يستطيع كل شيء..حتى عندما لا يستطيع شيئاً..

القضية الفلسطينية مرتبطة بتاريخنا،بإنسياتنا،بديننا،بكرامتنا العربية،وأي شكل من أشكال التنصل منها يعني التنازل عن مكون رئيس في كل ذلك،وصرف النظر عما تشهده فلسطين من أحداث يسبب خللا في إنسانيتنا بل يؤكد وجود تخشب وتكلس في مفاصل هذه الإنسانية..

ختاما،أؤكد أن التهجير والقتل وكافة أشكال الاعتداء على فلسطين لا يمكن أن يحقق شعرا صافيا،فالقصيدة كائن حي لا يحيا بلا ماء،ماء الحياة الذي يضخه الإحساس بمعزل عن جنون المحيط الحسي،بيد أن هذا لا يعني بالضرورة صمت الشعراء أو صيامهم عن الصراخ الشعري،رغم أن المجازر التي تشهدها غزة أعلى من الشعري بكثير،والفعل الإنساني بروحه الإلهية من قبل الفلسطينيين أكثر دقة وأبلغ تعبيرا،وأما فلسطين فإنها تظل محركا ودافعا للكتابة دائما وشكلا من أشكال المقاومة التي يدافع بها الشعراء عن كرامتهم الإنسانية وحقهم في الكلام والحرية.

ختاما أقول : ما من شك في أن القضية الفلسطينية هي إحدى أكثر القضايا التي تناولها الشعراء العرب في نصوصهم،ورسّخوها مفهومًا ومضمونًا ورمزًا ودلالة،وبأبعادها التاريخية والاجتماعية والسياسية،لأسباب عديدة،أهمها: أنها كانت وما زات وستظلُّ قضية قومية وطنية عربية،يُعدُّها شعراء العرب الملتزمون -على اختلاف مشاربهم ومنابتهم –قضيتهم المقدسة العادلة، فيطوِّعون كلماتهم وإبداعاتهم لخدمتها،بوصف الكلمة أحد أشكال الثقافة المقاومة، فضلًا عن كون القضية مصدر إلهام لهم،بحيث تنجب شعرًا وتنتج أدبًا.

وبطبيعة الحال،فإن مهمة الشاعر الأولى هي محاكاة الواقع وتصويره بآلته الإبداعية،لأن الشعر منذ نشأته لم يكن بمعزل عن الواقع التاريخي والسياسي والاجتماعي والثقافي،ما يدفع الشاعر إلى جعله آلة رصد ترصد الأحداث التي يعيشها ويواكبها، فيتفاعل معها ويبيّن وقائعها في نصه الشعري.


محمد المحسن


*«شدوا بعضكم يا أهل فلسطين شدوا بعضكم..ما ودّعتكم رحلت فلسطين ما ودّعتكم».. بصوتها الحنون والمليء بالشجن تشدو السيدة العجوز صاحبة الـ85 عامًا هذه الكلمات لتقوية عزيمة الفلسطينيين،وتصبح هذه أغنية الأشهر على منصات التواصل الاجتماعي،بعدما تداولها الملايين حول العالم عقب الأحداث التي اندلعت شرارتها يوم 7 أكتوبر 2023.

صدفة بقلم الشاعر رشيد :::بومعزة

 صدفة .....


اتتني وعيناها تغزوهم مدامع......

تسيل على خديها كالمراجع.........


ابتسمت فانفجر الحسن من ثغرها

والكحل سراب على محياها واقع.


اجبرتني على الوقوف هنيهة.......

حينها عاد طيفها اليا راجع......


في مقلتيها حكاية انثى ضائعة...

ما نطقت لكني لانينها سامع......


سارت في دربها مثقلة........

وبقيت انا في مكاني قابع......


راودني الحنين للايام الخوالي......

وعاودني ذاك الشوق الرائع......


.بقلمي::::الجريئ

رشيد :::بومعزة

(عندما يموت الشاعر عشقا) مقال بقلم/احمد عبد الرازق الزعويلي

 (عندما يموت الشاعر عشقا)


كامل الشناوي الشاعر الذي قتله الحب

مقال بقلم/احمد عبد الرازق الزعويلي

كاتب وشاعر مصري

كان الشاعر كامل الشناوي يمتلك قلبا اغلي من الذهب والماس ولو وزعت عاطفته ونبضات قلبه علي العالم بأسره لوسعها حبا وعشقا وعاطفة

كان كامل الشناوي ضخم الجثة غليظ قسمات الوجه لكنه يملك قلب ملاك وتصرفات بريئة براءة الأطفال كان يكتب أشعاره عن وجدان وعاطفة حقيقية وليس صنايعي يملك أدوات الشعر كلغة ووزن عروضي احب المطربة نجاة الصغيرة لكنها استغلت حبه أسوأ استغلال ولم تقدر عاطفته إرادته بجوارها يختار لها من جواهر الشعر لتغنيها ويعلمها مخارج الألفاظ ويقرا لها القصائد لتشدوا بها بلسان قويم سليم كما فعل احمد رامي مع ام كلثوم

دعته لعيد ميلادها والحت عليه في الحضور فكاد قلبه الحنون البرئ كالاطفال أن يطير فرحا وظن أنه سيكون الضيف الأوحد من الرجال ولما وصل البيت وجده يعج برجال ونساء ووجد نجاة الصغيرة متوترة  تنظر للباب باستمرار كأنها كانت تنتظر شخصا ما وعندما تلقت تليفونا بالقادم الذي كانت تنتظره لم تطق الانتظار وخرجت تستقبله  أمام الباب علي السلم وتبادلا الاحضان والقبلات ونسيت ان هناك قلبا يراقبها وعينا لم تنظر لأحد في الحفل سواها وخرج خلفها ليشاهد الاحضان والقبلات بين حسن يوسف ونجاة فخرج مسرعا وغادر المكان ليبدع قصيدته( لا تكذبي) التي تصدرت ديوانه بنفس الاسم وقرا عبد الحليم حافظ القصيدة واشتراها ليغنيها ودفع المقابل وتم كتابة العقد وفور تلحين القصيدة وغناء عبد الحليم أولي بروفاتها ذاع صيتها و(كسرت الدنيا) لتذهب نجاة لبيت كامل الشناوي لتقول له انها حبيبته وأنه كتب القصيدة لها فلابد أن تغنيها بصوتها وهي الأولي أن تغني كلمات كتبت لها وطالبته أن يفسخ عقده مع حليم وكان الوسط الفني كله يعلم حب وعشق كامل الشناوي لنجاة فلما ذهب لعبد الحليم في حضور فنانين وموسيقيين وصحفيين رق قلب حليم لكامل الشناوي فسلمه القصيدة والعقد وقال كلمة واحدة معلقا علي تصرف (كامل الشناوي  ) علق عبد الحليم قائلا(عاشق)

وعندما تناقش يوسف ادريس مع الشناوي في جريدة الأهرام وتنازعا في حب نجاة كتب الشناوي

حبيبها لست وحدك حبيبها انا قبلك

وربما جئت بعدك وربما كنت مثلك

فلم أزل ألقاها وتستبيح خداعي

بلهفة في اللقاء برجفة في الوداع

واعطاها لحليم ليغنيها وليصالحه علي فسخ عقده معه لقصيدة(لا تكذبي)

فلما تبين له انها تتلاعب بقلبه وعاطفته وتستغل حبه أسوأ استغلال

كتب قصيدة(لا وعينيكي)

لا وعينيكي يا حبيبة روحي لم اعد فيك هائما فاستريحي

سكنت ثورتي فصار سواء عندي

إن تليني أو تجنحي للجموح

وخيالي الذي سما بك يوما

يا له من خيال كسيح

وفؤادي الذي سكنت منه الحنايا

اودعته مهب الريح

وسمعها فريد الاطرش فوقع عقدها ولحنها وغناها

عاش كامل الشناوي بقلبه لا بعقله وهذا دأب معظم الشعراء وعندما تأخذه العاطفة يصاب بالاكتئاب ويقبل علي التدخين بشراهة ويابي الخروج من البيت لأيام فيزداد وزنه أكثر واكثر وكل من عرفه يعلم أن لم يأبه لمال ولاجاه ولا نفوذ حتي أنهم سألوا مامون الشناوي شاعر العامية كيف تكتب العامية وكامل الشناوي شقيقك من اساطير شعراء الفصحي فرد قائلا(الشعراء صنفان كلاهما ميت شاعر الفصحي يموت من الجوع وشاعر العامية يموت من التخمة فأردت أن أموت من التخمة بدلا من اموت من الجوع)

عاش كامل الشناوي بقلب لم تقدره امرأة ولم تعرف سراديبه انثي لانه كان قلبا من ذهب عاش عاشقا محبا ومات كمدا فهو الشاعر الذي مات عشقا وقتلته عاطفته رحم الله كامل الشناوي


احمد عبد الرازق الزعويلي

كاتب وشاعر مصري


... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 33 )

 ...         .  القنبلة رواية  /  رضا الحسيني    (  33 )

_ خير يافندم حصل إيه ؟

_ سيارة شاهي هانم عملت حادث ، ومش عارف مصيرهم إيه وكل الأفكار بتدق في راسي وفي كل جسمي

_ بإذن الله يكون الأمر بسيط يافندم

وفي هذه الأثناء دخل علينا ضابط رُتبته أعلى من رُتبة عماد ولكنه صديق له ، فعندما دخل احتضنه بقوة وطمْأنه بعبارات حميمية دلت على وجود علاقات قوية بينهما

_ اطمن ياعماد ، هتروح هناك هتلاقي كل حاجة تمام ، سيادة القائد أمر بتسهيل كل الأمور

واندهشت مماقاله ، كيف عرفوا بالحادثة بهذه السرعة وهو لم يُخبر أحدا ، ولم يعلموا بما عاشه هنا خلال تواجد شاهي وصاصا وجَدَّها                                                         ..  وهنا أدركت كيف تُدار الأمور داخل نطاق الشرطة بكل دقة وتواصل وتفاهم ومحبة ، وأن كل مايحدث في كل نقطة تعلم به القيادة وتتابعه بكل هدوء وتوازن

وعند مغادرته المكان عاد والتفت نحوي قائلا

_ ومعتز ؟ هتحتاج منه أي شيء ؟

_ بستأذنك بس يترك لي بطاقته قبل أن يذهب مع سعادتك

كانت العبارة كالصاعقة على رأسي وكياني ، فذهابي مع الضابط عماد مرهون بتركي لبطاقتي هنا مع الضابط البديل هذا ، ولكن عماد سارع بالرد عليه

_ اعتبر بطاقته معنا ، فهو من البداية أخبرنا بفقدانه لبطاقته وهو يتحرك بسرعة ليبلغنا عن هذه الجريمة ليلة أمس ولم يتمكن من ضيق الوقت من عمل بدل فاقد بالطبع

واقترب الضابط البديل من عماد وسمعته بالكاد يهمس له

_ بداخلي هاجس مش بيخليني أطمن له خالص

التفت لي عماد وهو يجيبه ولكن بصوت أعلى :

_ لالا اطمن ، هو حد مسالم جدا

_ عموما إحنا تقريبا اقتربنا من القبض على الكاتب ولن نجعله يتمكن من تفجير قنبلته هذه

أشار لي عماد بالنهوض والسير معه ، وبلا تردد وجدتني أنهض وأسير خلفه بسرعة وكأن هذا كان أملي ، فالحادث كما يقلقه ويهمه يقلقني ويهمني ، فشاهي هانم وابنتها الجميلة صاصا جعلاني أعيش أجمل اللحظات وشعرت وأنا معهم بالمستشفى كأنني واحد من الأسرة ، وتذكرتُ الكثير مماقالته لي شاهي هناك ونحن نقف معا ننتظر أخبار صاصا خارج غرفتها :

_ صاصا من وقت ولادتها وهي بنت مش محظوظة خالص ، اتحرمت بسرعة من والدها ، ولم يكن بالعيلة أطفال من عمرها ، ولم أمتلك الجرأة لأن أن أجعلها تندمج مع أطفال ليسوا من مستواها حتى لايُسمعها أحدهم كلمة تجرحها أو تشعرها بأنها أقل منهم لعدم وجود أب

.. وأردفتْ شاهي قائلة :

_ وقضيت السنوات اللي فاتت فقط من أجلها ، لم أفكر للحظة أن أمنح أي اهتمام لأحد غيرها ، وكان والدي يحاول أن يخرجني من هذا الجو لأتقلم وأعيش حياتي بشكل طبيعي كأي امرأة فأتزوج وأنجب لها أخ أو أخت ، ولكن لم ينجح أبدا

_ ممكن أسأل حضرتك ؟

_طبعا اتفضل يامعتز ، انت بقيت حد غالي عندنا

_ أول مرة صاصا ترتاح لحد كده زي ماحصل النهارده ؟

_ اللي حصل النهارده كله زي مايكون يوم من خارج الوجود ، كل حاجة فيه بتحصل بشكل غريب ومتتالي وسريع ، زي مايكون النهارده ده إنسان و بينتظرنا

وأكملت كلامها وهي تتابع باب غرفة صاصا لعل أحدا يخرج منها :

_ النهارده أول مرة صاصا تستجيب لخروج بدون أي مجهود ، وكأنها قامت من النوم وهي مستعدة للخروج

ولم يكتمل حديثها لأن الأمور جرت بشكل كنا ننتظره بسلامة صاصا

_ انت ساكت ليه يامعتز ؟

وغدا نلتقي مع 34