الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

أبو العلاء المعري حكيم المعرة- حكيم العرب بقلم دعبد الحميد ديوان

 أبو العلاء المعري

حكيم المعرة- حكيم العرب
هذا شاعر ثبت قدميه في بركان الشعر ورفع رأسه عالياً في ذراه يسامق النجوم في عليائها بحثاً عن المجد والخلود فكان لـه ما أراد فخلد الشعر وخلده الشعر.
ولد المعري (واسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي الشهير بأبي العلاء ) في المعرة سنة 363 هـ في جو سياسي مضطرب فقد كانت إمارة الحمدانيين في حلب أيام سيف الدولة في حروب متواصلة مع الروم ومع أعراب البادية المتمردين ، ولكن سيف الدولة كان يقوم بالعبء الأكبر في درء خطر الروم عن جسد الدولة العربية. وبقيت الأمور بين مد وجزر بينه وبين الروم حتى توفي وخلفه ابنه أبو المعالي ثم ابنه أبو الفضائل.
ولكن الخطوب والمصاعب تكالبت على دولة بني حمدان وأصبحت إمارة حلب في بداية عصر المعري مطمعاً لأربع قوى رئيسية هي الحمدانيين والفاطميين وقبائل البادية من بني مرداس والروم . وكان الحمدانيون هم الحلقة الأضعف في هذه المحاور. أما الفاطميون فكانت أطماعهم في حلب قديمة منذ أيام سيف الدولة أسكتتها قوة سيف الدولة ولكنها استفاقت بعد ذلك. ولكن الروم الذين كانوا أعداء لسيف الدولة أصبحوا أنصاراً لبعض أمراء بني حمدان في وجه أطماع الفاطميين.
في ظل هذا الجو القاسي والمضطرب ولد شاعرنا أبو العلاء في المعرة ، وفيها نشأ وترعرع ولكنه أصيب بمرض الجدري وهو في الرابعة من عمره الذي أدى إلى فقدانه إحدى عينيه وأصيب العين الثانية بغشاوة بيضاء ، ولكنه أصيب بالعمى الكامل بعد سنوات قليلة.
غير أن الشاعر استعاض عن فقد بصره بنور بصيرته ، فلم يضره ما أصابه شيئاً في تحصيل العلوم والآداب ، وقد أجمع المؤرخون والنقاد على شدة ذكائه وقوة ذاكرته .
والمعري من بيت علم ورئاسة ، فأبوه من العلماء وجده وأبو جده كلهم تولّوا القضاء في المعرة ، وبقي القضاء في بني أخيه إلى أن دخلها الإفرنج سنة 492 هـ.
في هذا الجو العلمي والديني نشأ أبو العلاء فأخذ العلم والأدب عن أبيه أول الأمر ، ثم تابع تحصيله العلمي عن علماء المعرة ، وزار في حداثة سنه بعض بلاد الشام ومدنها مثل إنطاكية واللاذقية وطرابلس ، فأخذ العلم من علمائها ونهل من مكتباتها أيضاً . ثم عاد بعد ذلك إلى المعرة بعد أن شعر أنه قد أخذ من العلم ذروته ولم يعد بحاجة إلى التلمذة على يد أحد .
ويبدو أنه بدأ حياته الشعرية كبقية الشعراء في عصره فراح يمدح الأمراء بقصد الكسب المادي ولكنه لم يوغل في ذلك كثيراً إذ أننا نراه سرعان ما يعدل عن ذلك ويكتفي من الغنيمة بالإياب. فنحن لا نجد في شعره كثيراً من قصائد المدح ، ومعظم تلك القصائد كانت في أدباء وفقهاء وعلماء أصدقاء لـه كان يطريهم .
ولما بلغ الخامسة والثلاثين من عمره قام برحلته الأولى إلى بغداد ولكنه عاد سريعاً إلى المعرة ويبدو أنه لم يجد فيها ما يشفي غليله أو أن الحسّاد والمنافسين سدوا عليه طريق الوصول إلى ما يهدف إليه. إلا أنه عاد ثانية إلى بغداد سنة 399 هـ وأقام فيها ما يقارب السنتين . وكانت الرحلة الثانية هرباً من الاضطرابات السياسية التي كانت تعصف بمدينته المعرة وحلب. وكان ينوي الإقامة في بغداد طويلاً ولكنه لم يُوَفَّق إلى أمنيته ففي رسالة بعث بها إلى خاله أبي القاسم بعد رجوعه من بغداد يقول : » وكنت ظننت أن الأيام تسمح لي بالإقامة فإذا الضارية أحجاً بعراقها ، والبعد أشحّ بكراعه ، والغراب أضنّ بتمرته« .. فما زبنت الضروس الحالب ، ونزّت العَنود تحت الراكب ، ومنعت القلوع النازع ، وخيب رائداً سحاب ، وكذب شاتماً برق، عادت لعِترِها لميس ، وذكر وجاره ثعالة« . ثم يقول : » ولما فاتني المقام بحيث اخترت ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس «.
في رسالته هذه يؤكد المعري أنه أنف أن يقف في الصف مع الشعراء الواقفين لمدح الأمراء والقواد والوزراء ذلك لأن طبع المعري المجبول على الأنفة والشمم والكبرياء منعه من أن يحصل رزقه في بغداد على طريقة المداحين ممن يستجدون المال ، فكان ذلك من الأسباب التي عجلت برجوعه.
وتظهر لنا حادثته في مجلس الشريف المرتضى أنفته التي تحدثنا عنها. فقد كان الشريف المرتضى يبغض المتنبي ، وكان المعري يتعصب له ، فجرى يوماً بحضرته ذكر المتنبي ، فتنقّصه المرتضى ونال منه فقال المعري لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلى قوله »لكِ يا منازل في القلوب منازل« لكفاه فضلاً ، فغضب المرتضى وأمر بطرد المعري من حضرته ، فسحب من رجله وأُخرج من مجلسه ، وقال المرتضى لمن بحضرته : أراد هذا الأعمى قوله :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
ج فهي الشهادة لي بأني كامل
وفي شعره الكثير مما يشير إلى طبعه هذا فمما كتبه في بغداد يخاطب أهل بلده.
أإخواننا بين الفرات وجِلَّق
أنبئكم أني على العهد سالم
فأصبحت محسوداً بفضلي وحده
ج يد الله لا أخبرتكم بمحال
ووجهي لمّا يبتذل بسؤالِ
على بعد أنصاري وقِلّةِ مالي
هذه طبيعة رجل عزيز النفس يأنف من السؤال ومن التقرب من كبارالقوم في عصره هذا العصر الذي كان التزيف والنفاق هو طريق الأديب إلى الرزق . ورجل هذه طبيعته ونفسيته لا يمكن إلا أن تضيق به الحال في بغداد فيعزم على الرحيل ويقول مودعاً بغداد وأهلها :
تمنيت أن الخمر حلَّت لنشوةٍ
فأذهل أني بالعراق على شفا
مقلٌّ من الأهلين يسرٍ وأسرةٍ
وكم ماجدٍ في سيف دجلة لم أشم
سيطلبني رزقي الذي لو طلبته
تجهلني كيف ا طمأنت بي الحال
رزيُّ الأماني لا أنيس ولا مال
كفى حَزَناً بينٌ مشت واقلال
له بارقاً والمرء كالحزن هطال
لما زاد والدنيا حظوظ وإقبال
ويسارع أبو العلاء في العودة إلى المعرة على أمل لقاء والدته بسبب نفاذ المال بين يديه .
ولما رجع المعري إلى بلدته المعرة لزم بيته فلم يخرج منه وسمى نفسه رهين المحبسين حبس العمى والمنـزل ، بل سمى نفسه أحياناً رهين المحابس الثلاثة العمى والمنـزل ومحبس آخر كان أكثر تبرماً هو محبس روحه في جسده هذا المحبس الذي يعذبها ويمنعها من الانطلاق ويقول في ذلك :
أراني في الثلاثة من سجوني
لفقدي ناظري ولزوم بيتي
ج فلا تسأل عن الخبر النّبيثِ
وكون النفس في الجسم الخبيثِ
ولم يختر المعري العزلة على ما يظهر إلا بعد تفكير طويل وتردد كثير وعراك نفسي قوي. ولكن عزلته لم تمنعه من العمل فقد نظم في هذه المرحلة اللزوميات وألف أكثر كتبه ورسائله ، وكذلك أصبح بيته محجة لطلاب العلم فقصده الطلاب من كل مكان يستفيدون من علمه وخُرج منهم علماء كبار فيما بعد أمثال الخطيب التبريزي وأبي القاسم التنوخي وغيرهما..
وانفرد أبو العلاء المعري في هذا العصر بالتربع على قمة عرش الشعر والأدب بصفة عامة وسعى إليه المجد الذي فاته أيام أن كان في بغداد فسارع إليه في المعرة ليجثم في أحضانه لقد أصبح الآن المعري قبلة الأدب والأدباء ومعقد الرجاء فيهم يستشفع به أهل المعرة عند واليهم إذا وقفت بهم ظلامة ، ويهب له المستنصر الفاطمي ما في بيت مال المعرة فلا يقبل منه شيئاً. وفي هذه الفترة زار المعرة الشاعر والمؤرخ المشهور ناصر خسرو من فارس وزار الشيخ في بيته فقال عنه : » إنه رجل ذو نفوذ عظيم في بلدته وذو غنى ينفق على الفقراء والمعوزين«.
وفي هذه المرحلة حرَّم المعري على نفسه أكل الحيوان وما يشتق منه رحمةً به وذلك لتأثره بالفلسفة الهندية التي درسها. وخلال عزلته هذه نظم اللزوميات (كما ذكرنا) وضمنها آراءه في الحياة وما بعد الحياة وما وراء الطبيعة ونقده للمجتمع ونظرته إلى الإنسان ، وقد اختلف الدارسون في عقيدة أبي العلاء فالمؤيد لـه يرى فيه مؤمناً صادق الإيمان أما منافسوه والحاقدون عليه يرون فيه زنديقاً وذلك لأنه كان يهاجم الكثير من العقائد والمذاهب وكذلك كان يهاجم الزعماء والرؤساء من السياسيين والدينيين. ولكنه في الجانب الآخر كان إيمانه صافياً مسلماً لله في كل شؤون حياته .
أما أخلاقه وصدقه وإخلاصه ونبل نسبه فلا أحد يختلف عليه في ذلك. وبقي أبو العلاء مثار جدل بين الناس في فكره وعقيدته حتى وفاته سنة 449 هـ في المعرة.
وكان لموته أثر شديد على أهل عصره فقد حزن الناس لموته حزناً شديداً ووقف على قبره زهاء سبعين شاعراً وفقيهاً ومحدثاً ومتصوفاً.
آثـاره :
تنوعت آثار أبي العلاء المعري بين شعرية ونثرية وكانت غزيرة في الجانبين ففي الجانب الشعري كتب ديوان سقط الزند أول ما كتب وأتبعه بكتاب الدرعيات الذي ألحقه بالديوان السابق (سقط الزند) وكان هذا كما ذكر في أول شبابه أي في المرحلة الأولى من حياته. ولكننا لا نكاد نصدق ذلك لأن بعض قصائده الموجودة في هذا الديوان تنم عن عقلية فلسفية جبارة تبث الحكمة في تضاعيف الديوان من كل جانب ومثال على ذلك قصيدته في رثاء أبي حمزة الفقيه الحنفي الذي كان صديقاً له والتي يبدؤها بقوله :
غير مجد في ملتي واعتقادي
نوح باكٍ ولا ترنم شاد
وسيأتي ذكر هذه القصيدة في حينها.
والكتاب الشعري الثاني هو (اللزوميات) ثم كتابه ضوء السقط (وقد ألفه أبو العلاء ليشرح به سقط الزند ( ورسائل أبي العلاء التي تكاد شعراً في صورة النثر وتبحث في وصف الخلائق كالنمل والجراد والنحل والفرس ، وكذلك وصف الأماكن والثياب والمآكل ويكثر فيها المعري من العناية باللفظ ويعمد إلى السجع والصناعة البديعية ).
أما في النثر فكتبه كثيرة أولها رسالة الغفران ورسالة ملقى السبيل (وهي رسالة فلسفية) وكذلك كتاب الأيك والغصون ويعرف باسم الهمزة والردف (وهو كتاب يبحث في أخبار العرب في العلم والأدب) إلا أنه ضاع ولم يُعثر لـه على أثر. ورسالة الملائكة وكتاب الفصول والغايات ومعجز أحمد (وهو شرح لديوان المتنبي) وعبث الوليد (شرح الديوان البحتري) وذكرى حبيب (شرح لديوان أبي تمام).
ويبدو أن أكثر هذه الكتب ضاع في غياهب الزمن ولم يبق إلا القليل منها.
أغراضه الشعرية :
أول هذه الأغراض هو الرثاء وفي هذا الغرض يتجاوز المعري في إبداعه كل مواقع الإبداع وارتقى في بعض قصائده إلى مستوى الأدب العالمي الخالد فقصيدته في رثاء صديقه أبي حمزة الفقيه هي صورة للأدب الرفيع التي كان المعري يرثي الإنسانية من خلال رثائه لصديقه. وكانت أفكاره فيها يسيطر عليها الموت والفناء وروحه فيها روح فيلسوف ينظر إلى الحياة نظرة هادئة وقورة.
يقول المعري فيها :
غير مجد في ملتي واعتقادي
وشبيه صوت النعيِّ إذا قيـ
أبكت تلكم الحمامة أم غـ
صاح هذه قبورنا تملأ الرَّحـ
خفف الوطء ما أظن أديم الـ
وقبيحٌ بنا وإن قَدُمَ العهـ
سر إن اسطعت في الهواء رويداً
رُبَّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً
ودفين على بقايا دفينٍ
فاسأل الفرقدين عَمَّنْ
كما أقاما على زوال نهارٍ
تعب كلها الحياة فما أعـ
إن حزناً في ساعة الموت أضعا
خُلِقَ الناس للبقاء فضلَّت
إنما ينقلون من دار أعما
ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريح الـ
أبنات الهديل أسعدن أوعد
إيه لله دركنّ فأنتنّ الـ
ما نسيتنّ هالكاً في الأوان الـ
بيد أني لا أرتضي ما فعلتـ
فتسلَّبن واستعرن جميعاً
ثم غرّدن في المآتم وأندبـ
قصد الدهر من أبي حمزة الأوّ
وفقيهاً أفكاره شِِدْنَ للنعـ
فالعراقي بعده للحجاز
وخطيباً لو قام بين وحوشٍ
راوياً للحديث لم يحوج المعـ
أنفق العمر ناسكاً يطلب العلـ
ستقي الكف من قليب زجاج
ذا بنانٍ لا تلمسُ الذهب الأحـ
ودِّعا أيها الحفيان ذاك الـ
واغسلاه بالدمع إن كان طهراً
أسف غير نافع واجتهادٌ
خاف غدر الأنام فاستودع
وتوخى لـه النجاة وقد أيـ
أنت من أسرة مضوا غير مغرو
لا يغيّركم الصعيد وكونوا
كنت خِلّ الصبا فلما أراد الـ
ورأيت الوفاء للصاحب الأ
وخلعت الشباب غضاً فيا ليـ
فليكن للمُحَسِّنِ الأجلُ الممـ
وإذا البحر غاض عني ولم أُرْ
كل بيت للهدم ما تبتني الور
بان أمر الإله واختلف النا
والذي حارت البرّية فيه
واللبيب اللبيب منْا ليس يغتـ
نوح باكٍ ولا ترتم شاد
س بصوت البشير في كل ناد
ـنَّتْ على فرع غصنها المياد
ـب فأين القبور من عهد عاد
أرض إلا من هذه الأجساد
ـدُ هوانُ الآباء والأجداد
لا اختيالاً على رفات العباد
ضاحكٍ من تزاحم الأضداد
في طويل الأزمان والآباد
من قبيلٍ وآناً من بلاد
وأنارا لمدلج في سواد
ـجب إلا من راغب في ازدياد
ف سرورٍ في ساعة الميلاد
أمةٌ يحسبونهم للنفاد
لٍ إلى دار شقوة أو رشاد
جسمُ فيها والعيش مثل السهاد
ن قليل العزاء بالإسعاد
لواتي تحسِنّ حفظ الوداد
خالِ أودى من قبل هُلك إياد
ـنّ وأطواقكنّ في الأجياد
من قميص الدجى ثياب حداد
ـن بشجوٍ مع الغواني الخراد
اب مولى حِجىً وخدان اقتصاد
مان ما لم يشده شعر زياد
يِّ قليلُ الخلاف سهل القياد
علّم الضاريات برَّ النِّقاد
روف مِنْ صدقه إلى الأسناد
ـم بكشفٍ عن أصله وانتقاد
بغروب اليراع ماء مداد
ـمرَ زهداً في العسجد المستفاد
شخص إن الوداع أيسر زاد
وادفناه بين الحشى والفؤاد
لا يؤدي إلى غناء اجتهاد
الريح سليلاً تغذوه درِّ العهاد
ـقن أنّ الحمام بالمرصاد
رين من عيشةٍ بذات ضماد
فيه مثل السيوف في الأغماد
بينُ وافقْت رأيه في المراد
وّل من شيمة الكريم الجواد
ـتك أبليته مع الأنداد
ـدود رغماً لأنف الحساد
وَ فلا ريّ بأنصار الثمِّاد
قاءُ والسيد الرفيعُ العماد
سُ فداعٍ إلى ضلال وهاد
حيوان مستحدثٌ من جماد
ـرُّ بكونٍ مصيره للفساد
هذه القصيدة تعتبر من أعظم قصائد الرثاء عند المعري بل وفي الأدب العربي بشكل عام ، وقد تسامى بها أبو العلاء من رثاء فرد عزيز عليه والذي هو صديقه الفقيه أبو حمزة إلى رثاء الإنسانية كلها بل رثاء العالم كله ، تسيطر عليه أفكار الحياة والموت والفناء والبقاء وروحه في هذه المرثية روح الفيلسوف الهادئ الوقور الذي يحزُّ في نفسه فقد أصدقائه ونيل الموت منهم فيفكر في الحياة وحقائقها وكيف أن الموت هو المتغلب دائماً على كل حقائق الحياة وهو المنتصر الوحيد في هذا الكون. ولذلك فهو لا يرى في الدنيا شيئاً يستحق العداوة والشحناء وأن الموت أخيراً يجمع الأضداد في قبر واحد ، وأن الإنسانية أسرة واحدة هو فرد منها لذا فعليه أن يبتليها كلها في أحد أفرادها وأن لا يخصه دون سائر أفراد الأسرة برثائه فالموت مورد الجميع والموت في نظر المعري راحة من تعب الحياة كما قال:
تعب كلها الحياة فما أعجب إلا
من راغب في ازدياد
ويرى المعري أيضاً أن البكاء والفرح في هذه الحياة لا يجديان ، لأن الإنسان ليس له قدرة على تغيير أمور الدنيا فعليه أن يتحمل الآلام صابراً. وينهي قصيدته الطويلة بحكمة يرى فيها أن الفطن الذكي هو الذي لا يغترُّ بهذا الكون وأن الإنسان مصيره إلى زوال. وهذه القصيدة من قصائد سبع ذكرها في الرثاء اثنتان منها رثى بهما أمه وواحدة بكى فيها أباه ورثى فيها (أبا الشريفين) بواحدة أخرى. أما الخامسة فهي القصيدة التي ذكرناها في رثاء صديقه أبي حمزة الفقيه . وفي السادسة رثى بها ابن جعفر بن علي المهذب بالسادسة ورثى بالسابعة أبا إبراهيم العلوي .
ويبدو أن رثاءه لأبيه لم تظهر فيه عاطفته بشكل واضح ، ويقال إن ذلك كان بسبب حداثة سنّة وأن عواطفه لم تكن ناضجة نضوجاً كافياً لإظهار تأثره ، ورثاؤه لم يرقَ إلى مستوى الرثاء المؤثر بسبب حياته المضطربة بين ماض مؤلم ومستقبل سيطر فيه الظلام على حياته. ولذلك جاء رثاؤه لأمه وصفاً أكثر منه راثياً . ولم يظهر رثاؤه الحقيقي إلا في رثائه لصديقه الذي وجدنا فيه كل صور الحكمة والتأمل والتأثر.
الوصف :
وفي الوصف فإن أبا العلاء المعري عندما يصف ما يحتاج إلى الإبصار فهو يسلك مسلك الشعراء المبصرين ويقلدهم فهو سامع ناقل ليس أكثر مع سمة خاصة به يضفيها على ذلك الوصف. أما عندما يصف الأمور التي تحتاج إلى الفعل فإنه يبدع فيها ويتفوق على غيره . ولننظر إليه يصف الليل فنسمعه يقول:
عللاني فإن بيض الأماني
إن تناسيتما وداد أناس
رب ليلٍ كأنه الصبح في الحُسـ
قد ركضنا فيه إلى اللهو لمّا
ليلتي هذه عروس من الزَّنـ
هرب النوم عن جفوني فيها
وكأن الهلال يهوى الثريا
وسهيل كوجنة الحب في اللو
مستبد كأنه الفارس المُعْلَـ
يسرع اللمح في احمرارٍ كما تسـ
ضرجته دماً سيوفُ الأعادي
قدماه وراءه وهو في العجـ
ثم شاب الدجى وخاف من الهجـ
ونضا فجره على نسره الوا
وعلى الدّهر من دماء الشهيد
فهما في أواخر الليل فجرا
ثبتا في قميصه ليجيء الحشـ
فنيت والظلام ليس بفان
فاجعلاني من بعض من تذكران
ـن وإن كان أسود الطيلسان
وقف النجم وقفة الحيران
ـج عليها قلائد من جمان
هرب الأمن عن فؤاد الجبان
فهما للوداع معتنقان
ن وقلب المحبِّ في الخفقان
ـم يبدو معارض الفرسان
ـرع في اللمح مقلة الغضبان
فبكت رحمةً لـه الشعريان
ـز كساعٍ ليست لـه قدمان
ـر فغطّى المشيب بالزعفران
قع سيفاً فهمَّ بالطيران
ين عليٍّ ونجله شاهدان
نِ وفي أولياته شفقان
ـر مستعدياً إلى الرحمن
إنه يصف الليل بجماله الساحر وضوئه القمري فهو يشبه الصباح في حسنه وهو يلهو فيه والنجم ينظر إليهم في عليائه حائراً مما يرى وهذه الليلة الجميلة تشبه العروس الزنجية المزينة بقلائد النجوم اللؤلؤية. وهو يسهر فيها ويهرب النوم منه. والهلال والثريا يتعانقان فيراهما النجم سهيل ويحمر من الخجل ويستمر في هذا الوصف إلى نهاية القصيدة وكأننا أمام شاعر مبصر من شعراء العصر العباسي الأول وإذا ما بحثنا في هذه الصور فإننا لا نشعر بالحركة والحيوية والإحساس الحقيقي.
وهكذا فإننا نجد أن أبا العلاء حين تعرض لوصف المبصرات قد حرص كل الحرص على تقليد الناس فيما قالوه. ولقد يُعِزُّ بعض الباحثين بما يجد في شعره ، من وصف النجوم ومواقعها وحركاتها ولكنه إن أعجب بذلك فإنما يعجب بشيء ليس لأبي العلاء فيه إلا الرواية وحسن التنسيق لأنه يصف شيئاً تناوله غيره من الشعراء ولكنه يضفي عليه شيئاً من معرفته وخيالاته : فهو يعلم أنه لن يبلغ مكانة المبصرين في هذا النوع من الشعر فيحتال في أن يعوض عن قصوره بتزيين اللفظ وتجميل المعنى .
أما الحكمة في شعر أبي العلاء فإننا نراها متناثرة في شعره وبخاصة في كتابه سقط الزند الذي لا تكاد تخلو قصيدة فيه من الحكمة .
فهو مثلاً يقول في قصيدة له من سقط الزند يرثي جعفر بن علي بن المهذب:
والشيء لا يكثر مُدَّاحه
لو عرف الإنسان مقداره
أمس الذي مرَّ على قربه
كم صائن عن قبلةِ خده
وحامل ثقل الثرى جيدُه
إلا إذا قيس إلى ضده
لم يفخر المولى على عبده
يعجز أهل الأرض عن ردِّه
سلِّطت الأرض على خدَهِّ
وكان يشكو الضعف من عقده
وفي قصيدة أخرى يفخر فيها بنفسه فيضمن قصيدته حكماً عامة فهو الذي سيصنع المجد بعفة وإقدام وحزم وهو وإن جاء متأخراً عن المبدعين الأوائل فإنه سيصنع ما عجز عنه أولئك القدامى فيقول :
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
أعندي وقد مارست كل خفيَّةٍ
أقلُّ صدودي أنني لك مبغضٌ
إذا هبّت النكباء بيني وبينكم
وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم
وإني وإن كنت الأخير زمانه
وإن كان في لبس الفتى شرف له
ولي منطقٌ لم يرض لي كنه منـزلي
لدى موطنٍ يشتاقه كلُّ سيدٍ
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص
وكيف تنام الطير في وكناتها
فلو بان عضدي ما تأسَّف منكبي
فيا موت زُرْ إن الحياة ذميمةٌ
وقد أغتدي والليل يبكي تأسفاً
كأن الصَّبا ألقت إليّ عنانها
فإن كنت تبغي العزّ فابغ توسطا
توقى البدور النقصَ وهي أهِلَّةٌ
عفاف وإقدم وحزم ونائل
يُصَدَّق واشٍ أو يخيَّب سائل
وأيسر هجري أنني عنك راحل
فأهون شيءٍ ما تقول العواذل
بإخفاء شمسٍ ضوؤها متكامل
لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
فما السيف إلا غمده والحمائل
على أنني بين السماكين نازل
ويقصر عن إدراكه المتناول
تجاهلت ، حتى ظُن أنَّي جاهل
وواأسفا كم يُظهر النقص فاضل
وقد نُصِبَتْ للفرقدين الحبائل
ولومات زندي ما بكته الأنامل
ويا نفسُ جدِّي إن دهرك هازل
على نفسه والنجم في الغرب مائل
تخبُّ برجي مرة وتُناقل
فعند التناهي يقصر المتطاول
ويدركها النقصانُ وهي كوامل
أما في آرائه الفلسفية فإننا نجد أبا العلاء يلقي إلينا بنثرات من نظرته إلى الحياة وما وصل إليه من خبرة في التعامل معها فينصح بأن يكون التعامل معها عاقلاً ويخبرنا أنه يريد أن يسمعنا أنباء صحيحة علينا أن نلتزم بها :
غدوت مريض العقل والدين فالقني
لتسمع أنباء الأمور الصحائح
فلا تأكلن ما أخرج البحر ظالماً
ولا تبغ قوتاً من غريض الذبائح
ولا بَيْض أمّاتٍ أرادت صريحهُ
لأطفالها دون الغوائي الصرائح
ولا تفجعَنّ الطير وهي غوافل
ج
بما وضعت فالظلم شر القبائح
ودع ضرب النحل الذي بكرت له
ج
ج
كواسب من أزهار نبتٍ فوائح
فإن ترشدوا لا تخضبوا السيف من دمٍ
ولا تلزموا الأميال سبر الجرائح
ويعجبني دأبُ الذين ترهبوا
سوى أكلهم كدّ النفوسِ الشحائح
ج
وأطيبُ منهم مطعماً في حياته
سعاةُ حلالٍ بين غادٍ ورائح
ومن شرِّ أخلاقِ الأنيس وفعلهم
خوار النواعي والتدام النوائح
ج
وبعد .. فإن أبا العلاء لم ينظم في كل فنون الشعر فقد ترك منها مالا يتلاءم مع طبعه وخلقه كالهجاء وصف الخمر والتغزل بالغلمان والمجون ووصف الصيد ومجالس اللهو وغير ذلك ، ولو أنه كتب في عهد الصبا قصائد مدحيَّةٍ ابتغى منها جوائز مادية ولكنه أقصر عن ذلك فيما بعد لأن هذه السمة ليست من طبعه فأدبر عنها وأهملها.
وقصر شعره بعد العزلة على المواضع التي ذكرناها من أمثال الرثاء والفخر والحكمة والوصف.
وأهم ما يميز شخصية أبي العلاء هي طرقه للمواضع الفلسفية بشكل واسع وكذلك انصرافه إلى المواضيع الأخلاقية التي خصصها ديواناً كاملاً.
ويمتاز أبو العلاء عن غيره من الشعراء بإفراده لموضوع مستقل لم يطرقه غيره من الشعراء قبل ذلك هو موضوع الدرعيات الذي نظم قصائده قبل أن يعتزل الناس والدنيا مع أن هذا الموضوع ليس من الموضوعات التي يميل إليها لأنه يحب السلم بطبعه. ولكن أبا العلاء كان في هذا مقلداً لغيره من الشعراء. خاصة وأنه كان في طور الحداثة ولم تكتمل شخصيته بعد.
وأكثر الشعراء الذين تشبه بهم في حداثته هو أبو الطيب المتنبي الذي كان معجباً به وبفخره بنفسه ومعانيه التي رأى أن كل الشعراء قبله لم يصلوا إلى تلك المعاني وقصته مع الشريف المرتضى تؤكد ذلك. وكذلك نجد فخره يقترب كثيراً من فخر المتنبي فقوله :
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
عفاف وإقدام وحزم ونائل
إلى أن يقول :
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
بذكرنا بقول المتنبي لسيف الدولة :
سيذكر الجمع ممن ضمن مجلسنا
ج بأنني خير من تسعى به قدم
إلى قوله:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وأخيراً نجد أن أهم ما يميز أبا العلاء ويرفعه إلى المكانة التي ارتقى إليها في الأدب العربي هو شعورنا بصدقه في قوله وإخلاصه للحقيقة وتفانيه في مهاجمة الفساد للقضاء عليه، ونبل مقصده في ذلك وارتفاعه عن التفرد بذاته أليس القائل
ولو أني حبيت الخلد فرداً
لما أحببت بالخلد انفرادا
فلا هطلت عليّ ولا بأرضي
سحائب ليت تنتظم البلادا
دعبد الحميد ديوان

أَشْتَاقُ صَوْتَكَ بقلم الشاعرة نزهة المثلوثي / تونس

 أَشْتَاقُ صَوْتَكَ

أشْتَاقُ صوتَكَ ..يَوم الحُبِّ يأخذني
فوق السّحاب على الآمَال يُبقيني

لَم أَدْرِ كَيف رَميْتَ النَّبضَ في شَغَفٍ
بين الرّياض عَلى وَعْدٍ تُلاقيني

والحال عِيدٌ بأنسام مرنّمة
منسوجة الزَّهْرِ مِنْ أَحْلَى التَّلَاوينِ

أشتَاق صَوتَكَ عند الوَصْل أغنيةً
هَلَّا شَدَوْتَ مع الْألحَانِ في الْحِينِ

أشْتَاقُ رِفْقَكَ لَمَّا الْحَالُ يُتْعِبُني
كأسُ الغِيَابِ عَلى الأنْحَاء ترويني

أشتاق وَعْدَكَ إنّ اللَّحْدَ يَفْصِلنا
والفَصْلُ وَيْلٌ
وَشَوْقِي صار يٌشْقِينِي

البحر البسيط
نزهة المثلوثي / تونس

سُحُب الظّلام وغمرة الأحزان ... (من وحي عيد مهجَّر في مخيّم) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس

 سُحُب الظّلام وغمرة الأحزان ... (من وحي عيد مهجَّر في مخيّم)

سُحُبُ الظَّلَامِ وغَمْرَةُ الأَحْزَانِ
هَـزَّتْ نُـهَـايَ بِـمُؤْلِـمِ الأَحْزَانِ.
وتَذَكُّرُ الأَحْبَابِ زَادَ فَـهَاجَنِي
فِي لَيْلَـتِي، فَـانْـهَـلَّ دَمْـعٌ قَـانِ
فِي لَيْلَةِ العِيدِ "الكَبِيرِ" وذِكْرُهُ
سَـرَّ القُـلُـوبَ بِمُـبْدِعِ الأَلْحَانِ
نَسَجَتْ حُرُوفِي مِعْطَفًا رَزَحَتْ بِهِ
رُوحُ اصْطِبَارِي، مِعْطَفَ الأَحْزَانِ
جَنَّ الدُّجَـى فَأَتَـى لِقَلْبِي بِالضَّنَـى
وأَتَـى لِغَيْرِي بِالسُّرُورِ الهَانِي
فَسَهِرْتُ أَنْقُدُ سَهْمَ دَهْرِي أَدْمُعًا
وأُدَافِـعُ الأَحْزَانَ، وَهْيَ دَوَانِي
وأَتَـاحَ غَيْـرِي لِلْـمَـسَـرَّةِ عَـالَـمًـا
نَقَـدَتْ مَزَارَهُ ضِـحْـكَةُ الأَقْرَانِ
يَا عِيدُ، يَا عِيدَ الـمَسَرَّةِ والهَـنَا
هَا لَيْلُكَ الدَّاجِي الطَّوِيلُ شَجَانِي
قَدْ طَالَ حَتَّى خِلْتُ أَنَّـهُ أَدْهُرٌ
واسْـوَدَّ حَـتَّى تَــاهَ فـيـهِ كِـيَـانِي
فِيـهِ، تَعَـالَتْ لِلسَّـمَـاءِ مَسَـرَّةٌ
تُنْشِي النُّجُومَ، بِـفَـرْحَةٍ وأَمَانِي.
وبِـهِ، تَـعَالَتْ زَفْـرَتِي، بِـأُوَارِهَا
تَشْكُو النُّجُومَ تَـوَجُّـعِي وهَوَانِي
فِيهِ احْتَمَى الخِلُّ الضًّعِيفٌ بِخِلِّهِ
وذَوُو الفَتَى غَمَرُوا الفَتَى بِحَنَانِ
وبِهِ احْتَمَى بِي شَوْقُ مَنْ أَنَا ذَاكِرٌ
وبِعَادُ أَهْلِي فَارْعَوَتْ أَحْزَانِي
فِيـهِ، أَنـَارَ الـحُـبُّ قَـلْـبَ مُـتَــيَّـمٍ
لَقِيَ الحَبِيبَ فَمَادَ كَالسَّكْرَانِ
وبِهِ تَكَالَبَتِ الـهُمُومُ عَلَى الـحَشَى
وتَنَاءَتِ الأَفْرَاحُ فِي أَحْزَانِي
فِيهِ، قَدِ اجْتَمَعَ الصِّحَابُ بِـأَهْلِهِمْ
وبِـهِ بَكَتْ أُمِّي لَدَى فِقْدَانِي
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَيْـرِ أُمِّـي فَـرْحَـةٌ
ولَهَا دُمُوعٌ أَجْـهَشَتْ إِخْوَانِي
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَـيْـرِ قَـلْبِي شُعْلَةٌ
ولَهُ طَلِـيسٌ حَـالِكُ الأَرْكَانِ
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِـغَيْـرِ عَيْنِـي قُـرَّةٌ
ولَـهَـا سُهَادٌ، مَا رَأَتْ عَيْنَانِ
طَالَ التَّـقَلُّبُ فِي الفِـرَاشِ وإنَّنِي
بَيْنَ الأَخِلَّةِ سَاهِرُ الأَجْفَانِ
هَا قَدْ هَزَمْتَ مَع التَّعَلُّلِ خَاطِرِي
فَارْحَمْ، سَأَلْتُكَ، لَسْتُ لِلْأَشْجَانِ
إِنِّي ضَـحِيَّةُ ظُلْـمِ مَنْ أَنَا أَشْتَكِي
للهِ جَـهْـلَـهُ قِيـمَةَ الإِنْسَان ...
حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس
خواطر : ديوان الجدّ والهزل
Peut être une image de personne, enfant, debout et plein air

أَنْتَ الْكَرِيمْ بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 أَنْتَ الْكَرِيمْ

الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
يَا رَبِّ حَقِّقْ لِي جَمِيعَ هَنَائِي= أَنْتَ الْكَرِيمُ تُجِيبُ كُلَّ دُعَائِي
يَا رَبَّنَا لاَ تَنْسَنَا لاَ تُخْزِنِي=يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَاكَ كُلُّ رَجَائِي
يَا رَبَّنَا قَدْ طَالَ شَوْقِي رَاجِياً=عَادَ الْحَنِينُ وَزَادَ فَيْضُ بُكَائِي
اَلْبُعْدُ قَاسٍ وَالنَّدَامَةُ طَبْعُهُ=تَكْوِي وَتَلْسَعُ سَاعَةَ الظَّلْمَاءِ
يَا رَبَّنَا اقْبَلْنَا وَتَوِّجْ سَعْيَنَا=بِالنُّجْحِ وَالتَّوْفِيقِ وَالْإِعْلاَءِ
فَلَقَدْ نَسِيرُ عَلَى طَرِيقٍ وَاحِدٍ=دَرْبِ الْهُدَى وَمُجَمَّعِ النُّبَلاَءِ
نَحْنُ الْتَجَأْنَا لِلْإِلَهِ فَلَيْتَهُ=يَهْدِي وَيُسْعِدُ أَنْفُسَ الْبُسَطَاءِ
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

أحلام سعيدة بقلم الشاعرة منيرة الحاج يوسف/جربة

 أحلام سعيدة

منيرة الحاج يوسف/جربة
أيّها النّجم المعلّق في عيوني
يحرسك القمرُ
يؤرجحُك حنيني
بيني وبيني
أهديكَ روحي وسُؤالي
ماذا لو كنتَ نايًا أوقيثاره؟
أو كنتَ حلما...
ماذا لو كنتَ ورودًا؟ أو ردودا لسُؤالي؟
ماذا لو كنتَ هوائي؟
أوحتّى أرضي أوسمائي؟
كنتُ سأرويكَ بمائي
أنت خمرٌ أحتسيهِ
لمّا يشتدّ انتشائي
وحدَنا سِرنا طويلا
في طريقِ الحبِّ
دون أن نَسألَ الحبَّ
لمَ نحن هنا ؟
كيف للعاشق أن يعرفَ
قدرَ الاكتفاء
نمْ أيّها النجمُ الجميلُ
يؤرجحك الحنينُ وأحلامٌ
يزيّنها الأملْ
غدا سوف لن يُعييك حزنٌ
أوْ ألمْ
سيكون النّبضُ أقوى
ويكون العمرُ أحلى
ويكون العشق أعلى أوتارِ النّغمْ
Peut être une image de 1 personne


الكفّ يلْقن والضّروس لَتطحـنُ بقلم الكاتب محمد سيد أحمد

 الكفّ يلْقن والضّروس لَتطحـنُ

لا حلــو تـــــفــــــقــــــه أو مــــرار تتـــقــنُ
إنّــي كــــذلك بالأمــــــــور شبــــيـهــــها
أمـضغـن دونما أيّ شـئ أمـعــنُ
ما عـــاد عــنـدي للــتّــذوق حــسّــــة
لفسـاد أُكـُل بالــحــشــــاء يــعــفّـــــنُ
كم لاك فكّي بالطـّعام المفــسد
والبطن تهضم بالكظوم وتبطنُ
أمعائي طاقــت وبـن آدم لم يزل
فيهـا يــــغـــــــذّي بالـشِّــرار ويكـمــنُ
كم نهم واش في لحامي جالس
على مـــوائـد مــن حـديث يـخــتـنُ
أفمام سمّ ونياب ســلّ بظهريَ
وأمــامـي طبّ لــي دواء يســــكّنُ
لا مـــا تَكـفّـوا الحـادثــــات وهـــولها
بي، فالزّمـان كفيل عنـهم يظعنُ
أنا حامــــل مــــا لا تــطيـقــــه حامـل
في عزّ عسر حين طلقها يسخنُ
أنا بي أجن لا تسع أشهر نجبهم
فلَنجبهـم فـي حين موتـي يـؤذنُ
ألا إذ تركني كل واشي إلى القدر
ويغضّوا عن غضّ ورهِن يكفنُ
أو يشــــــركون بأصنــــــــــــمِ مـــــا أنــــــــا
فيها ، لواشــوا كـيف بـربّـه يؤمـنُ
أسرار مطوية
بقلمي
محمد سيد أحمد

الأسيـرُ…… .…….أسيــرُ بقلم الشاعرة عزيزة بشير ‏

  ماءٌ وَمِـلحٌ والأسيـرُ…… .…….أسيــرُ

والجوعُ يفتُـِكُ………والفَـِكاكُ عَسيرُ!
والسِّجْنُ أُتْخِمَ ……..بالإدارِي وَغيْرِهِ
والجَوْرُ عَـمَّ.…….على الجميعِ يَدورُ!
سَجّانُ مَـدّد أسْرَهـمْ ..… ..وَعَـذابَهُم
وَبِـلا مُحاكَمَـةٍ ……….طَغـاهُ فُـجــورُ !
مِنْ غيْرِ ذنْبٍ….. …..قيّدوهُ بِسِجْنِهـم
أنَـذالُ جاروا ..……….. والأسيرُ أسيرُ !
صُهيونُ شطَّ بِجَوْرِهِ……………وَفُجورِهِ
سَلبَ البلادَ ………….على العِـبادِ يجورُ
إضرابُ عُمِّمَ في السُّجون. ..سِلاحُهُمٍْ
أمْـعـاءُ خـاوِيَـةٌ …………. عَـلـيْـهِ تَثـورُ:
"لا (للإدارِي) …………لا لِسوءِ تَـعـامُـلٍ
لا للِسُّجونِ…. ………صَغـيـرُنا وَكَـبـيـرُ
كـُلٌّ يَبيتُ على الطّوى ………. وَيَظَـلُّـهُ
إمّـا الشَّهـادَةُ………أوْ بِـهِ منصـورُ "!
هبّ الجميعُ…. . . .( بِغَـزّةٍ )وَ(بِضِفّـةٍ)
فالرّوحُ تُزْهَـقُ………….. والعَـناءُ كَبيـرُ!
في كُـلِّ بيْـتٍ ……. …تَـلْتَـقي بِشَهــادَةٍ
يُــتْـمٌ وَحُـزْنٌ …………. قـائــمٌ وَأسـيــرُ
يا كُلَّ خلْقِ اللهِ …………هلْ مِنْ وِقْفَـةٍ؟
أيُـبـادُ شعْـبٌ ………. بالحَياةِ جَـديـرُ؟!
أيُهانُ(أقْصى). ……. .والكنيسةُ تُزْدَرى؟
والجُرْحُ واحِدُ……….. والمَصيرُ مَصير؟!
عزيزة بشير ‏

يا أنا بقلم الأديبة صليحة الهلولي

 يا أنا

كل الألحان
من بعدك
نشاز
إلا صوتك
يُعزَفُ سنفونية
بين أوردتي
صليحة الهلولي
Peut être une image de 6 personnes, foulard et texte