الأحد، 1 أغسطس 2021

قصة من صميم الواقع الجزء السابع بقلم نادية التومي / جويلية 2021

 قصة من صميم الواقع

الجزء السابع
تمر الأيام العصيبة على جاهدة مع طفلتيها، وكانت الام ناجية تساعدها في كل شؤون البيت، وكان عبد المجيد يتحمل أعباء بيت ابنته وبيت ابنه الذي يسكن فيه معه، يخرج الاب في الفجر بعد تنظيف سيارة الأجرة فهو مريض بالوسواسة فكل حريف يركب معه يقوم بالتعقيم بعده، كانت رحالاته خارج المدينة وعند عودته في المساء كان يشتري ما لذ وطاب من كل مدينة يقصدها وكان يقسم كل ما يشتريه بين البيتين. كان عبد المجيد يعيش نوع من الحرمان من بعد زوجته، فهي كانت تعوضه حرمان الوالدين فهو تربى يتيم في بيت اعمامه في ساحل البلاد اين كان يمتلك أراضي شاسعة من الزيتون والذي باعها عندما وصل الى سن الرشد وقصد المدينة اين استقر في احدى مناطقها الجنوبية الساحلية. اشترى عبد المجيد آنذاك العديد من المنازل والمخازن والدكاكن ولكن طيشه والسهر والمجون لم يترك له غير بيته الذي كما سبق قلت باعه من اجل يوسف. ورغم انه كان يعيش في رغد العيش وعندما زال عنه لم يتغير بل واصل حياته وعمل جاهدا لكسب رزقه. كان عبد المجيد له كبرياء ولا يمد يده لاحد رغم انه كان ممكن ان يستغنى في أيام الاستعمار ويكرم من رئيس البلاد في ذلك الوقت, وهذه المعلومة لم تذكر في تاريخ تونس لانه احتفظ بها لنفسه غير ان هناك خطاب مشهورا للزعيم بورقيبة يقول فيه أتمنى ان اعرف ذلك الرجل الذي هربني من جيش المستعمر الفرنسي في سيارته الذي اخفاني بها باحكام لأحضر مؤتمر بالوطن القبلي. لم يستغل الوضع مثل ما فعل العديد من جيله واغتنموا البيوت والأراضي، كان لا يحب التطرق للموضوع لانه يريد ان يعيش مع أولاده بعرق جبينه.
جاهدة اعلمت زوجها نديم انها لم تعد تصبر على اهماله لها وانها قررت الطلاق، بعد ثلاثة أيام من تلك المكالمة طرق باب المنزل في المساء استغربت ناجية من سيكون الطارق في تلك الساعة المتاخرة فعبد المجيد مر قبل صلاة المغرب، وسألت ابنتها التي كانت ترضع آمال، اذ كان احد الجيران اتى لحاجة ما، لم تجد جاهدة ما تقول فهي متعجبة لان الجميع يعرفون انها تسكن وحدها مع والدتها وعيب ان يطرق احد الباب في تلك الساعة على نسوة. تقدمت ناجية نحوى الباب بخطى ثقيلة وهي خائفة وقالت من الطارق؟
كان السكون يعم المكان في ليلة مظلمة وممطرة.
عاودت القول من الطارق؟ فرد عليها صوت يرتجف من البرد القارص افتح الباب.
قالت له من انت؟
قال انا نديم الم تعرف نبرات صوتي
انصمدت ناجية جامدة امام الباب ثم فتحته وقالت: من؟ هل انت نديم حقا؟ متى اتيت؟ كانت الأسئلة وراء بعض بدون توقف، تقدم نديم منها وقبلها من جبينها وقال لها: ام ناجية كيف الحال؟ اين جاهدة والبنات؟
سمحت له بالدخول بدون ان تنطق بكلمة وكانت كل اشاراتها بالإيماء، واذا بجاهدة تخرج من غرفتها ، نظرت في دهشة وقالت : نديم هذا انت؟ كيف ذلك ومتى جئت ولماذا لم تعلمني بموعد وصولك؟ هرول مسرعا نحوها وارتمى بين احضانها وكان الدمع ينهمر من عينه. تعانق الزوجين بعد طول غياب دام اكثر من سنة ونصف. وقال انني رجعت فانا لا استطيع ان ابقى بعيدا عليك وعلى البنات ولقد مللت الغربة وكانني لم اكسب شيء هناك متعللا ان الحياة صعبة وباهضة هناك متناسيا ان كل ما يجمعه يصرفه بين معلوم الكراء والسهرات هو واخته. دخل نديم لغرفة الجلوس وسأل على بناته فقالت جاهدة انهن خلدن للنوم، فليتركهن للصباح، مشى نديم على اطرافه أصابعه ليلقي نظرة عليهن ويشبع من رؤيتهم فخاصة آمال لا يعرفها الا من الصور. نظر اليهن والدمع على الخد. خرج من غرفة النوم وجلس على الكرسي ليأخذ لفافة سيجارته ويشعلها، صاحت عليه ناجية ومنعته من ذلك فالبيت صغير وليس فيه هواء وهناك طفلتين صغيرتين، تأسف لها وقال انه نسى ذلك ولم يتعود على الامر. كان نديم هزيلا والتعب ظاهر على وجهه، عاد حاملا حقيبة بالية، مهشمة من جوانبها، وضعها على الأرض وفتحها وبدأ يخرج ملابسه الرثة ، وبعض الهدايا لجاهدة وللبنتين، قال انه لم يقدر ان يشتري اكثر من ذلك فالمال الذي بحوزته اشترى به تذكرة العودة للوطن. قالت له جاهدة: ليس مهم كل هذا، المهم انك عدت وسنتحدث غدا على كل شيء وعلى مشاريعك المستقبلية. سكت نديم للبرهة وخرجت منه تنهيدة كبيرة. وضعت ناجية الطعام امامه وطلبت منهم الالتفاف حول المائدة، كان يأكل بلهفة كأنه لم يأكل منذ مدة، فأكله في بلاد الافرنج كان باسلا ليس فيه طعم ولا لذة.
بعد الأكل غسل نديم اطرافه ودخل ليستلقي على الفراش مع زوجته فقد اشتاق رائحتها. فكانت ليلة غرامية بين الشوق والجدال حتى اتى فجر الصباح، واستفاقت الام ناجية لتحضر الفطار وتصلي صلاتها وكانت تسمع في غرفة ابنتها الهمسات والضحكات، خجلت من الامر وقررت بين نفسها مادام زوج ابنتها عاد ستعود لبيتها. استفاق الجميع من النوم، غيرت جاهدة ملابس بناتها الصغار وارضعت آمال، وكان نديم يلاعبهم في اول وهلة خافت سليمة بنت السنتين منه وبعد ذلك بدأت تتقرب منه فهي نست ملامحه، اخذ نديم فطوره مع عائلته واحس براحة بال لم يعهدها من قبل، وشكر حماته على كل ما قدمته في غيابه. بعد فطور الصباح قالت ناجية لهم انها ستعود ادراجها لبيتها، فترجتها جاهدة ان لا تتركها فهي صغيرة ولا تقدر وحدها ان تعيل ابنتيها. مهمهت ناجية وقالت اترك الامر الان وسنناقشه مع والدك وباقي العائلة. خرج نديم من البيت في اتجاه بيت امه واعدا زوجته انه لن يتأخر. هاتفت ناجية من دار الجيران اهل بيتها لتعلمهم بعودة نديم، فرح الجميع لان عبأ كبيرا كان على عاتقهم انزاح وقالوا انهم سياتون في المساء ليرحبوا بنديم ويتمنوا له عودة ميمونة.
بقلم نادية التومي / جويلية 2021
يتبع
Peut être une image de 1 personne et monument

أنْتَ مَدارِي بقلم زينه سلامه /ليبيا

 أنْتَ مَدارِي

فدربُ الحُبِ ليسَ لهُ مخْرج
وعطْرُك يمْلأ الأجْواءَ حوْلي
وذكرَياتُك تنْسابُ مع دمُوعي
وكُلّ الهَواء يَعجُ بالحُبِ
ويجْعلُ أنْفاسِي تَشْتَعِل
فاذعِن لقلبِك ..
واطْلِق سَراحَ الأمَلِ
لتنْحني العَواصِفُ
وتنْهمرُ الأحْلامُ
ودعْ تنْهِيدَاتَنا تَتعانَق
وتَعْزِفُ نبَضَاتُنا....
لحْنَ الهَوى الخَالِد
...
زينه سلامه /ليبيا
Peut être une image de 1 personne


.... وفاء.... بقلم الشاعر ... علي السعيدي ...

 .... وفاء....

رحلت حبيبتي وطرق بابي القدر
حين عودتك المقدّسة
وأوصيت أن يذروا رماده بنهر قلبي
وللأبد أحرقت جثمان عيدي
وانتظرتك نغما ببحر لك وحدك
وحلم اعتراني لا يخضر
ليسحقني الوعد الآفل
كل يوم يغيب وانت على الصّدر متوجة
ويحي أرضك بالورود والشّموع
يسبّح للّاتي يرصّع أغصانه باللّؤلؤ
وانتظرتك غير الأمس
ومن الحب ما لم يرافق فجره قمر
وإنّي غدوت صدى لحظات وجد
تناسيت أنّ الزّمان يجاوز زماني
بين الحنين والشّوق
يا وعدا في ثنيات الرّحيل
في تقديس ذكرى عازف الوتر
كي أقيم المدى
وأسدلت وشاحا
على الشّمس
حتى اقتنعت شريعة الحبّ
نجم بخمرة العشق
يوحى أنّ في صمت اللّيل المخمليّ
... علي السعيدي ...
Peut être une image de 1 personne, position debout et plein air


أنا و البحر للشاعرة زهيرة فرج الل

 أنا و البحر


البحر وأنا كنّا صديقين
في هذه الصّائفة شيء ما تغيّر
نوارسي البيضاء
كانت تحلّق بأجنحتها
وتفْرِدها مجتمعة
في شكل قلب يحتويني
وتعزف لقدومي
سمفونيّة التّرحيب والسّعادة
هذا العام
هي على غير العادة
ربما هجرت المكان
فما هي بواعث الأمل ؟
وما يجعلها تتشبث بصخرة النسيان ؟
مكانها اِحتلّته طيور أخرى سوداء
لا تعرفني لا ترحب بي
قد تكون من الطيور الخرساء
تستنفذ ما في البحر
في صمت وحذر المحتلّين
تُراك نوارسي الجميلة نفقتِ جوعا؟
أم كمدا؟
أم رحلت غير آسفة على موطن
لم يضمن لكِ سبل البقاء.؟
أم بعتِ الصخرة ؟
ترى ما كان الثمن؟
كنتُ أجلس قبالة البحر
أمخره بآمالي وأحلامي
ويمخرني بنسيمه العليل
فازفر ملئ رئتيّ
مخزون آلام و إحباط المسيئين
هذه الصّائفة لم أطلِ البقاء
لا لأنّ ظهري يؤلمني
أو بسبب نظارتي الطبية الجديدة
الّتي ما اِعتدتُ عليها بعد
لا ، وإنّما لأن النّوار سَ
لم تَطِرْ بي كالعادة إلى ما وراء البحر
حيث حبيبي ينتظرني
ولا اِسْتعْذبْتُ النّظر إلى جهة اليمين
حتى يصل البصر إلي آخر مداه
وتلتحم السّماء بالبحر
في وصلة عشق أبديّة
ويجعلني ذاك البهاء
أعيش في الماضي الضّبابيّ
ولا أستفيق إلّا وخيوط الشمس تجلدني
وأحسبها سياط الشّوق
حتّى الرّمل أزعجني
أو ربّما أنا من أزعجه
أين هدوئي وراحتي ؟
أين ما ينبعث منّي
مِنْ إشعاع طاقتي الاِيجابيّة
الّتي تستقدم حولي
قطط وكلابَ البحر السّائبة
لتأكل من يدي الخبز و"الصّلامي" ؟
ونلقى الباقي إلي البحر
فيجتمع السّمك
ويفرح الصّياد
ويلقى عليّ التّحية
هذه الصّائفة
خرجتُ من بوتقة الأحلام
كان الواقع أمرّ من أن يمرّ مغموسا في حلم لذيذ
حبيب أحلامي هذا الصّيف
أرعن، أنانيّ، مزاجيّ
صعب الشّكيمة حيّرني وأرّقني
حبّهُ غيّرَ للبحر طعمه ولونه
وهجّر نوارسي
وجعل حبّات الرمل
تفرّ من وقع قدميّ
خوفا من أن تؤثّر فيها كآبتي
شعر زهيرة فرج الله
حي النسيم قليبية
تونس 29جويلية 2021

( أحببتك منذ ألف سنة) بقلم الشاعرة كريمة الحسيني

 ( أحببتك منذ ألف سنة)

أحببتك
منذ ألف سنة
منذ كان أهلنا
يرتبون أفكارنا
يرسمون أحلامنا
يسنون لنا القوانين
و يقصون أجنحتنا
كي لا نطير
أحببتك منذ أن عبرنا معا
حاجز المستحيل
و لونا ذكرياتنا المشتركة
الحزينة
حين عانقتني بشوق السماء
و قلت أين كنت يا مجنونتي
الحسناء
أحببتك حين منحتني نفسك
و نظرت في تفاصيلك
الغارقة في البهاء
أحببتك منذ ألف سنة
كريمة الحسيني
Peut être une image de 1 personne et lunettes


هل ينقذ الرئيس قيس سعيّد البلاد والعباد..من عقال الفساد والمفسدين..؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هل ينقذ الرئيس قيس سعيّد البلاد والعباد..من عقال الفساد والمفسدين..؟

وسط ذهول وإستنكار ومبباركة،انقسمت المواقف في الشارع والقوى السياسية التونسية،بعد إعلان الرئيس قيس سعيد في الأيامة القليلة الماضية،تجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة وتولي السلطة التنفيذية بنفسه.
وأعلن بيان رئاسي عقب"أنتفاضة" 25جويلية 2021،تفعيل قيس سعيد الفصل 80 من الدستور والذي يوصف بالسلطة الجبارة في يد الرئيس،متخذا جملة من القرارات بررها بحفظ "كيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها وضمان السير العادي لدواليب الدولة".
هذا،وقرر سعيد تجميد عمل البرلمان مدة 30 يوما ورفع الحصانة عن كل نوابه،فضلا عن إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه.
ودعت رئاسة الجمهورية التونسيين إلى "الانتباه وعدم الانزلاق وراء دعاة الفوضى".
ووصف رئيس البرلمان وحركة النهضة راشد الغنوشي في تدوينة على صفحته الرسمية على فيسبوك ما قام به الرئيس قيس سعيد بأنه "انقلاب على الثورة والدستور"، مؤكدا أن أنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون على الثورة..!!
"سي قيس"-كما يحلو للبعض أن يناديه-خبير في الفقه الدستوري،وهو،في موقع اختصاصه، أحدُ الفقهاء الكبار المشكّكين في نجاعة الديمقراطية التمثيلية البرلمانية،في التعبير عن إرادة الشعب.
ومنهنا،فهو يميل،مع غيره من المختصّين الكبار،إلى الديمقراطية التشاركية،أو الديمقراطية المباشرة في التعبير عن إرادة الشعب،استناداً إلى تجارب تاريخية،منذ اليونان القديمة،إلى كومونة باريس (عام 1870) وحركة "المير" في روسيا عام 1906،إلى الجمعيات العمومية العمالية والفلاحية في إسبانيا وأوروبا، إلى تجربة سويسرا والحركة "الزاباتية" في المكسيك عام 1994.. إلخ (راجع،على سبيل المثال: أنطوان بيفور، "نحو ديموقراطية تشاركية"، منشورات الصحافة في العلوم السياسية،باريس، 2002).
الثابت أن الرئيس سعيّد ليس من الدوغمائيين، الذين يتخيّلون الدستور والديموقراطية التمثيلية كتابَين إلهيَّين مقدَّسين، يُتَّهَم من يشكّك في قدسية وجودهما بصبغة الإلحاد أو الشعبوية، كما يتخيّل بعض المحرّضين وبعض محدودي الأفق أن سعيّد يستلهم نظرية -أحد الزعماء العرب الراحلين-.
ليست -مجاملة-مني حين أقول أن الرئيس قيس سعيّد ليس من دعاة التغيير الثوري للنظام،ولا الظروف الداخلية والإقليمية متاحة لتعيير جذري قد يشوبه العنف وجرائم المجموعات البربرية،والتي لا تزال أميركا تحتفظ بخدماتها في المنطقة.فسرقة الثورة ولجم زخمها في تونس أدّيا إلى زيادة نفوذ قوى الثورة المضادة ومصالحها،والى استفحال الخراب،سياسياً واجتماعياً.
وهنا أضيف :لم يعد ممكناً بأي حال من الأحوال أن تستمر الأوضاع على حالها بعد أن بلغ السيل الزُبى ولم يعد للتونسيين ما يخسرونه،فكان لا بد من أن يحصل شيء ما بحسب توقعات أطراف محلية وخارجية.وكانت البداية بانطلاق حراك شعبي جديد شمل أغلب مدن الجمهورية (حراك 25 جويلية 2021) حمل مطالب اجتماعية،وصبّ جام غضبه على "حركة النهضة" مقتحماً مقراتها،ثم تبعته قرارات الرئيس قيس سعيّد التي وصفه البعض ب"الإنقلاب"!
ولعل في خروج تونسيين بكثافة إلى الشارع للاحتفال بقرارات رئيس الجمهورية-كما أشرت- رغم حظر التجول،دليل على ما في قلوب الكثير من التونسسين من غلّ،وسخط على "حركة النهضة" التي يحملونها المسؤولية عن تردي أوضاعهم المعيشية وعلى الكارثة الصحية التي طاولت البلاد وأفقدتهم الكثير من الأقارب والأصدقاء والأحباء.
ويرى هؤلاء في قيس سعيّد المنقذ للبلاد من براثن من عبثوا بالدولة طيلة العشرية الماضية وهو ما يبدو أنه دفع "الأستاذ قيس" إلى اتخاذ هذه الخطوة الجريئة التي كانت منتظرة داخلياً
وخارجياً.
ما أريد أن أقول؟
أردت القول بأنّ الديمقراطية التونسية الناشئة تمكنت-ببراعة واقتدار-من خوض تجاربها الانتخابية بنجاح،من أجل إرساء منطق الانتخاب،بدل فكر الانقلاب،والاستحواذ غير الشرعي على السلطة،وهو أمر يمثل درساً مهماً لكل متابعي التجربة التونسية على الصعيد الديمقراطي،حيث يمكن اعتبارها دليلاً على حيوية المجتمع السياسي،وسرعة تشكله،وسيره بخطوات واضحة نحو الوضع الديمقراطي النهائي،وينبغي أن ندرك أن الديمقراطيات،جميعاً،إنما قامت على نمط من الإكراهات،وعلى صراعات سلمية بين القوى المختلفة،لتستقر،في النهاية،على نمط حكم قائم على توازي السلط وتقابلها ومراقبتها بعضها بعضاً..
وإذن؟
تونس قادرةإذا،على الانتصار على فجوة الانحطاط والترجرج،إن توفّرت الإرادة الوطنية الصادقة، واستنفر المجتمع المدني كل قواه كي يكون سدا منيعا أمام كافة التحديات،وغلّب الجميع العقل على النقل.. والرتق على الفتق.. بمنآى عن كل المصالح الحزبية أو الفردية أو الفئوية..
لست أحلم..ولكنّه الإيمان الأكثر دقة في لحظات المد الثوري الخلاّق..من حسابات بعض السياسيين من ذوي المصالح الحزبية الضيقة..
وهنا أختم :
إنّ الأزمة التونسية هي أزمة مجتمعية "بنيوية" وهي تتجاوز-في تقديري-مؤسسة رئاسة الجمهورية،بل تفيض على مجمل الحقل السياسي.ولا يمكن بأي حال إعفاء كل الفاعلين الجماعيين-في المستوى السياسي وغيره -من مسؤولية تعميق تلك الأزمة أو الدفع بها نحو ممكنات كارثية.
وقد لا يكون الحل في ضرب "الديمقراطية التمثيلية" بقدر ما هو في تغيير آليات/ منطق إدارتها (وهذا ما يسعى إليه-دوما في تقديري-الرئيس قيس سعيّد)،وهو أمر لا يمكن أن يحصل في المدى المنظور أو المتوسط إلا بظهور"كتلة تاريخية" تعيد تشكيل الحقل السياسي،بل تعيد بناء "المشترك المواطني" أو "الكلمة السواء" بعيدا عن الأطروحات الحالية التي لم تورّث البلاد إلا مزيدا من الفساد والتبعية رغم كل اداعاءاتها ومزايداتها.
محمد المحسن


دروب بقلم الشاعر لطيف الخليفي/تونس

 دروب

دروب الشوق تناديني
وتقف على ربوة دربي
تستبيح دمعي
وتعانق بقية احزاتي...
تسافر ٱهاتي عبر أزقة
......جروحي
وتلازم صمت شراييني
وتنام على صدر ذكرياتي
وتتوه بين ثنايا أمسي
فتلامس مسام تنهداتي....
تشرق نجوم ثورة براكيني
وتتهالك على جفون وجدي
فيسَاقط الدمع مدرارا...
وتفيض ابتساماتي انهارا
فيعود القمر مبتسما
ويشيح الرمس عنَا بوجهه
والليل البهيم يغازل ظلمته
........فتنجلي
ويقبل ذاك الربيع
يحمل زهرا
...وأسرارا....
ويعلو وجهك البشر
فتبتسم السَماء
وينبت على وجنتيك زهرا
فيعود القمر ضاحكا...
ودروب الليل مضاءة...
بقناديل فرح خاو
تقيأه الزمن..فنام دهرا....
لطيف الخليفي/تونس

اين الوطن اليوم بقلم ريما خالد حلواني

 اين الوطن اليوم

كيف يحيا المواطن
واين الامل بالحياة
وسط غابة من الاعداء
جيش يقف بثبات
والظلم يحاوط البلاد
اعان الله ابناء جيشنا
بين هذه التجاذبات
الجيش للجميع
اجتمعت فيه
جميع الاديان
في خندق الاحزان
تقاسموا الفرح والاشجان
والهم داخل الوجدان
في نفوسهم
شجاعة الابطال
وطيبة الاطفال
وحنين الامهاب
وصمود الاباء
وفي القلب
هم لا يعلم به
سوى رب العباد
اتركوا جيشنا لنا
هو الارض
هو العرض
هو حامي لبناننا
بقلمي
ريما خالد حلواني
من ديواني من صميم القلب