◇《رسالةٌ إلى مَحمُود درويش》◇
《1》
《سأكُونُ يوْمًا ما أُرِيدْ 》
دِرْوِیشَنا .."سَأكونُ یَوْمًا ما أُُرِِیدْ" :
حُلْمٌ یُعَمِّدُنِي بِاؔلاءِ الوُعُودْ ◇
حُلْمٌ یُدَثِّرُ ثَلْجَ اؔمَالِي
الّتي قَدْ لَفّهَا
مِن بَرْدِ أوْصَالي جَلِیدْ ◇
طَیْفٌ یُحَدِّثُنِي بِأنِّي
ذَاتَ فَجرٍ سَوْفَ أُبْعَثُ
للمَواسِمِ مِنْ جَدِیدْ ◇
وَ بِأنَّنِي العَنْقَاءُ
رَفَّتْ مِن رَمَادٍ
تَرْتَدِي في عُرْسِها أحْلَی البُرُودْ ◇
هَبَّتْ رِیَاحُ الشَّوْقِ
تَدْعُوها إلى قِمَمٍ
مُضَمَّخَةٍ بأنْسَامٍ بَرُودْ ◇
ِوَ هَفَتْ حُبَیْبَاتُ الهَوَی
جَذْلَی تُرَاوِدُها
وَ قَد نَامَتْ عَلَی تِبْرِ النُّهُودْ ◇
وَ بِنَفْحِ أشْذَاءِ الرَّبيعِ تَخَضَّبَتْ
فَسَرَى الأَرِيجُ عَلَى مَسَامَاتِ القُدُودْ ◇
صَوْتٌ یَبُوحُ بِأنَّنِي تَمُّوزُ
فَجَّرَ ذَاتَ فَجْرٍ قَیْدَ أضْرِحَةِ اللُّحُودْ ◇
وَ بِأنَّ عَشْتَارًا أتَتْ
تَطَأُ الثُّلُوجَ
فَيَسْتَفِیضُ بِنَعْلِهَا نَسْغُ الوُرُودْ ◇
وَ بِأَنَّ قُبْلَتَهَا
عَلَی ثَغْرِي سَرَتْ
تَحْبُو شِغَافِي شَهْدَ إکْسِیرِ الخُلُودْ ◇
وبِأنَّنِي
فِي رِحْلَتِي نَحوَ الذُّرَى
سِیزِیفُ قَد عَرَّی عَلَی صَلْدِ الزُّنُودْ ◇
وَ الصَّخْرَةُ الصَّمَاءُ
إن خَرَّتْ فَلَا تَفْتَا
تُرَاوِدُ فِي المدَی أُفْقَ الصُّعُودْ ◇
وَهمٌ یُرَاوِدُنِي
وَ یَدْعُوني إلَی غَزْوِ الأقاصي والذُّرَى..
كَسْرِالحُدُودْ ◇
و یُشَاکِسُ النَّبْضَ الّذِي
لَم یَبْقَ مِنْهُ سِوَی شَظایَا
مِن تَبارِیحِ الشّرُودْ ◇
و یَبِیعُنِي أمَلًا بَوَارًا
تَاهَ فِي سُوقِ الکَسَادِ
وفِي دَهَالِیزِ الهُجُودْ ◇
《 2》
《جفّتْ يَنابيعُ الإرادةِ 》
دِرْوِیشَنا....
یَا لَیْتَني أَسْطِیعُ حَقّا ذَاتَ بَعْثٍ
أنْ أکُونَ کَمَا أُرِيدْ◇
يَالَيْتَ أقْدِرُ
أنْ أُرُمَّ وأنْ ألَمْلِمَ
مَا تَشَظَّى في أهَازِيجِ الجُدُودْ◇
جَفَّتْ یَنابِیعُ الإرَادةِ
و الرُّؤى فِي مُقْلَتَيَّ وخَافِقِي
أضْحَتْ صَدِیدْ◇
وَ جَنَاحُ أحْلَامِي الّذِي
رَامَ الأقَاصِي والذُّرَی
قَد هِیضَ فِي أسْرِ الحَدِیدْ◇
وجَدَاٸِلُ الشَّيْبِ المُخَضَّبِ بِالأسَى
دَسَّتْ سُمُومَ السُّقْمِ
فِي وَرْدِ الخُدُودْ◇
وعَرَاٸِسُ النَّبْضِ الفَقِیدِ تَرَمَّلَتْ
وغَدَتْ سَبَايَا
فِي سَرَادِیبِ العَبِيدْ◇
وعَلَی رُفُوفِ خَزاٸِنِ النّسْيَانِ
نَامَتْ...وَ الهَوَى فِي حُلْمِها
دَامٍ طَرِیدْ ◇
وَحَمَامُ أوْطانِ المَواجِعِ و الجَوَى
جُزَّ الجَناحُ بِرِيشِهِ..
خَرَسَ النَّشيدْ◇
قَدْ أُجْهِضَ الحُلْمً الّذِي
حَمَلَتْهُ أحْشاءُ القَصِيدِ
فَلَا جَنينَ و لاوّلِيدْ◇
وَتَخَضَّبَ النَّبْضُ الجَريحُ
بِقَيْحِ أحْمَالِ الدِّمَاءِ النّازِفَاتِ
مِنَ الوَريدْ◇
حَرْفِي ضَرِيرٌ
والقَذَى فِي مُقْلَة الأحلَامِ زَاهٍ
والمَدَامِعُ لا تَجُودْ◇
ونَوَارِسِي عَادَتْ عَلَى أعْقَابِها
لَم تَلْق فِي وَطَنِ الطَّوَى
غَيرَ الصُدُودْ◇
وَ تَحَدَّبَتْ مِرْأةُ أحْلامِ الهَوَى
لأرَى بِعُمقِ مَدَارِها
عُمْرِي الشَّرِيدْ◇
مَا عُدْتُ اؔمُلُ
أََن يَضُخَّ الحَرْفُ فِي الأوْطَانِ
أكْسِيرَ الشَّهَامةِ والصُّمُودْ◇
مَا عُدْتُ أومِنُ
أنّ بطْنَ الشِّعْرِ يَكْنِزُ
مَا يَضُخُّ الدِّفْءَ فِي قَلْبِ الوُجُودْ◇
ما عُدْتُ أحْلُمُ
أنْ تَمِيسَ سَنَابلٌ
لِتَزفَّ أبنَاءَ الطَّوَى أحْلَى الوُعُودْ ◇
ما عُدْتُ أطْمَعُ
أنْ أهُزَّ بِجِذْعِ نَخْل الشِّعْرِ
يَهْمِي بِالعَراجِينِ الوَلُودْ ...◇
《 3》
《لماذَا يكْتُبُ الشُّعراءُ؟》
دِرْوِيشَنا..
قُلْ لي لِمَاذَا يَكْتُبُ الشُّعَرَاءُ
وَالأوطَانُ فِي قَبْوِ الجُمُودْ؟◇
قُلْ لي : وَ هَل تَتَناسَلُ الأشْعَارُ
والأرحَامُ مِلْءُ نَجِيعِهَا طِينٌ و دُودْ؟◇
وَ لِمَنْ سَتَصْدَحُ فِي صَقِيعِ الصَمْتِ
أبوَاقُ القَوافِي
والمَسَامِعُ مِنْ جَليدْ؟◇
والكَونُ يَرْزَحُ
تَحتَ أحْمَالِ المَواجِعِ وَالجَوَى..
والذُّلُّ قَدْ صَفَعَ الخُدُودْ ◇
وحُرُوفُنا تَجْثُو ثَكَالَى
فَوْقَ أَرصِفَةِ التَّحَسُّرِ
والتَّصَحُّرِ والرُّكُودْ◇
نَزَّ الصَّدَا بِقُرُوحِها
فَتَزَمَّلَتْ بِمُسُوحِها
وَ غَدَتْ كَأشْبَاحِ تَرُودْ ◇
دِرويشُ.. سَامِح أحرُفًا
قَد حُنِّطَتْ وطَفَتْ جُفَاءً
فَوقَ أمْواهِ الجُمُودْ ◇
واسْحَبْ مَقالَتَكَ الَّتِي
مَاعَادَ لَحْنُ رَنِيمِها
يَسْرِي بِأوْتَارِ الوَرِيدْ ◇
مَا عَادَ نَسْغُ رَحِيقِها وَ رُضَابها
يَنْسَابُ شَهْدًا
فِي مَسَامَاتِ الجُلُودْ ◇
وأسْدِلْ سُجُوفَ اليَأسِ
فَوقَ رُؤًى تَهاوَتْ
فِي نِفَاياتِ التَّحَجُّر والجُحُودْ ◇
لَا القُدْسُ عَادَتْ
لا القَصَائِدُ أثْمَرَتْ
لَا العُمْرُ يَكْفِي كَيْ تُوافِينا الوُعُودْ ◇
هَل يَا تُرَى مازَالَ فَوْقَ الأَرْضِ
مَا يَدْعُو إلى عِشْقِ الحَياةِ كمَا تُرِيدْ؟◇
حَتَّامَ نَتْلُو: "وانْتَظِرْهَا"
وهْيَ لا تَأتِي...
وتُلقِي للنَّوَى وَعْدَ العُهُودْ؟◇
《سعيدة باش طبجي◇تونس》