الأربعاء، 3 أبريل 2024

زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان) رمضان روح التكافل..وغرس القيم بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان)


رمضان روح التكافل..وغرس القيم


مما لا شك فيه أن شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركات وموسم الرحمات والطاعات،يتزوّد  فيه المسلمون من الأعمال الصالحة والغنائم،فشهر رمضان هو الشهر الذي ترفع فيه الدرجات ويستجاب فيه للدعوات،فتتضاعف الحسنات وتمحى السيئات.

وشهر رمضان من المواسم المباركة التي تسهم في غرس وتقوية مفهوم التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع المسلم،ويظهر التكافل والتعاون بين المسلمين من خلال المساعدات والمساهمات التي يقدمها أبناء المجتمع المسلم لإخوانهم المحتاجين من المسلمين،ومثل هذه الأعمال تظهر وبصورة جلية في المجتمع المسلم في هذا الشهر الفضيل.

أيضا بالإضافة إلى المظاهر الخاصة بالمودة والرحمة بين الأصدقاء والأسر المسلمة

والتي تشتمل على الكثير من المعاني السامية والمشاعر الراقية التي يسعى الإسلام إلى تأصيلها في نفوس أبناء المجتمع المسلم،كما يسهم التعاون والتكافل في تعزيز وحدة المجتمع المسلم وتقوية أواصر تكافله والروابط بين أبنائه،كذلك يرجع اهتمام المسلمين بإشاعة مظاهر التعاون والتكافل امتثالًا لأمر الله عز وجل،حيث قال: (وَتعاونوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تعاونوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

ومن أبرز صور التعاون والتكافل بين المسلمين في شهر رمضان تقديم الإفطار للصائمين،

حيث يعتبر أحد أسمى صور التعاون والتكافل في المجتمع المسلم في شهر رمضان،وقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على تفطير الصائمين حيث قال: (من فطر صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ غيرَ أنَّهُ لا ينقص من أجرِ الصائمِ شيء)

إن الله فتح في هذا الشهر الكريم أبواب من الطاعات تحقق مفهوم الجسد الواحد للأمة،وتعمق التكافل والتعاون بين أفرادها،وتقوي الروابط والصلات بين مجموعاتها،ومن هذه الطاعات  إطعام الطعام وتفطير الصوام..

هذه العبادات لها شأن أيها القراء في نشر المحبة،وما من شأنه تقوية روابط المجتمع،وزيادة الأجر المترتب عليها..

أيها الصائمون : هذا الشهر شهر التكافل والتضامن،والتكافل والتعاون،وكان النبي صلى الله عليه وسلم جوادا كريما،وأجود ما يكون في شهر رمضان حين ينزل عليه جبريل، ورسولنا عليه الصلاة والسلام ما رد سائلا قط،فأخرجوا زكاة أموالكم في هذا الشهر الفضيل،وأكثروا من الصدقات فيه،أعينوا الفقراء والمساكين،ووسعوا على المحتاجين،وتذكروا أن الله يقول ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ (آل عمران: 92).

وعلينا في هذه الأيام المباركة أن نشارك في مختلف أصناف الخير في شهر رمضان المبارك كلٌ بقدر استطاعته،فمن المهم أن يسعى المسلمون إلى تعزيز قيم التعاون والتكافل وخاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الكثير من دول العالم الإسلامي، ولا ينبغي أن يقلل المسلمون من قيمة المشاركات البسيطة التي تعزز من التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم،فالقليل على القليل كثير،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا ولو بشق ثمرة.

ختاما أقول،شهر رمضان مدرسة لغرس القيم النبيلة والسامية في نفوس المسلمين وبخاصة الشباب والأطفال، وهذا الشهر المبارك يعتبر فرصة ذهبية لتزكية النفس والتحلي بالقيم والأخلاق الفاضلة التي بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم ليتممها. ومن القيم التي يغرسها الصيام في نفس المسلم قيمة المراقبة وتقوى الله عز وجل، يقول تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). سورة البقرة: 183. 

وعناية المسلمين بشهر رمضان لا ينبغي أن تقتصر على أداء العبادات وقراءة القرآن،وينبغي أن يصاحب ذلك غرس القيم السامية التي تزكي النفس،وتنفع الناس،وتخدم المجتمع،وترتقي بالأمة،وحري بكل فرد وكل أسرة أن يضعا برنامجًا لتعزيز القيم الإسلامية في النفوس حتى نسعد في الدنيا ونفوز في الآخرة وننال رضا الله عز وجل.

والله المسؤول أن يعصمنا والمسلمين من أسباب غضبه وأن يتقبل منا جميعًا صيامنا وقيامنا، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين وأن ينصر بهم دينه ويخذل بهم أعداءه،وأن يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه والحكم به والتحاكم إليه في كل شيء إنه على كل شيء قدير،وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.


محمد المحسن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق