الأربعاء، 3 أبريل 2024

زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان رمضان بطعم الموت والخراب..في قطاع غزة..فهل من مغيث ؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان


رمضان بطعم الموت والخراب..في قطاع غزة..فهل من مغيث ؟!


تصدير : اللهم تقبل منا رمضان وأجعله فاتحة خير وفرح ونصر وغوث لأهلنا في غزة، واجعلنا فيه من عتقائك من النار وبلغنا فيه ليلة القدر قياما وتعبدا وعتقا من النار.


"رغم الحرب والجوع.. رمضان كريم من غزة للعالم"، بهذه العبارة نشر الصحفي محمد حجار صورة لجدارية في غزة احتفالا باستقبال شهر رمضان الذي يأتي هذه السنة على الفلسطينيين في ظل ظروف جد قاسية مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة،ووسط المجاعة التي تهدد أهالي القطاع بسبب سياسة التجويع الممارسة عليهم من قبل الاحتلال الدموي.

استقبل أهالي قطاع غزة  شهر رمضان بصوم سابق على حلول أيامه، رضته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر،ولم يستقبلوا الشهر بالفرحة المعتادة.

وبدلاً من الاستيقاظ فجراً على طبول المُسَحِّرين كما كانوا يفعلون سابقاً،أفزعت أصوات الطائرات والمدفعية التي لا تتوقف أهالي غزة.

لقد أثرت مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة في هذا الشهر الفضيل وهو أكثر فترة مقدسة في التقويم الإسلامي،والتي تتميز بالصلاة والتأمل والصدقة..

 وهنا أقول : رغم الأحداث الجسام والتي عصفت بنا وبأمتنا.أيامنا تمضي وأعوامنا تنقضي تسير بنا إلى أجل محتوم وقضاء محسوم،"فإذا جاء أجلهم لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعة وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ" [الأعراف: 34]. كم ودعنا من إخوة وأقرباء وأحباب،كانوا معنا في رمضان الماضي وهاهم اليوم يتوسدون التراب في غياب أزلي،ونحن على طريقهم سائرون وإلى أقدارنا ماضون.

وإذن؟

إنه إذا،لمن المؤلم والمذل والمهين أن تراقب الأمتان العربية والإسلامية بحجمهما وإمكانياتهما وقدراتهما وجيوشهما الجرارة أهل غزة يبادون ويجوعون ويحاصرون ويقصفون وهما عاجزتان خانعتان ذليلتان،بانكسار ومهانة..!

والسؤال :

أين هي قرارات القمة الطارئة والتي شارك فيها 57 دولة واجتمعت في 11/11/2023.واتخذت قرارا معلنا بفك الحصار عن غزة؟!

 إننا وعلى المستويين الشخصي والأمة في مثل شهر كريم كهذا في أشد الحاجة إلى الشهر الرحمة والمغفرة والقرآن والدعاء والقيام،واللجوء إلى الله متضرعين خانعين متذللين منكسرين،نشكو إليه سبحانه وتعالى هواننا وذلنا وتكالب الأمم علينا وعلى غزة وأهلها واطفالها وشيوخها ونسائها.

ولكن..

لقد أثبتت المقاومة في غزة والتي سجلت ملاحم بطولية تضاف وبكل فخر واعتزاز إلى أمجاد الإسلام الأولى ولتسجل "طوفان أقصى" في سفر الخالدين مع ملاحم ومعارك بدر وأحد والقادسية واليرموك وعين جالوت وغيرهم. أثبتت المقاومة أن طريق التوازن الاستراتيجي مع المحتل لا يكون من خلال عقد صفقات الأسلحة الفاسدة والفلكية التكاليف،ولا بالنياشين التي تزين صدور جنرالات لا هم في العير ولا في النفير،أثبتت المقاومة أن سبيل العزة والنصر هو في سلوك طريق الله سبحانه وتعالى والالتزام بكتابه ومنهجه.جيل غزة القرآني الفريد نخبته من حفظة كتاب الله وكل أبنائه من خريجي المساجد وبيوت الله وليسوا من خريجي ساندهيرست ولا وست بوينت.

نحتاج إلى التعامل مع رمضان كما ينبغي للمؤمن أن يتعامل معه وفيه، فهو شهر القرآن والصيام والقيام والصدقات والقربات والهجرة إلى بيوت الله إن كان للصلاة أو الاعتكاف،ولنا في غزة ومنها الدروس والعبر.لقد تعرضت أمتنا وما تزال لحروب إبادة شرسة وقذرة، ولم تكن هذه الحروب فقط تستهدف الحياة والأرض والعمران والبنيان..

إننا وفي مرحلة رفض الظلم والاحتلال والتطبيع مع المحتل القاتل المجرم،نحتاج لإن نعود بأنفسنا إلى منابع الإسلام ومقاصده الطاهرة الجلية. العدو هو المحتل ولا تطبيع معه،ورمضان هو شهر العبادة والتوبة والقرآن والتضرع إلى الله والسعي لمرضاة الرحمن وعتق العفو لرقابنا من النار.إن وسائل الإعلام والتي تنشر الفحش والخلاعة في رمضان والمسلسلات التي تسخر من الإسلام من خلال السخرية من الملتزمين بنهجه،هي ذاتها التي تروج للتطبيع وخذلان المقاومة وتنشر في الناس ثقافة الخنوع والخضوع للمحتل.

وخلاصة القول : علينا أن نغتنم موسم رمضان فنراجع أنفسنا وحساباتنا،ودورنا في هذه الحياة الدنيا ونتأمل أحوالنا ونتفكر في مالآتنا.و إن المرء ليعلوا مكانا ويكبر مكانة بقدر ما تكبر همومه وغاياته،فلا يرضى بالظلم ولا يسكت عن الظالمين وينصر المستضعفين وينتصر للمحرومين. رمضان فرصة كبرى لنتوب إلى الله توبة نصوحا ولنعود إليه،عودة تقتضي العبادة الحقة والتي تشتمل وتشمل انتهاج سبل العلم والتعلم والاختراع والتقدم، "منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ". جاءنا شهر القرآن وما أحوجنا في عالم الظلم والظلمات، والمعاصي والشهوات،والابتلاءات إلى ما فيه من هدى ورحمة وشفاء لما في الصدور.

اللهم تقبل منا رمضان وأجعله فاتحة خير وفرح ونصر وغوث لأهلنا في غزة،واجعلنا فيه من عتقائك من النار وبلغنا فيه ليلة القدر قياما وتعبدا وعتقا من النار.


محمد المحسن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق