الأربعاء، 3 أبريل 2024

نص بعنوان / أنكاث الديار بقلم / سعاد شهيد

 نص بعنوان / أنكاث الديار

لي في رحم الظلام قصيدة 

نغمات ناي حزينة 

مبتورة لغتها 

تغرق في خسف أغرق الديار 

خنق أنفاس الفجر

غبار أثقل الدمع 

سكن الأجفان 

بكى الشيخ و الصغير 

أنكاث الديار

سقطت كأنها خيوط غزل

 ترك للإعصار

جاء الغراب 

يجمع أشلاء الصغار 

و الكبار 

أصبح صاحب الدار مدحورا 

على يد مغتصب مثبور 

جاء  كأنه سياط ريح حصباء

أجهضت القصيدة في رحم الظلماء

لا صوت 

و لا بكاء

جفت الأقلام

بأي حبر تكتب النكبات 

و أي لغة تصف هول الأحداث 

و أي قصيدة تحمل وزر وحشية 

سقطت الأقنعة 

ظهرت ألوان من الحيوانات 

بزغت في الألفية الثالثة

حيث القوانين و الديموقراطية

حيث الحقوق و الإنسانية 

وأدت القصيدة في جوف الظلام 

فقد كانت حلما في منام 

من يقرأها 

و الحال سواد 

و الغبار غطى البصائر 

و ذاك الضمير 

أصبح ضميرا غائبا 

تخلف عن الركب 

ضاع عن المكان 

بأي حرف تكتب قصيدة الآلام 

غبار 

و أطلال 

و دمار 

لم يسلم منها 

لا طير 

و لا حجر 

و لا حيوان 

بأي قصيدة أنعي حالنا 

نحسب مع الأحياء

و نحن موتى 

لنا وجوه بني الإنسان 

و أفعالنا عافها حتى الحيوان 

قانون الغاب أضل الطريق 

استوطن و أشعل الحريق 

في قلوب بني الإنسان

دق الأوتاد 

و حط العتاد 

ضاع التبصر و البصيرة 

ظهرت أنياب الخديعة 

فقد كانت متخفية في سرابيل 

كأنها من الأنام 

لكنها وحوش 

تأكل لحم الإنسان 

أنيابها ماتزال تقطر 

أيديها مخضبة بدماء الشهداء

وجلون 

داخرون 

يصبون بنادقهم 

بدون بوصلة 

نامي قصيدتي 

فالحمل ثقيل 

و النكبات كثيرة 

و الأوجاع أكبر 

من أي حرف 

من أي لغة 

خرت له الجبال

تصدعت من هول الصراخ 

رجع عليها الصدى 

شق صدرها 

و ما رق قلب بني الإنسان 

نامي قصيدتي 

فقد عجزت عن وجود كلمات 

عن وصف هول كوارث بني جنسي 

عن عشقهم للون الأحمر 

و رائحة الموت

في كل مكان 

ليظل سؤال يؤرق الأجفان

متى تبزغ شمس السلام 

تحلق حمائم السلم 

تزرع الآمان في كل مكان ؟!

و متى أسمع صرخة ولادة القصيدة ؟! 

بقلمي / سعاد شهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق