الخميس، 28 سبتمبر 2023

تأملات من رؤى الحياة بقلم الكاتبة أ.إيمَانْ دَاوِد

تأملات من رؤى الحياة 


باغتتني ذات صحوٍ عيون الفجر بِوَجْدِها في لحظات من الزمن أين استفاق حُلُمي ،علت ترانيم صحوتي وانتشت أوردتي من تراتيل النور إثر تحرّر الليل من الوهم و الحلم و الغفوة ، نما الزهر في المغارة و في الحَجَر و الشجر من أرض الصمت القاحلةسمعتُ أنشودة البحر حين كنتُ أتأمل ،أتجول 

 وأسافر بأجنحة الحب و الصفاء داخل أروقة فصول حياتي؛


        فجأة !

لمحت العمر يسبح ،يتباطأ ويجري سمعته يشدو ويترنّم ثم يغدو متعبا تردَّدَتْ إلى مسامعي تلك الأنشودة الحالمة

تتبّعتُ عمق مداها حتى سمِعَت الشطآن صداها فرقصت رغم هدوء رمالها شدا الطير معي فَرِحًا و علا النخل في شموخه وَجِلًا وصل سحر شَدْوِها الى امتداد الفيافي حتى لامس رنيم القوافي وصار لحنا فريدا لكنه لم ينفرد في ركن ذِكرَى 

ولم ينزوِ في رفوف الشجن و الحيرة بل ابتهجت مواكب الرّبى و غنت طربا، أطلّت ورود عمري نشوى من بين الأغصان المتشعبة و غمرت بساتيني و فساتيني بحسنها ؛


         يالجمالها!

تعجبتُ من بهائها و هنائها وإشراقها بين الأشواك الدامية

لا تزال ألوان أيّامها زاهية رغم قتامة سحب الخريف 

و ليل الشتاء البارد المخيف و رياح القدر المفاجئ العنيد 

ولا تزال السماء تشدو مطرا تنصت الطيور إلى زخّاتها 

عبر نوافذ السنوات التي تترامى على أطراف الأماكن 

و تشع خيوط الشمس حول النوارس التي تتراقص

 صيفا و تنشد الأهازيج كل ربيع تعقب نسائم الفجر الحانية

 بنظرات الرياحين الخجولة تزداد تورّدا و بهاء؛

 رأيتُ النور يلمع في سماء ليلي كنجمة متلألئة في مرآة عيوني فعادت إلىّ نغمة الحياة منتشية ،ترافقني دوما ،تغمر صباحي و مسائي و كل حياتي بين الأمس والآن و الآتي

 و تناجي الروح في لحظات سكوني و غفوتي و توهاني وجنوني و صمودي و هدوئي كطفلة ناضجة تحنو عليها يد الزمان البريئة و تأخذ بيدها الصغيرة لتعبر المدى و الطرق المعهودة ثم ترسو بها في ميناء الألق والرؤى المنشودة.

 


                بقلمي أ.إيمَانْ دَاوِد 

                      تونس- باريس 

                       اوت 2023 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق