الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023

حول الخريف ــــــــــــ عبد الرؤوف عبد الله


 حول الخريف وظل المعاني

سُئلت وما الخريف؟ فأخفَتْ في دمعِ الخريف مدامعَها
وكَنَّتْ بالرحيلِ حُلّةَ الأحزانِ!
وقالت أوراق لم يعد يطالها الرواء فقررت الرحيل.
وأرى الخريفَ بعيني أحقّ بالإنصافِ والعِرفانِ!
فله من الأحلامِ ما يكفي ليكونَ كالربيع الثاني..
نبكي ورقَه المنثورَ على الثرى هاوِيًا وتتطلّع له العيونُ شَزَرًا: ما أقسَاكَ يا جاني!!
يَغضُّون الطرفَ عن صولات الصيفِ وبَأْسِ قَيْظِهِ؛ ففيه رقصُهم.. وفيه مِن صبرهم على الظالم العاتي!
ويقرنون به الأسقامَ وصُفرةَ الأمواتِ فما قولهم في عواصفِ الشتاءِ إنْ هبَّتْ في جنونٍ وطَرَقَهُم سيلُها الجارفُ الآتي؟!
فالموتُ حقٌّ في كل الفصولِ وسرٌّ من أسرار الوجود
كأعظم الألغاز والآياتِ.
يرون في غيمه رمادا وفي شَمْلِ أوراقِه المشتَّتِ حِدادا
وأرى في غصونه الجرداء فنًّا يستثير الذوقَ وينأى عن المشابهة، تمامًا كما في اللوحات!
وشوقاً يجرّدها من أثوابها ترجو العِناقَ في صمتٍ لغُصْنِها العريانِ..
وتكتمُ الأرضُ نارَها عبثاً، تأبى أن يَبِينَ لظاها
فتنفرج صُدوعُها شتىّ قد هاج حنينُها وشجاها..
تشتهي المطر
فيرسل الغيمُ قُبلةَ الحياةِ.. لا يطيق صبرا على لِقاها..
ماءً ينهمر
فبالعِشق يحيا الشجر،
وفي العشق جمال المعاني...
وحياة اللغاتِ!
ولقد ذللنا وجوهَ الاستعارة لنفس العِبارة.. فهل مِن مُذّكّر؟!
✍️ عبد الرؤوف عبد الله
25 سبتمبر 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق