همسات مراكشية
=========
بقلم : كمال مسرت
==========
أيها الكون ..
======
مهلا أيها الكون ..
مهلا ..
ضقت على بياض حلمي ..
و رسمت الدمار على قوائم عرشي ..
المترهل..
على رِسْلِك أيها العنيد ..
كأني بك لم تعد تخشاني..
بعد موت آدم ..
نشرتَ أشرعة الخلاف بين العرب ..
و أغرقت السفينة ..
في سكون الزهراء ..
بين النوم و الإستيقاظ ..
يغالبني عباب الذل العربي ..
تلوكني أعين الشهداء ..
يتمكن النسيان مني ..
شيئا فشيئا ..
أحرر التاريخ من الماضي ..
و من بقايا حلمي ..
ثم أهجر طفولتي مبكرا ..
إلى نهاية صرختي ..
أقبع داخل كبريائي الأجوف..
فيهيج بي الشوق و الحنين ..
لفلسطين ..
سأموت حيث أنا ..
و كما أنا ..
على صخرة الحبيب ..
أذود بقلمي ..
بحجارتي ..
بصارمي ..
عن عرشي ..
و عن قومي ..
و أنت تحت قدمي ..
أفلا تخشاني ..
أيها الأرعن ..
حسبك .. تحسدني..
ما لي أراك في أحلامي ..
كدت فرحتي ..
و استبحت دمعتي ..
سأتخذ من السماء الدنيا ..
وطنا لعترتي ..
و أنثر على الأديم سلامي ..
بَرَدا و بلسما ..
فالمصاب أليم و الجرح قديم ..
بالأمس ..
بتت مشروخ الروح و الجسد ..
يؤرق تدبدب النصر صحوي ..
فأنسل كاللهيب من بين ثنايا الليل ..
أرعد و أزبد ..
ثم أنعس ..
و قلمي في جلده منزوي ..
يراقب اندثار القدس في سكون الحبر ..
فأنادي من بعيد بقايا نور الفجر ..
عله يسمع أنين الصمت ..
يصرخ بداخلي ..
فيتسلل من خندق الحرية..
خارج أسوار المعتقل ..
ليتذوق أريج الأحلام بملعقة ..
لم يرقصوا رقصة النصر ..
لم يُقَبلوا جرح الياسمين و الزعتر ..
لم ينتعشوا برذاذ الزغاريد ..
و لا بزرقة القمر ..
أشباح العروبة تحجب عنهم السلام ..
تنبعث من كل ركن و زمان ..
تغتال بداية الحلم بالحرية ..
فيعود نور الفجر للمعتقل ..
قبل تراتيل العيد ..
فصبر جميل أيها الأسير ..
بين مضارب الصمت ..
و ظلال التطبيع ..
فلن أنام حتى أقهر الكون ..
بحراب السلام ..
فلا تحزني عليهم ..
يا أم الشهيد ..
ربما يعود غدا العيد..
إلى حقول الألغام ..
و مروج الجرح الجديد ..
يا أم الوليد الشهيد ..
بقلم:كمال مسرت
المغرب الأقصى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق